شخير تحت جزمة جنرال
07-07-2013, 04:29 PM
شخير تحت جزمة جنرال

فتئت أقنع نفسي أن من على جغرافية العالم العربي شعوب
كبقية شعوب العالم تفرق بين الحق والباطل وتعمل على إرساء
الأول ومحاربة الثاني ، وتحترم نواميسها ومواثيقها وعهودها
لكن دون فائدة فسرعان ما أكتشف إنها وإن ادعت السعي إلى
الحق تحتضن الباطل وتأويه حين النزال وتدوس أول ماتدوس
على الناموس والميثاق والعهد ، وأنني كلما قلت متفائلا غير
متشائم أننا قد عدنا شعوبا ، لاحت لي على أرض الواقع ما
يفند ذلك تفنيدا جازما، وأنني بالمختصر المفيد لا أجد بعدها
في رأسي من رأي ولا حكم يليق بنا إلاّ حكم السياسي الجزائري
السيد " نورالدين بوكروح " بأننا لسنا شعوبا وإنما نحن غاشي "
والغاشي مثله كمثل مجموعة من الناس يأتون كل صباح إلى
محطة النقل ليتكدسوا في حافلة مهترءة يقودها سائق مصاب
بالخرف يحسب البحر طريقا والطريق جدارا . ومع الأيام يزداد
الناس عددا وتزداد الحافلة والسائق إهتراءا وخرفا .
ما يحيرني أن يقبل الشباب والشيوخ والفتيات والعجائزالركل
بجزم العسكر بل أن بعضهم ألف ذلك إلى حد الإدمان ، فلايمكنه
خطو خطوة في حياته إلاّ بقوة الدفع التي تولدها هذه الجزم على
رذفيه .
و يأتي التأييد ، ممن ؟ من الأعراب الذين لا يحنون رغم الأموال
الطائلة التي تهاطلت عليهم إلاّ إلى الخيمة والقربة و إلى الجواري و
القيان. يأتي منهم التأييد فنقول نحن ونتساءل باستغراب مثلما يتساءل
أخونا المصري: منين؟!! منين يا حسره.....؟ من أين لهم الفهم في
الديمقراطية والحرية ؟ منين لهم بمعرفة التداول وقد استعبدوا الناس
الذين ولدتهم أمهاتهم أحرارا ونسوا أنهم كانوا يتسولون قبل البترودولار
على أبواب السيدة زينب والأزهر وغيرهما من الأماكن المقدسة في
مصر ،أستعبدوا الناس بالكفيل و " البدونية " والخدمية و المسيار
والمصياف..... عجب والله هذا العجب أن يخوض بدوي أجلف في
الديمقراطية والحرية والتداول على السلطة ، والدستور والقانون
و العقود إجمالا!!!؟
العقد شريعة المتعاقدين : وقد تعاقد الشعب المصري على دستور
وعلى القوانين المنبثقة عنه ، وبموجب ذاك الدستور وتلك القوانين
انتخب الرئيس مرسي وهيئات أخرى ،فلم الإنقلاب على ما تعاقد عليه
المصريون؟ ربما إعتقادا بان هؤلاء المتعاقدين، كلهم أو أغلبهم، سفهاء
لا ينبغي تبني ما يتعاقدون عليه ، فهل أنتم فعلا سفهاء يا أبناء مصر ؟
ينتخب الرئيس في بعض الأحيان بـ 50 % من الأصوات زائد صوت واحد
وهذا الصوت الواحد قد يكون عائدا لمريض بالسرطان أو بمرض آخر في
آخر مراحله ، فيسمح لهذا المواطن بالتصويب فيكون صوته حاسما بحيث
يتم بسببه تعيين رئيس الدولة ، وقد يموت هذا المصوت بمجرد مغادرته
مقر التصويت ، فيحترم هذا الصوت ، بل يحترم ضمنيا أكثر من غيره من
الأصوات لأنه حسم في تحديد المرشح الذي يكون رئيسا ولأنه جنب البلد
أزمة سياسية أو أشياء أخرى ليست حميدة، فيعين الرئيس بسبب هذا الصوت
الحاسم العائد لذاك المريض اليائس من الشفاء ، ويدير دفة دولة بكاملها
ويعلن الحرب والسلم و يعين ويعزل ويتخذ القرارات شأنه شأن بقية
الرؤساء المحترمين فيالعالم وأفضل من أولئك المنتخبين بنسبة 9,99 9 %
كما هو الحال عندنا أو الذين عينوا بالوراثة في ظل حكم القبيلة المتخلف.
إن ما حدث في مصر يذكرنا بما حدث في الجزائر سنة 1992، بفارق أن
مرسي - الرئيس المصري - رفض الإنقلاب وأبان على كفاءة وشجاعة
واستعداد للدفاع عن حق الشعب وعن صوته وعن الدستور والقوانين
المنبثقة عنه ويكون بالتالي قد حرك رأسه بحركات قوية طردت كل الطيور
التي نزلت عليه فأظهر معنويات قوية ، وجرأة تذيب الفولاذ و تحرق الجزم
وشجاعة أدبية هائلة ، فخطابه الأخير الموجه للشعب المصري - رغم سوء
التصوير ، بدا - بتباث ودون خوف ولا ارتباك - مزلزلا للأقزام و مخيفا
لكل الخفافيش ، و حمل في طياته ، رغم إرتجاله ، عزما أكيدا على مواصلة
الطريق في مقارعة اللاشرعية إلى النهاية بكل مايتطلبه ذلك من تضحيات
أعلاها روحه التي يقدمها رخيصة من أجل ذلك، أما في الجزائر فقد باع
الشاذلي الشرعية فداء روحه وغدر باولئك الذين وضعوا تقتهم فيه، ودك
وداس الدستور بقدميه وكذلك القوانين المنبثقة عنه، فترك مكانه في وقت
كان الكل عدا أولئك الإنقلابيين في حاجة إليه كحاجة النبتة الغضة الطرية
في فلاة للماء وأطلق ساقيه للريح هاربا إلى داره ونزع الثوب الأبيض الذي
ألبسه الله وعباده وثبت رأسه فحطت عليه كل الطيور، فدخل إثر ذلك
بعضنا في بعض سنين عددا فدمرنا بيوتنا وممتلكاتنا و غيرنا حتى ديننا و
اغتصب ذكرنا أنثانا وتخلفنا وترجعنا تراجع المركبة الكبير الصاعدة إلى
القمة التي تعطلت مكابحها فعدنا لا نساوي عند الناس ما يساويه الدود
في جيفة متفسخة .
وأما البرادعي؛ الذي أصبح بقدرة قادر ديمقراطيا بعدما عمل دلال مزاد
بيع العراق لبوش وبلير واثنار وغيرهم من الرؤساء الذين لم يطح بهم
بالإنقلابات بعدما أكتشفت اللعبة القذرة وإنما باللعبة الديمقراطية الأساسية
التي هي " الإنتخابات " فادخلوا جميعهم " مزبلة التاريخ " ؛ فيذكرني
برجل هو من كبار الإنقلابيين في الجزائر ،ألا وهو السيد : "رضا مالك "
الذي تولى في فترة اللاشرعية المناصب التالية : رئيس المجلس الوطني
الإستشاري الذي وضع في مكان البرلمان، ثم بعد إغتيال الرئيس بوضياف
عين عضوا للمجلس الأعلى للدولة ( الذي عوض رآسة الجمهوية )
ثم تولى وهو على نفس الصفة وزارة الخارجية ورآسة الحكومة ، ولمّا أجريت
الإنتخابات الرئاسية سنة 1995 التي فاز فيها زروال لم يتمكن حتى من جمع
75 الف توقيع التي تسمح له بالترشح للرئاسة ، ونفس الشيء حدث له في
إنتخابات 1999 التي فاز فيها بوتفليقة فعرّفه الشعب الجزائري بالقدر الذي
يحظى به عنده ، وهو الذي أتخذ أخطر القرارات في تاريخ الجزائر في زمن
الإنقلاب الأحمر ، منها إعادة جدولة الديون و هو صاحب نظرية نقل الرعب
إلى الضفة الأخرى التي كان من نتائجها أن أصبح القتل في صفوف المدنيين
الأبرياء في الشوارع والديار بالآلاف ، على الهوية فقط ودون أدنى محاكمة .
إلاّ رسول الله صلى الله عليه وسلم

سبحان الله يا فارج الهم وكاشف الغم ، فرج همي
ويسر أمري وارحم ضعفي وقلة حيلتي وارزقني من
حيث لا احتسب يا رب العالمين .
التعديل الأخير تم بواسطة masrour farah ; 07-07-2013 الساعة 04:43 PM