عن الوطنية أتحدث.
18-12-2014, 06:05 AM
عن الوطنية أتحدث.
***جالست الفقهاء و العلماء ، وارتشفت قهوتي بمعية الأدباء ، وسرت مع الخائضين في السياسة ، ثم عرجت على أصحاب الفيلات و الحاويات ، و قعدت مع أصحاب الإدارة والتعليم ورجال الأمن ، فلم أجد عندهم ما يشفي غليلي في معنى الوطنية .
* فمنهم من ظنها رقعة قماش تعلق بين عمودين مكتوب عليها وطنية .
*ومنهم من عدها قتل وقتال واستبسال في سبيل الوطن .
*ومنهم من عدها ارتقاء في المناصب العليا للدولة وإدارة لأمور البلاد العباد .
*ومنهم من حسبها ثراء مادي وتطاول في البنيان .
*ومنهم من رآها تطبيق صارم للقوانين ، وتفان في الدفاع عن رموز الدولة وشخوصها .
*ومنهم من يرى الوطنية والولاء للوطن كفر بالله ، فالمسلم غير مقيد بوطن ، فأرض الله الواسعة هي موطنه ، فالحدود القطرية هي رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه .
*** أدركت بأن البون شاسع بين أفهامنا للوطنية ، وعلاقة الوطن بالوطنية ، فإن كان الوطن هو الحيز ( الزمكاني) ، وحبه فطرة ووعي ، فإن الوطنية تبرز جلاء في التناغم الروحي المعنوي والمادي في صوره الإيجابية بين الوطن والذين يسكنون فيه .، فالوطنية منغرسة في وجدان الإنسان منذ القديم كغريزة بدائية ، واتخذت لنفسها مكان قصيا في عصورنا الحالية فغدت عنوانا ورمزا في الصراع بين الفهوم .
***فالوطنية عند الحاكم ليست هي الوطنية عند المحكوم فالوطنية عند الحاكم هي في مقدار الولاء للسلطة والتملق لها والإطراء عليها شكرا وتقديرا ،وتجييش الناس في الساحات للتصفيق والهتاف بحياة السيد الحاكم ، أما كشف العور والعوز والفلتان في نهجها ومخططها وسيرها هو نهج غير وطني قد يجر صاحبه إلى المساءلة والزج في السجون .
ووطنية المحكوم يحددها مقدار المكتسبات التي يسلخها أو يتحصل عليها من الدولة ، فهو يراها في رغده وسعة عيشه ورفعة نظرة الناس إليه ، فهو مقتنع بأن الوطن (مقدس بالنصوص) لكنه ( مكدس باللصوص ) .
*** سرت في وطني فلم أجد معنى للوطنية ، كل مارأيته هو أن الوطنية ( ظاهرة صوتية) تملأ صفحات الجرائد ، وتصرخ بها محطات الإذاعة و البث التلفزي ، و تتشدق بها الخطب الرنانة في المناسبات ليس إلا .
سرت في وطني فلم أحد سوى مظاهر التسيب العام وإهدار للمال العام ، رشاوي وسرقات ، سكوت على الحق ، وتسلط على الرقاب ، ولا أجد ما اقوله هذا الصباح إلا ترديد ما قاله الشاعر السوري نزار قباني بشيء من التصرف .
[ أتجول في وطني الجزائري وفي يدي دفتر، يرسلني المخفر للمخفر ، يرسلني العسكر للعسكر ، وأنا لا أحمل في جيبي سوى كتاب ، ... لكن الضابط يوقفني .. ويريد جوازا للكتاب ، تحتاج الكلمة في وطني لجواز مرور ، أبقى مرميا هناك ساعات أنتظر فرمان المأمور للمرور ، أتأمل في أكياس الرمل ودمعي في عيني بحور ،وأمامي أرتفعت لا فتة تتحدث عن وطن واحد ، تتحدث عن شعب واحد ، وأنا كالجرذ هنا قاعد ، أتقيأ أحزاني وأدوس جميع شعارات الطبشور ، وأظل على باب بلاد ي مرميا كالقدح المكسور ] .
وأختم حديثي الصباحي هذا بقول الشاعر العراقي أحمد مطر .
أنموت لكي يحيا الوطن ؟ يحيا لمن ؟ نحن الوطن ، إن لم يكن بنا كريما آمنا ولم يكن محترما ولم يكن حرا .. فلا عشنا ولا عاش الوطن .
ثنميرث .
***جالست الفقهاء و العلماء ، وارتشفت قهوتي بمعية الأدباء ، وسرت مع الخائضين في السياسة ، ثم عرجت على أصحاب الفيلات و الحاويات ، و قعدت مع أصحاب الإدارة والتعليم ورجال الأمن ، فلم أجد عندهم ما يشفي غليلي في معنى الوطنية .
* فمنهم من ظنها رقعة قماش تعلق بين عمودين مكتوب عليها وطنية .
*ومنهم من عدها قتل وقتال واستبسال في سبيل الوطن .
*ومنهم من عدها ارتقاء في المناصب العليا للدولة وإدارة لأمور البلاد العباد .
*ومنهم من حسبها ثراء مادي وتطاول في البنيان .
*ومنهم من رآها تطبيق صارم للقوانين ، وتفان في الدفاع عن رموز الدولة وشخوصها .
*ومنهم من يرى الوطنية والولاء للوطن كفر بالله ، فالمسلم غير مقيد بوطن ، فأرض الله الواسعة هي موطنه ، فالحدود القطرية هي رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه .
*** أدركت بأن البون شاسع بين أفهامنا للوطنية ، وعلاقة الوطن بالوطنية ، فإن كان الوطن هو الحيز ( الزمكاني) ، وحبه فطرة ووعي ، فإن الوطنية تبرز جلاء في التناغم الروحي المعنوي والمادي في صوره الإيجابية بين الوطن والذين يسكنون فيه .، فالوطنية منغرسة في وجدان الإنسان منذ القديم كغريزة بدائية ، واتخذت لنفسها مكان قصيا في عصورنا الحالية فغدت عنوانا ورمزا في الصراع بين الفهوم .
***فالوطنية عند الحاكم ليست هي الوطنية عند المحكوم فالوطنية عند الحاكم هي في مقدار الولاء للسلطة والتملق لها والإطراء عليها شكرا وتقديرا ،وتجييش الناس في الساحات للتصفيق والهتاف بحياة السيد الحاكم ، أما كشف العور والعوز والفلتان في نهجها ومخططها وسيرها هو نهج غير وطني قد يجر صاحبه إلى المساءلة والزج في السجون .
ووطنية المحكوم يحددها مقدار المكتسبات التي يسلخها أو يتحصل عليها من الدولة ، فهو يراها في رغده وسعة عيشه ورفعة نظرة الناس إليه ، فهو مقتنع بأن الوطن (مقدس بالنصوص) لكنه ( مكدس باللصوص ) .
*** سرت في وطني فلم أجد معنى للوطنية ، كل مارأيته هو أن الوطنية ( ظاهرة صوتية) تملأ صفحات الجرائد ، وتصرخ بها محطات الإذاعة و البث التلفزي ، و تتشدق بها الخطب الرنانة في المناسبات ليس إلا .
سرت في وطني فلم أحد سوى مظاهر التسيب العام وإهدار للمال العام ، رشاوي وسرقات ، سكوت على الحق ، وتسلط على الرقاب ، ولا أجد ما اقوله هذا الصباح إلا ترديد ما قاله الشاعر السوري نزار قباني بشيء من التصرف .
[ أتجول في وطني الجزائري وفي يدي دفتر، يرسلني المخفر للمخفر ، يرسلني العسكر للعسكر ، وأنا لا أحمل في جيبي سوى كتاب ، ... لكن الضابط يوقفني .. ويريد جوازا للكتاب ، تحتاج الكلمة في وطني لجواز مرور ، أبقى مرميا هناك ساعات أنتظر فرمان المأمور للمرور ، أتأمل في أكياس الرمل ودمعي في عيني بحور ،وأمامي أرتفعت لا فتة تتحدث عن وطن واحد ، تتحدث عن شعب واحد ، وأنا كالجرذ هنا قاعد ، أتقيأ أحزاني وأدوس جميع شعارات الطبشور ، وأظل على باب بلاد ي مرميا كالقدح المكسور ] .
وأختم حديثي الصباحي هذا بقول الشاعر العراقي أحمد مطر .
أنموت لكي يحيا الوطن ؟ يحيا لمن ؟ نحن الوطن ، إن لم يكن بنا كريما آمنا ولم يكن محترما ولم يكن حرا .. فلا عشنا ولا عاش الوطن .
ثنميرث .