ما هو موقع الثقافة في برامج المرشحين الخمسة لرئاسة الجمهورية ؟
18-11-2019, 01:37 PM
ما هو موقع الثقافة في برامج المرشحين الخمسة لرئاسة الجمهورية ؟

نتفق جميعا بان المرشحين للرئاسية المقبلة. هم توجهات و رؤى مختلفة بغض النظر عن اي انتماء حزبي من عدمه. نتفق كذلك عل ان ذلك الاختلاف هو سيمة ديمقراطية اذ كل حزب بما لديهم فارحون ,,, لكن هل نحن المواطنون فارحون كذلك ؟ و ما هي مبررات فرحنا التي بها سنكون كثر عند الصناديق.

موضوعنا لا علاقة له بما يحدث في الشارع و لا علاقة له بالبحث عن تزكية اية وجهة سياسية بل و لا هو مقام وصفي للحالة الاستثنائية التي تعيشها الدولة شعبا و حكومة و نظاما, ببساطة لان كل ذلك له رجالاته من باحثين مختصين و سياسيين و غيرهم اذن موضوعنا هو علامة استفهام نطرحها حول موقع البرامج الثقافية في مشروع الرئيس القادم من اصل الخمسة المرشحون لقيادة البلاد .. لكن لماذا الجانب الثقافي بالذات ؟

يفترض اولا ان تكون مبررات فرحنا و تزكيتنا لاي رئيس مستمدة من مشروع برنامجه من حيث احترامه لسيادة الجيش و الشعب و الدولة جغرافية و تاريخا من حيث اعتماد برنامجه كمشروع دولة لا كمسودة حقيبة وزارية من حيث حجم المدى في تطبيقه زمنيا من حيث واقعية طرحه و من حيث موقع الاستشراف على مستوى رؤيته الثاقبة لما يتوقع حدوثه على الاقل على مدار عهدته و ما يعده الرئيس لكل الجبهات الثقافية و الاجتماعية و الاقتصادية و على المستويين الداخلي و الخارجي من حلول واقعية لكل توقعاته بواقعية و بنظرة ثاقبة و الا لن يكون هناك معنا حقيقيا لشيء نسميه برنامج رئيس بل و لن يكون لنا اي مجال لمحاسبته قانونيا , اما الحديث عن عدالة مستقلة و العزف على و تر اهتمامات الشباب و وضع سكة حديدية و تنظيم النقل ففي نظري تلك مسلمات لقيام اي دولة تحترم نفسها و تهدف الي قيام دولة قوامها ديمقراطي و نظامها شرعي اذ لا حياة لشعب بغير تلك المسلمات و لا بقاء لدولة بغير تلك المسلمات لان العدل اساس الملك و لان الشعوب مطلبها العدل و المساوات و التقدم و الازدهار و التربة و التعليم و غيرها من المسلمات

برنامج الرئيس هو رؤية ثاقبة و خطة مدروسة و استشراف قوي لكل ما له علاقة بالوطن و سيادته و الشعب و مطالبه في شكل لا يفقد الدولة توازنها لا داخل الوطن و لا خارجه و لذلك فاننا لم نفهم ما يصطلح عليه بعض المترشحين بالبرنامج الاستعجالي رغم اننا لا نطعن في هذا الطرح لكن لا نراه يليق ببرنامج رئيس دولة بقدر ما يليق كاجراء ظرفي يمكن ان يمرر عبر برامج المجالس الانتخابية و بعض القرارات التنظيمية و التي لا تصلح الا على المستوى الداخلي لاننا لا نفهم شيئا اسمه برنامجا استعجاليا على مستوى الاقتصاد و العلاقات الدولية مثلا .
ان الكل المتشابك الذي يفترض ان نجده في برنامج اي رئيس لا ضمان لتطبيقه الا من خلال برنامجه الثقافي الذي من خلاله نتمكن من ارساء دعائم تربوية و اقتصادية و اجتماعية تهيء المواطن الي الفهم المعمق لمسيرته الرئاسية و مخطط برنامجه و مرافقته شعبيا ذلك لان البربامج و مهما كانت نوعيتها و قوتها فان الضامن الوحيد لتجسيدها هو الشعب لكن ليس بالاوامر التحفيذية او القوانين الردعية كما قد يعتقد بعض المترشحين لا و الف لا. بدليل ان مثل تلك السياسات قد جربناها كما جربها العالم باسره فهل منعت عقوبة التحرش من ظاهرة التحرش او عقوبة الغرامة المالية من ظاهرة وضع الحزام اثناء القيادة او الضريبة على رمي الاوساخ في اطرقات و الاماكن العمومية من ظاهرة الرمي العشوائي طبعا لا ذلك لاننا اقمنا ردعا و لم نقيم ثقافة لفعل كل تلك الافعال اذن مجتمعنا بحاجة الي ثقافة فهم العمق التي لو حدثت لامتنع المجتمع عن فعل اي امر يفسد البلاد و العباد بتقائية و لاستغنينا عن كثير من اساليب الردع فهل في برامج المرشحين لقيادة البلاد شيئا من ذلك ؟

هل في برامجهم رؤى استشرافية لمكافحة الاضرار الالكترونية منا هنا الي غاية عشرين سنة قادمة ؟ كلنا يعلم ان الوسائل الالكترونية و الاعلامية الحديثة صارت تتحكم حتى تربية ابنائنا و لم نعد لوحدنا نملك مفاتيح تربيتهم فهل للمرشحين دراسة استشرافية لتحصين ابناءنا من كل ذلك ؟ النقال و مواقع التواصل الاجتماعي و جل جل الفضائية كلها ستكتسح الاجيال القادمة كعادات لا يمكن الاستغناء عنها و مع الزمن تتحول الي قيم خلقية في هيكلهم الذهني ثم تتحول الي ادمان بالمجايلة فيقع المجتمع تحت طائلة الانسلاخ فهل اعددنا برامجنا الثقافية لمحاربة كل ذلك حفاظا على خصوصيتنا و خصوصية ثقافاتنا كجزائريين عرب و امازيغ مسلمين لنا ثقافتنا الشعبية و لنا ثقافتنا الثورية و الوطنية تشكل لنا مفخرة امام العالم باسره اذن لما تحدثت عن الثقافة فانا لا اقصد تلك اللاصقات الشعبوية بهذا المفهوم بل اقصد مفهوما يتعدى الرقص و الطرب و القصة و الرواية مع اني ليس انا من يفصل ذلك عن الثقافة على الاقل كمفهوم عالمي سائد انا اتحدث عن ثقافة الحفاظ على الهوية و على التراث و اقصد تشجيع القراة و المقرؤية و اقص اننا امة اقرا التي نزل الوحي على نبيها و امام قدوتها باول سورة تفتتح نصها بفعل الامر ( اقرا ) نعم يجب ان نقرا و نعيد الهيبة للقاريء و المتعلم و الباحث و ليس لمن صنع لنفسه جاها بالمال و الثروة كما هو سائد في زمن الرداءة التي صار يباركها الاقذام و الجهلة ,