إعادة استغلال الكبد والجمبري والبرتقال الملقاة بالمزابل من طرف مجهولين
14-03-2016, 08:52 AM
سيد احمد فلاحي
مراسل صحافي
فجّرت مصادر تعنى بالبيئة وأخطار التلوث قضية خطيرة تقع خلف أسوار مركز الردم التقني، سواء الكائن ببلدية حاسي بونيف، أم ذاك المتاخم لشاطئ العنصر بوهران.
كشفت المصادر بالصور عن جرائم ترتكب في حق الطبيعة والحيوان، في غياب الإحساس بالمسؤولية وسوء تسيير منشأة صرف لأجل إنجازها الملايير من طرف الدولة، حيث يبقى خطر سائل "ليكسيفيا"، وهو عصارة النفايات، كبيرا على الأراضي الفلاحية بالنظر إلى توجيه الشاحنات ذات الصهاريج إلى أراض مسطحة لقذف تلك النفايات السائلة، رغم أن قانون المركز يلزم تلك الشاحنات عدم التخلص من تلك السوائل بشكل عشوائي، ما نتج عنه مرورها إلى بعض الأراضي الفلاحية المتاخمة.
والأدهى من كل ذلك أن هناك قطعانا من المواشي ترعى وسط تلك النفايات التي بداخلها أدوية ونفايات طبية خطيرة. نفس الشيء مع الكلاب الضالة التي تجد متنفسا جيدا للنبش في مخلفات المصانع السامة، والسوائل الكيماوية. وبكل بساطة لا يوجد احترام لشروط الإتلاف التي يجب أن تبدأ بوضع كل النفايات المراد إتلافها في قاع الحوض الكبير ثم دهسه بالجرافات، وتأتي المرحلة الثالثة الخاصة بردمها بكميات من الأتربة وكذلك دواليك إلى أن يصل مستوى "الباسورة"، كما يصطلح على تسميته، كحد نهائي. وهناك يتم غرس الأشجار والتنقل إلى مكان آخر.
كما أن الأمور في مراكز الردم تسودها الفوضى وغياب الوعي، بدليل أن هناك بعض أعوان المركز يتجرؤون على إضرام النيران وسط النفايات مثل العجلات المطاطية والأدوية وغيرها، مما يسهم في تلويث الجو. والأدهى من كل ذلك أنه تم إشعال نيران من جوان 2015 ولم يتم إطفاؤها إلا مؤخرا، بالنظر إلى تفاعلها مع مكونات قابلة للاشتعال، التي ساعدت على بقاء نيران مشتعلة لعدة أشهر، حسب ما توثقه بعض الصور التي تحوزها "الشروق"، دون الحديث عن تجاوزات خطيرة تحدث بالمكان من خلال إقدام بعض عمال الرسكلة على اقتناء مواد استهلاكية وإخراجها نحو وجهات البيع غير المشروع حتى يتم عرض تلك النفايات على حواف الطرقات لبيع البلاستيك والحديد وغيرها من المواد، في حين يتم إعادة التعامل مع منتجات فاسدة لبيعها مثل البرتقال والكبد والجمبري. ويذكر المتحدثون بأنه تم إخراج شاحنات منها لاستغلالها، وهو ما يعد بحد ذاته كارثة صحية قد توصل إلى الهلاك إذا ما تم تناولها. وقد طالب المشتكون بتدخل وزير البيئة للوقوف على ما يحدث بتلك المراكز التي خرجت عن السيطرة وتحوّلت إلى مصدر للأمراض القاتلة.
واتصلت "الشروق" بإدارة مركز الردم التقني بحاسي بونيف، لمعرفة رأيها في الموضوع، فأكدت لنا السكرتيرة أن المديرة في اجتماع بالمجلس الشعبي الولائي، وسيتم الاتصال بنا حيث تم طلب رقمنا الهاتفي، غير أننا لم نتلق اتصالا.