زيادات الأسعار تطال مدارس تعليم السياقة!/انتقلت من 25 ألف إلى 35 ألف دينار
30-11-2015, 12:09 AM

زهيرة مجراب
تثير الأسعار التي تفرضها مدارس تعليم السياقة على الراغبين في الخضوع للتكوين الحيرة في نفوسهم، فهي تختلف باختلاف المناطق والولايات ففي الأحياء الراقية تتجاوز 35 ألف دينار فيما لا يفوق ثمنها 10 آلاف دينار في المدن والولايات الداخلية، وهي المفارقة الغريبة والمحيرة في ذات الوقت، فكيف لا يتم اعتماد تسعيرة واحدة وترك أصحاب هذه المدارس يتصرفون بحرية مطلقة.
يشتكي المواطنون الذين يلتحقون بمدارس تعليم السياقة من الفوضى الكبيرة التي تسير بها هذه المدارس وجملة من التجاوزات، زاد من حدتها غياب الرقابة، حيث يتصرف كل مدير مدرسة حسب رغبته والسعر أيضا كما يريد، فبالرغم من أن المترشح للحصول على رخصة السياقة يسدد ثمن ساعة في اليوم، غير أنه يتلقى الدرس لمدة ربع ساعة أو نصف ساعة فقط، وهي مدة زمنية قليلة جدا وانتقاص من حقوق المرشح، زيادة على غلاء الأسعار، فبعض أصحاب المدارس استغلوا فرصة غياب وجود تسعيرة محددة ليرفعوا الأسعار في كل مرة.

ومن خلال جولة لـ"الشروق" بين بعض مدارس تعليم السياقة لاحظنا الاختلاف الكبير في الأسعار وحتى الخدمات، ففي مدرسة لتعليم السياقة بحسين داي ثمن الرخصة 27 ألف دينار، فيما يصل ثمنها في الحراش 15 ألف دينار، وهي أثمان متغيرة وغير مستقرة، وخلال تواجدنا في المدرسة تحدثنا مع إحدى المترشحات يبلغ عمرها 27 سنة تقيم في القبة، أخبرتنا بأنها مقبلة على اجتياز الامتحان الأخير يوم الاثنين المقبل، وهي لا تجيد بعد قيادة السيارة، فمعلمها بدل أن يمنحها ساعة كاملة يخرجها رفقة 4 فتيات في السيارة وكل واحدة منهن تقود لمدة 10 دقائق ثم يرجعن، وبذلك تكون قد انقضت الساعة، مع أنه يفترض أن تخصص ساعة كاملة لكل مترشحة، مضيفة أنها في البداية اتفقت معه على مبلغ 27 ألف دينار، غير أنها تفاجأت به يرفع الثمن ويطلب منها إضافة مبلغ 3 آلاف دينار ثمن توصيله لها لمضمار الامتحان وثمن الطوابع.

وحول الموضوع، أوضح رئيس الاتحادية الوطنية لمدارس تعليم السياقة، زين الدين أودية، أن الأسعار حرة فكل مدير يضع السعر الذي يرغب فيه فهناك مدارس تقدم تكوينا بـ 30 ألف دينار، 15 ألف دينار في العاصمة وفي بعض الولايات تصل إلى 8 آلاف دينار وهو مشكل كبير، مؤكدا أنهم سيقدمون مقترحا لوزارة المالية ووزارة النقل لتوحيد السعر في 2016، مواصلا أنه يفترض أن يكون الثمن حسب عدد الساعات، فالمترشح يجب أن يتلقى 25 ساعة في تعلم إشارات المرور"الكود" و30 ساعة في قيادة السيارة، وشدد أودية أن أصحاب مدارس تعليم السياقة ليسوا تجارا أو أصحاب خدمات فدورهم هو التكوين، كاشفا أن القطاع يتخبط في جملة من المشاكل كغياب مركز الامتحان والمضامير زيادة على عدم تسوية وضعيتهم، بعد إنشاء المركز الوطني لرخصة السياقة منذ ثلاث سنوات، فالمترشحين تابعين له والمدارس لمديرية النقل.