السلطان محمد الفاتح داخل القسطنطينية
20-06-2021, 11:52 AM


الفاتح في القسطنطينيَّة

دخل السلطان محمد الثاني، الذي صار يُعْرَف من هذه اللحظة بمحمد الفاتح، مدينة القسطنطينية بعد ظهيرة يوم الثلاثاء 29 مايو 1453م، الموافق للعشرين من جمادى الأولى عام 857 هجرية[1][2]، وقد اخترق محمد الفاتح المدينة من غربها إلى شرقها عبر أكبر طرقها، وهو الطريق المعروف بالميزي Mese، أو الطريق الأوسط، الذي يصل مباشرةً إلى كنيسة آيا صُوفيا في شرق المدينة[3]، فوصل إليها قبيل العصر، وكان أوَّل ما فعله هو أن ترجَّل عن جواده، ونزل على ركبتيه، ثم أخذ حفنةً من تراب الأرض ووضعها فوق رأسه تواضعًا لله عز وجل[4][5][6]!

كان الشعب البيزنطي قد تجمَّع في ميدان آيا صوفيا انتظارًا لِمَا سيفعله السلطان، فتأثَّروا من هذا المشهد المتواضع له، فاندفعوا نحوه وسجدوا عند قدميه، فقال لهم: «انهضوا.. لا تخشوا بعد هذه اللحظة على حياتكم ولا حريَّتكم»[7]، ثم أمر بأن يعودوا إلى ديارهم آمنين! ولقد لفتت هذه الرحمة أنظار المؤرِّخين، حتى قال عنها كراولي: «إنَّها رحمةٌ لم تكن متوقَّعة»[8]! ويشهد كثيرٌ من المؤرِّخين الغربيِّين على بطلان مزاعم الذين يدَّعون أن الفاتح استباح القسطنطينية عند فتحها، ومن هذه الشهادات مثلًا ما قاله المؤرِّخ الأميركي ستانفورد شو بشكلٍ صريح: «لم يتحقَّق فتح السلطان محمد الثاني للقسطنطينيَّة بشكل التدمير أو القتل كما يدَّعي الوطنيُّون اليونانيُّون حتى اليوم في محاولاتهم لرسم الترك كقومٍ همج، ولكن على العكس اتُّبِعَت سياسة زيادة السكان وتأسيس المدينة من جديد؛ لتكون مركزًا لسلطنةٍ كبيرةٍ متعدِّدة العناصر»[9].

دخل الفاتح كنيسة آيا صُوفيا، وفور دخوله أعلن واحدًا من قراراته الأولى بعد فتح المدينة، وهو قرار تحويل الكنيسة إلى مسجد[10]، وأطلق عليه اسم «الجامع الكبير لآيا صُوفيا»[11]، وهذا التحويل جائزٌ لكون المدينة فُتِحت عنوةً وليس صلحًا، وقد استسلمت جالاتا الچنويَّة دون قتال، أي صلحًا، فلم يُحَوِّل الفاتح أيًّا من كنائسها إلى مسجد[12].

قرَّر الفاتح أن يجعل من القسطنطينية عاصمةً للدولة بدلًا من إدرنة، ولكنَّه لم يشأ أن تحتفظ المدينة باسمها المنسوب إلى أحد كبار الزعماء النصارى، فعاد بالمدينة إلى اسمها القديم، والذي عُرِفَت به منذ القرن العاشر الميلادي، وهو «إسطنبول»[13]، وعَيَّن الفاتح على ولاية العاصمة سليمان بك[14]، الذي وصفه المؤرِّخ البيزنطي كريتوبولوس بقوله: «كان سليمان بك من أذكى وأنفع الناس، وكان يتميَّز بأرفع الأخلاق»[15]! وأخذ الفاتح عدَّة إجراءات تهدف إلى جعل القسطنطينية صالحةً لأن تكون عاصمةً للدولة العثمانية؛ كان منها العمل على تأمين المدينة عن طريق إصلاح الأسوار والأبراج التي تهدَّمت[16]، وبناء قلاع قوية لحمايتها، مثل قلعتي جنق قلعة Canakkale على البر الآسيوي من مضيق الدردنيل، وكِليد البحر Kilitbahir؛ أي قفل البحر Lock of the sea، على البرِّ الأوروبِّي من المضيق نفسه، ليقوما بذلك بالسيطرة التامَّة على مضيق الدردنيل[17].

وكان من الإجراءات المهمَّة كذلك إعادة إعمار المدينة بالسكان، وجعل هذا الإعمار هي المهمَّة الأولى للوالي في الفترة القادمة[18]، ولم يشترط في هؤلاء السكان دينٌ معيَّن؛ بل كان السلطان الفاتح يشجع المسلمين، والنصارى، واليهود جميعًا على السكن في إسطنبول دون تفرقة[19]، بل سعى الفاتح إلى طمأنة غير المسلمين، وخاصَّةً الأرثوذكس لأنهم جلُّ الشعب البيزنطي، فأصدر القوانين التي تكفل لهم حياةً آمنةً رغدة، فجعلهم يختارون البطريرك الذي يُريدونه عن طريق الانتخاب[20]، وأعطاهم حقوقًا وافرة كان منها رعاية كلِّ الشئون الدينيَّة والاجتماعيَّة الخاصَّة بهم وفقًا لشريعتهم[21]، وكان منها الحقُّ في الحكم في القضايا المدنيَّة، بل الجنائيَّة، بين النصارى طالما أنَّ المسلمين ليسوا طرفًا في القضيَّة، فإن كان فيها مسلمٌ كان النظر عند المحاكم الشرعيَّة العثمانيَّة[22][23]، وكان منها إعطاء الكنيسة الحقَّ في فرض ضرائب على النصارى لدعم خدمات الكنيسة والمدارس النصرانيَّة[24]، وكان منها إعفاء رجال الدين المسيحي كلِّهم من الضرائب كلِّها[25]، وقد علَّق المؤرِّخ الأميركي چاستين مكارثي Justin Mccarthy على هذه المزايا بقوله: «يُمكن القول: إنَّ الكنيسة حازت من قِبَل السلطان محمد الفاتح على سلطاتٍ أكبر ممَّا سُمِح به من قِبَل الأباطرة البيزنطيِّين من خلال النظام الإمبراطوري قبل فتح القسطنطينيَّة»[26]!

اهتم الفاتح كذلك بالحركة العمرانية بالمدينة، فأمر أثرياء الدولة أن يُشاركوا في هذه العمليَّة، وحثَّهم على ألَّا يكتفوا ببناء الديار والقصور، بل يهتمُّوا ببناء المجمَّعات التي تشمل الحمَّامات، والفنادق، والأسواق، والمحَّلات الجميلة جدًّا، كذلك المساجد، وأمرهم ألَّا يدَّخروا وسعًا في إبراز الفخامة في هذه الأبنية[27]، وحرص الفاتح على إعطاء المدينة صبغة إسلاميَّة فسعى لبناء المساجد الكثيرة هنا وهناك[28].

لقد كان فتح القسطنطينية أحد أهمِّ الأحداث في تاريخ الدنيا، وكان له آثارٌ عظيمةٌ على كلِّ المستويات، فقد نقل الدولة العثمانيَّة نقلةً نوعيَّة، ورفع من سقف طموحاتها بشكلٍ كبير، وزرع الثقة في قلوب القادة والشعب على حدٍّ سواء. لقد لاحظنا بعد هذا الفتح زيادة اهتمام الدولة بالتسليح، والأسطول، ومن عدد الجيش، وصارت قوَّة الدولة مضاعفة بالسيطرة على المضايق البحريَّة، وصارت طموحات السيطرة على موانئ البحر الأسود مشروعة وممكنة، وعلى المستوى الاقتصادي زادت إمكانات الدولة بشكلٍ مطَّرد، ويربط المؤرِّخ دونالد بيتشر Donald Pitcher بين سيطرة الدولة العثمانيَّة على المضايق والانتعاش الاقتصادي الكبير الذي أعقب فتح القسطنطينيَّة؛ وذلك بسبب الجمارك الكبيرة التي كانت تفرضها الدولة على السفن التجاريَّة الكثيرة التي تعبر من خلال المضايق[29]، وأكثر من كل ذلك هو بداية توجُّه الدولة العثمانيَّة نحو إنشاء إمبراطوريَّةٍ عالميَّة، وليس مجرَّد دولةٍ قويَّةٍ في أوروبَّا، وهذا التوجُّه أعقبه تغييراتٌ جِذريَّةٌ في فكر الدولة، وطريقة إدارتها.

هزَّ فتح القسطنطينية العالم أجمع! يُصوِّر بابينجر الحالة العامَّة في أوروبَّا عند سماع خبر النصر العثماني الكبير بقوله: «هذا التهديد المستمر، الذي ملأ نفوس الأوروبِّيِّين بالجزع، وأصاب بالشلل روح العزيمة عندهم- أدَّى إلى آثارٍ كارثيَّةٍ على الحياة الداخليَّة لكلِّ الأمم الأوروبِّيَّة»[30]! كتب أهل كريت منشورًا في أحد كنائسهم فيه: «لم يحدث -ولن يحدث- أمرٌ أكثر حزنًا من هذا السقوط»[31]! عندما وصل الخبر إلى البندقية ارتفع الصراخ والنحيب في كلِّ المكان، وفي داخل مجلس الشيوخ البندقي، وبعد كلمات الرثاء والحزن، انقلب البكاء إلى تلاوم، وانطلق الجميع يلوم الحكومة البندقيَّة على تباطؤها في التعامل مع الأمر، ويتَّهمونها بالإهمال»[32]! وصل الخبر إلى البابا في 8 يوليو، وكان تعليقه الأوَّل على الحدث: «هذا عارٌ للنصرانيَّة»! ثم أرسل من فوره رسائل إلى عامَّة أقطار أوروبَّا حتى وصل الخبر إلى لندن[33]، انفجر إمبراطور النمسا فريدريك الثالث Frederick III في البكاء عند سماعه الخبر، ثم انعزل للدعاء والصلاة عدَّة أيَّام[34]! أما الأقطار الأرثوذكسية فقد أدركت فارق القوَّة الكبير الذي صار للعثمانيين بعد فتح المدينة الحصينة، ولذلك رضخ الجميع في سكون، وقبلوا بدفع الجزية دون اعتراض، واستقبل سراي السلطان في إدرنة في شهر أغسطس سفراء الأرثوذكس في المنطقة، وحُدِّدت في هذه المقابلات قيمة الجزية السنويَّة في مقابل سيادة الدولة العثمانية، ودفاعها عنهم، فكانت الجزية على أمراء المورة اليونانيَّة -وهم إخوة الإمبراطور الراحل قُسطنطين الحادي عشر- عشرةَ آلاف دوكا ذهبيَّة[35]، وكانت جزية مملكة طرابزون ألفي دوكا ذهبيَّة[36]، أمَّا إمارة صربيا فقد كانت الجزية المقرَّرة عليها اثني عشر ألف دوكا ذهبيَّة[37].

أما على مستوى العالم الإسلامي فقد كان الخبر مُفْرِحًا بدرجةٍ كبيرة؛ حيث تحقَّق نجاحٌ سعى وراءه المسلمون أكثر من ثمانية قرون، وتحقَّقت بشارة نبويَّة عظيمة، وقد كانت دولة المماليك -ومقرها القاهرة في مصر- أهمَّ دول العالم الإسلامي آنذاك، فأبْدَتْ سعادةً غامرةً لهذا الحدث، وأقام سلطانها الأشرف إينال -وهو من أفضل سلاطين المماليك وأورعهم- الاحتفالات في القاهرة لمدَّة ثلاثة أيَّام، ووزَّع الكثير من الصدقات فرحًا بهذا النصر[38].

لكل ما سبق فإن كثيرًا من العلماء يعتبرون فتح القسطنطينية حدثًا فارقًا بين العصور الوسطى والعصور الحديثة[39]؛ كأنَّ البشريَّة قد دخلت طورًا جديدًا تمامًا بعده، وقد يرجع ذلك إلى عدَّة عوامل مجتمعة؛ منها ترسُّخ الوجود العثماني في أوروبَّا بعد هذا الفتح ممَّا أثَّر في تاريخ المنطقة والعالم لخمسة قرونٍ لاحقة، ومنها استخدام وسائل حديثة كالمدافع العملاقة ممَّا دفع حروب الدنيا إلى طُرُقٍ جديدةٍ لم تكن موجودةً قبل ذلك، ومنها هجرة كثيرٍ من علماء بيزنطة إلى إيطاليا بعد فتح المدينة، ممَّا كوَّن نواة النهضة الإيطاليَّة ثم الأوروبِّيَّة، ومنها تغيُّر سياسة أوروبَّا الغربيَّة ووسط أوروبَّا من الناحية العسكريَّة والدبلوماسيَّة؛ لأنَّهم كانوا يعتمدون تمامًا على القسطنطينيَّة في وقف الزحف الآسيويِّ ضدَّ أوروبَّا، سواءٌ كان هذا الزحف فارسيًّا، أم مغوليًّا، أم إسلاميًّا، على اختلاف المراحل التاريخيَّة، أمَّا الآن وبعد سقوط القسطنطينيَّة انتقلت مهمَّة الدِّفاع عن أوروبَّا إلى بلجراد وڤيينا Vienna وبودابست، وهي مناطق في عمق أوروبَّا، ممَّا يُمثِّل خطرًا كبيرًا على أمن أوروبَّا الغربيَّة، وقد دفعهم هذا إلى تغييراتٍ كبيرةٍ في سياساتهم، ودبلوماسيَّاتهم، وطرقهم العسكريَّة؛ بل علاقاتهم التجاريَّة والاجتماعيَّة وغيرها.

نعم لقد تغيَّر كلُّ شيءٍ بعد سقوط القسطنطينيَّة، وهذا الذي جعل العلماء يعتبرونها لحظةً فارقةً في تاريخ الإنسانيَّة!

بناء الإمبراطورية

لم تكن القسطنطينية هي نهاية طموح السلطان الفاتح، ولا نهاية طموح الدولة العثمانية، ولكنها كانت البداية فقط! فقد سعى السلطان بعد هذا الفتح العظيم إلى ترتيب أوراقه لكي يُحَوِّل الكيان الذي يحكمه من دولةٍ إلى إمبراطورية، والإمبراطورية تضمُّ في المعتاد أعراقًا كثيرة، وجنسيَّاتٍ مختلفةً، وتُسيطر على مساحاتٍ شاسعة، ولا يُملي عليها أحدٌ رأيًا، ولها الغلبة على أعدائها في الأغلب مهما كثروا. هذه هي الإمبراطورية التي سعى الفاتح لتأسيسها، فكان فتح القسطنطينية هو البداية، وتبع ذلك خطوات كثيرة منظَّمة.

ولقد كان بناء هذه الإمبراطورية الطموحة شاملًا، فلم تكن عسكرية أو سياسية فقط، إنما كانت متميزةً كذلك في كلِّ الجوانب؛ أعني الاقتصاديَّة، والعلميَّة، والاجتماعيَّة، وغير ذلك، ولكن في هذا المختصر الذي نكتبه عن حياة الفاتح سنفرد هنا حديثًا حول السياق الزمني لبناء الإمبراطوريَّة من الناحية السياسيَّة والعسكريَّة، ثم بعدها نفرد ملفًّا مجملًا عن الإنجازات في المجالات الأخرى، ومن أراد التفصيل في أيٍّ من الأمرين فليعد إلى كتابي عن الفاتح ففيه تفصيلاتٌ مذهلةٌ عن حياته رحمه الله[40].

[1] أوزتونا، يلماز: تاريخ الدولة العثمانية، ترجمة: عدنان محمود سلمان، مراجعة وتنقيح: محمود الأنصاري، مؤسسة فيصل للتمويل، إستانبول، 1988 صفحة 1/140.
[2] Feldman, Ruth Tenzer: The Fall of Constantinople, Twenty-First Century Books, Minneapolis, MN, USA, 2007., p. 101.
[3] Freely, John: The Grand Turk: Sultan Mehmet II, Conqueror of Constantinople and Master of an Empire An Empire And Lord Of Two Seas, The Overlook Press, New York, 2009., p. 45.
[4] Crowley, Roger: 1453: The Holy War for Constantinople and the Clash of Islam and the West, Hyperion , New York, USA, 2005., p. 233.
[5] Feldman, 2007, p. 101.
[6] Freely, 2009, p. 46.
[7] أوزتونا، 1988 صفحة 1/140.
[8] Crowley, 2005, p. 233.
[9] شو، ستانفورد ج.: يهود الدولة العثمانية والجمهورية التركية، ترجمة وتقديم وتعليق: الصفصافي أحمد القطوري، دار البشير للثقافة والعلوم، مصر، الطبعة الأولى، 1436هـ=2015م.صفحة 72.
[10] Runciman, Steven: The Fall of Constantinople 1453, Cambridge University Press, NewYork, USA, 1965., p. 148.
[11] Freely, 2009, p. 46.
[12] Frazee, Charles A.: Catholics and Sultans: The Church and the Ottoman Empire 1453-1923, Cambridge University Press, NewYork, USA, 1983., p. 6.
[13] Çelik, Zeynep: The Remaking of Istanbul: Portrait of an Ottoman City in the Nineteenth Century, University of California Press, Berkeley, CA, USA, 1993, p. 22.
[14] Freely, 2009, p. 50.
[15] Kritovoulos: History of Mehmed the Conqueror, translated: Charles T. Riggs, Greenwood Press, Westport, Connecticut, USA, 1954., 1954, p. 85.
[16] Çelik, Zeynep: The Remaking of Istanbul: Portrait of an Ottoman City in the Nineteenth Century, University of California Press, Berkeley, CA, USA, 1993., p. 22.
[17] Turer, A.: Structural evaluation of Kilitbahir Castle in Canakkale, Turkey, In: Cruz, Paulo J. da Sousa: Structures and Architecture: New concepts, applications and challengas, CRC press, Bca Raton, FL, USA, 2013., p. 584.
[18] Kritovoulos, 1954, p. 85.
[19] Kritovoulos, 1954, p. 93.
[20] Robertson, 1873, vol. 4, p. 486.
[21] Feldman, 2007, p. 105
[22] فريد، محمد: تاريخ الدولة العلية العثمانية، تحقيق: إحسان حقي، دار النفائس، بيروت، الطبعة الأولى، 1401هـ=1981م.صفحة 165.
[23] شوجر، بيتر: أوروبا العثمانية 1354 – 1804، ترجمة: عاصم الدسوقي، دار الثقافة الجديدة، القاهرة، الطبعة الأولى، 1998م. صفحة 64.
[24] McCarthy, Justin: The Ottoman Turks: An Introductory History to 1923, Longman, London, UK, 1997., p. 74 .
[25] Freely, 2009, p. 52
[26] McCarthy, 1997, p. 74.
[27] Kritovoulos, 1954, p. 140.
[28] Stavrides, Theoharis: The Sultan of vezirs: the life and times of the Ottoman Grand Vezir Mahmud Pasha Angelovic (1453-1474), Brill Academic Publishers, Inc, Leiden, 2001, p. 26.
[29] Pitcher, Donald Edgar: An historical geography of the Ottoman Empire from earliest times to the end of the sixteenth century with detailed maps to illustrate the expansion of the Sultanate, E. J. Brill, Leiden, Netherlands, 1973., p. 84.
[30] Babinger, Franz: Mehmed the Conqueror and His Time, Princeton University Press, 1978., p. 98.
[31] Palmer, Alan Warwick: The Decline and Fall of the Ottoman Empire, Barnes & Noble Publishing, 1992., p. 1.
[32] Setton, Kenneth Meyer: The Papacy and the Levant (1204–1571), The American Philosophical Society, Philadelphia, USA, (Volume 2, The Fifteenth Century, 1978, vol. 2, p. 138.
[33] Freely, 2009, p. 49.
[34] Babinger, 1978, p. 121.
[35] Setton, 1978, vol. 2, p. 161.
[36] Freely, 2009, p. 51.
[37] Babinger, 1978, p. 103.
[38] ابن تغري بردي، يوسف: النجوم الزاهرة في تاريخ مصر والقاهرة، دار الكتب-وزارة الثقافة والإرشاد القومي، القاهرة، 1939م، 1939 الصفحات 1/70، 71.
[39] Babinger, 1978, p. 98.
[40] دكتور راغب السرجاني: قصة الدولة العثمانية من النشأة إلى السقوط، مكتبة الصفا للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، الطبعة الأولى، 1442ه= 2021م، 1/ 260- 266.