المدرب بالجزائر شماعة لتعليق الفشل والمسيرون أولى بالإقالة
16-10-2015, 08:04 PM

حاوره: عادل عناب

يعد المدرب القدير عبد الحميد أزروال، واحدا من المدربين القلائل الذين استمروا على رأس ناد واحد في القسم الأول، على مدار 14 سنة متوالية، وحقق معه نتائج ايجابية رغم الإمكانات المتواضعة الموضوعة تحت تصرفه آنذاك، "الشروق" التقته بمكتبه بمدينة عين مليلة، وكان لها الحوار التالي معه، والذي تحدث فيه عن مسيرته وتحليله لماضي وحاضر كرة القدم الجزائرية.

هل لك أن تحدثنا عن آخر أخبارك وأسباب انسحابك من عالم التدريب؟

حاليا أنا في مكتبي أمارس عملي في إدارة تجارتي ببلدية عين مليلة، وابتعادي عن عالم التدريب ليس نهائيا، وإنما هو قرار اتخذته لأخذ قسط من الراحة ومراجعة النفس، كما أني على إطلاع دائم بما تعرفه الساحة الرياضية من أحداث وأحاديث.

لو طلبنا منك تقييما لمشوارك الرياضي الحافل ماذا تقول؟

مشواري الرياضي ممتد لثلاثين سنة، ومسيرتي في عالم التدريب معروفة على كل حال، لقد دربت فيها فرقا ذات سمعة وطنية كجمعية عين مليلة وأهلي البرج وشباب باتنة وغيرها، كما قدمت الكثير ولازلت قادرا لحد الآن على العطاء أكثر، والحمد لله أنا راض عما قدمته طوال هذا المشوار الرياضي، والحمد لله فقد تركت الرضا والقبول أينما حللت، بشهادة كل من عملت معهم واستغل الفرصة لأحيي وأشكر الجميع بلا استثناء.

ما أهم إنجاز رياضي لك بقي في ذاكرتك؟

قيادتي لفريق أهلي البرج للصعود التاريخي للقسم الأول، بحكم كونه لأول مرة آنذاك، إنه أهم الانجازات التي بقيت في ذاكرتي، وهذا لا ينقص من علاقتي والبصمة الخاصة لي بفريق جمعية عين مليلة التي قدت فيها هذا الفريق على مدار أربعة عشر موسما متواليا في القسم الأول، ولا أنسى وصولنا بالفريق إلى نهائي كاس الجمهورية 1994 أمام شبيبة القبائل.

ما الذي تغير في رأيك في عالم كرة القدم في الجزائر على مدار مشوارك كمدرب وكمتابع حاليا؟

كرة القدم هي كرة القدم ولم يتغير المستوى كثيرا، غير أن الذي تغير هو التسيير، فقد صارت الفوضى هي السائدة عليه وغلبت عليه المادة بشكل قضى على كل مبادئ الروح الرياضية واللعب النظيف، وهنا لا أقصد رؤساء النوادي فقط فكل من له دور في تسيير الرياضة الجزائرية مسؤول عن هذه الفوضى التي لا تخدم البتة مستقبل كرة القدم الجزائرية.

في رأيك هذه الفوضى في التسيير، كما سميتها هي السبب وراء غياب اللاعب المحلي عن الفريق الوطني؟

نعم أؤكد لك أن التسيير هو من جعل من رياضتنا مريضة بشكل عام، وكما يقول المثل الرعية من الراعي، والمواهب الرياضية الشابة الاستثنائية موجودة في الجزائر، ولها مكانة في الفريق الوطني غير أنها بحاجة إلى رعاية وتوفير أفضل شروط نجاح، وهذا بالضرورة يتطلب مسيرين أكفاء، فالرياضة الجزائرية في رأيي بحاجة إلى كفاءات تسيير رياضي، وليس إلى رجال مال وأعمال وفقط، لا هم لهم إلا الربح المادي، وبكل الطرق.

ظاهرة إقالة المدربين في الجزائر اتخذت منحى تصاعديا غير طبيعي، ما تحليلك للظاهرة؟

المدرب صار شماعة لتعليق فشل المسيرين، فكل مسير يفشل في مهمته يضحي بالمدرب، والأصح كان في استقالة ذاك المسير، فمن النادر أن نسمع عن استقالة أو إقالة رئيس ناد بسبب سوء النتائج، مع أن الجميع يعلم بأن غالبية المدربين صار لا دور لهم في جلب اللاعب الفلاني أو ذاك، فحتى اللاعب صار تعامله أكثر مع رئيس النادي أكثر من المدرب، لأنه يعلم بأنه صاحب القرار، غير أن ما لا يجب ألا نتغاضى عنه فهذا المسؤول مسؤول عن السلبيات أيضا، وليس الايجابيات فقط.

الوضع الحالي لفريقك السابق جمعية عين مليلة لا يسر منافسا ولا صديقا، إلام تعيد أسباب هذا الوضع الذي طال أمده؟

في تحليلي الشخصي، فأنا أعود مرة أخرى لموضوع فوضى التسيير، وأحمله كل المسؤولية فيما هو حاصل للجمعية، والتي حالها كحال عدة نواد صنعت المجد في سنوات مضت كترجي ڤالمة ووفاق القل وشباب برج منايل وغيرها، فكلها عصف بها سوء التسيير والمصالح الشخصية إلى متاهات النسيان، بعدما كانت تصنع الحدث لسنوات عديدة.

هل يمكن أن نراك مرة أخرى مدربا للاصام؟

أنا رجل ميدان، والتدريب يسري في عروقي، وأي ناد أجد فيه ظروفا مواتية لتقديم خبرتي، فلن أتردد لحظة واحدة في ذلك، ولاصام بالضرورة في مقدمتهم.

سعدان وخاليلوزيتش وغوركوف، من تراه قدم إضافة للفريق الوطني وكرة القدم الجزائرية بشكل عام؟

بحكم أني مدرب، فأنا أحترم كلا منهم، وباختصار فلكل منهم فلسفة خاصة به يراها الأنسب للفريق الوطني، وقدم ما استطاع، وإجمالا التدريب مهنة صعبة جدا، خاصة هنا في الجزائر.

كلمة أخيرة؟

أي عمل يجب أن يحبه ممارسه للنجاح فيه، وهذا مبدأ سرت عليه طوال مشواري في التدريب ضمن عالم كرة القدم.