تلطف بي... فأنت أول رجل في حياتي
22-04-2013, 02:37 PM
لسان حالي يروي في هذا الموضوع جانبا من آلام العديد من الفتيات يصرخن ويصرخن في صمت ولا أحد يستمع لهن يرددن عن وعي أو بدونه عبارة "تلطف وترأف بحالي فأنت أول رجل في حياتي"، لعمري إن الوالد (أو من ينوب عنه إن كان متوفيا)هو أول رجل في حياة كل فتاة ومن المؤلم حقا أن يترك هذا الأب بصمة سوداء عن الرجل في مخيلة الفتاة وينقشها نقشا كمن ينحت في الصخر منذ نعومة أظافرها، وواقع الحال في مجتمعاتنا يعج بفتيات شُوهت صورة الرجل في أذهانهن أيُما تشويه جراء تصرفات ورعونة وقسوة الوالد، ولعل البصمة تكون أشد سوادا لو كان هذا الأخير ممن تستهويهم سراديب الرذيلة والضلال فيُعجن الألم بالمرارة ويطهى على فرن المأساة والوجع ليقدم طبقا غنيا بالاحباط والاكتئاب وربما بالكراهية والحقد أيضا، تفتح الفتاة عيناها داخل اسرتها فتجد ألف باء تاء معاني الرجل مجسدة في صورة والدها التي تختزل من خلالها صُور كل الرجال لصغر سنها وقلة تجربتها وعدم نضجها، وكم هي عديدة الحالات التي سمعت بها أومرت علي في محيطي القريب من العائلة أوالأصدقاء أوالمعارف والجيران عن فتيات يرفضن رفضا قاطعا الارتباط بالشباب الذين يتقدمون لخطبتهن لا لشيء سوى لأنهن وجدن فيهم صفات مشتركة بينهم وبين آبائهم وهن في قريرة أنفسهن يرفضن بشدة تكرار المأساة التي عاشتها الوالدة أو الاسرة على حد سواء، لعل ما يُقال عن الفتاة يُقال عن الفتى أيضا إن جُرح في أحد والديه لكن الوقع يكون أشد بالنسبة للفتاة بحكم طبيعتها وضعفها، وكم هي عديدة حالات فتيات يتزين بكثير من الأدب والأخلاق وما ان يعرف الخاطب أنها بنت فلان حتى يهم بالانصراف دونما رجعة لا لشيء سوى لأنها بنت فلان سيء السمعة والأخلاق بين قومه، وإني لا ألوم أبدا على هذا الشاب فمن حقه كل الحق أن يختار أي يد يمد يده إليها ليصاهرها وأي نسب يرضاه أهلا لنصفه الآخر وأي أخوال يتشرف أبناؤه بقرابتهم وإنما عتبي الشديد ولومي أوجه للأب أمن الصعب عليك حقا أن تكون والدا رحيما وقلبا دافئا وسماء يُستظل بها وسندا يُعتمد عليه؟؟؟ أمن الصعب عليك حقا ان تزرع المحبة والحرص المعجون باللين والمرونة والتفهم لتحصد الحب والاحترام والتقدير؟؟ أما أنت أيتها الفتاة يا من ابتلاك المولى بأب رُبما لا ترضين بعض صفاته وأخلاقه اعلمي أنه لا أحد منا يختار والديه فهذا جزء من قضاء الله وقدره الذي ينبغي عليك أن ترضي به طاعة لله، وأسالك رحمة بقلبك من أن تدنسه أدران الحقد والكراهية ورأفة بحالك من الوقوع في شباك العقوق والعياذ بالله أن تلتمسي له كل الأعذار (ضغط الحياة، غلاء المعيشة، مشاكل في العائلة أو في العمل، تجارب سلبية سابقة مر بها في طفولته،...) فإذا انتهت الأعذار التي يمكن أن يحيط بها عقلك أو تتصورها مخيلتك عندها قولي لعل له عذرا لا أعلمه.