أبو بكر الطرطوشي
08-11-2020, 12:25 PM


نسب أبو بكر الطرطوشي ومولده
هو أبو بكر محمد بن الوليد بن محمد بن خلف بن سليمان بن أيوب القرشي الفهري الأندلسي الطُرطُوشي[1]، الفقيه المالكي الزاهد، المعروف بابن أبي رندقة، ولد في سنة 451هـ= 1059م، وكان إمامًا عالمًا كاملًا ورعًا دينًا متواضعًا متقشفًا زاهدًا في الدنيا راضيًا منها باليسير، وكان يقول: إذا عرض لك أمران دنيا وأمر أخرى فبادر بأمر الأخرى يحصل لك أمر الدنيا والأخرى.

نشأ أبو بكر الطرطوشي في طرطوشة بالأندلس، وتفقه بها، ثم تحول لغيرها من بلاد الأندلس، ثم رحل إلى المشرق سنة 476هـ فحج وزار العراق ومصر وببيت المقدس ولبنان، وأقام مدة في الشام، ودرَّس بها ولازم الانقباض والقناعة وبعد صيته هناك وأخذ عنه الناس هناك علمًا كثيرًا، وتقدم في الفقه مذهبًا وخلافًا وكان بعض الجلة من الصالحين هناك يقول: الذي عند أبي بكر من العلم هو الذي عند الناس والذي عنده مما ليس مثله عند غيره دينه. وكانت له نفس أبية قيل: إنه كان ببيت المقدس مجانبًا للسلطان معرضًا عنه وعن أصحابه شديدًا عليهم مع مبالغتهم في بره.

وكانت أواخر أيامه في الإسكندرية، حيث تولى التدريس بها واستمر فيها إلى أن توفي سنة 520هـ= 1126م، وعمره سبعين سنة، وقد شرح وألف مؤلفات عدة منها: تعليقه في مسائل الخلاف وفي أصول الفقه، وكتاب سراج الملوك، وكتاب بر الوالدين، وكتاب الفتن، وكتاب الحوادث والبدع، وكتاب مختصر تفسير الثعلبي وغير ذلك[2].

كلام العلماء فيه:
قال السمعاني في الأنساب: "كان إمامًا فقيهًا صالحًا سديد السيرة مشتغلًا بما يعنيه، ملاذًا للغرباء والفقهاء"[3].

قال ابن بشكوال في الصلة: " كان إمامًا عالمًا، عاملًا زاهدًا، ورعًا دينًا متواضعًا، متقشفًا متقللًا من الدنيا، راضيًا منها باليسير". وقال: "أخبرنا عنه القاضي الإمام أبو بكر محمد بن عبد الله المعافري ووصفه بالعلم والفضل والزهد في الدنيا. والإقبال على ما يعنيه"[4].

وقال الحموي في معجم البلدان: " فكان يقنع بشظف من العيش وكانت له نفس أبيّة... وكان مجانبًا للسلطان استدعاه فلم يجبه، وراموا النقص من حاله فلم ينقصوه قُلامة ظُفْر"[5].
وقال ابن تغري بردي النجوم الزاهر: "الإمام الفقيه، الصوفي، المالكي، العالم المشهور، نزيل الإسكندرية"[6].


قصة الإسلام
[1] الطُرطُوشي: نسبة إلى طُرطُوشة، وهي مدينة شرق الأندلس.
[2] ابن خلكان: وفيات الأعيان، حسان عباس، دار صادر، بيروت، الطبعة الأولى: 1971م، 4/ 262- 265، وابن فرحون: الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب، تحقيق: الدكتور محمد الأحمدي أبو النور، دار التراث للطبع والنشر، القاهرة، 2/ 244- 248، والزركلي: الأعلام، دار العلم للملايين، الطبعة الخامسة عشر، 2002م، 7/ 133.
[3] السمعاني: الأنساب، تحقيق: عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني، مجلس دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد
الطبعة الأولى، 1382هـ= 1962م، 9/ 69.
[4] ابن بشكوال: الصلة في تاريخ أئمة الأندلس، مكتبة الخانجي، الطبعة الثانية، 1374هـ 1955م، ص545.
[5] الحموي: معجم البلدان، دار صادر، بيروت، الطبعة: الثانية، 1995م، 4/ 30.
[6] ابن تغري بردي النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دار الكتب، مصر، 5/ 231.