في روايته الجديدة ''القانون الفرنسي'':صنع الله إبراهيم يدين قانون 23 فيفري
30-01-2009, 04:01 PM
في روايته الجديدة ''القانون الفرنسي'':صنع الله إبراهيم يدين قانون 23 فيفري المُمجّد للاستعمار في روايته الجديدة التي تحمل عنوان ''القانون الفرنسي''، الصادرة حديثا عن دار المستقبل العربي؛ يتناول الروائي المصري المعروف صنع الله إبراهيم، القانون الذي سُن بفرنسا قبل سنتين، والذي يمجد ويعيد الاعتبار للاستعمار الفرنسي للجزائر وغيرها من المستعمرات الفرنسية السابقة، باعتباره ''أداة لنقل الحضارة والتمدن الأوروبيين للشعوب المتخلفة''.

كما تقوم الرواية، حسب جريدة ''أخبار الأدب'' المصرية، على التخيل واستلهام التاريخ حول مجيء الحملة الفرنسية إلى مصر نهاية القرن الثامن عشر، مستعيدة أحداث الشغب التي وقعت في نفس التوقيت المذكور في الرواية.

ويبرز الروائي الدور الدموي الذي قام به الاستعمار الفرنسي منذ حملة نابليون في مصر وفلسطين، وصولا إلى جرائم الحرب الفرنسية بالجزائر، مستمدا المادة الوثائقية للرواية من الكتب العربية والفرنسية الصادرة حول الموضوع، ومعتمدا على عدد من الكتاب المعاصرين الذين اهتموا بهذه الفترة، مثل هايدي تويليه من جامعة السوربون وأمينة رشيد من جامعة القاهرة وريشارد جاكمون.

وفي الرواية الجديدة، وهي الجزء الثاني لرواية ''العمامة والقبعة'' التي صدرت عام ,2007 يرصد صنع الله وقائع مشاركاته ببعض المؤتمرات العلمية بالعاصمة الفرنسية باريس حول قضايا الاستعمار والتحرر، مستعرضا نماذج من الأكاديميين المشاركين في هذه المؤتمرات وتوجهاتهم الفكرية والسياسية.

نقرأ في بعض صفحات الرواية هذا المقطع: ''سأل أحد الشبان: هل هناك أمل في أن تتوقف أعمال العنف بالجزائر؟ أجاب أستاذ مونبيلييه قائلا: إذا كان هناك أمل، فهو أن الأمريكيين قد وضعوا قدما في الجزائر لمساعدة نظام بوتفليقة على مواجهة الإرهاب. ويبدو أنه حدث تراجع ملحوظ في مستوى الفظائع خلال السنوات الثلاث الماضية. فهل يعتبر هذا نجاحا لبوش في حربه ضد الإرهاب أم أن قتلة الجزائر قد انتقلوا إلي العراق؟

علق رفيق على الفور مستنكرا المشابهة بين العراق والجزائر. وقال إن التدمير الذي حدث للجزائر على يد الاستعمار هو المسؤول عن الردة الدينية. وليست للأمر علاقة بالعراق الذي تعرض لغزو أمريكي. وما يجري به من عنف ليس إرهابا وإنما مقاومة.

تدخلت قائلا: أنا لا أنكر التاريخ الاستعماري للعرب. وليس من الضروري أن يتبع ذلك التخفيف من إدراكنا للاستعمار الفرنسي. إننا نطالب الضمير الفرنسي ممثلا في الجمعية الوطنية باستنكار العهد الاستعماري، وليس بوسعنا أن نفعل هذا بالنسبة للعرب. فمن نطالب الآن؟ مصر التي لم تستعمر أحدا في تاريخها بل كانت دائما ضحية للاستعمار؟ نفس الأمر ينطبق على ليبيا وبلاد الشمال الإفريقي بل والمشرق أيضا.

علق أحد الطلاب الأمازيغيين، فيما يبدو، فدعا إلى تدريس اللغة الأمازيغية واعتبارها لغة رسمية وإقرار الهوية الأمازيغية في الدستور المغربي. تبعته ماريان قائلة: أنا لا أطالب بالتعويض عن أعمال النهب أو عن حصد أرواح سدس الشعب الجزائري خلال الخمس والعشرين سنة الأولى من الغزو. وفي نفس الوقت، لا أرى مبررا لإغفال دور المعلمين الفرنسيين التنويري.

صنع الله إبراهيم كاتب وروائي مصري، يساري ومعارض، وهو من الكتاب المثيرين للجدل، وخصوصا بعد رفضه استلام جائزة الرواية العربية عام 2003 م والتي يمنحها المجلس الأعلى للثقافة.

حصل صنع الله إبراهيم على جائزة ابن رشد للفكر الحر عام 2004 م. الأعمال الأدبية لصنع الله إبراهيم هي أعمال وثيقة التشابك مع سيرته من جهة، ومع تاريخ مصر السياسي من جهة أخرى. ولد صنع الله إبراهيم في القاهرة سنة 1937 م، وسُجن أكثر من خمس سنوات، من 1959 إلى 1964 م ، وذلك في سياق حملة شنّها جمال عبد الناصر ضدّ اليسار. من أشهر روايات صنع الله إبراهيم رواية ''اللجنة'' التي نشرت عام ,1981 وهي هجاء ساخر لسياسة الانفتاح التي انتهجت في عهد السادات.

علاوة. ح