عين أمناس .. أكثر المدن غلاء في المعيشة بالجزائر
04-10-2015, 10:27 PM

ب. طواهرية
تصنف مدينة عين أمناس المتواجدة في منطقة بترولية بكونها المدينة الأكثر غلاء من حيث المعيشة بالجزائر، وهي تتجاوز في هذا الجانب مدينة حاسي مسعود بولاية ورڤلة، كون الأخيرة الأقرب من مناطق الشمال ومصادر التموين.
ولا تعتبر عين أمناس في نظر الآلاف من عمال الشركات البترولية، سوى منطقة للعمل لفترات معينة، وفق نظام المناوبة، لكن المواطن المقيم بالمدينة تحول إلى ضحية ارتفاع تكاليف الحياة في المناطق البترولية بفعل ارتفاع أجور عمال قطاع البترول، دون غيرهم من فئات العمال خارج قطاع النشاط الاقتصادي، الأمر الذي تسبب في سحق الفئات الهشة والموظفين ناهيك عن البطالين.

ويلمس كل من يزور مدينة عين أمناس، الأسعار المرتفعة لجميع المواد الاستهلاكية بدءا من الخضر إلى الفواكه وباقي المواد الغذائية، ففي مدينة عين أمناس يبلغ كيلوغرام من البطاطا 100 دينار على الأقل، والبصل 80 دينارا، الخس 200 دينار، الطماطم 180 دينار، الموز 300 دينار، أما اللحوم الحمراء فإن أدنى سعر لها هو 1600 دينار للكيلوغرام، فيما تباع قارورة سعة لتر واحد من الزيت بـ180 دينار، وقارورة الماء المعدني بين 50 إلى 60 دينارا، وليست المواد الاستهلاكية وحدها ما يستنزف جيب المواطن البسيط، بل أيضا سعر كراء السكنات والتي اغلبها سكنات بنمط البناء الجاهز وكذا الخدمات، حيت تعتبر مختلف خدمات النقل، والأعمال اليدوية المختلفة، في قطاع البناء وغيرها الأكثر غلاء في المنطقة والجزائر لنفس الأسباب.



الغلاء يتسبب في هروب جماعي للموظفين

تشهد مختلف القطاعات التابعة للوظيفة العمومية، بمدينة عين أمناس بولاية ايليزي، حركة غير عادية وغيابا كليا لاستقرار الموظفين، حيث تشكو اغلب القطاعات، خاصة التربية والصحة وباقي الإدارات العمومية من مطالب بالجملة للتحويل من المنطقة نحو مناطق أخرى من الوطن.

ويتفق اغلب الموظفين، أن سبب طلب الخروج من المدينة وطلبات التحويل، فضلا عن ارتباطها بالبحث عن التقرب من الأهل بالنسبة للعمال القادمين من الشمال أو مناطق أخرى من الجنوب وكذا بسبب الظروف المناخية المعروفة بالمنطقة، إلا أن الكثير من العمال، لم يتمكنوا من التكيف مع الوضع المعيشي، خلال الفترات الأولى من العمل بمدينة عين امناس، بسبب الغلاء الكبير لتكاليف المعيشة، ما يحرم العامل خارج المؤسسات البترولية من الاقتصاد في المعيشة، حيث لا تكاد الأجرة الشهرية تفي بالغرض حتى خلال الشهر الواحد، وتسبب في الأمر فضلا عن ذلك، حرية الأسعار والتي تخضع لنظام العرض والطلب، وكذا جشع الكثير من التجار، ومحاولة الاستثمار في أجور الموظفين، كون المنطقة كما يعتبرونها منطقة للأثرياء.