تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الأمازيغي52
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-08-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 2,347

  • وسام اول نوفمبر وسام التحرير 

  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • الأمازيغي52 will become famous soon enough
الأمازيغي52
شروقي
الجبرية في صدر الإسلام .
29-07-2012, 12:16 AM
الجبرية في صدر الإسلام

ظهر فكر الجبريّة في صدر الإسلام ، و زعم منظّروه و أساطينه أن: الإنسان "مسيّر" ، و لا يملك "الاختيار" في تغيير ما هو "كائن" و لا ما سيكون .. و في هذا الفكر خلط و تدليس ، فالسارق يسرق لأنه "مقدّر له" أن يسرق ، و الزاني يزني لأنه مقدر له ، و قس على ذلك ..!!
و الرد على هؤلاء يسير ، فالله سبحانه و تعالى عدلٌ رحيم ، فكيف يقدّر للإنسان أن يقترف جرماً ، و الله خير ، و الإنسان خير؟ ثم لمَ يحاسب الله عباده ، إن كان قدّر لهم فعل الخير و الشر ، و إن كانوا لا يملكون "القدرة" على تغيير "قَدَرهم"؟!.. لم يثاب الإنسان على فعله الحسن ، و لم يعاقب الإنسان على ذنبه ، إن كان ذلك قدره!!..

و كانت الدولة الأموية أول من تبنى فكر الجبريّة سياسياً ، ثم تبعتهم في ذلك الدولة العباسية ، و من بعدها معظم الدول الإسلامية في التاريخ الإسلامي القديم. و كانت هذه أول مره ، يتبيّن فيها أن الإسلام ان استُعمل في السياسة ، عُطلت مفاهيمه و حُوّرت ، لتخدم السياسي "المسلم" بالدرجة الأولى ، حتى و إن كان في ذلك فساد الدين و الدنيا !..

ما أثار ذلك ، هو ما كتب الدكتور/ الحبيب الجنحاني في مجلة العربي (العدد 550 - رجب 1425) ، تحت عنوان "قيمة الحريّة في الفكر العربي" .. قال :
"
لما تحولت الخلافة الراشدة القائمة على الشورى إلى مُلك كسروي عضوض مع الأمويين ، دشن معاوية بن أبي سفيان مقولة الأيديولوجيا الجبرية الأموية ، و نظّر لها أصحاب السلطة الجديدة ، و من أصبح يدور في فلكهم من العلماء ، فقد زعم معاوية أن الماضي خير من الحاضر ، و الحاضر خير من المستقبل....."

ثم استرسل في تعرية هذا الفكر و معتنقيه ، قائلاً:
"
و حاولت الأيديولوجيا الجبرية الأموية توظيف النص الديني توظيفاً سياسياً مكشوفا لتجريد الإنسان من قدرته على الاختيار ، و على التمييز بين القبيح و الحسن العقليين ، و فرض الطاعة لأصحاب السلطان ، [فالله عز وجل علم أنه لا قوام لشيء و لا إصلاح له إلا بالطاعة التي يحفظ الله بها حقه ، و يمضي بها أمره ، و ينكل بها عن معاصيه]و لم يقتصر التنظير للأيديولوجيا الجبرية على أصحاب السلطة ، بل جُند له خطباء المساجد ، و الشعراء و القصاص ، و بلغ الأمر إلى وضع أحاديث و نسبتها إلى أساطين رواة الحديث أمثال أبي هريرة ، و عائشة ، و ابن عمر لفرض الطاعة ، و إعفاء الخلفاء من العقاب يوم القيامة....."
الخليفة الأموي و العباسي، يظلم ، و يشرب الخمر ، و يرتكب أشنع الكبائر ، ثم يأمر الناس بمبايعته ، لأن الناس و بكل بساطة لا يملكون الحرية في عصيانه ، أو إزاحته عن سدّة الحكم ، و هو على ما هو عليه بأمر إلهي ... و هو "ولي الأمر" الذي ذُكر في القرآن، كما روّج لذلك منظرو "الجبريّة"!!

قلّة من علماء الإسلام الأُول ، كذبوا هذا الفكر ، و فنّدوا حججه التي هي أشبه بأوهام .. و أثبتوا أن الإسلام دين حريّة الإرادة ، و دين عدالة .. والله سبحانه و تعالى القائل: (إنها لإحدى الكبر ،، نذيراً للبشر ،، لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر ،، كل نفس بما كسبت رهينة) (سورة المدثر 35-38)

و يبقى السؤال الأهم ، ما الفرق بين ما ورد في كلام الدكتور الجنحاني ، و بين المشهد السياسي العربي الإسلامي في وقتنا الحاضر ؟!!..

التعديل الأخير تم بواسطة الأمازيغي52 ; 29-07-2012 الساعة 12:18 AM
  • ملف العضو
  • معلومات
Samia fr
عضو نشيط
  • تاريخ التسجيل : 10-06-2012
  • المشاركات : 83
  • معدل تقييم المستوى :

    12

  • Samia fr is on a distinguished road
Samia fr
عضو نشيط
رد: الجبرية في صدر الإسلام .
29-07-2012, 12:17 AM
merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii
من مواضيعي
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية حمبراوي
حمبراوي
مشرف شرفي
  • تاريخ التسجيل : 03-05-2008
  • الدولة : استضعفوك فوصفوك
  • المشاركات : 5,147
  • معدل تقييم المستوى :

    21

  • حمبراوي will become famous soon enough
الصورة الرمزية حمبراوي
حمبراوي
مشرف شرفي
رد: الجبرية في صدر الإسلام .
29-07-2012, 12:29 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأمازيغي52 مشاهدة المشاركة
الجبرية في صدر الإسلام

ظهر فكر الجبريّة في صدر الإسلام ، و زعم منظّروه و أساطينه أن: الإنسان "مسيّر" ، و لا يملك "الاختيار" في تغيير ما هو "كائن" و لا ما سيكون .. و في هذا الفكر خلط و تدليس ، فالسارق يسرق لأنه "مقدّر له" أن يسرق ، و الزاني يزني لأنه مقدر له ، و قس على ذلك ..!!
و الرد على هؤلاء يسير ، فالله سبحانه و تعالى عدلٌ رحيم ، فكيف يقدّر للإنسان أن يقترف جرماً ، و الله خير ، و الإنسان خير؟ ثم لمَ يحاسب الله عباده ، إن كان قدّر لهم فعل الخير و الشر ، و إن كانوا لا يملكون "القدرة" على تغيير "قَدَرهم"؟!.. لم يثاب الإنسان على فعله الحسن ، و لم يعاقب الإنسان على ذنبه ، إن كان ذلك قدره!!..

و كانت الدولة الأموية أول من تبنى فكر الجبريّة سياسياً ، ثم تبعتهم في ذلك الدولة العباسية ، و من بعدها معظم الدول الإسلامية في التاريخ الإسلامي القديم. و كانت هذه أول مره ، يتبيّن فيها أن الإسلام ان استُعمل في السياسة ، عُطلت مفاهيمه و حُوّرت ، لتخدم السياسي "المسلم" بالدرجة الأولى ، حتى و إن كان في ذلك فساد الدين و الدنيا !..

ما أثار ذلك ، هو ما كتب الدكتور/ الحبيب الجنحاني في مجلة العربي (العدد 550 - رجب 1425) ، تحت عنوان "قيمة الحريّة في الفكر العربي" .. قال :
"
لما تحولت الخلافة الراشدة القائمة على الشورى إلى مُلك كسروي عضوض مع الأمويين ، دشن معاوية بن أبي سفيان مقولة الأيديولوجيا الجبرية الأموية ، و نظّر لها أصحاب السلطة الجديدة ، و من أصبح يدور في فلكهم من العلماء ، فقد زعم معاوية أن الماضي خير من الحاضر ، و الحاضر خير من المستقبل....."

ثم استرسل في تعرية هذا الفكر و معتنقيه ، قائلاً:
"
و حاولت الأيديولوجيا الجبرية الأموية توظيف النص الديني توظيفاً سياسياً مكشوفا لتجريد الإنسان من قدرته على الاختيار ، و على التمييز بين القبيح و الحسن العقليين ، و فرض الطاعة لأصحاب السلطان ، [فالله عز وجل علم أنه لا قوام لشيء و لا إصلاح له إلا بالطاعة التي يحفظ الله بها حقه ، و يمضي بها أمره ، و ينكل بها عن معاصيه]و لم يقتصر التنظير للأيديولوجيا الجبرية على أصحاب السلطة ، بل جُند له خطباء المساجد ، و الشعراء و القصاص ، و بلغ الأمر إلى وضع أحاديث و نسبتها إلى أساطين رواة الحديث أمثال أبي هريرة ، و عائشة ، و ابن عمر لفرض الطاعة ، و إعفاء الخلفاء من العقاب يوم القيامة....."
الخليفة الأموي و العباسي، يظلم ، و يشرب الخمر ، و يرتكب أشنع الكبائر ، ثم يأمر الناس بمبايعته ، لأن الناس و بكل بساطة لا يملكون الحرية في عصيانه ، أو إزاحته عن سدّة الحكم ، و هو على ما هو عليه بأمر إلهي ... و هو "ولي الأمر" الذي ذُكر في القرآن، كما روّج لذلك منظرو "الجبريّة"!!

قلّة من علماء الإسلام الأُول ، كذبوا هذا الفكر ، و فنّدوا حججه التي هي أشبه بأوهام .. و أثبتوا أن الإسلام دين حريّة الإرادة ، و دين عدالة .. والله سبحانه و تعالى القائل: (إنها لإحدى الكبر ،، نذيراً للبشر ،، لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر ،، كل نفس بما كسبت رهينة) (سورة المدثر 35-38)

و يبقى السؤال الأهم ، ما الفرق بين ما ورد في كلام الدكتور الجنحاني ، و بين المشهد السياسي العربي الإسلامي في وقتنا الحاضر ؟!!..

وولجابري كلام جميل في هذا المجال ضمنه كتابه الرائع : العقل السياسي العربي ..أتمنى أخي ان تطلع عليه ..
بوركت أخي الكريم
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية البخالدي20
البخالدي20
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 1,507
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • البخالدي20 will become famous soon enoughالبخالدي20 will become famous soon enough
الصورة الرمزية البخالدي20
البخالدي20
شروقي
  • ملف العضو
  • معلومات
محمد تلمساني
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-07-2009
  • المشاركات : 2,226
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • محمد تلمساني will become famous soon enough
محمد تلمساني
شروقي
فرية اتهام معاوية رضي الله عنه والدولة الاموية بنشر "الجبرية" !
20-08-2012, 06:28 PM

جاء في مقال للكاتب سليمان بن صالح الخراشي بعنوان كذبتان سياسيتان على معاوية - رضي الله عنه - ( مع تفنيدهما )

الرد على فرية اتهام معاوية رضي الله عنه والدولة الاموية بنشر "الجبرية" !

قال الكاتب

متابعة مني لما ابتدأه أخي الشيخ عبدالله زقيل - وفقه الله - ( على هذا الرابط ) من تفنيد الشبهات التي يذكرها أهل الأهواء تجاه معاوية - رضي الله عنه - ؛ أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأحد من ائتمنهم على كتابة الوحي ؛ أحببتُ أن أفنّد هنا شبهتين باطلتين طالما تكررتا في كتابات أولئك ؛ مع التنبه إلى أن الدفاع عن معاوية - رضي الله عنهم - فضلا عن كونه عقيدة يدين الله بها كل مسلم لم يفسد قلبه بمرض الغل والحقد على خير هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم - فإنه مهمٌ جدًا ؛ بسبب أن معاوية - كما قال العلماء - " ستر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه " ؛ كما شاهدنا هذا واقعًا من بعض أهل الأهواء ؛ حيث انتقلوا من الطعن فيه إلى الطعن في غيره من كبار الصحابة ؛ كعثمان وطلحة والزبير وغيرهم . فالدفاع عنه هو خط الدفاع الأول عن الصحابة - رضي الله عنهم - .

المسألة الأولى: اتهام معاوية – رضي الله عنه – والدوله الأموية بنشر "الجبرية" !

يردد المغرضون اتهامًا عجيبًا وقديمًا للدولة الأموية ؛ وعلى رأسها معاوية – رضي الله عنه - أنها كانت تروج للفكر الجبري وتنشره بين الناس ؛ لتباعد بينهم وبين الخروج عليها ، أو محاولة تغييرها . فيكون الرضا بتسلط هذه الدولة على المسلمين عقيدة راسخة يدينون الله بها ؛ وهذا ما يبتغيه بنو أمية ؛ وعلى رأسهم الصحابي الجليل : معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - !

وقد صدق الشيخ محمود شاكر - المؤرخ المعاصر - عندما قال : "إن تاريخ بني أمية قد أصابه الكثير من التشويه" . [2] حيث تعرضت هذه الدولة المسلمة التي لم يأت مَنْ بعدها بعُشر فضائلها لحملة واسعة من التشويه المتعمد من قبل أعداء كثيرين ؛ في مقدمتهم مؤرخو الشيعة الذين اختلقوا الأكاذيب والمفتريات عليها ، وقلبوا محاسنها مساؤي .
وقد أحسن الدكتور حمدي شاهين في كتابه الجديد " الدولة الأموية المفترى عليها - دراسة الشبهات ورد المفتريات "[3] ؛ عندما أنصف هذه الدولة في كتابه هذا الذي أتمنى أن يعود إليه الأستاذ الشنقيطي - وكذا غيره من المهتمين - ليتبين لهم مقدار التجني والتحامل الذي تعرضت له تلك الدولة العظيمة.

يقول الدكتور حمدي : “ ظفر معاوية بن أبي سفيان بحظ وافر من فيض المطاعن والاتهامات ، وكانت مواجهته علي بن أبي طالب - بمكانته السامية عند المسلمين - سببًا في ذيوع هذه الاتهامات وترسخها ؛ فوصفوا سياسته بالميكافيلية وإرهاب الخصوم ، وإحياء النزعة القبلية ، وتخذيل المعارضة بشل الروح الثورية ، وبث روح الجبر والإرجاء .. “ [4] .

وفي ظني أن أول من أشاع هذه الفرية على معاوية - رضي الله عنه - : المعتزلة الأوائل الذين أبغضوا الأمويين لأسباب عديدة ؛ من أهمها : أن عقيدتها في القضاء والقدر سنية ، بخلاف عقيدة المعتزلة القدرية[6] ، ولهذا أطلقوا على كل من خالف عقيدتهم البدعية بأنه " جبري " ! ، ومنها : أن عقيدتهم في تسويغ الخروج على حكام المسلمين تخالف عقيدة أهل السنة التي تأمر بعدم الخروج على الحاكم المسلم الجائر ، وتُلزم المسلمين بطاعته في غير معصية الله ؛ حفظًا لوحدتهم ودمائهم ، وهي عقيدة مرجعها أقواله صلى الله عليه وسلم الآمرة بذلك ، فليست من اختراع معاوية أو غيره من أهل السنة ؛ كما يتوهم الثوريون أتباع المعتزلة .

ولهذا فقد شن رجال المعتزلة حملتهم على دولة بني أمية السنية ، متوافقين في ذلك مع الروافض .

يقول الجاحظ في إحدى رسائله : “ عندها استوى معاوية على الملك ، واستبد على بقية الشورى ، وعلى جماعة المسلمين ؛ من الأنصار والمهاجرين في العام الذي سموه عام الجماعة ، وما كان عام جماعة ، بل كان عام فرقة وقهر وجبرية وغلبة ، والعام الذي تحولت فيه الإمامة مُلكًا كسرويًا ، والخلافة غصبًا قيصريًا .. “ الخ هرائه[7] .

فتأمل منازعة هذا المعتزلي المتهتك[8] لجماعة المسلمين الذين فرحوا بالصلح بين معاوية والحسن – رضي الله عنهما - ، الذي أخبر عنه صلى الله عليه وسلم بقوله عن الحسن – رضي الله عنه - : " إن ابني هذا سيد ، ولعل الله أن يُصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين " . أخرجه البخاري .، وسمّوا العام الذي حدث فيه عام الجماعة .

ثم تأمل كذبه وتناقضه عندما أوهم أنه مع الخلافة الراشدة ويدعو لها ؛ وهو كإخوانه أهل الاعتزال في تفسيق الخليفة الراشد عثمان – رضي الله عنه - !! وبعضهم يُصرح بأنه لايقبل شهادة الخليفة الراشد علي – رضي الله عنه - ! [9]

ثم جاء بعده المعتزلي الآخر القاضي عبدالجبار ، فردد هذه التهمة في كتابه " طبقات المعتزلة "[10]

وفي عصرنا الحاضر تتابع – للأسف - بعض المؤلفين المتحاملين على الدولة الأموية ؛ على ترديد هذه التهمة الغريبة دون دليل معتمد . وإليك أمثلة لهم :
قال أحمد أمين في كتابه " ضحى الإسلام"[11] ": وبنو أمية كما يظهر كانوا يكرهون القول بحرية الإرادة لا دينياً فقط ولكن سياسياً كذلك ؛ لأن الجبر يخدم سياستهم. فالنتيجة للجبر أن الله الذي يسير الأمور قد فرض على الناس بني أمية كما فرض كل شيء ، ودولتهم بقضاء الله وقدره فيجب الخضوع للقضاء والقدر" .

وقال النشار في كتابه " نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام "[12] : " كان معاوية يُعلن الجبر بالشام " .
وقال شاكر مصطفى في كتابه " دولة بني العباس "[13] : " إن خلافة بني أمية تقوم على مبدأين... المبدأ الثاني : أن ما يتم على الأرض فإنما هو بإرادة الله ؛ لأن الإنسان مسير لا مخير ، وفلسفة الجبرية كانت تقوم في أساس الفكر الأموي، ولو أراد الله غير ما هو كائن لفعل " .
وقال الدكتور عفت الشرقاوي في كتابه " أدب التاريخ عند العرب "[14] : " وكان عَوَانة يهتم بالصراع السياسي والحربي بين الإمام علي وخصومه ، مع ميل إلى تأكيد فكرة الجبر في تفسير حوادث التاريخ ؛ وهي الفكرة التي كان يشجع على بثها بين علماء المسلمين خلفاء بني أمية تأكيداً لسلطانهم السياسي" .

وقد رد الدكتور محمد بن صامل السلمي في كتابه " منهج كتابة التاريخ الإسلامي"[15] هذه التهمة الشنيعة بقوله :
" بسبب الانحراف في مفهوم القضاء والقدر وقع جملة من الكتاب المعاصرين في أخطاء شنيعة في تقديرهم للدولة الأموية والحكم عليها ؛ حيث قالوا إن الدولة الأموية شجعت الاتجاه نحو الجبر والإرجاء ، وقالت إن أعمالها لا تجوز معارضتها ؛ لأن من يعارضها يعتبر منكرًا للقدر ، إذ لو أراد الله غير ذلك لكان. وقد أطلق هؤلاء الكتاب هذا القول دون أن يوردوا عليه دليلاً، وهذا يرينا مدى التشويه الذي يلحق تفسير حوادث التاريخ الإسلامي عندما توضع في منظور غير إسلامي وعندما تنحرف المفاهيم والتصورات، وهذا الفهم الذي ذهبوا إليه والحكم الذي حكموا به مبني على الجهل بمفهوم القضاء والقدر وتوهم أن بينه وبين التكاليف الشرعية من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله معارضة، وليس الأمر كذلك كما أوضحناه.
كما أن الوقائع التاريخية الثابتة تكذب هذا الادعاء ؛ فقد قُُتل كلٌ من غيلان الدمشقي ومعبد الجهني اللذين أنكرا القدر في ظل الدولة الأموية كما قُتل الجعد بن درهم والجهم بن صفوان إماما الجبرية بأمر من الخلفاء الأمويين " .

قلتُ : ومما يزيد هذه التهمة بطلانًا : أن معاوية – رضي الله عنه – عندما تصالح مع الحسن – رضي الله عنه – كان الاتفاق بينهما أن يتولى الحسن الخلافة بعده ؛ "وأعطاه معاوية عهدًا إن حدث به حدَث والحسن حي ليسمّينه وليجعلنّ هذا الأمر إليه".[16] فكيف يُتهم رضي الله عنه بنشر فكر الجبر ثم يعهد بالخلافة للحسن ؟!

------------------------
الهوامش :
[2] التاريخ الإسلامي (4/5).
[3] ط: دار القاهرة للكتاب ، 2001م.
[4] ص 12 .
[5] ص 28.
[6] ينظر رسالة "المعتزلة وأصولهم الخمسة"؛ للدكتور عواد المعتق.
[7] رسالة في النابتة، مطبوعة ضمن "رسائل الجاحظ" (1/10-12)، تحقيق الأستاذ عبدالسلام هارون –رحمه الله-.
[8] قال ابن حزم عنه: "كان أحد الـمُجّان، ومن غلب عليه الهزل، وأحد الضُلاّل المضلين". (الفِصَل..، 5/39). وقال الإمام ابن قتيبة في كتابه "مختلف الحديث، ص 59-60": "تجده يقصد في كتبه للمضاحيك والعبث، يريد بذلك استمالة الأحداث وشُراب النبيذ.. وهو مع هذا من أكذب الأمة، وأوضعهم لحديث، وأنصرهم لباطل"
[9] ينظر في هذا: رسالة "تناقض أهل الأهواء والبدع في العقيدة" للدكتورة عفاف مختار (1/459-460).
[10] (3/14).
[11] (3/81).
[12] (1/231-232).
[13] (1/28) .
[14] ص 257
[15] ص 202 - 203
[16] طبقات ابن سعد (1/330-331)، تحقيق الدكتور محمد السلمي، وقال عن الخبر: إسناده صحيح.

http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/79.htm

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 08:19 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى