تسجيل الدخول

زوار، أعضاء منتدى الشروق الأكارم السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

مرحبا بكم في عدد جديد من "كلام بريء أم كلام جريء"


-العدد(6):"موعد للدخول المدرسي أم موعد للعشاق و إسقاط آخر و رقة من شجرة القيم و الدين و الأخلاق"


مدخل على الهامش


كنت قبل فترة ليس بالبعيدة قد طرحت مقالا على الفايسبوك بعنوان "العهر المسموح و زمن المخصيين" ، المقال حمل انتقادا لاذعا و تهجما صريحا بأبخس الصفات على فئة معينة من الفتيات...

كتابتي للمقال جاءت بعد مواقف مؤسفة جدا صادفتني، سأقوم بسرد بعضها في هذا الموضوع كمقدمة لطرح جملة من التساؤلات...
ما سأعرضه هنا يمكن اعتباره كلاما جريئا للغاية، لكن حساسية المشكل و كارثية الوضع تتطلب هذا الأسلوب المباشر في العرض...

التوقيت: العصر، المكان : رصيف طريق يفصل حيين سكنيين محفوف بأشجار قصيرة للزينة...الفاجعة : أثناء مروري بهذا الطريق لأداء الصلاة صدمت بشاب و فتاة في مقتبل العمر في وضع مخل...لم أستوعب ما شاهدت إطلاقا باعتبار أن المكان هو طريق عام، و التوقيت يتصادف مع مرور المصلين و خروج الموظفين من العمل، بمعنى أنه ليس وقتا يخلو فيه المارة...توجهت بانفعال نحوهما و قمت بطردهما مباشرة بعدما سألت الشاب عن اسمه و عنوانه، فكان يجيب بسرعة عن أسئلتي و بارتباك...


فقلت له بانفعال و بدون تفكير "اذهب بها حيث تسكن و افعل فيها ما تشاء"...رغم وصولي للمسجد في الوقت و إدراكي للصلاة كاملة إلا أنني أضفت ركعتين رفقة شخص مسبوق، لينبهني آخر بخطئي...فقدت التركيز تماما تزامنا مع كم من الأسئلة في ذهني: كيف يحدث ما شاهدت؟ هل وصلت الأمور عندنا لهذا الحد؟ هل غيابي عن المدينة لفترة وجيزة جعلني أجهل ما يحدث؟ كيف وصلت الجرأة بهما لفعل ذلك في طريق عام؟ هل يضنان أن الشجيرة ذات ارتفاع نصف متر تسترهما؟ أم أنهما وصلا إلى حالة اللا إدراك؟ مظهر الفتاة التي كانت ترتدي لباسا محتشما أقرب للحجاب الشرعي؟ سكوت الجيران عما يحدث؟....؟....؟


بعدها بيومين الفاجعة كانت أكبر. طفلين صغيرين يختبئان خلف الشجيرات و يشاهدان ما يحدث...فلم إباحي على المباشر...أدركت عن بعد من خلال سلوك الصغيرين أن المشهد ذاته يتكرر...توجهت نحو الشاب و أنهضته من مكانه مبتعدا عن الفتاة. كانت لهجتي مختلفة هذه المرة، حاولت قدر المستطاع نصحه، كدت أتوسل إليه، إن كان و لا بد من القيام بما تقوم به، فجد مكانا آخر مستورا...حديث دام حوالي ربع ساعة...تركته و انصرفت...


مشهد آخر...في ذات التوقيت. خروج تلاميذ المتوسطة، سيارة تمشي ببطئ خلف أحدا التلميذات، يطلب السائق منها الركوب...أشاهد الموقف و أنا قادم من بعيد. إلى حد الآن معاكسة وضيعة اعتدنا على رؤيتها...الصدمة: توقف الفتاة، بعد تردد و ارتباك و تقليب النظر يمنة و يسرة...تركب الفتاة...الفاجعة الأكبر: زميلة الفتاة مع صديقها في وضع مخزي خلف السيارة، و هي التي كانت تسر على أن تطيح بالضحية الثانية...


أقسم أن كل ما ذكرته حدث بالحرف الواحد...و هي نماذج فقط من مواقف صادفتها و مواقف سمعت بها...و ما جعلني أطرح الموضوع الآن، هو الحركة الغير عادية التي أشهدها قبل يومين من موعد المدرسة...آخرها قبل دقائق من كتابة هذه الأسطر قبل صلاة المغرب شاب مع فتاة في سن 14 أو 15 يمسكها بطريقة وقحة و يمشي معها بجنب طريق المسجد، ليتوجه معها نحو طريق معزول...ما فهمته من الصورة أن لا الشاب و لا الفتاة كانا يحسان بمن حولهم، و كان يبدو أنهما سعيدان، و أنه الموعد الأول بعد فترة العطلة، بعد فترة من المحادثة عبر الهاتف و الفايسبوك و سكايب...لتأتي فرصة اللقاء وجها لوجه، و الفضل يعود طبعا للمدرسة التي ستجمعهما...تذكرت مباشرة صاحبنا صاحب المشهد الأول...كيف سيكون لقاؤه مع خليلته ان كانا قد افترقا طيلة هذه المدة...و أنا متأكد تماما أني سأجده بالمكان ذاته...

باختصار و بحقيقة صادمة: أن آخر ما يفكر به طلبة المدارس و الجامعات اليوم عند موعد الدخول هو العلم و الدراسة. كل التفكير هو حرارة اللقاء بعد شحن الذهن بأفلام تركية و بكلام معسول عبر الهاتف و مواقع التواصل...لتسقط بذلك آآآآخر ورقة من شجرة القيم و الدين و الأخلاق...

...تابع

بالرغم من أن ممارسة الرذيلة ظاهرة أخلاقية قديمة حتى في مجتمعنا الذي يفترض أنه مجتمع مسلم و محافظ...إلا أن بداية ظهورها في العلن جهارا نهارا، تعتبر الضربة القاضية، و النفس الأخير في حياة مجتمع يحتضر...إن مناقشة هذه المسألة ليس بالأمر الهين إطلاقا...هل نسلم بأنها علامات الساعة ظهرت و كفى...؟؟

تحليل الموقف الأول:

- الوصول إلى حالة اللاوعي من قبل الشاب و الفتاة بعد كم هائل من المحفزات و العوامل المثيرة للغريزة: الحديث بالهاتف، المحادثة بالفيديو، تتبع الأفلام و المسلسلات...برغم وجود هذه المحفزات مع وجود فراغ كبير في قيم الدين و مقياس التربية و الأخلاق، لا يستطيع الشابان تطبيق الرذيلة إلا إذا توفر عامل آخر يمثل النقطة الفاصلة...و هو بمثابة الضوء الأخضر، هذا العامل هو غياب النهي عن المنكر...
- الأمر لا يقتصر على فئة المراهقين، فمنذ فترة حذر علماء النفس من أن العديد من صور الرسوم المتحركة الموجهة لأطفالنا تحمل إيحاءات جنسية خطيرة، هذه الإيحاءات و ان لم يفهم معناها الطفل فإن ذاكرته القوية في هذا السن ستحتفظ بها بشكل جيد، و هو ما يترتب عنه بلوغ جنسي مبكر، و هنا يقع المحظور...


- توفر الجزئيتين سابقتي الذكر مع توفر ظروف مجتمعية سلبية، كتأخير سن الزواج بسبب دراسة البنت و معاناة الشاب بحثا عن الوظيفة و السكن، يجعل المشهد المؤسف الذي ذكرناه متوقع و منطقي جدا. و يجعل أماكن الإختلاط الحتمي كالمدارس و الجامعات أماكن للمرور من السلوك النظري إلى التطبيقي...


تحليل الموقف الثاني:

- مقولة أن حبة طماطم فاسدة تفسد الصندوق بأكمله تنطبق بشكل كبير على الإناث، ما شهدته بوضوح أن البنت قبل ركوبها السيارة كانت تبدو مرتبكة و خائفة، و كان من الواضح أنها غير معتادة على هكذا تصرف...لكن بعد رؤيتي لصديقتها متكئة خلف السيارة، و هي من كانت تناديها، أدركت أن البنت وضعت أول خطوة في طريق اللا عودة...أين اتجهت السيارة؟ و ماذا حدث بعدها؟ قد تضن الأسرة أن ابنتها في قاعة الدراسة لكن هيهات... إن طبع الفتيات الضعيف بمحاولة تقليد بعضهن البعض و صفة الغيرة التي يمتزن بها، قد تكون أول دوافع الإنحراف...


- ما جعلني أركز على سلوك الفتاة دون الفتى هو مدى الجرأة الكبيرة التي أصبح لدى بعض الإناث اليوم، لأن الشاب مهما بلغت درجة فجوره، فلن يتمكن أن يخرج فتاة عفيفة من بيتها و يجبرها على الجلوس و ممارسة الرذيلة في طريق العامة...لن ينكر أحد وضاعة خلق الشاب و لا يمكن إعطاء أي تبرير لفعلته الشنيعة...لكن جرم الفتاة أكبر بمقياس مكانة المرأة و دورها الأساسي في المجتمع. مقولة: ''كاد الحياء أن يغلب الأنوثة'' مقولة لم تأت من عدم، و لطالما اقترنت صفة الحياء بحشمة البنت و تواضعها...


أخيرا:

أي تفسير يمكنك تقديمه للمشهدين؟ و هل يمكنك تكهن ظروف الفتاة التي دفعتها لهذا السلوك؟
أين هم الأولياء من كل ما يحدث؟

كاريكاتير العدد



ما تعليقك؟

حكمة العدد: