هل أصبحت “إسرائيل” حبيبة العرب؟
30-03-2018, 07:06 AM


قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، أن “قضية فلسطين لم تعد القضية الأهم التي تشغل العرب، وأن الكثير من العرب باتوا يهرولون نحو إسرائيل، في إطار العداء المتنامي والكبير لإيران”.
شاي فيلدمان، وتمارا كوفمان، أوضحا في مقالة نشرتها المجلة الأمريكية تحت عنوان هل “صارت إسرائيل حبيبة العرب؟”، أنه “بعد جولة قاما بها إلى الكويت والسعودية واستمرت 11 يوماً”، خلصا إلى “أن أكثر ما يثير الدهشة اليوم في العالم العربي هو أن إسرائيل لم تعد قضية خلافية؛ فلم نسمع بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، إلا مرة واحدة”، خلال الجولة.
كاتبا المقال اعتبرا أن هذا الأمر “يمثل تحولاً دراماتيكياً لم يحصل منذ عقود، حيث كان العداء لإسرائيل بمثابة القاسم المشترك للحكومات العربية المتصدعة”.
فيلدمان وكوفمان يريان أن التغيير الحقيقي من جانب العرب تجاه “إسرائيل”، يعزى إلى “إجابة أحد المثقفين العرب”، كان قد حضر مؤتمراً عقد الماضي، في جامعة براندايز، وجاء فيها عندما سئل: “متى ستقبل الدول العربية بإسرائيل؟”: “عندما يدركون أنهم سيكونون أفضل حالاً بوجود إسرائيل”.
المقال الصادر في مجلة “الفورن بوليسي” أفاد أن المسؤولين الإسرائيليين “يدركون جيداً أن أفضل الحالات التي تسمح لهم بعلاقات جيدة مع العرب، هي تلك التي يأتي فيها الأمن في المقام الأول”.
وأوضح الكاتبان، أن “التهديد المشترك الإيراني أو من طرف الجماعات الإرهابية، هو التفسير لهذا التقارب الذي نراه اليوم بين إسرائيل وبعض الدول العربية”.
ولدى الدول العربية، كما يرى الكاتبان، العديد من الأسباب التي تجعلها تعتقد أن حالها سيكون أفضل بسبب “إسرائيل”. فقد شهد العقد الحالي تطورين مهمين؛ أولهما أن “إسرائيل” باتت مصدرة للطاقة، ولم تعد تستورد الغاز من مصر.
وتعتبر المجلة، أن “الحدث الآخر المهم الذي شهده العقد الحالي، هو أن الكثير من دول مجلس التعاون الخليجي باتت تستعين بالتكنولوجيا الأمنية الإسرائيلية في إطار حربها ضد الإرهاب، فضلاً عن حاجة تلك الدول إلى تنويع اقتصادها بعيداً عن الاعتماد على النفط والغاز”.
هذا التقارب والتعاون بين دول عربية و”إسرائيل”، نتج عنه انخفاض الاهتمام الرسمي العربي بالقضية الفلسطينية، رغم أن الخطاب الرسمي ما زال ملتزماً بها، “وهو ما يمثل شعوراً بالإرهاق لدى تلك الحكومات حيال القضية”، حسب المجلة.
وأقرت المجلة، أن جزءاً من هذا الشعور يعود إلى بالإضافة إلى “نفاد صبر الحكومات العربية من القيادة الفلسطينية غير الفعالة والمنقسمة” بعد سبعة عقود من الدعم العربي للفلسطينيين. وأن هذا الدعم لم يتحقق سوى القليل جداً من المكاسب.
وضربت المجلة مثل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي لا تهتم به الحكومات العربية “إلا بمقدار ضيق، فهي منشغلة باهتماماتها ومصالحها الضيقة”.
القضية الفلسطينية، القضية المركزية لمختلف الحكومات في المنطقة العربية وإيران، وُظّفت كـ”ورقة لتوسيع النفوذ والهيمنة الإقليمية، وتحولت الفصائل الفلسطينية إلى أدوات في هذا الإطار”.
كل هذه الأسباب والعوامل، أدت حسب المجلة إلى تغيير دراماتيكي في موقف العديد من الحكومات العربية”، التي تحولت من حالة العداء شبه المنتظم إلى إعادة النظر بشأن وجود “إسرائيل” في المنطقة.
المصدر: مونت كارلو