تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > منتدى التاريخ > منتدى تاريخ المغرب الإسلامي

> الدكتور عثمان سعدي : الأب دونا رجل الدين المسيحي الجزائري المغاربي المناضل

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
أرسطو طاليس
زائر
  • المشاركات : n/a
أرسطو طاليس
زائر
الدكتور عثمان سعدي : الأب دونا رجل الدين المسيحي الجزائري المغاربي المناضل
03-02-2009, 07:57 PM
الأب دونا رجل الدين المسيحي الجزائري المغاربي المناضل(1).
الدكتور عثمان سعدي :رئيس الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية

من مآسي الجزائر المستقلة أنها استمرت تطبق في العمق تشويه تاريخها الذي رسمه المستعمرون الفرنسيون، وتسدل ستارا من التعتيم على أهم شخصية دينية مسيحية أمازيغية جزائرية مغاربية وهو الأب دونا Donatus، الذي مات شهيدا دفاعا عن الشعب الأمازيغي في مواجهة الاستعمار الروماني، مات في سجون روما بإسبانيا سنة 355 م، قبل أن يولد بسنة خصمه القديس أوغستين الروماني واليد اليمنى القوية للاستعمار الروماني بنوميديا وموريطانيا أي بالمغرب الكبير. ومن المحزن أن ترفع الدولة الجزائرية اسم أوغستين وتهمل دونا الأمازيغي المولود بمدينة نفرين جنوبي ولاية تبسة.

لقد رسم المؤرخ الفرنسي ش أ جوليان شخصية الأب دونا فقال: ''على امتداد أربعين سنة كان هذا المصارع الرهيب بارزا على الأحداث، ومن غير شك فإن التطور السريع للدوناتية يعود الفضل في تحقيقه له. كانت تتجمع في شخصيته سائر عناصر القائد والمنظم الأصيل والمستقيم، والعقائدي، والخطيب المفوه والكاتب الصلب، والمدرب والمكون للرجال، كان قاسيا على نفسه مثلما هو على الآخرين. كان أنوفا شرس الطبع، كان يفرض المواقف على أساقفته الذين كانوا يعبدونه كالإله'' (2)

دخول المسيحية إلى المغرب

بعث المسيح وقاومه اليهود، وبعد انتقاله إلى رحمة الله، استمرت المسيحية بين أحضان اليهودية حتى سنة 65 م، ومنذ هذا التاريخ قرر رهبان المسيحية الانفصال عن اليهودية، وأعلنوا أنهم تجاوزوها. دخلت المسيحية روما سنة 61 م. حاربها الرومان لأنهم كانوا يعتبرونها امتدادا لليهودية، التي كانت محاربة من الرومان. يقول زكي شنودة: ''في عهد نيرون سلط عليهم أقسى أنواع العذاب سنة 68 م، فقد ألقى بهم للوحوش الضارية، وأمر فطليت أجسام بعضهم بالقار وأشعلت لتكون مصابيح بعض الاحتفالات التي كان يقيمها نيرون في حدائق قصره'' (3). كانوا يعتبرون بروما من الأنجاس فلا يسمح لهم بدخول الحمامات والأماكن العامة.

مات المسيح شهيدا واضطهد أتباعه فاضطروا للتخفي، واختفى الإنجيل الأصلي، وقام بعد عقود بعض أتباع المسيح بتحرير أناجيل مستوحاة من ذكريات عن طبيعة المسيح وأقواله، وكتبوها بغير لغة المسيح التي كانت اللغة الآرامية وهي إحدى اللغات العروبية القديمة. يقول ويل ديورنت في كتابه قصة الحضارة: ''صارت المسيحية في تعاليم بولص نصف يونانية، وأضحت في المذهب الكاثوليكي نصف رومانية... كان بولس رومانيا'' (4).

ويعتبر بولس المولود باليونان هو واضع اللاهوت المسيحي، ومن كتاباته انحدر جل الأناجيل التي حررت في نهاية القرن الأول الميلادي.. فالكاثوليكية نمت في بيئة الوثنية الأوروبية فجاءت عقيدتها غير مؤسسة على التوحيد، بينما نشأت المذاهب الشرقية ومنها الدوناتية في بيئة الأديان ولهذا جاءت عقيدتها مؤسسة على التوحيد أي تؤمن بالطبيعة الواحدة للمسيح. دخول المسيحية إلى المغرب عن طريق مصر والمشرق وليس عن طريق أوروبا يبدو أن المسيحية دخلت المغرب عن طريق مصر والمشرق منذ القرن الأول، وما يسجله المؤرخون أنها دخلت المغرب في القرن الثاني الميلادي، وارتبط دخولها باضطهاد المسيحيين من الأباطرة الرومان الذين كانوا يعتبرون أنفسهم آلهة يعبدون، وبلغ أوج هذا الاضطهاد بالمغرب بين 295 و299 م في عهد الإمبراطور دقلديانوس ,Deocletion حيث سقط المائات من النوميديين والموريطانيين أي المغاربة شهداء، في أثناء محاكم التفتيش التي نصبها الأمبراطور المذكور. وخير من وصف هذا الاضطهاد العالم المصري الدكتور أحمد شلبي حيث قال: ''سجل القرن الثالث صورا من أبشع أنواع تعذيب المسيحيين، وذلك في عهد الأمبراطور دقلديانوس (284 ـ 305)، فقد أمر بهدم الكنائس المسيحية، وإعدام كتبها المقدسة وآثار آبائها، وقرر اعتبار المسيحيين مدنسين تسقط حقوقهم المدنية، وأمر بإلقاء القبض على الكهان وسائر رجال الدين وتجريعهم العذاب ألوانا. ونفذت هذه التعليمات في جميع المناطق، فامتلأت السجون بالمسيحيين، واستشهد الكثيرون بعد أن مزقت أجسادهم بالسياط والمخالب الحديدية، أو أحرقت بالنار، وقد سمــي عصره عصر الشهداء'' (5).

صدر مرسوم 304 الذي فرض تفتيشا عاما لصالح الآلهة الرومانية الوثنية، وأجبر رجال الدين والأساقفة على تطبيق عملية التفتيش والتبليغ عن المسيحيين وحرق كتبهم، فمن عصا الأمر قتل مثل ما حدث للأسقف مارسولوسMarculus الذي رفض أمر التفتيش فنقل لقرطاج وأعدم. وقد اكتشف العالم الفرنسي الأثري بيير كورسيل في رأس الكلب كنيسة دوناتية مطمورة، وتعاون رجال الدين العديدون مع محاكم التفتيش فاعتبروا من الشعب المغربي خونة للمسيحية.

وعندما مات الأمبراطور الظالم وجاء بعده الأمبراطور قسطنطين أصدر مراسيم التسامح سنة 307 م، وعندما عين على رأس أسقفية قرطاج، التي تشرف على المسيحية في كل المغرب، الأسقف كوسيليوس Caecillius الذي تعاون مع محاكم التفتيش، اعترض الأساقفة النوميديون أن يتولى قيادة المسيحية بالمغرب خائن للمسيحية، وتمكن الأب دونا من جمع سبعين أسقفا نوميديا قدموا عريضة رفض تعيين الأسقف الخائن، وتأسس نتيجة لذلك المذهب الدوناتي، كان النوميديون يقولون بأنهم يمثلون الشهداء، والجهة التي تعارضهم تمثل خونة المسيحية. وتجمع باوروبا ثمانية عشر أسقفا إيطاليا وغاليا ورفضوا طلب النوميديين وأصروا على تعيين الأسقف الخائن كوسيليوس، ورفعت المسألة للأمبراطور قسطنطين فثبّت الخائن في منصبه بقرطاج، وأرسل مفتشين لنوميديا فقامت معارضة من مسيحيي نوميديا جوبهت بقمع دموي سقط خلاله العديد من المسيحيين النوميديين.

ومثلما يقول ش أ جوليان: ''وتسبب هذا الموقف من الدولة في انتشار واسع للدوناتية، وتحولت الكنيسة الرسمية المنتصرة إلى هيئة تفتيشية فقامت بطرد الدوناتيين من الكنائس بقوة الجيش التي قتلت العديد منهم''. وأمام صمود الدوناتيين ورفضهم سيطرة الأمبراطورية على الكنيسة الإفريقية، وتحوّلهم إلى ثورة وطنية اجتماعية، أصدر الأمبراطور قسطنطين سنة 317 م أمره باعتبار الدوناتيين خارجين على القانون، وأمر الجيش بالدخول للمدن والقرى بالأوراس ومصادرة الكنائس الدوناتية وتسليمها للكاثوليك الرسميين، وكانت أشد المواجهات دموية جرت في مدينة باغاي بالأوراس.

الاختلاف اللاهوتي واللغوي بين الدوناتية والكاثوليكية

ويختلف المذهب الدوناتي عن الكاثوليكي لاهوتيا، فهو يؤمن بالطبيعة الواحدة للمسيح مثل المذاهب المشرقية المصرية والسورية، ويقول الدكتور شلبي: ''الطبيعة الواحدة للمسيح تقول بأن المسيح طبيعة واحدة ومشيئة واحدة، ففي المسيح أقنوم واحد تم بعد الاتحاد بدون اختلاط ولا امتزاج وهو مذهب أقرب إلى التوحيد. أما الكاثوليكية فمذهب الطبيعتين والمشيئتين وقد اعتنقته كنيسة روما التي تقول بأن للمسيح طبيعتين ومشيئتين هما الإله والإنسان'' (6). كما تختلف الدوناتية عن الكاثوليكية لغويا وثقافيا، فلغة المذهب الدوناتي هي الفينيقية أي الكنعانية. فالدوناتيون يصلّون في كنائسهم بالفينيقية. توجد بالمغرب الكبير منذ القدم وقبل الإسلام لغة فصحى هي الفينيقية التي تعتبر لغة الحضر والدواوين والعبادات، محاطة بلهجات أمازيغية شفوية، وكلاهما ينتميان إلى أرومة واحدة هي العروبية، وخير من يوضح هذه المسألة هو المستشرق الفرنسي هنري باسيه H.Basset يقول: ''إن اللغة البونيقية لم تختف من المغرب إلا بعد دخول العرب، ومعنى هذا أن هذه اللغة بقيت قائمة هذه المدة بالمغرب سبعة عشر قرنا وهو أمر عظيم'' (7)، أي أن هذه اللغة استمرت قائمة كلغة فصحى بالمغرب منذ دخول الفينيقيين المغرب في الألف الثانية قبل الميلاد، وحتى الفتح الإسلامي ونشر اللغة العربية العدنانية التي خلفت طبيعيا الفينيقية العروبية. ومعنى هذا أن الرومان الذين سيطروا على المغرب منذ 146 ق. م لم يستطيعوا فرض لغتهم وثقافتهم الرومانية على سكان المغرب الأمازيغ، وهذا يؤكد شرقيتهم بل وعروبيتهم.

وأمام إصرار الدوناتيين على موقفهم، وازدياد عقيدتهم صلابة في إطار وطنية تتوق للتحرر من الاستعمار الروماني، وتجاوب الشعب معهم، اضطر الأمبراطور قسطنطين سنة 321 م إلى إصدار تعليمات بوقف عمليات القمع ضد الدوناتيين الذين رفعوا شعار (نحن أبناء الشهداء في مواجهة أبناء الخونة)، كما أطلق الأب دونا صيحته المشهورة (لا علاقة للمسيحية بالإمبراطور والإمبراطورية، الله أرسل المسيح لإنصاف المستضعفين). لكن اعتبار المذهب الدوناتي استمر غير شرعي. وأمام شعبية دونا أمرت الإمبراطورية بإلقاء القبض عليه ونقله إلى إسبانيا، حيث سجن في سجون الرومان ومات هناك بالسجن سنة 355 م.

الثورة الدائرية

الاضطهاد الديني، وسرقة الأرض، والثورة، بهذا طبع العهد الرومني بالمغرب. وأمام عملية سرقة أرض الفلاحين الأمازيغ من الكولون الإقطاعيين الرومان، تكونت حركات ضد اللوتيفوندات، أي ضد مزارع الكولون. وأهم هذه الحركات ثورة الدائريين Circoncellions كما سماهم المؤرخون الرومان، ومعناها الثوار الدائرون من مزرعة كولونيالية إلى مزرعة، يثوّرون الفلاحين الأمازيغ بالمزرعة على الإقطاعي، ويطالبون بتصفيتها وعودة الأرض للفلاحين، وقد برزت هذه الثورة منذ سنة 340 م، مرتبطة بتاريخ بروز الحركة الدينية المغاربية. كانت ثورة الدائريين في حاجة إلى دعم ديني فربطت نفسها بالدوناتيين الذين كوّنوا معها ثورة اجتماعية ووطنية. ويصف ش أ جوليان هذه الثورة فيقول: ''إن القمع ولد ثورة حقيقية بروليتارية، وفي موازاة مع الدواناتية، وفي البداية بدون اتصال رسمي معها، تبلورت حركة اجتماعية صرفة، وهي ثورة الدائريين Circoncellions _ Circum cellas وهم الذين يتنقلون بين مخازن الحبوب الرومانية، مدفوعين بالبؤس الكبير للعمال الفلاحين، الذي أسست عليها الحضارة الرومانية. فقد سلمت الإمبراطورية هؤلاء البؤساء لاستغلال الأرستقراطية الرومانية أو المترومنة، التي كانت تبنى على عرق البرنوس. بين الفلاحين والملاكين لم يكن هناك أي ارتباط لا ثقافي ولا لغوي ولا ديني، بل كانت هذه العناصر كلها تتناقض بين الطرفين. وقد استُغلت هذه البروليتاريا الريفية وبخاصة في نوميديا الصراع بين الكاثوليك والدوناتيين وانتظمت في عصابات تثير الرعب بين الملاكين... كانوا بتصرفون كمطبقين للعدالة، كانوا يكرَهون السادة والأثرياء، فعندما يلتقون بسيد راكبا لعربته ومحاطا بعبيد، ينزلونه، ويُصعدون العبيد بالعربة ويأمرون السيد أن يجري راجلا، ويفتخرون بأنهم جاءوا لتطبيق المساواة على الأرض، ويحثون العبيــد على التحرر'' (8).

وتصف المؤرخة الفرنسية أوديت فانييه Odette Vannier في دراسة نشرتها سنة 1926 عن الدوناتية، تصف الثورة الدائرية والدوناتية فتقول: ''كان الدائريون ينزلون من عربته الكولون ويركبون العبد الذي كان يجرها، ويربطونه أمام العربة ويأمرونه يجرها، فيحولون السيد إلى عبد والعبد إلى سيد... كانوا يهاجمون مخازن الحبوب فيجمعون حبوبها ويوزعونها على الفلاحين الفقراء... كانوا يتعرضون لناقلي أموال الضرائب فيسطون عليها ويوزعونها على الفقراء''. (9).

واستمرت الدوناتية في الصعود وتحولت إلى مذهب شعبي جماهيري مما جعل الإمبراطورية تراجع موقفها من منعه، فما أن نُصّب الإمبراطور يوليان F.C.Julianus وهو ابن أخت الإمبراطور قسطنطين، حتى أصدر مرسوما سنة 362 م بإعادة الاعتبار للمذهب الدوناتي، فأعيدت له كنائسه. حاول الرومان تدجينه وجعله مؤيدا لاستعمارهم للمغرب، لكن الدوناتيين المخلصين لطموحات الشعب الأمازيغي البربري استمروا في النضال ضد الاستعمار وضد المذهب الكاثوليكي الداعم للاستعمار.

الدوناتيون وثورة فيرموس

امتد نفوذ الدوناتيين إلى دعم الثورات البربرية ضد الاستعمار الروماني، فلجأ الثائر فيرموس سنة 372 م للدوناتيين طالبا دعم ثورته فدعموه، فقد استطاع هذا الثائر بفضل الدوناتيين تحقيق تحالف بين بعض القبائل البربرية، وشن حربا ضروسا على الجيوش الرومانية فاحتل عاصمة موريتانيا مدينة شرشال وإيكوسيوم (مدينة الجزائر)، ومثلما يقول ش أ جوليان ''كان فيرموس مسيحيا ومن غير شك كان دوناتيا. أرسلت روما جيشا بقيادة أفضل قادتها وهو تيودوس فحط في مدينة جيجل، ونظرا لعدم التوازن بين القوتين هزم جيش فيرموس سنة 375 م. وتمكن الرومان من القضاء على فيرموس بالتآمر مع أخيه غيلدون فانتحر فيرموس عندما علم بخيانة أخيه. وفي 376م أصدر الإمبراطور غراتيان Gratien أمرا بتجديد منع المذهب الدوناتي بعد ثبوت مشاركته في ثورة فيرموس.

ويبدو أن غيلدون القائد البربري عندما شعر بأن أخاه لا يستطيع الصمود أمام الجيوش الرومانية، فكر في حيلة يبقي فيها زمام الأمور بين البربر بدل القضاء على العائلة، فقرر التضحية بأخيه فيرموس متظاهرا باستعداده للتعاون مع الرومان. ورحب الرومان بذلك فعينوه كونت إفريقيا سنة 386م. وما أن سيطر على الأمور حتى أعاد الاعتبار للمذهب الدوناتي وانصاع حلفاؤه الرومان لقراره، وهذا يشير إى أن غيلدون لم يكن خائنا، وإنما مناورا. كان يعد العدة مع الدوناتيين لتحرير الشعب البربري من الاحتلال الروماني، واستمر في إعداده من 376م وحتى سنة 396م السنة التي أعلن فيها الثورة ضد الرومان مدعوما من الدوناتيين. ويقول رشيد الناضوري: ''ولم يستمر غيلدون في موالاته للسادة الرومان طويلا بعد تبوئه المناصب العسكرية الرومانية في المغرب، بل سرعان ما انقلب عليهم قائدا ثورة بربرية جديدة سنة 396م، واستخدم الرومان وسيلتهم التآمرية بتحريض أخيه مقزيل ضده وتكررت المأساة وانتحر غيلدون'' (10).

ويقول ش أ جوليان: ''كان غيلدون يملك بين يديه أقوى سلاح وهو منع تزويد روما بالقمح، وفي إمكانه تجويع روما وإيطاليا، وفي سنة 396 م أعلن الثورة وأوقف إرسال القمح، وقد قام الوندالي ستيليسون Stilicon حاكم غرب الإمبراطورية بالاحتياط للكارثة فصادر قمح الغالة وإسبانيا، واجتمع مجلس الشيوخ الروماني وأعلن غيلدون عدوا لروما'' (11).

خوفا من تجويع الشعب الروماني جندت روما جيشا ضخما لمحاربة غيلدون، وأسندت قيادته لأخ آخر لغيلدون وهو ماقزيل فهزم غيلدون، وخشي الرومان من تمرد ماقزيل فدبروا له عملية اغتيال خفية. ونظرا لأهمية غيلدون وثورته فقد نظم الشاعر الروماني كلوديان Claudien قصيدة طويلة في هذه الثورة ''ركز فيها على الرعب الذي اجتاح الإمبراطورية من جراء المجاعة التي تسبب فيها هذا الثائر البربري الدوناتي، وكيف هب الإله الروماني نيبتون في سماء إفريقيا فأغرق غيلدون في أمواجه، ومكن الأمبراطوريَين ثيودوس وأبيه اللذين صارا إلهين رومانيين، وكيف اعتبر ستيليسون ماقزيل غير مشرف لروما بأن يقود جيشا رومانيا ضد المتمردين. وقد لخص هذا الشاعر الروماني قوة هذه الثورة البربرية، وأهمية المغرب في حياة الشعب الروماني واقتصاده، والدور الذي تلعبه الأرستقراطية الزراعية الرومانية بالمغرب ولوتيفونداتها في تمويل روما بالقمح النوميدي، والتي تقع تحت حماية المذهب الكاثوليكي، وتعتبر الدوناتية عدوها اللدود. وتقول الموسوعة الحرة: ''وانهزم غيلدون سنة 398م ولكنه ترك وراءه الدوناتيين في قمة قوتهم''.

ظهور القديس أوغستين ومحاربته للدوناتيين

وظهر القديس أوغستين، فوجد بلاد البربر قد صارت كلها دوناتية مثلما يقول ش أ جوليان. دونا أمازيغي من الأوراس، أما أوغستين فهو روماني، تقول عنه الموسوعة الفرنسية ''يونيفرساليس'': ''ولد القديس أوغستين مواطنا رومانيا، هو من رومان إفريقيا، عاش مخلصا ثابت الإخلاص للحضارة الرومانية''. (12). اشتد القمع القاسي الذي مورس ضد أتباع غيلدون ليشمل الدوناتيين أيضا، واعتقل أوبطا أسقف تيمفاد الذي كان مستشارا لغيلدون وروح الثورة البربرية، واغتيل في السجن، واعتبر شهيدا من الدوناتيين، وعن ش أ جوليان يذكر ب مونسو P.Monceaux ''أنه كانت الدعاية المنطلقة من اللوتيفوندات مدعومة بقوة ملاّكي الأرض الكبار الذين يعملون على اعتناق مُزارعيهم الكاثوليكية، وتحقيق الوحدة الدينية في أراضيهم بنوميديا''. ويعقب ش أ جوليان بما يلي: ''إن هؤلاء السادة يرون أن الكاثوليكية هي الضمان لرضوخ البروليتاريا الفلاحية'' (13).

وهنا برز القديس أوغستين فطالب باجتماع مجلس الأساقفة وأملى عليه القرارات، وراح يرسل الشكاوى ضد الهراطقة ويعني بهم الدوناتيين. ومثلما يقول ش أ جوليان: ''كان يعد للتدخل المباشر للسلطة في النزاع الديني، وبطلب من مجمع الأساقفة الكاثوليك بقرطاج محاربة الهراطقة، وقرر الإمبراطور اعتبار الدوناتية هرطقة وخارجة على القانون في 12 فبراير سنة 405 م، وهكذا تدخل القمع الرسمي فزاد من الانتقام الفردي، وراح الأساقفة الكاثوليك يبلغون للشرطة أسماء خصومهم الدوناتيين، وانطلق ملاك الأرض بنوميديا، بما فيها الإقطاعية التي استأجرها أوغستين، ينشرون نشاطهم المحموم ضد الزندقة... لكن في نوميديا قاومت الدوناتية القمع بشكل قوي جعل أوغستين يحذر الإمبراطور من قوته، وظهر الدائريون من جديد يهاجمون اللوتيفوندات، واندلعت الثورة الاجتماعية''. (14). ويلاحظ من هذا النص أن أوغستين كان يملك لوتيفوندية من أرض الفلاحين الأمازيغ المسروقة.

ندوة قرطاج

وأمام هذا الوضع الذي رآه مناسبا عمل أوغستين على عقد ندوة تحت شعار توحيد الكنيسة، واعتمد أن يكون الأساقفة الكاثوليك بها أكثر من الأساقفة الدوناتيين، كان عدد الأساقفة 565 أسقف، منهم 286 كاثوليكي و279 دوناتي، وكانت الدعوة تقول بأن الجدال سيدور بين المذهبين، والطرف الذي يتغلب سيعمم مذهبه بإفريقيا، ويبدو أن الدوناتيين كانوا متغلبين على الكاثوليك بالحجة مرتكزين على حقيقة أن المسيحية والتي يؤمنون بها تنصف المقهورين، والشعب المغربي مقهور من الاستعمار الروماني ومن اللوتيفوندة التي تمثله. ويبدو أيضا أن الكثير من الأساقفة الكاثوليك الأمازيغ الشبان بدأوا يميلون للحجج الدوناتية، وعندها غادر أوغستين القاعة وقصد الوالي الأمبراطوري بقرطاج واتفق معه على أن يوقف الحوار، وترسل القوات العسكرية لتعتقل الأساقفة الدوناتيين وهذا هو الذي حدث يوم 26 جوان 411 م. ثم حل المذهب الدوناتي بأمر إمبراطوري فصودرت كنائسه وممتلكاته لصالح الكاثوليكية. ويعلق ش أ جوليان فيقول: ''لقد وجد الدوناتيون أنفسهم أنهم ليسوا في ندوة ولكن أمام محكمة يرأسها الوالي الروماني مارسيلينوس Marcellinus الذي يعتبر كاثوليكيا متعصبا يتهمونه بعديم الذمة'' (15)، ومن غير شك فإن هذا الوالي كان يتصرف بنصائح أوغستين.

استمر الدوناتيون يمارسون طقوسهم في السر تحت قيادة غودينتيوس أسقف تيمفاد، وأميريتوس أسقف شرشال، وانطلق الثوار الدائريون يغتالون الكولون، ويحرقون اللوتيفوندات، وردت السلطة بالقمع، ومثلما يقول ش أ جوليان: ''وهكذا العنف ولد العنف في دائرة جهنمية... وبفضل أوغستين خرج الكاثوليك في كفاحهم منتصرين، لكن الكثير من الانضمامات للكاثوليكية لم تكن سوى صورية شكلية. لقد انطلق حقد أصم كامن ضد الأمبراطورية والكنيسة الرسمية والأرستقراطية الزراعية المتضامنة في القمع الذي استمر بلا رحمة، إلى أن انهارت هذه لسلطة الثلاثية تحت ضربات الوندال'' (16).

كان أوغستين يؤيد بل ويدعو لقمع الدوناتيين، يقول: ''ينبغي أن تتدخل السلطة العامة وتزرع الرعب لإعادة الهراطقة للأصالة المسيحية. باسم كلمة المسيح أجبروهم بالقوة على الدخول''. ومثلما يقول ش أ جوليان كان أوغستين يعتبر قهر الدولة مبررا وشرعيا. مات أوغستين في عنابة وهو يدافع عن الاستعمار الروماني في مواجهة الغزو الوندالي، وخالف بذلك طموحات الشعب المغربي الذي رحب بالوندال أملا في تخليصه من ظلم روما على يد هؤلاء القادمين الجدد، من باب عدو العدو صديق.

مذهب الوندال المسيحي الأريانية أي الأريوسية

من الغريب أن الوندال يدينون بالأريانية نسبة إلى مؤسسها الأمازيغي أريوس المولود ببرقة ليبيا سنة 256م، والمتوفى سنة 336 م، أي قبل تسعة عشر عاما من وفاة دونا، برقة في العهد الرماني كانت تسمى قورينا CYRENAIE.

ومن غير شك فإن تنسيقا ما كان قائما بين أريوس ودونا الأمازيغيين، هذا بالجزائر الحالية وذاك بليبيا الحالية تحت الاستعمار الروماني. تتفق الأريانية، أي الأريوسية، مع الدوناتية في الطبيعة الواحدة للمسيح، أي في نكران صفة الألوهية عن المسيح، ويرتبط المذهبان بمذهب الأنطاكية مذهب بولس الأنطاكي السميساطي الموحدة أيضا. وفي أثناء بعث الإسلام في القرن السابع الميلادي، كانت الأريوسية منتشرة بالشام وبشمال الجزيرة العربية، وفي مراسلة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لهرقل، إمبراطور الرومان، ذكر سيد المرسلين الأريوسية. فالوندال الذين يدينون بمذاهب الأريانية، أي الأريوسية، وجدوا في مذهب الدوناتية نفس العقيدة الموحدة فتعاونوا معهم مذهبيا وحرروهم سياسيا من الاستعمار الروماني اللوتيفوندي.

وبالفعل فقد تحققت أماني الشعب الأمازيغي عندما استطاع في بداية العهد الوندالي استرداد أراضيه المسروقة وتصفية اللوتيفوندات، كما استطاع الدوناتيون ممارسة طقوسهم بحرية، واسترداد كنائسهم. يقول المؤرخ المصري السيد عبد العزيز السالم: ''انضم الدوناتيون باعتبارهم خصوما للكاثوليك إلى جانب الوندال، إذ اعتبروهم مخلّصين لهم من نير الرومان، ووجدوا في دخولهم البلاد سيفا مسلطا على خصومهم الذين أذاقوهم من صنوف الاضطهاد ألوانا ـ مثلما ورد في كتاب Cambridge medievial history ـ. كذلك لم يتردد البربر، الذين طالما عانوا من استبداد الرومان بهم وتعسفهم، في الانضمام إلى جانب الغزاة منذ اللحظة الأولى'' (17).


كتب ومؤلفات الدوناتية

كان الأب دونا هو الكاتب الكبير، الذي ألف كتابا مهما عنوانه ''الروح القدسية''، لكنه لم يصلنا بسبب حرق الكاثوليك تحت قيادة أوغستين لسائر الكتب الدوناتية، وقد ورد ذكر هذا الكتاب من بعض رجال الدين الكاثوليك. كما ورد من هؤلاء ذكر كتب لأساقفة دوناتيين من أمثال: غودانتيوس أسقف تيمفاد الذي وصف بأنه رجل من حديد، حيث تمكن من منع مصادرة كنيسته مهددا بأنه سيحرقها ويحرق نفسه معها إن تقرر مصادرتها ولم تصادر بالفعل، وانطلق في توجيه رسائل جدلية قوية إلى أوغستين لم تصلنا طبعا. وكذلك كتابات بيتليانوس أسقف سيرتا الذي وصف بأنه خطيب مفوّه، ورئيس بالفعل للمذهب، الذي اشتهر بخطبه، وبرسائل الهجو التي وجهها لأوغستين، وبكتاب عن التعميد. لكن كل هذه الكتب وردت كإشارات من بعض الكاثوليك. مما يدل على أنه كانت هناك خطة منظمة قام بها أوغستين والكاثوليك قضت على هذه الكتب والمؤلفات الدوناتية التي كتبت بالفينيقية واللاتينية. ويذكرنا بهذا الموقف جريمة حرق مكتبة قرطاج عندما دمرت على يد الجيش الروماني سنة 146 ق.م.

وخير من لخص رسالة الدوناتية الموسوعة الفرنسية ''يونيفيرساليس''، تقول: ''لقد تحول المذهب الدوناتي إلى ثورة ضد الظلم الاجتماعي والاحتلال الأجنبي، ولاقى صدى في الأوساط التواقة لاستقلال إفريقيا. وهو يشبه المذاهب القبطية والسورية، المؤسسة على الطبيعة الواحدة للمسيح. وقد اختلف عن الكاثوليكة في عدة نقاط، أهمها اللغة، فلغة الدوناتية ليست اللاتينية. كما اختلف عنها في وقوفه مع مطالب عمال الفلاحة البربر ضد اللوتيفوندات، هذه المطالب التي انضوت تحت المظلة الدواناتية. وبالرغم من أن هذا المذهب محافظ متشدد عقائديا، إلا أنه يصنف كمذهب تقدمي اجتماعيا، حيث يرفض استعمال المسيحية من طرف الإمبراطورية الرومانية التي تتناقض أعمالها مع طموحات الفقراء''. (18). إن المؤرخين الأوروبيين يؤمنون بأن أوغستين هو قديس الاستعمار الروماني ومن بعده الفرنسي. يقول بوجولا: POUJOULA الصديق الحميم للماريشال بوجو قائد جيش الاحتلال الفرنسي للجزائر، في تصريح له أمامه، وهو يزور الجزائر سنة 1844 م: ''تحية يا كنيسة إفريقيا الحديثة، ابنة سيبريان وأوغسطين، لقد استُخرجتِ من القبور بواسطة عبقرية وإيمان بلدي، إنني أعتز شامخ الأنف لأنني أراك بُعثت من جديد تحت علم بلدي.. إن حربنا بإفريقيا هي امتداد للصليبية''. ويذكر شارل أندري جوليان أن البابا أرسل رسالة تأييد لاحتلال الجزائر قال فيها: ''ضرورة افتكاك الأرض التي شرفها القديس أوغستين من البرابرة''. كما أعطى الكاردينال لافيجري اسم أم أوغستين القديسة مونيكا ـ سان مونيك لقرية من القريتين اللتين بناهما في الشلف لإيواء اليتامى الجزائريين لمجاعة 1868 .

مصير الدوناتية

وسقط الوندال وعاد البيزنطيون، وتعاملوا مع المذهب الدوناتي بالمنع. وبعد قرن جاء العرب العدنانيون المسلمون للمغرب، وحدث الفتح الإسلامي. هل استمر الدوناتيون طوال هذا القرن يمارسون مذهبهم في السر فجاء الإسلام فاعتنقوه؟ أم أن المسلمين الفاتحين وجدوا المذهب الكاثوليكي بالمغرب معزولا بين المحتلين البيزنطيين، منبوذا من المغاربة لأنه يمثل الاستعمار، فتلاشى بمجرد أن اختفت السلطة التي كانت تحميه؟ ولعل هذا هو الذي يفسر لماذا اختفت المسيحية من المغرب العربي. لقد استمر المسيحيون بالمشرق العربي، لأنهم كانوا يمارسون مذاهب مشرقية شبيهة بالمذهب الدواناتي بالمغرب نابعة من بيئتهم وليست ممثلة للمستعمر. ويذهب بعض المؤرخين الأوروبيين إلى أن المذهب الدوناتي كان السبب في جعل الإسلام يلغي المسيحية بالمغرب. يقول المؤرخ الديني البريطاني فريند W.H.C.Frend في كتابه الكنيسة الدواناتية: ''إن الدوناتية كانت المقدمة لإلغاء الإسلام للمسيحية وللثقافة الرومانية: إنه التفقير التدريجي للمجتمع الفلاحي الذي ولّد اليأس والثورة، والكنيسة الدوناتية لم تكتف بدعمها وإنما هيجتها: يكفي ملاحظة دعمها لثورة فيرموس، ولعلاقاتها مع الدائريين، لمعرفة أن الدواناتية كانت تمثل العقيدة في شكلها المتطرف'' (19). ومعنى هذا أن الدوناتية لعبت دورا في إبقاء الشعب الأمازيغي بالمغرب بعيدا عن الرومان، ثائرا على وجودهم، ومرتبطا بالثقافة المشرقية العروبية عن طريق استعمال اللغة الفينيقية، وعندما جاء الفاتحون العرب بلغتهم العدنانية وبإسلامهم المبني على التوحيد وجد فيهما المغاربة الأمازيغ ما يتناسب مع معتقداتهم وثقافتهم العروبية. وهذا هو الذي يفسر لماذا لم تبق المسيحية بالمغرب العربي.





(1) سبق لي أن نشرت مقالا في صحيفة ''اليوم'' عدد 20/12/1999 انتقدت فيه تقديم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لتمثال نصفي للقديس أوغسطين للبابا لدى زيارته الرسمية للفاتيكان، وقلت له كان عليك أن تقدم له تمثال الأب دونا الأمازيغي الأصيل بدل أوغسطين الروماني. وعندما عقد المؤتمر الدولي عن القديس أوغسطين سنة 2001 بالجزائر ـ فندق الأوراسي ـ نشرت مقالا انتقدت فيه المؤتمر نشر في ''الشروق اليومي'' عدد 29/03/.2001 ثم دار حوار بالمكتبة الوطنية في شهر رمضان 2006 حول أوغسطين بحضور أقطاب اللوبي الفرنكفوني وأقطاب المسيحية وعلى رأسهم هنري تيسيي، تكلموا بالفرنسية، وتكلمت بالعربية فبينت أن أوغسطين كان اليد اليمنى للاستعمار الروماني وأنه روماني ابن رومانية، وأن الأب دونا هو الذي يمثل المسيحية الجزائرية المغاربية المناضلة، فحاورني تيسيي بالعربية، فقد زاملني في الخمسينيات من القرن الماضي في كلية الآداب بجامعة القاهرة قسم اللغة العربية. وعندها طلب مني الدكتور الأمين الزاوي أن أعد محاضرة عن الأب دونا، فأعددتها وحدد يوم 11/04/2007 لإلقائها، وحضر الجمهور للمكتبة الوطنية لكن فوجئ الجميع بإلغاء المحاضرة، هل تدخلت سلطات عليا لإلغائها حفاظا على ابن الجزائر البار أوغسطين؟ وعند ذاك قررت نشرها في مجلة ''حولية مجمّع اللغة العربية'' بطرابلس ليبيا، في عدد ديسمبر 2008، الذي أنا عضو فيه. وها أنا أنشرها على صفحات ''الخبر الأسبوعي''.

ملاحظة: توجد في العهد الاستعماري قرية قرب مدينة شلغوم العيد ـ شاطودان سابقا ـ اسمها ساندونا saint donat، يتصور الكثير من الباحثين الجزائريين أن المقصود هو دونا النفريني الجزائري، والحقيقة أن المقصود هو القديس دونا الذي عاش في القرن السابع الميلادي بمدينة ديزنصون َُثَفَّمل الفرنسية، سمى المستوطنون الفرنسيون بالمنطقة القرية المذكورة باسمه. أما دونا فلقبه أب لم تمنحه الكنيسة الأوروبية لقب قديس لأنها تعتبره هرطقيا.


(2) Paris 1956 219Afrique du Nord T2 P _: Histoire de L Ch.A.Julien
(3) زكي شنودة: تاريخ الأقباط، ص 101

(4) ويل ديورانت: قصة الحضارة، ج 11، ص 248 ـ 249، الترجمة العربية، القاهرة 1964

(5) أحمد شلبي: مقارنة الأديان ج 2 ص 61 القاهرة 1967

(6) المرجع السابق ص 161

(7) Revue Africaine V62 p340 : H.Basset

(8) ش أ جوليان مرجع سابق ص216

(9) Revue Africaine V67-1926 P13-28 O.Vannier

(10) رشيد الناضوري: المغرب الكبير ج 1 ص 328 القاهرة 1966

(11) ش أ جوليان، مرجع سابق ص 222

(12) 796P 2T E.Universalis

(13) المرجع السابق ص 223

(14) المرجع السابق ص 223 ـ 224

(15) المرجع السابق ص 224

(16) المرجع السابق ص 225

(17) السيد عبد العزيز : المغرب الكبير ج 2 ص 9 القاهرة 1966

(18) 759, P5: T E.Universalis

(19) : The Donatist Church , Oxford , 1952 W.H.C.Frend
  • ملف العضو
  • معلومات
bookir
زائر
  • المشاركات : n/a
bookir
زائر
رد: الدكتور عثمان سعدي : الأب دونا رجل الدين المسيحي الجزائري المغاربي المناضل
16-05-2010, 08:00 PM
العقوق الذي ابتليت به الامة الامازيغية لا نظير له ولم يشهد له التاريخ مثيلا، كنت ولا أزال أتساءل ما الذي يجعل هذه العينات الغريبة العجيبة تستميت في خيانة امتها وتبذل كل جهدها في طمس هويتها وادعاء هوية أخرى، أهو من أثر الهزائم التي مني بها أسلافنا أم هو إعلان سافر عن التملص من المسؤولية التاريخية التي تلزمهم بأداء واجب الدفاع عن ديمومة أمتهم الامازيغية كما يفعل كل أحرار العالم
يقول هؤلاء أن الأمازيغ هم الرجال الاحرار فأين هذه الحرية وأين هذا التحرر، ونحن نرى من يتوشحون بكارتون الشهائد الجامعية ينافحون من أجل القومجية البعثية الأموية التي ساقت أسلافنا أسرى وسبايا إلى دمشق مقر الخلافة الأموية وهاهي تك
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية karima.t
karima.t
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 18-02-2009
  • المشاركات : 6,677
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • karima.t is on a distinguished road
الصورة الرمزية karima.t
karima.t
شروقي
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


المواضيع المتشابهه
الموضوع
سلسلة حلقات ردّ الشبهات المثارة حول الأمير عبد القادر .. خلدون مكي الحسني
طه حسين.....و نظرياته الهدامة
الإمام أبو حامد الغزالي
أسباب نزول القرآن الكريم
علماء 1
الساعة الآن 06:19 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى