رابح سعدان في تصريح حصري للفيفا
02-03-2010, 11:01 AM
رابح سعدان: سنلعب بعيداً عن الضغط والتوتر

(FIFA.com) الاثنين 1 مارس 2010
كانت الجزائر تمني النفس في وضع حد لصيامها الطويل عن المشاركة في نهائيات كأس العالم FIFA، والذي امتد لأربع وعشرين سنة كاملة، علماً أن آخر حضور مونديالي لثعالب الصحراء يرجع إلى دورة 1986 في المكسيك. ولبلوغ هذا الهدف المنشود، تعاقد الإتحاد الجزائري مع المدرب الوطني رابح سعدان لقيادة سفينة المنتخب إلى بر الأمان.

ويملك المدير الفني الجزائري خبرة واسعة في الإشراف على تدريب ثعالب الصحراء، حيث سبق له أن تولى دفة منتخب بلاده سنة 1981 ثم بعدها بخمسة أعوام، قبل أن يعود لتولي المنصب ذاته عامي 1999 و2004. وبعدما أهل أبناءه للتأهل إلى نهائيات جنوب أفريقيا 2010 FIFA، باتت تفصل سعدان أشهر قليلة لكي يصبح الجزائري الوحيد الذي خاض جميع مغامرات بلاده في أكبر عرس كروي على الإطلاق منذ حصول الجزائر على استقلالها سنة 1962، حيث سبق له أن شارك في كأس العالم أسبانيا 1982 FIFA بصفته مدربا مساعداً للمدير الفني محي الدين خالف، قبل أن يقود نجوم الخضراء كمدرب أول في دورة المكسيك 1986.

لكن الطريق إلى أول نهائيات لكأس العالم تقام على أرض القارة السمراء لم يكن مفروشاً بالورود، حيث عانى الجزائريون الأمرين قبل أن يضمنوا بطاقة التأهل في مجموعة تضم الغريم الأزلي، المنتخب المصري، إضافة إلى نجوم زامبيا ورواندا. فقد تعين على رفاق كريم زياني اللجوء إلى مباراة فاصلة أمام الفراعنة في السودان، قبل أن ينهوا نتيجتها لصالحهم ويكتبوا فصلاً جديداً في تاريخ كرة القدم الجزائرية.

وقد التقى موقع FIFA.com بالداهية رابح سعدان في مقابلة حصرية، حيث أفصح لنا عن تطلعاته وطموحاته واستعداداته مع ثعالب الصحراء.

FIFA.com: على بعد حوالي 100 يوم من انطلاق نهائيات كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA، ما هو تقييمكم للطريقة التي تتم بها الترتيبات والتحضيرات التنظيمية؟
رابح سعدان:
أعتقد أن كل شيء سيمر على ما يرام. إن استضافة أول كأس عالم في القارة الأفريقية مهمة تضع حكومة جنوب أفريقيا أمام مسؤولية جسيمة. وأعتقد أن السلطات المحلية قد بذلت كل ما بوسعها لتشريف الأفارقة. كما تعمل اللجنة المحلية المنظمة على قدم وساق بالتعاون مع FIFA من أجل ضمان نجاح البطولة. لست أرى أي داع للقلق.

أهذا يعني أنك تتطلع إلى كأس العالم في المستوى الكبير؟
بكل تأكيد. أعتقد أننا سنعيش كأس عالم من الطراز الرفيع. أضف إلى ذلك عامل المناخ الذي سيساهم كثيراً في تهييء الأجواء المثالية لمعاينة مباريات ذات جودة عالية، إذ ستقام المنافسات في فصل الشتاء، مما سيساعد الفرق المشاركة على تقديم أفضل ما لديها.

لقد نجحتَ في قيادة الجزائر إلى أبرز حدث كروي بعد غياب دام 24 سنة بالتمام والكمال. كيف كان شعورك عند سماع صافرة نهاية مباراتكم الثالثة أمام المنتخب المصري يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2009 في السودان؟
لقد غمرتني السعادة والفرحة. فقد كنت آخر مدرب قاد منتخب الجزائر إلى نهائيات كأس العالم، لكن تاريخ ذلك يعود إلى سنة 1986. وقد كنت، بطبيعة الحال، أمني النفس في أن تتأهل بلادي في المناسبات السابقة، لكني شعرت بفرح وفخر كبيرين عندما أدركت أني نجحت في تكرار إنجاز طال انتظاره، علماً أن الأمر يتعلق هذه المرة بأول كأس عالم تستضيفها القارة الأفريقية على أرضها وبين جماهيرها. إنه إنجاز تاريخي عظيم يحمل في ثناياه دلالات رمزية عميقة.

ما هي برأيك اللحظة الحاسمة التي ساهمت بشكل كبير في تأهلكم إلى نهائيات جنوب أفريقيا 2010؟
عندما فزنا على مصر 3-1 في البليدة، ثم بعدما انتصرنا على زامبيا في تشيليلابومبوي شهر يونيو/حزيران 2009. فقد كنا حينها نتصدر ترتيب المجموعة برصيد سبع نقاط، وبفارق ثلاث نقاط عن المطارد المباشر، حيث شكل ذلك الشهر بالنسبة لي، المنعطف الحقيقي في مسيرة الجزائر ضمن التصفيات.

لقد وضعتكم قرعة كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA ضمن مجموعة صعبة للغاية إلى جانب منتخبات إنجلترا والولايات المتحدة وسلوفينيا. ما تقييمكم لحظوظ الجزائر في هذه المنافسات؟
إن الأمر يتعلق بمنتخبات عملاقة بطبيعة الحال. وكما تعرفون، فإن التأهل إلى كأس العالم يُعد بحد ذاته الهدف الأسمى لمنتخبنا الشاب. وهذا يعني أننا سنلعب دون ضغط نفسي أو توتر عصبي، لأننا حققنا هدفنا قبل دخول غمار البطولة. لكن ذلك لن يثنينا عن لعب كل أوراقنا حتى نرفع سقف طموحاتنا ونمضي قدماً في المنافسات بكل هدوء وسكينة. إن ما نسعى إليه هو الإستمتاع بمواجهة أفضل منتخبات العالم، وستكون البداية أمام خصومنا في المجموعة. كما نمني النفس في اللعب باندفاع وحماس حتى الرمق الأخير، بغض النظر عن النتائج النهائية، إذ نعتبر حضورنا في البطولة أمراً رائعاً بحد ذاته.

لقد انتهت للتو منافسات كأس أفريقيا للأمم 2010. ما هو تقييمكم لحصيلة المنتتخب الجزائري في مشواره القاري؟
لقد استخلصنا العديد من العبر والدروس خلال بطولة الأمم الأفريقية وبعدها. إذ كنت في البداية متخوفاً من انعكاس الطقس والمناخ على مردود اللاعبين إضافة إلى التأثير السلبي على معنويات الفريق في حال إخفاقنا على المستوى القاري قبل ثلاثة أشهر من التحدي العالمي. لكن الأمور سارت في الاتجاه الذي كنا نأمله، حيث لعبنا أكبر عدد ممكن من المباريات وأمضينا شهراً كاملاً في منافسة رسمية، مما يمثل فرصة كبيرة لإعادة رص صفوف الفريق وتطوير أدائه التكتيكي والفني استعداداً لخوض غمار منافسات كأس العالم. إن حصيلة مشاركتنا في كأس أفريقيا إيجابية للغاية، حيث خرجنا من البطولة بفريق أقوى ومجموعة أمتن.

ما هي الأمور التي أعجبتك أكثر في فريقك؟
لقد تطور أداؤنا الجماعي بشكل كبير، كما أصبحنا نستحوذ على الكرة أكثر من أي وقت مضى. فخلال مرحلة التصفيات، كنا نخوض المباريات تحت ضغط كبير، وكان الأهم هو تحقيق نتيجة إيجابية بغض النظر عن الأسلوب أوالأداء. أما في كأس أفريقيا، فقد تغلبنا عن الظروف المناخية وتمكنا من امتلاك الكرة ونقلها بشكل سلس بين مختلف الخطوط. وفضلا عن ذلك، فإننا نجحنا في تنويع نظام لعبنا بشكل ناجع، حيث أقحمنا بعض اللاعبين في مراكز لا تطابق بالضرورة المناطق التي اعتادوا اللعب فيها، خاصة على مستوى خط الهجوم. وهذا أمر غاية في الأهمية بالنسبة لتحضيراتنا قبل دخول غمار كأس العالم، بل وحتى بالنسبة لمستقبل منتخبنا الشاب.


المصدر