ثلاثة أهداف فقط؟
07-05-2010, 03:57 PM
http://www.dzayersport.com/vb/showthread.php?t=8047










"كان عمري 20 سنة، ولم يكن أحد يعرفني في عالم كرة القدم... وسجلت أول ثلاثية أهداف في حياتي بين الدقيقتين 19 و34 من الشوط الأول، ثم سجلت ثلاثية أخرى في الدقائق العشرين الأولى من الشوط الثاني. وقلت لنفسي: 'يا للعجب، لقد سجلت ستة أهداف في مباراة واحدة'. ولكن بعد قليل بدأ المطر يهطل، وأوقف الحكم المباراة. وقال أحد الزملاء: 'حظ سيء، لن تكون أهدافك إلا مجرد أسطورة'. وأعيدت المباراة، وخسرنا 3–1".

كانت هذه كلمات الأسكتلندي دينيس لو التي قالها بين السعادة والحسرة وهو يتذكر تلك المباراة في كأس انجلترا ضد لوتون تاون عام 1961. ولكن الأهداف الستة التي لم تذهب مع الريح كسابقتها هي تلك التي أحرزها الشيطان الأحمر الرهيب جورج بست في مرمى نورثهامبتون في نفس المسابقة عام 1970. وكانت تلك الأهداف هي التي دخلت تاريخ البطولة البريطانية كرقم قياسي.

ولكن لو وبست لا يستأثران وحدهما بمثل هذه المآثر البطولية، التي كانت سبباً في مجد صانعيها في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى سبباً في انتكاستهم، ولكنها ظلت دائماً مثار دهشة الجمهور. نلقي نظرة على أبطال مهرجانات الأهداف الذين دكوا حصون الخصوم في مباريات لا تنسى. ولمدة يوم واحد، نقول لأصحاب الثلاثيات أن يتنحوا جانباً، ويفسحوا المجال لمن نالوا من الشباك ما هو أكثر من ذلك.

وهل سنجد بداية لحديثنا أفضل من آرشي طومسون، الأسترالي الذي سجل 13 هدفاً في مباراة واحدة من مباريات التصفيات المؤهلة لكأس العالم كوريا واليابان FIFA 2002؟ لن تنسى ساموا الأمريكية أبداً يوم 11 أبريل/نيسان 2001، وهو اليوم الذي دخل مرماها فيه 31 هدفاً من الفريق الأسترالي... دون أن يتمكن منتخبها من الرد ولو بهدف واحد.

حفنة أهداف جيدة
حقق أوليج سالينكو إنجازاً مماثلاً خلال نهائيات كأس العالم FIFA التي استضافتها الولايات المتحدة الأمريكية عام 1994، ولم يكن المنافس إلا الفريق الكاميروني بكامل قوته. حيث اختتم المهاجم الروسي الموسم الرائع الذي خاضه مع نادي لوجرونييس وانتقل منه إلى نادي فالنسيا عبر البوابة الأفريقية... والتي اخترقها خمس مرات. وكان الهدف الآخر الذي سجله في إحدى مباريات دور المجموعات الأخرى كافياً ليفوز بلقب هداف البطولة (الذي شاركه فيه البلغاري ستويتشكوف)، رغم أن روسيا خرجت من البطولة ولم تبلغ دور الستة عشر.


ثم اختفى الروسي ولم يسمع أحد بأخباره بعد ذلك، تماماً كما حدث مع الأرجنتيني ألفريدو مورينو (الذي يلعب حالياً في سان لويس المكسيكي)، بعد أن سجل نفس العدد من الأهداف وهو يرتدي قميص بوكا جونيورز في كأس ليبرتادوريس. وربما كان هذا الوابل من الأهداف هو الذي ساق الكأس إلى خزانة النادي في النهاية.

وكان من أصحاب الخماسيات أيضاً يورجن كلينسمان، الذي ساهم مع ناديه شتوتجارت في تحقيق الفوز 7-0 على فورتونا دوسلدورف في ملعب هذا الأخير يوم 15 مارس/آذار 1986. وإذا كان نادي فورتونا لم يستفد في تلك المباراة شيئاً من اسمه (الذي يعني الحظ والثروة)، فقد أثبت قاذفة القنابل الألمانية جيرد مولر أنه اسم على مسمى بحق عندما دك شباك منافسيه بخمسة أهداف... في أربع مباريات مختلفة!

ويبدو أن هذا الإسم هو مرادف للنجاح في ألمانيا، فهناك أيضاً مواطنه ديتر مولر الذي سجل وحده ستة أهداف في المباراة التي فاز فيها كولن 7-2 على فيردر بريمين يوم 17 أغسطس/آب 1977، ولكنه لم يكن أنانياً إلى هذه الدرجة، فقد ترك أحد زملائه يستمتع معه بطعم إحراز الأهداف!

هدافون رفيعو المقام
يتسع المجال في جماعة "أصحاب الأهداف الأربعة" لعدد أكبر من الهدافين، ولكن هذا لا يقلل من شأنهم. وأقربهم إلى الأذهان هو الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي ينتقل في كل خطوة من نجاح إلى نجاح أكبر، والذي أحرز مؤخراً أربعة أهداف في دور الثمانية في دوري أبطال أوروبا UEFA أمام آرسنال، وأضاف بذلك اسمه إلى قائمة النجوم أصحاب الأهداف الأربعة في أكبر بطولة أوروبية، والتي تضم فان باستن، وبوشكاش، وتشيفشينكو، وفان نيستلروي، وإنزاجي، ودادو برسو (وقد خطف هذا الأخير أهدافه الأربعة في خلال 23 دقيقة!).


كما تحقق هذا الإنجاز في نهائيات كأس العالم FIFA أيضاً. وكان آخر من حققه هو إيميليو بوتراجينيو، الذي قهر كتيبة مايكل لاودروب في بطولة المكسيك 1986، عندما فازت أسبانيا على الدنمارك 5-1. ورغم أن ذلك كان عملاً خارقاً بالنسبة لشاب صغير ما زال في بداية طريقه مع ريال مدريد، فقد نسيه الناس وانشغلوا بصولات وجولات دييجو مارادونا الذي سحر الجميع.

وقال ميتشيل، أحد زملاء بوتراجينيو والمدرب الحالي لنادي خيتافي، في أحد اللقاءات: "لقد تحولت إلى مدرب يوم سجل بوتراجينيو أهدافه الأربعة في مرمى الدنمارك. فقبل المباراة قلت له أنه يجب عليه أن يلعب في الأمتار العشرين الأخيرة: فالمنطقة تمتد 16 متراً، وفي الأمتار الأربعة المتبقية يستطيع أن يتخلص من الرقابة ويتحرك بحرية. وكان رأيه مخالفاً لرأيي، ولكنه عمل بنصيحتي. وفي النهاية قلت له: 'سوف تشكرني على النصحية، أليس كذلك؟'"

أربعة أهداف لا تكفي
ولابد أن مثل هذه النصيحة هي التي عمل بها أيضاً كل من البرتغالي يوزيبيو، والفرنسي فونتين، والمجري كوشيتش، والبرازيلي أدمير، والبولندي إرنست فيليموفسكي... رغم أن الرباعية التي أحرزها هذا الأخير في كأس العالم فرنسا 1938 FIFA لم تكن كافية لتخطي عقبة البرازيل، التي فازت بالمباراة 6-5.


ويحتل نادي أتليتيكو مدريد منزلة خاصة لا يضاهيه فيها غيره بقدرته على تحقيق أحسن النتائج وأسوأها. ففي إحدى مباريات كأس الملك التي شهدها ملعب كامب نو عام 1997، اهتزت شباك برشلونة أربع مرات بأهداف ميلينكو بانتيتش، الذي كان قد ساعد الفريق كثيراً ليفوز بالدوري والكأس في العام السابق... ولكن رد الفريق الكتالوني كان قاسياً بثلاثة أهداف من رونالدو، وهدف من لويس فيجو، وهدف آخر من الأسباني – الأرجنتيني بيتزي. وبكى فيتور بايا الذي كان يحرس مرمى برشلونة آنذاك في الإستراحة بين الشوطين، ولكن بانتيتش كان هو الذي يبكي بعد المباراة بكل تأكيد.

ولم تكن تلك هي المرة الوحيدة بالنسبة لأتليتيكو: فبعد عام واحد، وضع الإيطالي كريستيان فييري في أحد مواسمه التي لا تنسى أربعة أهداف في مرمى سلمنقا. إلا أن هذا الأخير الذي كان يلعب على أرضه كان هو الفائز في النهاية بخمسة أهداف مقابل أربعة.

ولكن الوحيد الذي لعب دور البطولة المطلقة في إحدى المباريات حتى الآن هو كريس نيكول مدافع نادي أستون فيلا؛ فقد انتهت مباراة فريقه مع ليستر سيتي في يوم 20 مارس/آذار 1976 بالتعادل 2-2، وكان هو صاحب الأهداف الأربعة.
رغم الحاقدين و الاعداء سنبقى
كالنجمة و الهلال في كبد السماء