رحلة استجمام تنتهي بغرق جدّ وحفيدته وابنة أخته في أم البواقي
13-08-2016, 08:43 PM



ب. ع


تمكنت مصالح الحماية المدنية بعين فكرون بولاية أم البواقي، بمساعدة ثلاثة غطاسين تم انتدابهم من مديرية الحماية بولاية قالمة، من استخراج الجثة الثالثة، لضحايا عائلة الحاج الطاهر التي غرقت عصر الجمعة في سد أوركيس التابع لبلدية عين فكرون، وسط حزن ضرب المنطقة خاصة حي السطحة الغربية الذي تقطنه عائلة الضحايا الثلاث الذين ذهبوا بعد عصر أول أمس، في رحلة استجمام على ضفاف السد المدشن مؤخرا، ولكنهم لم يعودوا.

وشهدت عملية استخراج جثة الضحية الثالثة صباح أمس، مشاهد حزن وإغماءات، حيث تسمّرت عائلة الطفلة ملاك أمام السدّ لتصدمهم في حدود الساعة التاسعة، عودة غطاسين بجثتها الهامدة، حيث سقطت والدتها وهي شقيقة الضحية الجد، مغشيا عليها، وانفجر الجميع بكاء وعويلا في مشهد حزن ورهبة، وغضب أيضا بعد أن تحول هذا السد المائي، إلى كابوس بالنسبة إلى العائلات الفكرونية التي تطلبه للراحة، في غياب أدنى وسائل الترفيه في فصل الصيف، مع الإشارة إلى أن مدينة عين فكرون تمتلك مسبحا بلديا واحدا مغلقا منذ أكثر من عشر سنوات.
المأساة بدأت من دون مقدمات حسب بعض المقربين من الجد الطاهر شرقي البالغ من العمر 64 سنة، عندما أدى صلاة العصر، في مسجد التوبة بالمدينة، ثم استقل شاحنته واختار إحدى حفيداته المسماة هاجر والمكناة باسم سوسن البالغة من العمر 12 سنة، وابنة أخته الصغرى المسماة ملاك، لأجل القيام بنزهة على ضفاف السدّ، حيث وجد الجد إحدى العائلات في المكان، فترك هاجر وملاك بعد أن أوصاهما بأن لا يقتربا من السد، وتوجه إلى شاحنته للقيام ببعض الأشغال ليتفاجأ بعد ربع ساعة، بصوت صراخ، فهرع ليُصدم بالفاجعة، وهي سقوط الصبيتين في السدّ، ولم يجد سوى أن يلقي بنفسه في مياه سدّ يرتفع منسوبه المائي إلى قرابة العشرين مترا، فابتلعته المياه رفقة الطفلتين.
وحاول شباب في عين المكان إنقاذ العائلة فكادوا يهلكون جميعا، لولا تدخل أحد الشباب وهو سبّاح معروف في المنطقة الذي أنقذهم من موت محقق، لتحط بعد ذلك مصالح الحماية المدنية بعين فكرون رحالها، ولكن بتأخر نسبي، بسبب عدم امتلاكها غطاسين، فاستنجدت بوحدتي أم البواقي وعين البيضاء، اللتين زودتا الوحدة بغطاسين اثنين، من أجل استخراج الجثث، وتمكن الغطاسان من استخراج جثتي الجد وحفيدته هاجر، وتواصل البحث عن جثة ملاك خمس ساعات قبل أن يتوقف البحث إلى غاية صباح أمس بالاستعانة بغطاسي قالمة، حيث تم تحويل الجثة إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى عين فكرون، لينضم الضحايا، لضحية سابق يدعى أونيس قراي البالغ من العمر 17 الذي ينتمي لنفس عائلة الضحايا، كان قد غرق في نفس السدّ منذ بضعة أشهر.