الفاحشة الكبرى [ الخيانة الزوجية ] ج/2
02-05-2016, 10:48 AM
الخيانة الزوجية



الخيانة الزوجية: ظاهرة سلبية موجودة في كل المجتمعات الإنسانية – وحتى الحيوانية- لكنها تختلف من مجتمع لآخر بسبب النظم والسنن الأخلاقية المفروضة ويعود سببها إلى خلل في العلاقة التي تربط بين الأزواج نتيجة لبعض السلبيات أو التأثيرات الخارجية للثقافات والحضارات . والخيانة الزوجية درجات أدناها ميل القلب وتعلقه بغير الزوج دون أن يظهر ذلك على الجوارح, وأعلاها الوقوع في الفاحشة الكبرى.
إن الخيانة إذا كانت قبيحة من الزوج فهي أشد قبحا من الزوجة وأسوأ عاقبة حيث أن الزوج إذا تعلق قلبه بأخرى فيتزوجها بحلال لأن الشرع أباح له ذلك لقوله عز وجل((فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع...)) النساء 3
أما الزوجة فلا تنتهي خيانتها الا بأحد الأمرين , إما بهدم بيتها وذلك بطلب الطلاق من زوجها طمعا في نيل من تعلق قلبها به , وإما بالوقوع في الفاحشة الكبرى وهي في عصمة زوجها . وهناك أمر ثالث وهو أن تبقى مع زوجها بالجسد وقلبها مع غيره , فتعيش حياتها في شقاء.
ثم إن الزوج قد يحتمل من زوجته كل خطإ – دون الكفر بالله – الا الخيانة فإنها الخنجر المسموم تطعن به الزوجة في ظهر زوجها .ويزداد الأمر سوءا وتعقدا إذا كانت المرأة أو الرجل قد بلغ كل منهما أشدهما بتجاوز سن الشباب والطيش والتهور والاستهتار . قال الشاعر:
إن سفاه الشيخ لا حلم بعده ** وإن الفتى بعد السفاهة يحلم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع:( ...ولكم عليهن الا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه .....ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف....
تعريف الخيانة: هي علاقة غير شرعية يقيمها أحد الزوجين أو كلاهما مع طرف ثالث. وهي إما جنسيا أو ماديا, أما من حيث التعريف الشرعي فهي وطء الرجل للمرأة التي لا تحل له, فهي الزنا بعينه وسواء حدث هذا من الرجل أو المرأة .
ويستثنى من هذا التعريف – النظرة الخبيثة السامة الثاقبة – اللمس – الكلام- المواعيد سواء حدثت أم لم تحدث- الخلوة مع غير ذي محرم- القبلة....لأن التعريف الشرعي للزنا هو ولوج الذكر في الفرج سواء كان هناك إنزال أم لم يكن ,فيقام الحد الشرعي على الفاعلين ويتم حسب الحالة الآتية :
• فالمحصن أي المتزوج أو المحصنة أي المتزوجة يرجم كلاهما حتى الموت وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين بعد أن يجلدا مئة جلدة .
• أما غير المحصن والمحصنة فيجلدان مئة جلدة ويغربان عاما - أي السجن حاليا.-
وهذا لقوله صلى الله عليه وسلم(قد جعل الله لهن سبيلا , البكر بالبكر جلد مئة وتغريب عام , والثيب بالثيب جلد مئة والرجم).
أما أدنى درجات الخيانة فكما أشرنا سابقا فهي في مجملها ولا يمكن تبعيضها فهي من أساسيات المحفزات والموبقات المهلكات المحرمات , ومن سوء الأخلاق والتعدي على حرمات الغير , وسيأتي الحديث إن شاء الله بالتفصيل .
وأن الله لما حرم ذلك فهو أعلم بحالنا وأحوالنا نحن البشر , وما توسوس به النفس الأمارة وإبليس اللعين نسأل الله الحفظ والصون لنا وللأمة الإسلامية من مكائده
قال جلت قدرته (( .. لا يحب الخائنين..))الأنفال 58
وقال (( ولا يهدي كيد الخائنين)) يوسف 52 .
تب إلى الله أيها المؤمن المسلم واذكر :
• *- نفكر في صحيفة قد اسودت
*- وفي نفس كلما نصحت صدت
• *- وفي ذنوب ما تحصى لو أنها عدت.