سورية تخترع نظاما يرى خلف الجدران ويسمع عن بعد!
27-12-2015, 11:09 PM

نادية شريف/ وكالات

تمكنت عالمة سورية الأصل، تقود فريقا علميا من معهد "ماساتشوستس" للتكنولوجيا، من اختراع نظام يمكن معه تتبع الكائن الحي خلف كل ما يحجب رؤيته، عبر استخدام إشارات راديو مرجعة للصدى عن بعد ولتردد طيف الحرارة المنبعث من الجسم المحجوب، للتعرف إلى مكانه تماما داخل ما يستحيل على العين أن تراه فيه.
البروفسور دينا قتابي، المولودة قبل 44 سنة في دمشق التي تخرجت في 1995 من جامعتها ببكالوريوس في الهندسة الميكانيكية والكهربائية، كرمها الرئيس الأميركي باراك أوباما في أوت الماضي، لاختراعها ما سموه "نظام مراقبة العلامات الحيوية وحركة كبار السن" الذي أصبح واعدا على الصعيد الأمني، بعد الصحي، بحيث يمكن معرفة أين يختبئ إرهابي أو مجرم مطارد في مبنى فرّ إليه.
قفزة مهمة بالحرب على الإرهاب
نظام "الزمردة" أصلا، يستخدم موجات لاسلكية مخفوضة الطاقة، للاستماع إلى الإشارات المرتدة، بعد التقاطه انعكاسات عشوائية تحدد حركة أي جسم داخل نطاق مستهدف، وهو ما يساعد على ر صد كبار السن، وعددهم في أميركا أكثر من مليونين و500 ألف، ممن تتم معالجتهم سنويا بسب اختلال توازنهم وسقوطهم، وهو ما يكلف الخزينة الأميركية 34 مليار دولار سنويا.
بسبب الاختراع الذي كانت أهدافه صحية في البداية، تمكنت القتابي من الوصول إلى المراحل النهائية في مسابقة MIT لريادة الأعمال، لذلك تم تكريمها، وهي التي هاجرت في 1999 إلى الولايات المتحدة، لتفوز بعد 4 سنوات بمنحة "مؤسسة ماك آرثر" المعروفة باسم "منحة العباقرة" وجائزتها 625 ألف دولار.
بعدها حصلت من المعهد على دكتوراه بعلوم الكمبيوتر، ثم انضمت إليه ونالت فيه لقب بروفسور بالهندسة الكهربائية وعلوم الكومبيوتر، وارتقت حتى أصبحت المديرة المشاركة لقسم خاص بالشبكات "اللاسلكومبيوتيرية" المتنقلة، وأصبحت الباحثة الرئيسية فيه بمختبر علوم الكومبيوتر والذكاء الاصطناعي، وهو الذي بدأ في 2012 باختراع جهاز استخدام الإشارات اللاسلكية لرصد حركة الأجسام، ثم طوّره حاليا لرصد حتى نبضات قلب الكائن الحي عن بعد وهو خلف جدار، ومعرفة مكانه بالتحديد، وهو ما يمكن استخدامه في مطاردة المطلوبين، من إرهابيين ومجرمين، لاعتقالهم أو تصفيتهم، في قفزة مهمة بالحرب على الإرهاب.
وفيه مانع يحمي من "رؤية" خصوصيات الناس
والتطوير الجديد هو نظام توصل إليه الفريق العلمي بقيادة دينا القتابي، يقوم بعمليات حسابية ورياضية للإشارات المرتدة عن الجسم المستهدف، ثم يحولها الى صورة ملونة شبيهة للملتقطة بأشعة اكس، ليظهر عبرها مكان شخص موجود في غرفة لم يكن بالإمكان رؤيته فيها قبل تطوير النظام الجديد.
ووفقا لما كتبته صحيفة "التايمز" البريطانية بعدد اليوم السبت عن استخدام Emerald أمنيا، استنادا إلى أن الاختلاف في انعكاس تردد كل نبضة قلب، يسمح للاختراع بتحديد مكان رأس المختبئ أو صدره أو أطرافه، وهو محجوب خلف الجدار.
ويمكن حتى استخراج صور ثلاثية الأبعاد لكائن تمت رؤيته من خلف جسم غير شفاف، لمعرفة ما إذا كان جالسا أو واقفا على قدميه أو مرميا أرضا، وهو ما تم عبر تجارب قام بها الفريق العلمي على كلبة يستخدمها في مختبره، واسمها ميكا، وكان النظام ناجحا أيضا حتى برصد تنفس جنين طير وهو داخل البيضة قبل أن يكسر قشرتها ويشق طريقه ليخرج إلى النور كمولود جديد.
وطمأنت القتابي القلقين من حساسية استخدام Emerald في "رؤية" المحظور من حياة أشخاص آخرين والاطلاع على خصوصياتهم، بقولها الثلاثاء الماضي لمحطة CBS News الأميركية أن في "الزمردة" موانع يمكن بها سد الطريق على أصحاب النوايا السيئة ممن قد يستخدمونه لغير هدفه الرئيسي.