علماء يطالبون بالحفاظ على أنواع النحل البري لحماية المحاصيل والنباتات البرية
17-06-2015, 05:43 PM
هيلين بريغز
محررة شؤون البيئة



قد تتغير الظروف المناخية والمحاصيل في المستقبل، مما يعني تغير أنواع النحل القادرة على تلقيحها.

يقول علماء إن اثنين في المئة فقط من أنواع النحل البري المعروفة هي المسؤولة عن حوالي 80 في المئة من تلقيح المحاصيل.
وكشف فريق بحثي من جامعة ريدينغ في المملكة المتحدة أن عددا صغيرا فقط من النحل ضروري لتلقيح عدد من المحاصيل، مثل التفاح، والفراولة، والحبوب الزيتية.
وقال العلماء في البحث إن حماية عدد كبير من النحل "بمثابة سياسة ضامنة لمواجهة الصدمات البيئية المحتملة في المستقبل، مثل التغير المناخي."
وتقدر قيمة تلقيح المحاصيل الذي يقوم به النحل البري في المملكة المتحدة بحوالي مليار جنيه استرليني في العام.
ويقول البروفيسور سيمون بوتس، رئيس مركز الأبحاث الزراعية والبيئية بجامعة ريدينغ: "من المرجح أن أنواع النحل الذي سنحتاجه في المستقبل تختلف عما نحتاجه الآن. لذا، يجب حماية أكبر قدر ممكن من النحل وغيره من الحشرات لكي يمكن في المستقبل تلقيح المحاصيل حال تغير المناخ وأنواع المحاصيل في بريطانيا، ومن ثم تتغير أنواع الحشرات التي يمكنها التلقيح."


الحفاظ على أنواع النحل المختلفة يساعد على ضمان الأمن الغذائي وتنوع المحاصيل في المستقبل.

أدلة اقتصادية
وراجع فريق دولي من العلماء بيانات عن دور النحل في تلقيح المحاصيل، جُمعت من خمس قارات.
ونشرت الدراسة في دورية "اتصالات الطبيعة"، وأظهرت أن دور النحل البري في عملية التلقيح يساوي حوالي 1900 جنيه استرليني للهكتار على مستوى العالم.
وتقوم أعداد قليلة من الأنواع بأغلب عمليات التلقيح، مثل النحل الطنان والنحل المنعزل.
لكن العلماء أكدوا على ضرورة الحفاظ على الكثير من أنواع النحل، حتى التي لا تسهم بالكثير في عمليات التلقيح، للحفاظ على التنوع البيئي وضمان الأمن الغذائي في المستقبل.
وقال مايك غارات، من جامعة ريدينغ، إن التركيز على أنواع النحل ذات الجدوى الاقتصادية الزراعية في الوقت الحالي خطأ كبير، "فهو يستبعد عددا كبيرا من أنواع النحل. وثمة أنواع كثيرة هامة لتلقيح العديد من النباتات البرية، وهو ما لا يمكن أن نخسره."
ويسهم هذا البحث في الجدل القائم حول القيمة الاقتصادية لحماية أنواع النحل.
ويزيد استخدام الأدلة الخاصة بالجدوى البيئية في الجدل المثار حول جهود الحفاظ على الأنواع المختلفة. ويقول العلماء إن التركيز على خدمات التلقيح الخاصة بالنحل قد يؤدي إلى تجاهل أنواع أخرى ربما تزيد أهميتها في المستقبل.
وقال البروفيسور بات ويلمر، من جامعة القديس أندور، تعليقا على الدراسة: "النقطة الهامة هي أن النحل البري، خاصة النحل المنعزل، شديد الأهمية لتلقيح المحاصيل، وهو الأمر الذي أثبتته دراسات سابقة. لكن في الوقت الحالي، النحل البري الأكثر شيوعا هو الأكثر أهمية. وهو موقف إيجابي في جميع الأحوال، إذ يمكن اتخاذ إجراءات بسيطة وغير مكلفة للحافظ على هذه الأنواع، واستفادة المحاصيل في نفس الوقت".
وتابع: "مثلا، يمكن زراعة مساحات كبيرة من الأعشاب حول الزهور البرية، بالإضافة إلى زراعة طبيعية أكثر، مما يزيد من أعداد النحل الذي يلقح هذه الزهور".