أشكال ارهابية
26-03-2018, 02:36 PM
بقلم رمضان بوشارب
الارهاب السياسي
[font="arial black"][color="magenta"]ليس الإرهاب وسيلة من وسائل الإكراه في المجتمع الدولي فحسب. ولا ننسب إليه تلك الأفعال العنيفة التي تهدف إلى خلق أجواء من الخوف، باسم الدين، ويكون موجهاً ضد أتباع دينية وأخرى سياسية معينة، أو هدف أيديولوجي، القصد منه إضعاف النظام وبالتالي إسقاطه، ولن نقول بأنه استهداف مُبيت النية ضد سلامة المدنيين العزل و غير المدنيين من المسلحين. بعبارة أصح ليس هو بعداء خارجي معروف كان أو مبهم،إنما هو أيضا إرهاب داخلي مؤتمن ومركون إليه، هذا الأخير الذي كَوَّنَ لدى المواطن في أي رقعة جغرافية كانت، نوع من الرِّهَابْ الداخلي أو "فوبيا الخوف من القريب". - إرهاب سياسي

[color="magenta"][color="blue"]لم نرى ونسمع عن إرهاب أخطر وأجرم، من إرهاب نحن من نصنعه بأيدينا بلا سلاح نقتل أنفسنا بأنفسنا ، أو بالأحرى بما كسبت أيدينا،وهذا في النص القرآني، الذي يشهد على أننا نحن من نصنع الإرهاب بأيدينا. "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ " الآية41 من سورة الروم نعم فنحن فعلا من يصنع الإرهاب، ليكثر الفساد في أرضنا، ويعيث حُكّامٌ منا و فينا؛ لأنناو ببساطة لم نُحَكِّمْ عقولا أورثها الله فينا؛ حتى نختار من باب السياسة رجالا منا، يحتكمون للعقل والحكمة، فيحكموننا بالعدل، هؤلاء السياسيون الذين وليناهم أمورنا، فتولوا عنا و ولونا الأدبار، والجزاء من جنس العمل؛ لأننا لم نختر النخبة، وفضلنا بدلا عنها ربما أراذل القوم على الجهوية ، العشيرة، النسب، والمال، فلا جَرَمَ إذن إن حَكَمَتْنَا الجهوية وتَحَكَّمَ فينا المال تحت مظلة الأوليغارشية. ولا يمكن بأي حال من الأحوال، أن يكون هنالك شيء اسمه الإرهاب، ما لم تكن ثمة دواع ومسببات لإيجاده، كالفساد السياسي القائم، الذي نراه اليوم في كثير من الأحزاب السياسية، التي خرجت عن منهجها وحادت عن الطريق، فخانت قياداتها مناضليها وضيعت الأمانة، وهذا بسوء اختيارها لمرشحيها، طمعا في ما لهم من مال وجاه، يضمن لهم البقاء في الساحة السياسية، باستغلال نفوذهم واستعمال المال الفاسد كوسيلة للحكم والتحكم في مناضليهم، وأحزابهم التي صيروها وسيلة للاسترزاق(سجلات تجارية). هذا هو الفساد السياسي، الذي نَتجَ عنه صراع داخلي بين المناضل الحق والمزيف، أدى إلى خلق هوة بينهم وبين عامة الشعب ممن وَثِقوا بهم، مما أدى إلى خلق نوع من الإرهاب السياسي. وهو في الحقيقة إرهاب سياسي مفتعل، من لدن حكومة زائفة، غير واعية بخطورة قراراتها، وما تعود به من ضرر على عامة الشعب، هذا الفساد السياسي الذي يؤشر ويصادق عليه موالون وغيرهم ممن يدعون المعارضة وما هُمْ بمعارضة، بل عارضة أو واجهة سياسية، موضوعة أمام الرأي العام، حتى يقال أن ثمة قرارات حكومية تشاركيه متخذة بالإجماع بين الموالاة والمعارضة في حين هي في الحقيقة أحكام جائرة في حق الشعب، بل هي وقود لإرهاب اجتماعي، من شانه أن يصنع من الشعب معارضة حقيقية لا تحتاج إلى تمثيل حزبي. خلاصة القول: هو أننا في خطر داهم؛ قد يؤدي إلى انزلاق؛ وقد يطول بنا الزمن فيه لنقف على أرجلنا مرة أخرى، ونحن لسنا بحاجة لأن ندفع ضريبة العيش في السلم مرة ثانية، ولذا فحق علينا القول وبصوت عالٍ، بأن سياسة التقشف المضروبة على الشعب، من تجويع ، وحرمان اجتماعي للمواطن من متطلبات العيش، وتهجير غير شرعي للشباب بطريقة غير مباشرة، بسبب انعدام فرص العمل وخصخصة المؤسسات العمومية، كلها دواعي ومسببات من شأنها تهيئة أرضية، لغليان شعبي يصعب إخماده بسبب إرهاب سياسي ناتج عن انعدام تسيير راجع ورشيد من لدن الحكومة الحالية.

رمضان بوشارب
الصور المرفقة
نوع الملف: png بوشارب رمضان.png‏ (56.8 كيلوبايت, المشاهدات 0)
التعديل الأخير تم بواسطة بوشارب رمضان ; 26-03-2018 الساعة 02:44 PM