العائلات في مواجهة 6 مناسبات بعد رمضان
19-06-2015, 08:29 PM
- شبح المصاريف الإجبارية يطارد ربات البيوت والتخطيط المسبق يفرض نفسه
رانية. م قد لا يختلف اثنان على أن أغلب العائلات الجزائرية في الآونة الأخيرة، تعيش تحت رحمة الضغوطات ومخلفات تدهور القدرة الشرائية، التي زادتها تتابع المناسبات الدينية والاجتماعية إرهاقا، لكون كل مناسبة تتطلب ميزانية كبيرة ومستلزمات أصبح الاستغناء عنها مستحيلا في زمن التناقضات، إذ أصبح التقشف المفروض حكوميا، مستبعدا اجتماعيا بعدما أصبحت المظاهر والعيش على الكماليات تصنع يوميات الجزائري.
شهر رمضان، عيد الفطر والدخول الاجتماعي، الأعراس، العطلة، الشطر الثاني لعدل، .
مناسبات أضافت عبئا ثقيلا على جيوب العائلات التي ما تكاد تخرج من متاهة المصاريف الطائلة لمناسبة ما حتى تدخل في أخرى لا تختلف عنها من حيث التكاليف والمستلزمات، إذ لا يمكن للعائلات أن تقاطع موسم الأعراس بعد توديع شهر رمضان واستقبال عيد الفطر، ولا تجاهل الدخول الاجتماعي الذي لن يفصله هذه السنة سوى أيام قليلة عن عيد الأضحى المبارك.
تداخل المناسبات فيما بعضها وتقاربها جعل العائلات الجزائرية تخطط لها بشكل مسبق، أملا وسعيا لتقليص الميزانية وتوفير بعض المصاريف، إذ لم تعد مدخرات العام كافية لمواجهة متطلبات شهر رمضان الذي تليه تكاليف حلويات العيد وملابس الأطفال، إلى جانب حضور الأعراس والهدايا لأهلها، ضف إلى ذلك تكاليف الدخول المدرسي من لباس وأدوات مدرسية، الأضحية وملحقاتها لعيد الأضحى.
عدد من ربات البيوت اللواتي تحدثت "الشروق" إليهن صرحن بأنهن يقمن بالتحضير لهذه الفترة المزدحمة من السنة من حيث المصاريف، في وقت جد مبكر، فمثلا ما تعلق بالهدايا الخاصة بالأعراس قالت هؤلاء إنهن يستغلن فرصة التخفيضات التي تقوم بها المحلات مع نهاية السنة أو خروج المواسم ويقتنين ما يقدم كهدية أشهرا من قبل والأمر كذلك فيما تعلق بملابس الأطفال، التي لم تعد ميزانية العائلات تسمح باقتناء زيّ خاص بكل مناسبة نظرا لارتفاع أسعارها، بل تكتفي باقتناء زي واحد ذي نوعية حسب القدرة ويكون موجها لاستقبال عيد الفطر به، والدخول المدرسي وحضور الأعراس، وقد يجبرون على ارتدائه حتى في عيد الفطر إن تمسكوا بالأضحية، التي أصبح ثمنها مرصدا لاقتنائها أو اقتناء ملابس العيد وتحضير الحلويات، إذ لم يعد بمقدور كل العائلات توفير الاثنين معا.
وأضافت محدثاتنا أنه وإن كانت هذه التحضيرات تكلف هي الأخرى أموالا، لكن على الأقل تحضيرها مسبقا يخفف عبء توفيرها وصرفها في فترات متقاربة وبشكل لا يمكن تجنبه، وأجمعت محدثاتنا عن إثقال تتابع هذه المناسبات لكاهل العائلات الجزائرية، التي يصعب عليها اليوم التحكم في رغبات أطفالها وحاجياتهم المبالغ فيها، بشكل لا يتماشى وقدرتها الشرائية.
