حاج يرجم بـ"التيربولات" وحاجة تلعق كسوة الكعبة
18-09-2016, 04:14 AM





مكة المكرمة : ب.عيسى

صحافي، ومدير المكتب الجهوي لجريدة الشروق بقسنطينة


تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي، في اليومين الأخيرين، في المملكة العربية السعودية صورة لحاج إفريقي، رفض أن يقوم بالرجم الشرعي، من خلال رمي الجمرات، في المكان الذي سنه الرسول صلى الله عليه وسلم، وبالطريقة التي تواتر عليها المسلمون أثناء أدائهم الفريضة الخامسة، عندما أخرج من جيب قميصه ما يسمى بـ"التاربولات" لدينا، وراح يقذف الحجرة تلوى الأخرى.
وأخذت هذه الصور انتشارا فضيعا بين مذهول لطريقة تفكير هذا الحاج، وبين غير مصدق ومعتبر الصورة إساءة إلى المسلمين، وهي من فعل الفوتوشوب، لكن للأسف الذي يؤدي فريضة الحج سيرى الكثير من التجاوزات إلى درجة أن أحد السائلين من الهند طلب من "الشيخ مشرف"، وهو أحد الأئمة الذين يقدمون دروسهم بعد صلاة العصر في المسجد النبوي، أن يسمح لأفراد من قبيلته بممارسة بعض طقوس الشرك، من خلال ذكر اسم شخص هندي يعتبرونه من أولياء الله الصالحين بأعلى صوتهم أمام قبر رسول الله في الروضة الشريفة، حتى يتوسط لهم مع الله، وتساءلوا عن سبب منعهم من فعل ذلك، وهو ما جعل الشيخ مشرف يقول لسائله: "أنت من المفروض أن تشكرنا، الناس تذهب إلى البقاع المقدسة من أجل طمس معالم الشرك والتمسك بالتوحيد، وأنت وقبيلتك تأتون من أجل إحياء مظاهر الشرك"، وتلاحظ مثل هاته المشاهد غير الإسلامية لدى بعض الهنود والبنغاليين والأفارقة، حيث فاجأت حاجة كل الذين كانوا يقومون بطواف الإفاضة بعد الرجم، وهي تصعد إلى الأعلى متمسكة بستائر الكعبة، وراحت تلعق بلسانها، كسوتها الجديدة، بطريقة غريبة ثم تمس وجهها وذراعيها وبطنها بقماشها، حتى كشفت أجزاء من جسدها، ووجد رجال الأمن صعوبة في إنزالها بعد أن دخلت في غيبوبة وهستيريا على قناعة بأنها قامت بما يجب أن يُفعل.
وأمام حنفيات سقيا الحاج من ماء زمزم، فتحدث فيها الأعاجيب أيضا، حيث يقوم بعض الحجاج بالوضوء بماء زمزم، وليس بشربه، كما أذهلت سيدة هندية الجميع عندما أخرجت عددا من ألبسة أهلها استقدمتها معها من الهند وراحت تغسلها بماء زمزم وقرأت عليها تعويذات بلغتها الهندية.
وتمكنت السلطات السعودية منذ عهد محمد بن عبد الوهاب، من قبر واحدة من البدع الغريبة، وهي زيارة المقابر والتبرك بها، خاصة التي يقال إنها للصحابة الكرام، عندما قام بطمسها نهائيا، كما وضعت السلطات السعودية حول قبور شهداء غزوة أحد، سياجا لا يمكن التسلل منه، فمنعت التمسّح بالقبور كما يجري في العتبات الشيعية في النجف وكربلاء، ولحسن الحظ فإن هاته التجاوزات مجرد استثناء، بينما يمرّ الحج عموما في ظروف إيمانية راقية، بسبب قدوم غالبية حجاج العالم رفقة مرشدين وأئمة.
ولا تخلو تجمعات الحجاج الجزائريين من مثل هاته البدع، فقد روى لنا الشيخ علي عية، أخطاء جسيمة من بعض حجاجنا الذين عرّضوا مناسكهم للخطر، حيث قامت سيدة بغسل حجرات الرجم، التي التقطتها من مزدلفة وعطّرتهم من أجل رميهم في يوم جمرات العقبة، كما لعب أحد مدعي الفتوى بالحجاج عندما توجه إلى مخيماتهم في منى، وأفتى لهم بإمكانية القيام برمي الجمرات في منتصف الليل وليس بعد منتصف النهار، فأتوا بالمحظور، وتعتبر الكعبة الشريفة وموقع رمي الجمرات، أكثر الأماكن والمواقع التي ينسى فيها بعض الحجاج أنفسهم، يمزجون بين التوحيد، الذي جاؤوا من أجله، والشرك الذي ورثوه منذ قرون سابقة، ولحسن الحظ فإن مثل هاته الطقوس الغريبة في زوال.