قصيدة مدح
26-08-2020, 01:24 PM
المدح هو أحد وأهم أنواع الشعر العربي منذ القدم، حيث أن المدح هو من الأساليب التي تعمل على لين القلوب. كما في القدم كانوا يمدحوا في الملوك، والحكام، والسلاطين، وهناك شعراء كثيرة قاموا بإلقاء أبيات الشعر والمدح ومنها قصيدة مدح في الرجل الكريم السخي:

كرم الطبع شيمة الأمجاد وجفاء الأخلاق شأن الجماد. لن يسود الفتى ولو ملك الحكمة مالم يكن من الأجواد.
ولعمرى لرقة الطبع أولى من عناد يجز حرب الفساد. قد ينال الحليم بالرفق ما ليس ينال الكمى يوم الجلاد.
فاقرن الحلم بالسماحة تبلغ كل ما رمت نيلة من مراد. وضع البر حيث يزكو لتجنى ثمر الشكر من غراس الأيادى.
وأحذر الناس ما استطعت فإن الناس أخلاس خذعة وتعادى. رب خل تراه طلق المحيا وهو جهم الضمير بالأحقاد.
فتأمل مواقع اللحظ تعلم ما طوثه صحائف الأكباد. إن العين وهو عضو صغير لذليلا على خبايا الفؤاد.
وأناس صحبت منهم ذئابا تحث أتواب ألفة ووداد يتمتون لى العثار. ويلقونى بوجه إلى المودة صادى سابقونى فقصروا عن لحاقى.
إنما السبق من خصال الجواد أنا ما بين نعمة وحسود. والمعالى كثيرة الحساد فليموتوا بغيظهم فاحتمال الغيظ موت لهم بلا ميعاد.
كيف تبيض من أناس وجوه صبغ اللؤم عرضهم بسواد؟ أظهروا زخرف الخداع وأخفوا ذات نفس كالجمر تحت الرماد.
فترى المرء منهم ضاحك السن وفي ثوبه دماء العباد. معشر لا وليدهم طاهر المهد ولا كهلهم عفيف الوساد. تلك آثارهم تدل على ما كان منهم من جفوة وتبادى.
ليس من يطلب المعالى للفخر كفن يطلب العلا للزاد. وقليلا ما يصلح المرء للجد إذا كان ساقط الأجداد.
فاعتصم بالنهى تفز بنعيم الدهر غضا فالعقل خير عتاد. إن الحكمة البليغة للروح غذاء كالطب للأجساد.
التعديل الأخير تم بواسطة أبو اسامة ; 27-08-2020 الساعة 11:50 AM