عين مليلة والبرج يعودان إلى الواجهة… و”الموب” بين التألق والتفوق
19-05-2018, 05:33 PM



كشفت نهاية بطولة الرابطة المحترفة الثانية عن الوجه الحقيقي لعديد الأندية التي فرضت منطقها، وكسبت ورقة الصعود إلى حظيرة الكبار، وفي مقدمة ذلك مولودية بجاية وجمعية عين مليلة وأهلي برج بوعريريج، مثلما كشفت عن استسلام أندية أخرى رغم ماضيها الكروي، على غرار غالي معسكر وشباب باتنة وشباب عين فكرون الذين ودعوا الرابطة المحترفة الثانية.
حافظت الرابطة المحترفة الثانية على وفائها في حدة التنافس بين الأندية الطامحة في لعب ورقة الصعود، أو الساعية إلى تفادي شبح السقوط، وإذا كانت مولودية بجاية قد حسمت الأمر قبل 3 جولات عن انتهاء الموسم، إلا أن الجولتين الأخيرتين جعلتا التنافس مفتوحا على كل الاحتمالات، بخصوص من ينتزع التأشيرتين المتبقيتين، فكان لجمعية عين مليلة أن رسمت صعودها في الجولة الـ29، فيما بقيت التأشيرة الأخيرة في المزاد بين شبيبة بجاية وأهلي البرج، لتعود الكلمة إلى هذا الأخير الذي فاز على جمعية الشلف وتلقى هدية من وداد تلمسان الذي فرض التعادل أمام ضيفه شبيبة بجاية، ما حرم هذا الأخير من مرافقة الجار مولودية بجاية إلى مصاف الكبار.
وفي الساق ذاته، كان التنافس على أشده في كوكبة المؤخرة، بعدما اتسعت دائرة المهددين إلى أكثر من 7 فرق، قبل أن تتقلص تدريجيا، موازاة مع السقوط المسبق لشباب عين فكرون، ليلتحق به غالي معسكر وشباب باتنة في جولة اختتام البطولة بعدما عجزا عن الصمود، خصوصا أن مصيرهما لم يكن في أيديهما، موازاة مع القفزة النوعية التي حققتها مولودية العلمة في الجولة الـ27، بعد عودتهما بفوز من عين مليلة قلب جميع الموازين.
“الموب” جنت الثمار رغم قلة الاستقرار

خطفت مولودية بجاية الأضواء، بعدما حسمت ورقة الصعود عدة جولات قبل انتهاء الموسم، حدث ذلك بعد مسار وصفه الكثير بالإيجابي، حدث ذلك رغم معاناتها من غياب الاستقرار، بدليل تداول 3 مدربين على العارضة الفنية، والبداية كانت مع مصطفى بسكري الذي عرف كيف يضمن بداية موفقة بعد إنهاء فترة التحضير التي وصفها الكثير بالناجحة، ليترك مكانه للمدرب بوعراطة الذي لم يصمد طويلا هو الآخر، وأرغم على الانسحاب مع بداية مرحلة الذهاب، ما جعل الهيئة المسيرة تستنجد بخدمات المدرب عز الدين آيت جودي الذي واصل المهمة بنجاح، وساهم في إعادة الموب إلى حظيرة الكبار، وهذا برصيد 60 نقطة، بعد تحقيق 17 فوزا و 9 تعادلات مقابل الهزيمة في 4 مناسبات فقط، في الوقت الذي ضرب الهجوم بقوة وسجل 39 هدفا بقيادة المهاجم بلقاسمي الذي وقع 15 هدفا.
ويبدو أن الموب قد عرف كيف يتفاوض بشكل جيد مع الثلث الأخير من البطولة، ذلك بفوزه بداربي بجاية أمام الشبيبة، وهو ما فتح شهية توالي الانتصارات التي حسمت الصعود قبل الأوان.
“لاصام” بددت الشكوك ونزاهة تلمسان منحت أحلى هدية للبرج

كانت جمعية عين مليلة في مستوى تطلعات أنصارها، وهذا رغم الصعوبات الكبيرة التي واجهتها في النصف الثاني من البطولة، ما تسبب في عديد التعثرات بملعب الإخوة دمان ذبيح، على غرار الانهزام أمام غالي معسكر والتعادل ضد وداد تلمسان وجمعية الشلف، وآخرها كانت الخسارة الصادمة أمام جمعية عين مليلة، خسارة كادت تخلط جميع الحسابات، قبل أن يتم التدارك في الخرجة الموالية إلى بوسعادة، حين عاد أبناء حجار بفوز أبقى على حظوظهم في الصعود، قبل أن يتم ترسيمه في الجولة ما قبل الأخيرة أمام أهلي البرج، في مباراة جرت دون جمهور بسبب عقوبة ملعب دمان ذبيح، وفي السياق ذاته، حقق أهلي البرج حلم الصعود في جولة الاختتام، وهذا موازاة مع فوزه أمام جمعية الشلف وتلقيه هدية لا تقدر بثمن من وداد تلمسان الذي فرض التعادل أمام شبيبة بجاية الذي كان ينافس هو الآخر من أجل اقتطاع التأشيرة الثالثة إلى حظيرة الكبار، وهو الأمر الذي جعل عاصمة البيبان مع أجواء من الأفراح منذ منتصف الثلاثاء المنصرم، حدث ذلك رغم الغياب الاضطراري للمدرب بوغرارة، بسبب بالضغوط التي تعرض لها قبل مباراة الأهلي ضد فريقه الأصلي جمعية عين مليلة.
شبيبة بجاية الخاسر الكبير والشلف كسبت فريقا يعد بالكثير

من جانب آخر، فوتت شبيبة بجاية على نفسها فرصة لا تعوض للعودة إلى حظيرة الكبار، وهذا رغم أن مصيرها كان في متناولها، إلا أن جهود أبناء المدرب زغدود لم تكلل بتحقيق الفوز في تلمسان، خاصة أنه الخيار الوحيد لتحقيق الصعود إلى الرابطة الأولى، إلا أن اكتفاءهم بالتعادل حرمهم من التأشيرة الثالثة التي عادت لأهلي البرج، وإذا كانت الشبيبة البجاوية طرفا فاعلا في كوكبة الأندية التي تنافست على ورقة الصعود إلا أنها في الوقت نفسه ضيعت العديد من النقاط الثمينة في عديد المباريات الحاسمة، من ذلك خسارة نقاط الداربي أمام الموب، والتعثر في العلمة التي كانت في حاجة ماسة للفوز بغية تفادي السقوط، وغيرها من الخرجات التي لم يحسن أبناء زغدود التعامل معها، في المقابل، كشف فريق جمعية الشلف عن وجه إيجابي في البطولة، وهذا رغم تركيبته الشابة، حيث عرف المدرب سمير زاوي كيف يحفز لاعبيه في الجولات الأخيرة، وحقق نتائج مميزة في الشلف وخارج الديار، قبل أن يتوقف قطار الصعود تدريجيا منذ اكتفائهم بالتعادل بميدانهم أمام الرائد مولودية بجاية، ثم انهزامهم في العلمة، لكن ورغم أن الشلفاوة ضيعوا الصعود إلا أنهم شكلوا فريقا شابا يعد بالكثير إذا لقي العناية اللازمة من إدارة عبد الكريم مدوار.
وإذا كان الجميع قد أكد على التنافس الحاد الذي ميز الرابطة المحترفة الثانية سواء على مستوى الصعود أو شبح السقوط، إلا أن الشيء الذي سيبقى راسخا في الأذهان، هو تحلي وداد تلمسان بالنزاهة خلال جولة الاختتام، حين صمدت أمام ضيفها شبيبة بجاية التي كانت في حاجة ماسة إلى تحقيق الفوز، إلا أن ذلك لم يمنع أبناء الزيانيين من أخذ الأمور بجدية، وانتهت المباراة بنتيجة التعادل الأبيض، تعادل لم يخدم شبيبة بجاية، لكنه منح سمعة طيبة لوداد لتمسان، مثلما منح أغلى هدية لأهلي البرج الذي ارتقى بسبب هذه النتيجة إلى حظيرة الكبار، موازاة مع فوزه أمام جمعية الشلف بهدف لصفر.
سكيكدة وغليزان من الصعود إلى الاكتفاء بالبقاء

عرفت عديد الأندية مشوارا متبادلا في الرابطة الثانية، على غرار شبيبة سكيكدة التي أبانت عن وجه إيجابي جعلها مؤهلة للعب ورقة الصعود، بدليلها تنافسها الحاد رفقة الموب ولاصام وشبيبة بجاية، إلا أن كثرة المشاكل وحجم الضغط الممارس تسبب لها في عدة تعثرات في سكيكدة، ما عجّل بخروجها من السباق، والكلام نفسه ينطبق على سريع غليزان الذي كان في موقع جيد للعب على الصعود خلال مرحلة الذهاب، قبل أن يقع أسير المشاكل المالية والإدارية وكذا ضغط المحيط، ما جعله يفقد التوازن في منتصف الطريق، ناهيك عن حدوث تغييرات كثيرة في العارضة الفنية منذ مغادرة المدرب عجالي، وهو ما يؤكد على إشكالية غياب الاستقرار الذي كثيرا ما ينعكس سلبا على أندية دشنت الموسم بشكل إيجابي قبل أن تتراجع بمرور الجولات، في المقابل، اكتفت بعض الأندية بالحد الأدنى من الطموحات، على غرار جمعية وهران التي ضمنت البقاء بأقل المتاعب، والكلام ينطبق على مولودية سعيدة التي استعادت توازنها تدريجيا مع نهاية مرحلة الذهاب رفقة أمل بوسعادة وغيرها من الأندية التي استهلت البطولة بصعوبة.
العلمة والقبة وتلمسان أنقذوا الموسم وانهيار تام لعين فكرون والكاب ومعسكر

عرفت مولودية العلمة كيف تنقذ نفسها رفقة أندية عانت الكثير في مرحلة الذهاب، في صورة رائد القبة ووداد تلمسان، فيما عجزت أندية أخرى عن مجاراة متطلبات ضمان البقاء، وفي مقدمة ذلك شباب عين فكرون الذي سقط قبل عدة جولات، ليلحق به غالي معسكر وشباب باتنة خلال جولة الاختتام، والواضح بأن الأندية المذكورة قد سددت فاتورة قلة الإمكانات والصراعات الداخلية، بدليل أن “الكاب” وجد متاعب بالجملة مع انطلاق الموسم بسبب الهجرة الجماعية، ونفس الوضع عانى منه شباب عين فكرون بسبب انسحاب رئيس النادي حسان بكوش، أما غالي معسكر فعجز عن الصمود رغم الجهود المبذولة من طرف المناجير العام لخضر بلومي.
509 هدف حصيلة الموسم… “لاصام” الأفضل وبلقاسمي هدافا

خطف مهاجم مولودية بجاية الأضواء، بعدما أنهى الموسم هدافا للبطولة بـ 15 هدفا كاملا، يليه عديد المهاجمين الذين تألقوا بشكل لافت، على غرار هدف جمعية عين مليلة صاحبي الذي وقع 13 هدفا، ولعوافي من مولودية العلمة (12 هدفا)، فيما وقع وسط ميدان رائد القبة حسين مترف ومهاجم شبيبة بجاية بلغربي 11 هدفا، أما أيمن محيوص من شباب باتنة وهشام مختار من شبيبة سكيكدة فقد سجلا 10 أهداف، في الوقت الذي استحق لاعب جمعية وهران بوعلام مصمودي صفة المدافع الهداف، بعدما سجل 6 أهداف متفوقا على مهاجمين بوزن مساعدية من أهلي البرج وبرملة من شبيبة سكيكدة اللذان اكتفيا بـ 5 أهداف، ومليكة من جمعية الشلف الذي سجل 4 أهداف فقط، علما أن بطولة هذا الموسم عرفت تسجيل 509 هدف (بمعدل هدفين في كل مباراة)، ويعد هجوم جمعية عين مليلة الأفضل بـ44 هدفا، فيما سجل أهلي البرج 40 هدفا، أما هجوم الموب وشبيبة بجاية فقد سجل كل منهما 39 هدفا.
45 مدربا نشطوا في الرابطة الثانية.. لاصام والشبيبة الأحسن استقرارا

بقيت أندية الرابطة المحترفة الثانية وفية لنغمة غياب الاستقرار من الناحية الفنية، بدليل تداول 45 مدربا على مختلف الأندية منذ بداية الموسم، وقد حطم سريع غليزان وشباب عين فكرون الرقم القياسي، بعدما تداول عليهما 5 مدربين طيلة الموسم، في الوقت الذي أشرف على أغلب الأندية حوالي 3 مدربين في أحسن الحالات، فيما حافظت بعض الأندية على استقرارها في هذا الجانب، على غرار جمعية عين مليلة التي تمسكت بخدمات المدرب شريف حجار، وأهلي البرج الذي أشرف عليه لمين بوغرارة قبل أن يرغم على الانسحاب قبل جولتي الاختتام لأسباب غير فنية، كما حافظت شبيبة بجاية على خدمات المدرب منير زغدود، والكلام نفسه ينطبق على جمعية وهران التي أشرف عليها المدرب العوفي منذ بداية الموسم، أما بقية الأندية فقد بقية وفية للتغيير تحت مبرر الضغط أو تراجع النتائج.
أرقام من الرابطة المحترفة الثانية
– أكبر عدد من الانتصارات من نصيب مولودية بجاية وجمعية عين مليلة بـ 17 فوزا، يليهما أهلي البرج وشبيبة بجاية بـ 16 فوزا.
– أضعف حصيلة من الانتصارات لشباب عين فكرون بـ 6 انتصارات، وشباب باتنة بـ 8 انتصارات.
– أكبر عدد من التعادلات لمولودية بجاية في 9 مباريات، ثم جمعية وهران وأمل بوسعادة بـ 8 تعادلات.
– أقل عدد من الهزائم لمولودية بجاية في 4 مناسبات، وجمعية الشلف بـ 6 هزائم.
– أكبر عدد من الهزائم لشباب عين فكرون بـ 19 خسارة، وشباب باتنة بـ 15 هزيمة.
– أقوى هجوم هو لفريق جمعية عين مليلة بـ 44 هدفا، وأهلي البرج بـ 40 هدفا، والثنائي مولودية وشبيبة بجاية بـ 39 هدفا.
– أضعف خط هجوم لمولودية سعيدة بـ 23 هدفا، ووداد تلمسان وأمل بوسعادة بـ 26 هدفا.
– أفضل دفاع هو لمولودية بجاية بـ 17 هدفا، وجمعية الشلف بـ 22 هدفا.
– أضعف دفاع هو لشباب عين فكرون الذي تلقى 45 هدفا، ودفاع مولودية العلمة بـ 37 هدفا، ثم دفاع غالي معسكر بـ 37 هدفا.
– عرفت بطولة الرابطة المحترفة الثانية تسجيل 509 هدف في 240 مباراة، أي بمعدل هدفين في كل مباراة.
– الفرق التي حافظت على استقرار العارضة الفنية هي جمعية عين مليلة وشبيبة بجاية وجمعية وهران.
– الفرق التي حطمت الرقم القياسي في تغيير المدربين هي مولودية العلمة وغالي معسكر وشباب عين فكرون بـ 5 مدربين.
– هداف البطولة هو لاعب مولودية بجاية بلقاسمي بـ 15 هدفا، يليه هداف جمعية عين مليلة صاحبي بـ 13 هدفا، ولعوافي (م العلمة) بـ 12 هدفا، ثم مترف (ر القبة) وبلغربي (ش بجاية) بـ 11 هدفا.