ذلك الصوت القادم من الماضي !!
06-01-2021, 08:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
















ذلك الصوت القادم من الماضي !!
نسائم الليل قد داعبت خزائن الذكريات .. فأيقظت نوازع الأشجان في الوجدان .. وصدى صوت جاء يطرق الأبواب بعد طول الصد والهجران .. صوت يجادل الكروان عزفاً وعذوبة ويطرب الثقلين الإنس والجان .. قد أيقظ الماضي شجناً فسالت الدموع في الأحداق .. ثم لاح في الخيال طيف لذلك الإنسان .. طيف يعادل الشمس نوراً وإبهاراً دون ذلك النقصان .. لقد أعاد ذكريات الماضي ليطرب القلب بالأشجان .. فما الذي أتى بذلك الصوت بعد طول الغيبة والنسيان ؟.. لقد كان جدلاً عزيزاً ذات يوم ومحبباً للنفس عند الغرام والهيام .. ثم أمسك عن الإطلالة دون أسباب تبرر ذلك الهجران .. صوت قد أعاد في الخيال طيفاً يذكرنا بأيام الحسان .. كانت بهية تغازل القلب في جملة الأحبة والخلان .. ثم توارت عن الأعين دون أسباب تبرر العصيان .. تركتنا تعمداً فتركناها جدلاً لا يستحق الخوض في الحسبان .. لقد امتطت أفراس الكبرياء لحكمة مجهولة التوضيح والبيان .. توقفت عنا وتوقفنا عنها حتى لا نرخص أنفسنا بالركض والجريان .. وأرى اليوم طيفها يعيد السيرة بعد طول الصمت والكتمان .. وكنت أحسب أن قلبي قد تناسى ذلك الماضي في حوبة الصد والنكران .. ولكنه قلب ضعيف يفقد العزيمة في معارك الند والفرسان .. وقد تخاذل متراجعاً بعد ذلك الحصاد من الويل والخسران .. يريد العودة للماضي متناسياً قسوة الطعن والطعان .. فكيف بتلك الأوبة بعد التوبة والغفران ؟.. جدل يستحيل على العقل وإفراط لا يقبل المنطق والبرهان .. فما الذي أيقظ ذلك الماضي بعد طول الهجر والنسيان ؟.. أتلك النسائم قد أماطت أغطية الوقار والاتزان .. أم أن ذلك العبق البهيج قد أربك العقل عند الوزن والميزان ؟ ,. ومهما يقال فإن صوتها قد عاد ليعزف الذكريات في الوجدان .. وقد أصبح قلبي سجيناً في محبس ذلك السجان .. وأنا قد أصبحت أسيراً لحبها في لحظة لم تكن في الحسبان .. فيا عجباً من عاشق يعشق الشمس رغم فداحة النار والنيران .

الكاتب والأديب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد