تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: العاشقة الخرساء.
11-06-2013, 01:11 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اماني أريس مشاهدة المشاركة
يا الله يبدو انني وجدت ضالتي نعم وجدت باذن الله ضالتي ظننت ان سنوات الدراسة الجامعية التي امضيتها مع لدات لا يعرفون من عالم الروح سوى التطفل على " عالم الحب الطاهر النقي " وظننت ان قلبي تصلد بسبب ما عايشته من فراغ روحي في تلك الفترة بين عناء الدراسة وعناء محاولة السباحة ضد التيار لكن هذه الرواية وانا اقراها تذكرت ايام المراهقة التي امضيتها عكس الكثيرات بين ضفتي روايات المنفلوطي شكرا اخي شكرا يا ابن الجزائر شكرا استاذنا شكرا في انتظار بقية القصة بوابل من الشوق ولا انسى ان اثني على اسلوبك الراقي في حبك عنصر التشويق للقراء




مرحبًا
بالفاضلة/ أماني أريس.
وماذ تريدين مني أن أزيد؟
اسمحي لي أقول لكِ:
كم يشرّفني متابعتكِ لقصتي هذه.
فهي منقوشة ــ يعلم الله ــ في الذاكرة ــ ولا تفارق الفكر والذهن.
عودي يا بنت الجزائر.. فإن أخوكِ يسرّ ويفرح بذلك.
وذلك شأن أبناء وبنات الجزائر.
لكِ تحياتي كلها، واحترماتي تسبقها.


  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: العاشقة الخرساء.
11-06-2013, 01:19 PM
.../ ...

ومع فجر العمرِ، فالقدر يعلن بداية يومٍ جديد؟ .
وها هي إشراقة أملٍ آتية معلنةً عن دفء شمسٍ من بعيد.
لعلّها تُبرز حقيقة وجودٍ، حتى مع ذلك الصمت الرهيب .
وسيُقتَفَى النور رغم ضبابِ الرؤى، وتصير الأيام كلها كأنها عيد.
....
يصل حسين المركزَ، ويقابل السيدة كلودين ..
ـ صباح الخير سيدتي..
ـــ صباح الخير حسين.. أهلاً بالشابِ المكافح.. كيف هي اِبنتنا فاطمة؟ .. ما زلتُ انتظر ملف توظيفها.. ليتها تسرِع باستخراج الوثائق
نسيتُ.. قل لي.. ما الذي أتى بك؟
ردّ حسين:
ـــ جئت لذلك الأمر.. وكذلك لأمرٍ آخر.. فأما أمر توظيفها بالمركز، لستُ أدرى ماذا حدث، ففاطمة غير متحمسة للتوظيف، بل رافضة ذلك .رغم إلحاحي عليها.
فمكان من كلودين إلاّ أن أخذتها الدهشة وقطّبت ما بين جبينها وقالت:
ـــ يا لها من خسارةٍ .. ولكن إيّاك أن تضغطَ عليها.. ربما يأتي اليوم وتعدل عن رأيها. ..
وما هو الأمر الآخر.
استجمع حسين أنفاسهُ.. وقال لها بعد أن أحمرّ وجهه خجلاً :
ـــ لقد قررنا أنا وفاطمة أن نتزوجَ.. وكم يفرحنا ويسعدنا أن تكوني من ضمن الشهود على عقد قراننا في البلدية.
فظهرت علامة الفرح والابتهاج على محيا كلودين فخاطبته:
ـــ أصدقًا ما تقول؟ يا لسعادتي ما أسمع، حقيقةً أحسن ما فعلتما.. أنت محظوظٌ يا حسين قد فزت بغادةٍ حسناء من أجمل ما رأت عيني.. وليبارك لكما الرب.. طبعًا سوف أكون شاهدة .. وإني لفخورة بذلك.. ومتى عقد القران؟
ـــ اليوم، بعد الزوال.
ـــ سأنتظركما هناك.. وسوف آتي معي ببعض اساتذة المركز ليعم الفرح.
ـــ شكرًا لكِ يا سيدتي .. أستأذنكِ.. عليّ أن أعودَ إلى المنزل ففاطمة تنتظرني.
عاد حسين فوجد فاطمة تنتظره .
فاشار لها مستفسرًا.
ـــ لماذا لم تعتني بزينتكِ وهندامكِ .. ألم تعلمي أنّ اليوم يوم زفافكِ؟!
فرفضت.
ولكنّ حسين أصرّ عليها ببعض التوسل والرجاء.
هنا اشارت فاطمة عليه أنها تريد أن تُريهِ وتظهر له شيئا.. وأخرجت علبة كبيرة كانت قد أخفتها عن أنظاره منذ مدة .
وقالت له إيحاءً:
كنت قد آليتُ على نفسي وعهدتها أن أهديَ فستان الفرح لمن تتزوج بحسين ابن عمي.. أما الآن أصبح من غير الضروري الاحتفاظ به.. مادام صارت من ترتبط بك لا وجود لها، فليبقى ملفوفاً. ربما أبيعه أو أتصدق بهِ.
ففتح فمهُ حسين ما رأى.. وأشار لها.. بكم اشتريتِ هذا الفستان؟ و منذ متى؟ وأنّى لكِ الدراهم ؟!
فتظاهرت وكأنها لم تفهم السؤال.
فعلم حسين أنها لا تريد تخبرهُ .. هو يعرف طبعها، عندما لا تريد الخوض في شيء لا تحب الحديث فيه.. تفعل ذلك.
ومع ذلك قال لها إيحاءً:
ـــ بل تلبسهُ الزوجة التي قررتُ الارتباط بها.. اِلبسيه يا فاطمة.. وليتنا نخرج من أحزاننا.. ولو ليومٍ واحدٍ.
وبعد أخذٍ وردٍّ أذعنت لطلبهِ على مضضٍ.
فلاحت له فكرة.. وأشار لها:
ــ أنِ انتظريني.
وخرج.. وبعد ساعة من نهارٍ عاد وقد اشترى له بدلة العرس..
ثم توجها نحو مقر البلدية..
فانفتحت الأفواه واشرأبت الأعناق وبقيت الأعين ترنو غير مصدقة ما ترى
شابٌّ له من الوسامة ما لهُ تتأبطه غادة في أبهى زينتها، وجمالها يسرّ الناظرين.
ثم بدأت أصوات من هنا وهناك.
فواحدة قالت والغيرة تقتلها.
ـــ من هذه يا ترى ؟.. أليست هي تلك الخرساء التي لا يُعرف لها لا أصل ولا فصل..
وصوتٌ من هناك لرجلٍ يقول:
ـــ أنها المعتوهة المجنونة.. سوف تقتل الذي معها.. صدّقوني فقد اعترضتُ طريقها يومًا فرمتني بحجر فشجت به رأسي.
وصوتٌ يقول:
ـــ أنظروا إلى الفستان الذي تلبسه من أين لها ثمنه.. يظهر أنها سرقتهُ.
ثم كلامٌ وكلامٌ..
حدث كل ذلك وحسين يسمع ويرى.. فهمس قائلاً :
ـــ أنتم شر الخلق.
وأراد أن يقولها لهم جهارًا.. لكنه كتمها في نفسه، ولم يعلنها أو يبديها.
وبعد لحظات وصلت السيدة كلودين مع جمهرة من أساتذة المركز .. فعانقت فاطمة.. وهي تقول :
ـــ أهلاً..أهلا بابنتي.. يا للروعة! ما ما أبهاكِ !.. ويا لِجمالِ فستانكِ .. فهذا الصنف من الفساتين لا يقدِر على خياطته سوى أمهر رجال الخياطة.
وهم على هذا الحال.. فقد وقع ما لم يكن في الحسبان.

... يتبع

التعديل الأخير تم بواسطة علي قسورة الإبراهيمي ; 21-11-2019 الساعة 08:47 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية اماني أريس
اماني أريس
مشرفة شرفية
  • تاريخ التسجيل : 16-02-2013
  • المشاركات : 13,118

  • وسام اول نوفمبر جنان الشروق المرتبة الثالثة 

  • معدل تقييم المستوى :

    27

  • اماني أريس is a jewel in the roughاماني أريس is a jewel in the roughاماني أريس is a jewel in the rough
الصورة الرمزية اماني أريس
اماني أريس
مشرفة شرفية
  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: العاشقة الخرساء.
13-06-2013, 10:35 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اماني أريس مشاهدة المشاركة
ننتظر التكملة يا استاذ


مرحبا
يا أماني
أيتها الفاضلة
أكمل ذلك .. إن شاء الله.
كما تريده أختي في الله/ أماني أريس.
فابقي بالقرب من متصفحي .. فمطالعتكِ لما أكتب يشرفني.
دمتِ كما تحبين أن تكوني
تحياتي
  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: العاشقة الخرساء.
13-06-2013, 10:37 AM


.../ ...

لِمَ لا تتجرّد الأنفس من أدران الخطايا؟
وهل من اللازمِ أن نحيا ذئابًا، ما دام كل شيءٍ قد تحوّل إلى غابة.
لك أن تكونَ قويًّا، وإلاّ تداس بأقدامٍ، أو توطأُ بمنسم.
ماذا يحصل لو نثور يومًا، ونرفع هامتنا؟ ثم ماذا يحدث؟.. وهل هناك أقل من العيش في منزل مجهورٍ سكنته الغربان والهوام من حشرات الأرض.
إما أن تكونَ أو لا تكون.
هكذا قالها هملت.
....
يدخل الجمع القاعة الرئيسية للبلدية في انتظار وصول عمدة البلدة لبداية عقد القران..
ولم يكن حسين وفاطمة هما فقط لذلك الحفل، بل كان ما سواهما عدة شباب وشابات في انتظار كتابة عقد زواجهم.
وما هي سوى لحظات، ودخل القاعة عمدة البلدة معلنا بداية عقد القران.. ثم طلب من العرسان والعرائس استحضار بطاقة التعريف.
وفجأة سمع الجميع صوت إمرأةٍ تقول:
ــ هاهي السارقة.. هاهي السارقة.. هي بلحمها وشحمها.
فما كان من الحضورِ إلاّ أنهم اِلتفتوا للوراء..فإذا بالمرأة ـــ مع رجال الشرطة يرافقهم رجلاً ــ تشير على فاطمة..
عندها صرخ عمدة البلدة:
ـــ ماذا يحدث هناك؟ .. سكوت.
فتقدّم رجلٌ من رجال الشرطة مخاطبًا العمدة بصوتٍ خافتٍ:
ــ سيدي العمدة لقد تم السطو أمس ليلاً على محلٍّ لبيع فساتين الفرح، وحسب تلك السيدة أن واحدًا من الفساتين ترتديه فتاة هنا.
ردّ عليه عمدة البلدة:
ــ أ واثق فيما تقول؟
فما كان من الشرطي أن ردّ عليه قائلاً:
ـــ لقد أحضرنا صاحب المحل ليتعرفَ على سلعتهِ.
ــ انتظر أيها الشرطي.. وإذا حصل العكس ألا تخشى أن يطالك القانون أنتَ ومن دلكم على ذلك.
ــ سوف نرى.. ثمّ أنني لا أدين أي أحدٍ دون بيّنة.
عندها طلبوا من صاحب المحلّ الاقتراب من فاطمة للتعرف على الفستان عن قربٍ.
فجنّ جنون حسين وثار وزمجر و صرخ :
ــ إيّاكم أن تقتربوا منها.. فاطمة شريفة .. هي ما سرقت في حياتها .. نحن أناس شرفاء.
عندها تذكر في أعماق نفسه قوله تعالى:
" قالوا تاللّهِ لقد علمتم ما جئنا لنفسدَ في الأرض وما كنّا سارقين"
ففهمت فاطمة أن كل تلك الضجة من أجلها.. وبسبب الفستان الذي ترتديهِ.
فأشارت على حسين أن يهدأ .. و هدأت من روعه.. وقالت له إيحاءً :
ــ ربما حدث هناك لبسٌ..
ثم أشارت لصاحب المحل..
ــ هل هذا فستانك؟
فقال : نعم..
أشارت للجميع.. سوف أخلعه..
ثم دخلت حجرة مجاورة للقاعة..
بعد أن وطلبت ألبسة لتستر بها نفسها.
فاحضروا لها ما طلبت..
وبينما هي في القاعة المجاورة .. تقدم صاحب المحل من العمدة والشرطي قائلاً :
الآن تذكرتُ عندما اقتربتُ من تلك الفتاة .. فملامحها ليست بغريبةٍ عليّ .. فقد كانت تأتي أمام واجهة المحل مرارًا وتكرارًا عدة أيامٍ
وتقف تنظر إلى الفساتين مليًّا، وكأنها تراقب المكان..
في تلك اللحظة فما كان من السيدة كلودين أن طلبت الكلام مع العمدة والشرطي، وقالت:
ــ مستحيل أن تكونَ فاطمة قد سرقت.. بل أنّ ذلك من سابع المستحيلات.. وأنا على استعداد أن أشهد على براءتها وكذلك فريق وأساتذة المركز.
فما كان من العمدة أن طمأن الجميع أنه سوف يعالج الأمر.
عندها عادت فاطمة وهي تحمل الفستان بين ذراعيها.. ثم قدمته لصاحب المحل..
فما كان من الشرطيين أن تقدما من فاطمة لاقتيادها إلى مخفر الشرطة على أنها هي من سطت على محل بيع فساتين الفرح.
عندها هتف صاحب المحل:
ــ انتظروا .. هذا ليس الفستان الذي أبيعه.. إنّ خياطته تمّت كلها يدويًّا، ولا أثر لآلة الخياطة فيه.. إنه مصنوعٌ يدويًّا.. ولكن بمهارة فائقة.
عندها طلبوا من فاطمة
ــ أهي التي خاطت ذلك الفستان؟.
فأشارت..
أي نعم..
فتقدم منها صاحب المحل.. طالبًا المعذرة .. وأنه مستعدّ أن يتحمّل تبعيات مع تفعل فاطمة ضده.
فما كان من العمدة أن اشهد القاعة على ما حدث وتعهد أن يأخذ القضية إلى أبعد..
تقدمت السيدة كلودين.. وقالت لحسين :
ــ الآن عرفت لماذا فاطمة رفضت العمل في المركز.. هنيئًا لك بهذه الجوهرة، ولتنعم بهذه الخريدة الجميلة والمكافحة.
ثم طلبت من الحضور بعض السكوت، حين خاطبت عمدة البلدة:
ــ سيدي العمدة هؤلاء العروسين يسكنان منزلاً مهجورًا في أطراف المدينة.. ليتك ترفأ بهما و تمنحهما منزلاً يليق بهما ..
ــ من الغد سيكونان في منزلهما الجديد.. وليس هذا فقط بل به آلة خياطةٍ من الطراز الرفيع.
ومع الإعجاب والفرح، مع بعض الغيرة تم عقد قران حسين على فاطمة..
وعادا إلى المنزل في انتظار ترحليها غدًا إلى منزلهما الجديد.
... يتبع

  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: العاشقة الخرساء.
19-06-2013, 02:47 PM



.../ ...
هاهو ميثاقٌ غليظٌ يجمعنا.
لِمَ لا نتخلّص مِن كلِ ذَوات تَسكننا؟
عندها قد يستوطن اللَيل مدائن حلمٍ سقفها من زبرجد لوعة الأشواق، فترنو الأعين بالأحداق، يتبعها حنين العناق .
ثم تنطلقُ الأبعاضُ زَفيرًا تتشابك وتجوب شطآنِ البوح .
فنتخلّى عن ذرّات الأسى من تجاعيد الماضي، لنعانقَ حاضرًا نريدُه أن يكونَ جميلاً.
فالشوق وحدهُ هو مَن يضرمنا نارًا لحنينٍ نستمِدّ منه دفء اللقاء.
لِم لا ندفن شجنًا لماضٍ فات، ولَم تتبق منه إلاّ الذكريات؟
سنوقد سراجًا في مشكاة دروبنا، نقتبِس منه نورًا يضيء لنا راحة عيشٍ قد أنهكتها عواصف الفقد .
أيا صوت السكون مهلاً ..
ويا أيتها الأشجان بُعدًا عنّا بُعد المشرقينِ..
ولتـُنحر وتجف المدامع، وتُدكّ حصون الصرخات .
....
وجد كل من حسين وفاطمة في منزلهما الجديد، ووجدت فاطمة ضالّتها في آلة الخياطة التي أهداها لها عمدة البلدة.
وكما قيل .. "ربّ ضارّة نافعة ".
وكأنّ ما حدث يوم عقد قرانها، كان دعاية لها على شهرتها.
قال حسين لفاطمة في إيحاءٍ :
ــ لقد جاء في كلامِ صاحب المحل، أنكِ كنتِ تكثرين من الوقوف أمام المحل منذ مدةٍ .. فلماذا كنت تفعلين ذلك؟
فأشارت له:
ــ فما كنت أفعله سوى أنني أردتُ أن أتعرّف عن كثبٍ طريقة تصميم الفستان لتنطبع في ذهني.. وعندما انطبع كل ذلك في مخيلتي اشتريتُ الأقمشة من السوق بالدراهم الذي كان المركز يصرفها لي كمنحةٍ، وقمتُ بتفصيل ذلك مع خياطته.
شكرها حسين .. وازداد حبهُ لها.
وبعد لحظات أشار لها مستفسرًا:
ــ وما رأيكِ في قضية متابعة صاحب المحل، والمرأة التي اتهمتكِ علانية بالسرقة زورًا.. ثم الشرطيان؟..
ــ بعد إذنك سوف أتنازل عن كل شيء..
وماذا أجني من متابعتهم؟.
أشار لها:
ــ أحسن ما تفعلينه
نظرت فاطمة إلى حسين مليّا.. وأشارت له :
ــ أنني في شوقٍ إلى المنزل المهجور.. وسوف نعود إليه لنسكنه، بعد أن يصير ليس بالهيئة التي بها.
وساد صمتٌ.
...
وما هي إلاّ بعض أيّامٍ وكأنها معدودات وتهافت طلبات النساء على فاطمة لخياطة الفساتين.
فكانت فاطمة منهمكة على خياطة ذلك ليل نهار.. ونالت شهرة واسعة في البلدة.
مما جعلها تقوم بتوظيف أخريات لمساعدتها.. بعد أنِ اشترت ثلاث آلات خياطة أخرى.
أما من جهة حياتها وحسين.
فقد أحبته حب المرأة للرجل، ولولا أن دينها يمنعها لكانت تجله إجلال العابد لمعبوده.
عاشا خمس سنوات كزوجين متاحبين في صمتٍ.
إن أقل ما يقال عنهما أنهما يعيشان لا ليفكران ويتدبران.. نتيجة الذكرى وما حلّ بهما في بلدهما الأصلي.. فكلّ ذلك بقي محفورًا في الذاكرة رغم أنه وقع في الأيام والأعوام الخوالي.
حتى وأنهما أصبحا يحسّان برغد العيش، إلاّ أن حالهما كان كسائمةٍ صامتةٍ تسمى تعوُّدًا وعادةً حيوانًا أعجمَ لا يبتئس ولا يستبشر.
فتساءل حسين في قرارة نفسه :
ــ هل هناك مخرجٌ من هذا الصمت ؟ أم يبقى أبدياً؟
... فلا هو وجد هُدىً، ولا هو اهتدى إلى جوابٍ
فلا يلبث إلاّ أن يتمتم بلسانٍ لاهجٍ يتضرّع به لخالقه، وحوقلةٍ متّصلةٍ لا تنقطع إلا بسنةٍ من نوم عابرة خالية من الأحلام.
وتنتاب فاطمة من حين لآخر نوبات عصبية، احتار زوجها في الأمر.. وكيف السبيل إلى معرفة عصبيتها، فإنها لا تجيبه حتى ولو كانت ناطقة، فما بالك بخرساء؟
ومرة عاد حسين إلى المنزل على غير عادتهِ.
ويا لمصيبة ! ما رأى.
... يتبع












التعديل الأخير تم بواسطة علي قسورة الإبراهيمي ; 28-11-2019 الساعة 09:14 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية اماني أريس
اماني أريس
مشرفة شرفية
  • تاريخ التسجيل : 16-02-2013
  • المشاركات : 13,118

  • وسام اول نوفمبر جنان الشروق المرتبة الثالثة 

  • معدل تقييم المستوى :

    27

  • اماني أريس is a jewel in the roughاماني أريس is a jewel in the roughاماني أريس is a jewel in the rough
الصورة الرمزية اماني أريس
اماني أريس
مشرفة شرفية
رد: العاشقة الخرساء.
20-06-2013, 02:49 PM
ما شاء الله على هذا الاسلوب التشويقي في انتظار التكلمة لك منا ارقى التحايا
  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: العاشقة الخرساء.
22-06-2013, 03:09 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اماني أريس مشاهدة المشاركة
ما شاء الله على هذا الاسلوب التشويقي في انتظار التكلمة لك منا ارقى التحايا


أماني أريس
أيتها المفعمة بالطهرِ
وقفةٌ أسعدتني جداً، ومرور بمداخلةٍ أتوق له كثيرا.
نعم.
هو بعض التشويق ألجيء له ربما يَفي بالغرض.
أماني
يا حرّة الجزائر
أشكركِ لأنكِ هنا .. تعطيني أكثر ما أستحق.
كوني قريبةً دائماً.
زادكِ الله بسطةً في العلم والرزق.
لكِ الزهر بأريجه وأيراقه.
تحياتى
  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: العاشقة الخرساء.
22-06-2013, 03:16 PM

... / ...

أَمِن أجل بعض عاهتنا نرفض ذواتنا ؟!
فهل إذا نحن نحيا ليل غسَقٍ، فلا لظهور ضوء نهار ينفض دجى ذِكراه ؟.
فلماذا نرفضُ شروقَ صباح قد بان ولاح ؟.. أ لأنّ الإحساس بالقهر، والجرح وكأنه طُعن بسكين الدهر، فلا هناك من أملٍ تبزغ معه الحياة ؟
حتى وإن أصيبت بعض أبعاضنا قارعة ، وحلّت بنا باقعة ما لها راقعة..
فلِمَ لا تشرئب الأعناق إلى كوثر البياض، والتوق مع الشوق إلى مواطن الطهر مع الذين سوف يأتون، وهم لبراءة النقاء عنوان ؟
أمَا آن لغيومِ الوجع أن ترحل؟ أ لم يحِنِ الوقت بعدُ لزفرات الأسى أن تزول ؟
أمكتوبٌ على النفس أن تتجرّع الغصات، وتحتسي الألم علقمًا مرًّا بأكواب الخوف من المستقبل المجهول ؟
أ يا فاطمة.
لِم لا يكون التجاهل أفضل الحلول بالعيش في نعيمٍ زائلٍ لا يدوم ؟.
لِم لا نرتقي بالروح إلى أعلى سموٍّ، ثم الخشوع في محراب اليقين.
ولامحالة أن هناك من هو يسمع ويرى، مع عنفوان الصمت، والسمو بالنفس رفعة و شموخا؟!
وأن هناك من ينظر إلى السرائر، ولا تعزبُ عنه خائنة الأعين وما تخفي الصدور ؟.
تذكر جميلي مذ خلقتك نطفةً ** ولا تنسى تصويري و لطفي في الحشا
وفوض إليّ الأمر وأعلم بأنني ** أدبّر أحكامي وأفعل ما أشا
....
ظنت فاطمة أنّ حسينَ لم يعد إلى المنزل تلك الساعة بعد أن خُبرت حله وترحاله، خروجه وأوبتهِ من وإلي الدار، وحفظت ذلك، حتى رسخ في ذهنها.
وها هي تقدم على فعلتها.. ولكن هذه المرة الواقعة أدهى وأمرّ.
ولكن القدر يكون بالمرصاد.. وعاد حسين إلى الدار على غير عادته.
فإذا به يجد فاطمة تقوم بتعذيب نفسها، و تريد إسقاط ما في الأحشاء.
ففزع في غضبٍ مما رأى ..
وكالمجنون أنهال عليها صفعاً.
ثمّ نهرها وأنّبها على فعلتها.. فأشارت له، أنّها لا تريد زيادة عذابه وآلامه بمولودٍ قد يكون أصمًّا أبكمًا مثلها.
وبإشفاقٍ يشوبه الفرح عانقها وبكي لأول مرة أمامها.. و أشار عليها:
ـ أياكِ أن تفكري مرة أخرى بهذا التفكير.. ثم إنني أحبكِ، و أحبكِ أكثر عندما يأتي ويحلّ علينا ثالثنا..
ثم أسرع بها إلى أقرب طبيبٍ لفحصها.. خشية أن يكون ما أقدمت عليه كان له بعض الخطر على ما في بطنها..
ولكن الطبيب طمأنهما.. ألا خوف، وأن الحمل لا تشوبه شائبة.
....
ومع ما كسبته فاطمة من أموال طائلة من الخياطة.. وأصبح المنزل يعج بالعاملات وكأنه مشغلاً ،لأن الطلبات تزداد من يومٍ لآخر.
فقرر كل من حسين و فاطمة شراء المنزل المهجور وما تحيط به من اراضٍ.. وقاما بتشييد عليه منزلا فخماً و مشغلاً للخياطة والنسيج..
وأصبحا يعيشان في أرغدِ عيشٍ.
ونتيجة الأموال التي أنعمها الله عليهما أصبحت فاطمة هي من تدير المشغل الآمرة الناهية..
وأنشأ حسين مؤسسة صغيرة للبناء
فانقلبت حياتهما من حالٍ الى حال.
قررت فاطمة أن تتعلم طريقة قراءة تعابير الشفاه.. واصبحت تقرأ شفاه المتحدث و كأنها تسمعه.. ثم تردّ بالكتابة ، لأنها كانت تتضايق من الإشارة بحركات الأيدي ..
وتعلم حسين لغة القوم قراءة و كتابة و محادثة وبرع فيها كأهلها .
رزق حسين و فاطمة بطفلٍ اختارا له إسم "رابح".
ومع ذلك أن فاطمة لم تفرح أو تبتسم ، ولا يزال القلق والخوف يعتريها، ولم يعلو محياها انشراح.
ومع مرور قرابة عامين قرأت على شفاهِ عزيزها رابح وهو يقول:
ـــ ماما!.. ماما!.
ولأول مرة انفجرت فرحاً و ضحكًا وهي لا تدري ما تفعل ..فتأكدت أن فلذة كبدها ليس بأخرس. وأمرت بصرف راتب شهر لكل عمال وعاملات المشغل.
وعندما عاد حسين المنزل زفت له فاطمة البشرى ، فكانت الفرحة لها وقعها عليه.
فانقلبت كآبتهما إلى سعادةٍ.

انتظروني ولا تضجروا

... يتبع
التعديل الأخير تم بواسطة علي قسورة الإبراهيمي ; 22-12-2019 الساعة 09:36 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية أفراح الرّوح
أفراح الرّوح
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 26-03-2012
  • الدولة : الجزائر العاصمة
  • المشاركات : 2,504
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • أفراح الرّوح will become famous soon enoughأفراح الرّوح will become famous soon enough
الصورة الرمزية أفراح الرّوح
أفراح الرّوح
شروقي
رد: العاشقة الخرساء.
22-06-2013, 10:57 PM
باسم الله والصّلاة والسّلام على محمّد وآله وصحبه
ماشاء الله تبارك الله ..
أستاذنا"قســورة" رفع لله قدرك وأعزّ شأنكْ ..
لقد غصت في أسطر لم أتخيّل أني سأصادفها لمعاصر لي!!!
كم أغبط نفسي هاته الليله .. على الكــنز الذي عليه وقعتْ ..
أسلوب تحــفة .. المنفلوطي .. الرافعي .. بعض من هنا وهناك.. ومن ذا وذاكْ .. يااه .. خليط متجانس متّسق .. جعل كلّ تفصيلة في الحكاية تأسر أكثر من سابقتها .. كم ولعي في الرواياتْ .. وخصوصا التي أستشعرها صادقة من لدن ناظمها..
اللغة التي تستخدمهـا من النوع الذي أأنس له .. عربية قحّة بها بعض التنقيحْ(مراعاة لمستوانا حتمـا)..ولكــن أولى الخطوات التي ابتدأت بنهاية"فاطمــة"المكافحـة الصبورْ .. بماذا سأوشم مروري هاته الليلة ..لقد أسقط في يدي كل تعبير .."فاطمة" رب يرحمها .. وكم كانت تعاني في محاولة فك شيفرات تعابير وجه"الحسين" ابن العم البار..وبراعتها في التأقلم مع العالم الخارجي..المتباين عن عالمها كل التباين+العاهة الحارمة لها من إنشاء علاقات تواصلية مع غيرها..ماشاء الله ..كلها أمارات لصلابة وقوة وشدّة .. لاتجدها إلا عند حرّة بنت حراير..تبارك الخالقْ..ثمّ ما أدهشني..تناولها للفطر السام رغم علمها بضرره وتيقنها بأنه مهلكْ .. لكنّها ربما إشفاقا على ابن العـم .. يااه ليتها علمت الحب الذي كان يترعرع في جوانبه ويضطرم بكبده .. ثم تجرّعتُ الغصص مع"الحسين"لمّا بدأ يتلعثم وهو لا يعرف ترجمة"الخرس"بلغة أولئك القـوم .. ثم توالي الأحداث .. ثم طلبه الزواج منها .. ياالها من لحظة لطالما انتظراها منذ زمن بعييدْ..أمر صعب كثيرا .. خصوصا على الحَيِيَّة المؤدّبة .. ويوم الزفاف .. لقد تخيلتهما معا يتمشّيان والأعين تتربّصهما حسدا وغيرة .. وربّي كأني كنت هناكْ فتعبيراتكْ أستاذْ تركتني أعايش اللحظة بتفاصيلها
وقليل جدا من الروائيين الذين استطعت التفاعل مع أسطرهم وكأنني حاضرة بين شخوصهمْ .. ولحظة الإتهام.. ربااه .. كنت شادَّة قلبي .. وأنا أتكهّن بردّة فعل الأبيّة"فاطمة" .. لكن شجاعتها وعدم انهيارها .. يثبت أكثر فأكثر طينتها الباسلة .. ماشاء الله تبارك الله ..ثم توالي الأيام .. وانقلاب الحالْ إلى مانحمد ربّنا عليه .. وصراعها الداخلي العميق لمّا أحست بتخبّط المصون"رابحْ" في الرّحم
لقد عدتُ بذاكرتي إلى اللحظة التي تناولت فيها الفطر السامْ .. فهي كادت تقتل نفسها مرّتين في سبيل "حسيْنْ" المعشوق البارّ .. في سبيل سعادته
وخوفها أن يكون القادمْ كما هيَ .. والحمد لله أن لحق بها في الوقت المناسبْ ..
في انتظار التّكملة بكلّ شوقْ .. فهاته السيرة التوثيقيّة أسرتني تماما.. وسابقى بالجوار رابضة ..
أنتظر جودكم بالتّتمّـة ..


بارك الرحمن فيك وفي حسناتك أستاذْ


~كلّ حرفٍ أًدَوِّنُهُ عبر مشاركاتي ،
حلال زلال على كلّ ناقل،
حتّى دون ذكر اسمِي،
لأنني نويت كلّ أحرفي-إن تقبّلها الله عزّ وجلّ-
أن تكون صدقة جارية عن جميع موتى المسلمين~
~أَفْرَاحْ الرُّوحْ~






رحمك الله يآ ربيع






التعديل الأخير تم بواسطة أفراح الرّوح ; 25-06-2013 الساعة 07:02 PM
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع


الساعة الآن 11:06 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى