الجيش يحكم قبضته على الڤرارة وبريان
09-07-2015, 11:42 PM
إلغاء جميع الرحلات الجوية من وإلى مطار غرداية
علي خلايف / حكيم عزي / ح.ح / مراسلون
توفي الخميس 5 أشخاص آخرين بالقرارة في غرداية داخل مستشفى الشهيد شريفي محمد، متأثرين بجراحهم الخطيرة خلال الاشتباكات التي شهدتها المنطقة، ليرتفع عدد القتلى إلى 24 قتيلا، بحسب معلومات رسمية، فيما عاد الهدوء بشكل تدريجي بعدما أحكمت قوات من الجيش والشرطة قبضتها على المناطق التي كانت مسرحا للمواجهات بغرداية.
تمكنت مصالح الأمن الخميس من توقيف 27 شخصا بكل من بلدية القرارة وبريان وغرداية بسبب تورطهم في أعمال العنف والتخريب التي شهدتها المنطقة. وقد باشرت مصالح الأمن حملة اعتقالات واسعة للحفاظ على الأمن العام بالمنطقة، حيث من المنتظر أن توجه إليهم تهم متعلقة بالتجمهر والتحريض والقتل العمدي والسرقة.
وعكف الخميس اللواء عبد الرزاق شريف، قائد القيادة الجهوية الرابعة للجيش الوطني الشعبي بورڤلة على تنفيذ قرارات رئيس الجمهورية ومتابعة جميع التطورات الحاصلة بالمنطقة.
وتتضمن الخطة الأمنية الجديدة التي يشرف عليها اللواء ذاته شخصيا ثلاثة محاور أساسية تشمل نشر قوات هائلة من عناصر الأمن في مناطق التماس، وإنشاء اللجنة العسكرية العليا لمتابعة جميع التطورات، إضافة إلى رسم خريطة جديدة للتعامل مع جميع الاحتمالات المتوقعة، وتطبيقا لتعليمات القاضي الأول في البلاد.
ولوحظ الخميس انتشار عناصر الجيش والدرك بالمناطق الساخنة بلغت زهاء 2000 دركي من فرق مكافحة الشغب وأكثر من 2000 عنصر من فرقة الصاعقة، بالإضافة إلى تعزيزات أمنية إضافية من الشرطة تصل إلى حدود 6 آلاف شرطي من فرق مكافحة الشغب وفرق التدخل السريع، إلى جانب طائرتي هيليكوبتر مدعمة بكاميرات مراقبة رقيمة.
ووضع الجيش خطة محكمة، ونشر كتائب مشاة وأخرى من الشرطة العسكرية على أهبة الاستعداد للتدخل عند الضرورة، إلى جانب ذلك تم تشكيل اللجنة العسكرية العليا التي تضم ممثلين عن أجهزة الأمن وقيادة عمليات حيث يمكنها التعامل المباشر مع المستجدات الأمنية الميدانية بسرعة بعد إبلاغ القيادة السياسية من أجل السيطرة على الوضع.
وتشير المعلومات المتاحة إلى أن مجلس الأمن الذي ترأسه بوتفليقة ناقش عدة احتمالات لتطور الأوضاع خلال الساعات الماضية.
من جهة ثانية، شوهد الخميس ببلدية القرارة انتشار كثيف لعناصر من القوات الخاصة للجيش والسيطرة على الوضع، حيث تم توزع أفراد الدرك في الأحياء التي كانت مسرحا للمواجهات، على غرار حي محمود وحي سيدي أمحمد وحي المؤذن، كما انتشرت على طول الطريق الوطني وبالقرب من الساحات العمومية، كما تم نشر أعداد هائلة من قوات الأمن بكل من بلدية بريان وغرداية.
وساهم قرار فرض حظر التجوال الجزئي في المدينة الذي فرضه المجلس الأعلى للأمن بعودة الهدوء التدريجي إلى المدينة، رغم الخسائر الثقيلة المسجلة بالمنطقة.
تفعيل دور اللجنة العليا للمصالحة بغرداية
قرر وزير الداخلية والجماعات المحلية الخميس تفعيل دور اللجنة العليا للمصالحة والتنمية بين أهالي غرداية لدراسة سبل ووسائل التحكم في الوضع على خلفية الأحداث الأخيرة التي سجلتها المنطقة.
وشدد الوزير على ضرورة تظافر جهود الجميع لتعزيز الاستقرار والتماسك بين سكان منطقة غرداية وفقا لتوجيهات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.
وزير الداخلية، الذي كان مرفوقا بالمدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل، اطلع على الوضع الميداني السائد بالمدن التي مستها الأحداث وعلى ظروف نشر قوات حفظ الأمن، كما تابع عروضا قدمتها مختلف الجهات المكلفة بالتسيير الأمني للمنطقة. وخلص الاجتماع الذي جمع وزير الداخلية مع مختلف الفاعلين بالولاية إلى تقديم تقرير مفصل عن الأحداث الأخيرة رفع الخميس إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. وجاء في التقرير المرفوع إلى الرئيس، جملة من المطالب أبرزها حفظ الأمن في المنطقة، ومعاقبة المتسببين في الانفلات الأمني، وفتح تحقيق في قضية استعمال الأسلحة النارية، إلى جانب مطالب أخرى خاصة بحماية العائلات المشردة وإعادة إسكانها وحماية الممتلكات الخاصة.
النائب العام يصدر مذكرة توقيف ضد فخار
أصدر النائب العام بغرداية أوامر بإلقاء القبض على الناشط الحقوقي والمناضل السابق في جبهة القوى الاشتراكية، كمال الدين فخار وأتباعه، بتهمة التحريض على العنف بالولاية، كما أمر النائب تطبيقا لقرارات الجمهورية بتنظيم حملة اعتقالات واسعة ضد مروجي الفتنة على مواقع التواصل الاجتماعي بالمنطقة.
لجنة أمنية لوضع الفايسبوك تحت الرقابة الأمنية بغرداية
شكلت المصالح الأمنية المختصة بغرداية خلية إلكترونية مختصة في متابعة الوسائط الإلكترونية منها الفايسبوك والتويتر، في خطوة لمراقبة الرسائل التحريضة التي تبث عبر هذه الوسائط.
وقال مصدر أمني أمس لـ "الشروق" إن كل المواقع بغرداية وغيرها من المناطق أصبحت الآن تحت قبضة مهندسين وضباط مختصين في الهندسة الإلكترونية، لمتابعة كل صغيرة وكبيرة.
وسترفع الخلية تقريرا يوميا إلى النائب العام لدى مجلس قضاء غرداية لتحريك الدعوى العمومية، ضد كل من يبث أو يرسل رسائل تحريضة إلى الجمهور غرضها الفتنة وكل من يثبت تورطه في الدعاية المغرضة، أو تطبيق قانون الجرائم الست منها قرصنة المعلوماتية، الذي يعاقب كل من يروج معلومات تمس استقرار البلاد والأمن العام.
إلغاء جميع الرحلات الجوية من وإلى مطار غرداية
قررت السلطات إلغاء جميع الرحلات الجوية من وإلى مطار غرداية لأسباب أمنية بسبب الأحداث المؤلمة الدائرة بهذه الولاية منذ أيام.
وجاء تعليق الرحلات الجوية كأجراء تحفظي في انتظار استتباب الأمن وعودة الهدوء إلى المدينة، خاصة بعد قرار رئيس الجمهورية بتدخل الجيش ووصول الوزير الأول عبد المالك سلال في مهمة مستعجلة، وإقرار حظر التجوال بالمدينة.
ومن المنتظر أن تعود الرحلات الجوية تدريجيا إلى مطار غرداية ابتداء من الاثنين المقبل، بحسب مصادر، بعد الشروع في فرض الإجراءات الأمنية التي قررتها السلطات العليا للبلاد، في حين لجأ المتوجهون إلى غرداية جوا إلى تحويل رحلاتهم إلى مطار ورڤلة وإكمال الرحلة برا فيما بعد.
المزابيون واصلوا إضرابهم واحتجاجاتهم بشرق البلاد
واصل غالبية الميزابيين الذي يحترفون التجارة بشرق البلاد لليوم الثاني على التوالي، توقفهم عن العمل وغلق متاجرهم في أهم فترة للعمل بالنسبة إلى تجارتهم في مختلف مدن شرق البلاد مثل قسنطينة وباتنة وتبسة. كما نظم، صبيحة أمس، العشرات من المزابيين وقفة احتجاجية تضامنية أمام مقر المسرح الجهوي عز الدين مجوبي بوسط ولاية عنابة، تنديدا منهم بالتطور الخطير والأوضاع الأمنية الحاصلة بوادي ميزاب بغرداية، مستنكرين كل أعمال العنف والقتل الحاصلة في ولايتهم.
تجار من غرداية يغلقون محلاتهم ببلدية جامعة ولاية الوادي
أقدم جميع التجار المنحدرين من مدينة غرداية، على غلق محلاتهم بجميع أنواعها ببلدية جامعة، التي تبعد عن عاصمة ولاية الوادي بــ 120 كلم، تضامنا مع إخوانهم بمدينة غرداية وعائلاتهم هناك.
أحد أعيان وتجار أهالي غرداية المقيمين بجامعة، قال إنهم يطالبون بتدخل الجيش الوطني الشعبي، وإصدار قرار يقضي بحظر التجوال ليلا، كما طالبوا بحل جذري للأزمة.
