حوار حول مشاكل واحتياجات ذوي الإعاقة
18-07-2016, 04:28 PM
حوار حول مشاكل واحتياجات ذوي الإعاقة


الأستاذة:(همت أحمد فهمي: ماجستير الصحة النفسية - كلية التربية - ، ومختصة اجتماعية بغرفة الدمج بإحدى المدرس الابتدائية).

أولًا: من واقع خبرتك في مجال رعاية:"ذوي الإعاقة"، ما هي المشكلات التي تواجهونها في غرف الدمج؟، وما هي الاحتياجات الأساسية التي لا بد من توافرها لمتحدي الإعاقة؟.
المشكلة الأساسية تكمن في نقص التمويل، حتى الجمعيات التي كانت تقوم بتمويلنا أصبح الآن تمويلها بسيطًا، كل هذا في ظل الاحتياج الدائم لغرف الدمج للتمويل والمساعدة؛ لأننا نقبل العديد من حالات التوحُّد والإعاقة السمعية؛ فبالتالي نحتاج إلى مختصِّي تَخاطُب وتوحُّد، ونحتاج إلى أجهزة وأدوات كثيرة، وكل هذا بالطبع يحتاج إلى أموال، والميزانية المقرَّرة للمدارس لا تغطي المصاريف؛ لذا نحن في احتياج إلى تمويل؛ إما من الوزارة، وإما من الجهات الخاصة؛ كالشركات ورجال الأعمال، سواء مساعدات عينية أو مادية؛ من أجل أن نقوم بدورنا على أكمل وجه.
كما أننا نعاني من نقص في تدريب العاملين، سواءٌ المختصون النفسيون، أو الاجتماعيون، أو معلمو المعرفة، أو فريق الدمج - والذي أعمل به - حتى المدرسون يحتاجون إلى تدريب وتأهيل؛ لأنَّهم يتعاملون مع ذوي إعاقة.

هل لنا أن نتعرف أكثر على الدور الذي يقوم به فريق الدمج داخل المدارس، وكيف تتعاملون مع ذوي الإعاقة؟.
الطالب ذو الإعاقة يَقضي اليوم الدراسي العادي في الفصل مع زملائه، وبعد ذلك يتوجه إلى غرفة الدمج ليتلقى بعض الحصص، التي نُدرس فيها نفس المواد الدراسية ولكن بطريقة مختلفة وميسَّرة لكي يفهموها، فتأهيل المدرسين والمختصين مهمٌّ للغاية في عملية توصيل المعلومات وشرح الدروس المدرسية والتعامل مع ذوي الإعاقة، وكما نرى في المدارس الخاصة أنه يوجد مدرسون متخصصون للصم والبكم فقط، ومدرسون متخصصون للمكفوفين، وهذا بالطبع حصيلة الدورات التدريبية والتأهيلية التي حصلوا عليها.

ما هي أهم المهارات التي يجب توفرها في القائمين على متحدي الإعاقة بشكل عام، والمختص النفسي بشكل خاص؟.
كما ذكرتُ سابقًا لحضرتك، من المفترض أن يكون كل العاملين في مجال رعاية ذوي الإعاقة مدربين، فالعاملون حاصلون على جانب نظري كبير، وجانب عملي أيضًا، ولكن العمليَّ لا يَكفي للتعامل مع ذوي الإعاقة والوقوف على مشكلاتهم ورعايتهم وكيفية التعامل معهم، والمردود التدريبي يظهر أثناء التطبيق، فترى أن القائم على رعاية ذوي الإعاقة يحتاج إلى مزيد من التدريب والتأهيل، والجميع يتجه إلى الحصول على شهادة مختص غرفة دمج؛ ليعمل بها دون أن يكون مؤهلًا لذلك، أو نال قسطًا من التدريب يؤهله للعمل في مجال رعاية ذوي الإعاقة.

هل تختلف الخصائص النفسية والفيسيولوجية لدى ذوي الإعاقة بعضهم البعض؟.
بالتأكيد يوجد اختلافات، ولكن حسب نوع الإعاقة، فتوجد مشكلات نفسية خاصة بكل معاق، والمشكلة الأكبر تكمن في التعامل السلبي من الطلاب العاديين مع زملائهم من ذوي الإعاقة مما يقع عليهم ببعض الآثار النفسية، فيتعرضون للإهانة والضرب أحيانًا، وبالتالي تتزايد المشاكل النفسية لدى ذوي الإعاقة.

كيف يمكن توفير الرعاية الصحية والنفسية الشاملة لذوي الإعاقة؟، وما هي أنسب البرامج التأهيلية لذوي الإعاقة من الأطفال؟.
مشكلة البرامج التأهيلية لذوي الإعاقة تكمن في انعدام الجهات المختصة بإعداد مثل هذه البرامج، ومحافظة الفيوم مثال على ذلك، والأغلبية يتوجَّهون إلى المراكز الخاصة، وهذه المراكز تقوم على الربح، ولا تقدم نسبًا مرضية في تأهيل ذوي الإعاقة.

هل يَحتاج الأطفال من ذوي الإعاقة مناهج تعليمية مخصصة لهم، أم إن التغيير في أسلوب التدريس يكفي؟.
من المفترض وجود مناهج مخصَّصة وأدوات لكل إعاقة على حِدَة، حتى يتمكن القائمون من إيصال المعلومة، وعلى سبيل المثال يوجد أطفال مكفوفون يتعلمون من كتب على طريقة (برايل)، ولكن القائمين على تعليمهم غير مؤهَّلين، لذا نحتاج مناهج معدَّة خصيصًا لهم، ومُتخصصين مؤهلين، بالإضافة إلى الأدوات اللازمة لإتمام العملية التعليمية لذوي الإعاقة.