"السبات الرمضاني" يضرب الأندية الجزائرية..والليل لحسم الصفقات
27-06-2015, 05:27 PM


بحلول شهر رمضان المبارك من كل سنة، تتغير مواعيد الوجبات اليومية وساعات النوم لدى جميع الجزائريين، الذين يكيّفون يومياتهم مع خصوصيات الشهر الفضيل ويضبطون ساعاتهم على موعدين أساسيين هما الإفطار والسحور، ولكن بالنسبة للرياضيين ولاعبي كرة القدم على وجه الخصوص، فإن الأمور تنقلب رأسا على عقب في هذا الشهر، من خلال النوم نهارا والتدرب ليلا.
وقد أصبحت يوميات لاعبي كرة القدم في الجزائر في شهر رمضان خلال السنوات القليلة الماضية، لا تختلف كثيرا عن حياة "مصاصي الدماء" التي نشاهدها في الأفلام والمسلسلات الأمريكية الخيالية، من خلال النوم طول النهار إلى غاية موعد الإفطار، وبعد ذلك الخروج في السهر للالتقاء بالأصدقاء ثم لإجراء التدريبات، التي تنطلق عادة بعد صلاة التراويح وتستمر إلى ما قبل موعد السحور.
وبعدما كانت الظاهرة تقتصر سابقا على بعض الأندية والمدربين، الذين يفضلون برمجة تدريباتهم ليلا في رمضان، تغيّرت الأمور خلال الألفية الجديدة وأصبحت جميع الأندية دون استثناء تجري تدريباتها وتحضيراتها ليلا تجنبا لإرهاق اللاعبين، سيما إذا تزامن الشهر الفضيل مع فصل الصيف، مثلما هو الشأن هذه السنة، وكذا بسبب المشاكل الكثيرة التي كانت تواجهها في السابق للتحكم في اللاعبين خلال رمضان، حيث كان اللاعبون يجدون صعوبات كبيرة لحضور التدريبات في النهار بسبب إفراطهم في السهر إلى غاية ساعة متأخرة، وهو ما كان يؤثر بدنيا على اللاعبين.
ومن بين أهم الأسباب التي شجعت الأندية على تحويل التدريبات من النهار إلى الليل، تزويد كافة الملاعب تقريبا بالأضواء الكاشفة، التي أصبحت تسمح بإجراء التدريبات في أي وقت، ناهيك عن الجانب الصحي في إجراء التدريبات ليلا، حيث يمكن للاعبين شرب الماء أثناء التدرب ثم تناول وجبة كاملة متمثلة في السحور بعد نهاية الحصة التدريبية.
من جهة أخرى، فإن التغييرات التي حدثت في السنوات الأخيرة لم تقتصر على إجراء التدريبات ليلا، وإنما مست كل شيء يتعلق بكرة القدم، اعتبارا أن حتى المفاوضات والاستقدامات وإبرام الصفقات أصبح بدوره يتم ليلا، من خلال ضبط المواعيد واللقاءات في السهرة.
يذكر أن الدراسات العلمية والميدانية التي أجرتها الفيفا أثبتت بأن الصوم والقيام بمجهودات في رمضان لا يشكل أي خطورة على صحة اللاعبين.