موريتانيا تختار صف الجزائر.. تنصف البوليزاريو وتعاقب المغرب
26-07-2016, 02:31 AM
في قرار فاجأ المشاركين في القمة الـ 27 لجامعة الدول العربية، أقدمت موريتانيا على وضع لافتة رسمية أمام قاعة المؤتمر حيث انعقدت الدورة بنواكشط، أظهرت خريطة المغرب دون الصحراء الغربية، عكس ما دأبت عليه تقاليد الجامعة العربية.
وحرض المشرفون على القمة العربية في وضع خارطة لكل دولة عربية على حدا، وعليها علم بلادها، وكان لافتا في ذلك اقتصار خارطة المغرب على الأراضي غير التنازع بشأنها (دون الصحراء الغربية)، وهو الأمر الذي يكون قد أغضب سلطات المخزن، مثلما أفرح جبهة البوليزاريو، كون ذلك يعتبر انتصارا غير مسبوق للصحراويين على نظام المخزن.
ومعلوم، أن الجامعة العربية لا تعترف بالجمهورية العربية الصحراوية، بل وتعتبرها جزءا من التراب المغربي، وهو ما يجعل من هذا الحدث الدبلوماسي انتصارا مدويا، لأن الأمر يتعلق بنشاط رسمي لمنظمة إقليمية، لم تتخلف يوما عن دعم الرباط في نزاعها مع الصحراء الغربية، ليس فقط على المستوى الإقليمي، بل الدولي أيضا.
ولم يصدر بعد عن الطرف المغربي رد فعل على هذا الأمر، علما أن الرباط مثّلها في هذه القمة، وزير خارجيتها صلاح الدين مزوار، غير أن الصحافة المغربية لم تفوت الفرصة، ووصفت هذه الخطوة بـ "الاستفزازية".
ويأتي هذا المستجد في أعقاب الحملة التي قادتها المغرب لإبعاد جبهة البوليزاريو من الاتحاد الإفريقي، خلال القمة الأخيرة للاتحاد التي احتضنتها العاصمة الرواندية كيغالي، في محاولة منها للعودة إلى هذه الهيئة القارية التي غادرتها قبل أزيد من ثلاثة عقود، احتجاجا على انضمام البوليزاريو عضوا كامل الحقوق لمنظمة الوحدة الإفريقية حينها.
وتعيش العلاقات المغربية الموريتانية حالة من الجمود، وخاصة في الفترة التي أعقبت وفاة الزعيم التاريخي لجبهة البوليزاريو، محمد عبد العزيز، بحيث لم تهضم الرباط بعض المواقف الموريتانية من القضية الصحراوية، من بينها إرسال وفد موريتاني سام للمشاركة في المؤتمر الاستثنائي للجبهة، بالداخلة بالقرب من تندوف، فضلا عن إرسال وفد آخر قبل ذلك، لتقديم العزاء في وفاة زعيم جبهة البوليزاريو.
ويرى متابعون أن ما تشهده العلاقات الموريتانية المغربية له علاقة بعودة الدفء للعلاقات الجزائرية الموريتانية بعد نحو أقل من سنة على أزمة تبادل طرد دبلوماسيين في سفارتي البلدين، قبل أن تعود المياه إلى مجاريها بزيارة وزير الشؤون الخارجية الموريتاني إلى الجزائر مؤخرا.
http://www.echoroukonline.com/ara/articles/492859.html
