العدوانية والشعور بالدونية يلازمان العانس فهل من علاج؟
09-08-2015, 07:09 PM
ليلى. م
أثارت دراسة جامعية لنيل شهادة الماجستير في علم النفس العيادي بجامعة تيزي وزو ظاهرة حساسة لطالما أسالت الكثير من الحبر وهي العنوسة أو تأخر سن الزواج بالنسبة للمرأة وعلاقتها بالسلوك العدواني وسوء تقدير الذات، وذلك من الجانب النفسي والاجتماعي وهي أول دراسة تتعمق في ذات المرأة العانس ما يصاحبها من سلوكات مضطربة، وقد أخذت وزارة التعليم العالي وبالبحث العلمي هذه الدراسة على قدر كبير من الأهمية خاصة وأن العنوسة أصبحت أكثر المشاكل طرحا في الجزائر خلال السنوات الماضية.
الدراسة عبارة عن مقارنة بين النساء المتزوجات والنساء المتأخرات في الزواج فيما يخص متغير تقدير الذات ومتغير السلوك العدواني باستخدام مقياس متغير تقدير الذات لروزنبرغ ومتغير مقياس العدواني للباحثين عبد الله سليمان ومحمد نبيل عبد الحميد لسنة 1994 وكشفت الدراسة وجود علاقة وطيدة بين تأخر سن الزواج وتقدير الذات والسلوك الدواني حيث كلما تأخر سن الزواج بالنسبة للمرأة انخفض تقدير الذات وارتفع مؤشر السلوك العدواني .
وتوجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجات تقدير الذات ودرجات السلوك العدواني بين النساء المتأخرات في الزواج مقارنة بالنساء المتزوجات ، حيث يعتبر الزواج من النظم التي تعمل على استقرار وحفظ المجتمع وتنظيم العلاقات الجنسية ويحافظ على النسل ويسمح لكل شخص ان يتمتع بنعمة الولد والإنجاب .
وتقول الدراسة القيمة أن المرأة تشهد بالموازاة مع تقدمها في السن دون زواج اضطرابات نفسية وسلوكات متفاوتة في الدرجة يصعب فهمها عند تجاهل أهمية الزواج في تحقيق توازن شخصيتها ، ومن بين هذه السلوكات العدوانية التي ما هي إلا ترجمة للحيرة والتهميش والصراعات النفسية التي تعيشها العانس والتي تظهر في صورة اعتداءات لفظية أو سلوكية على نفسها والآخرين بالحط من قيمتها وتدني تقديرها لذاتها رغم نجاحها في باقي الميادين المهنية .
واستشهدت الباحثة ايت مسعود يسمينة من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة مولود معمري بتيزي وزو بالباحث كوبر سميث الذي قال بان تقدير الذات هو تقييم الفرد لنفسه وحكمه على درجة كفاءته وخلصت الدراسة إلى أن المرأة تصبح معزولة وتوصف بالفشل حتى وان بلغت قيمة من النجاح في الميادين الأخرى وان تأخر سن الزواج يؤثر سلبا على درجة تقييمها لذاتها علما أن الأستاذ مصطفى بوتفنوشت كتب في دراسته سنة 19810 ان تقدير الذات للمرأة الجزائرية مرتبط بالإنجاب وان العانس في نظر المجتمع وفي نظرها لنفسها كائن ناقص.
يذكر أن الدراسة جد موسعة وتشمل عيينات وشهادات علمية قيمة تجعل كل امرأة بلغت سن الزواج تدرك ماهية السلوكات التي تعيشها ويمكنها أن تلجا إلى العلاج النفسي والحلول الاجتماعية حفاظا على ذاتها من الشعور بالدونية والنقص.يذكر أن السلوك العدواني للمرأة العانس على نفسها قد يقودها إلى "الانتحار" او الانطواء في بعض المناطق التي تضغط اجتماعيا على المراة وتطالبها معنويا بالزواج وتدينها في حال بلغت مرحلة العنوسة.