لحظات.. قيل انها محسوبة على السماء.
25-01-2021, 08:14 PM
بسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم..................................... لحظات قيل انها محسوبة على السماء.



خمسة اشياء تحدث لنا جميعا لا اعتقد انها من طباع ساكنة الارض او لها علاقة بظواهر الطبيعة البشرية .. ربما هي نقلة الي عالم اخر لا نملك الا ان نتكيف معها دون تحكم فيها او تغيير من طبيعة مرورها علينا.. هي ربما لحظات محسوبة على السماء.

اللحظة الاولى.. قد تكون ماسكا لمفاتيح مكتبك او منزلك بيدك اليسرى و انت تبحث عن نفس المفاتيح بيدك اليمنى في جيبك او في حقيبتك اليدوية.. مثل هذه الظاهرة هي في الشعور بدليل ان يدك قابضة على المفاتيح و ادراكك يحرسها الا تسقط .. و هي ايضا في اللا شعور بدليل انك تبحث عنها في مقابل نسيانك انها في يدك اليمنى.. و عليه فالمفاتيح من جيهة هي ضمن شعورك و من جيهة اخرى هي ليست كذلك و لهذا فان قدماء فلاسفة اليونان نسبوا هذه الظاهيرة الي ( اللاهوتيات ) اي ان اله يحكم الامر برمته.

اللحظة الثانية .. هي احيانا انك قد تشعر بالسعادة في غياب كل اسبابها اي حتى و انت لا تملك فلسا واحدا و احيانا اخرى تشعر بالشقاء و الضجر و انت تملك كل وسائل السعادة و اسبابها مما يجعلك تشك ان توفر السعادة من عدمها لا يرتبط بالاسباب التي كنت نتعتقدها خلال كل تجاربك في الحياة.. فهل من تفسير لذلك ؟

اللحظة الثالثة.. لحظة المنام و هي لحظة تجعلها الطبيعة امرا عاديا لم نعد ولوعين بالبحث فيها.. لكن لو امعنا في جزء ضئيل من حقيقتها لتوقفنا كثيرا امام ظاهرة لا نملك اسبابها و لا نتحكم فيها خاصة و الجسم في موتته الصغرى. كل الجوارح معطلة لحظيا لكنها عاملة في لحظة الرؤية .. نرى و نسمع و نمشي و نفعل كل شيء و نحن دون كل الحركات شبه جثة .. لا نملك ان نحدد الرؤية بالابيض و الاسود او بالالوان كلها .. لا نملك ان نحدد سيناريو الرؤية و لا مدة دوامها .. لا نملك ان نجعل الرؤية مخيفة او جميلة .. فمن يحدد لنا كل ذلك لنراه في منامنا.. لحظات محسوبة على السماء

اللحظة الرابعة.. احيانا تمر علينا لحظة تشتت لا نستطيع ان نقرر فيها فعل اي شيء حتى الكلام لا نرغب في سماعه او مناقشة موضوع فيه .لحظة توحد و غربة تصرفك عن اي ارتباط بالاخرين بل حتى لو خرجت من منزلك فانت تمشي و لا تملك وجهة معينة لتتساءل اي اتجاه تاخذ؟ لحظة يغيب فيها الذوق و يتشتت فيها المذاق لا رغبة فيها لاي شيء الا للاصغاء للذات كمن يتحسس لدورته الدموية و هي تدب في جسده و احسن تعبير وجده الجزائريون لتلك اللحظة هي ( راني مضمر )

اللحظة الخامسة .. هي لحظة شيطانية يسببها الياس الطويل و الوسواس القهري و تعطل الطموحات و المواقف العكسية للنتائج التي كنا نتوقعها و كثرة الابواب المغلقة في وجوهنا.. هي شيطانية لان الشيطان يستغل تلك الاسباب ليحيلك الي كفر او خروج عن ملتك يستغلها الشيطان ليضع امامك كل الانزلاقات عن الحق و السبيل الوحيد لتجاوزها هو التقرب الي الله اكثر بالصلاة و الدعاء و الاستغفار و هي لحظة لو تكررت في حياتنا تتحول الي حالة مرضية تستوجب دواعي الاستطباب .. للملاحظة هذه اللحظة اعتبرها فلاسفة اليونان لحظة سماوية يقودها اله خاص لكن عندنا نحن المسلمون هي لحظة سفلية شيطانية يجب اخذ الحيطة منها و من مسبباتها..

تقبلوا تحيات العراب النبيل.
كلما ادبني الدهر اراني نقص عقلي
و كلما ازددت علما زادني علما بجهلي


امضاء الامام الشافعي