العهر بين الفكر و الجسد.....
15-08-2014, 01:14 PM
و كما هو معروف ، يوجد هناك ، نمطان من العهر: العهر الجسدي ، و العهر الفكري ، الأول تمارسه امرأة ما ، بدافع الفقر ، و العوز ، و الثاني يمارسه مثقف ما ، بدافع من خيانة ذاتية ، و مذلة نفسية ، و انحطاط روحي ، و ذلك بهدف الحصول ، على المناصب ، و الامتيازات ، و تحقيق الذات القميئة ، على حساب الأغلبية المضطهدة ، و المقموعة ، و مصادرة أبسط حقوقها الإنسانية . و مع أن العاهرة ، التي تتاجر بجسدها ، قد تجد أعذارا ، و تبريرا لعهرها الجسدي ، لتُشير إلى فقرها ، و عوزها ، و انعدام مُعيلها ، و كثرة أطفالها .
فأن المثقف الساقط ، فكريا ، و سياسيا ، لا يجد أية أعذار ، أو مبررات ، إلا ، المزايدة ، و التبجح ، و الضجيج العالي ، بالوطنيات ، و الإنسانيات ، و القوميات ، و القيم العالية ؟! ، ليكون في الطليعة الأمامية ، مع كل تغييرات سياسية تحدث ، في مجتمعه . و بما أنه ، عديم المبدأ ، فنراه ، يرتدي جلد الحرباء ، مغيرا مواقفه بسرعة مذهلة : فأنه يكون ثوريا مع الثوريين ، و مطبلا مع الفاشيين ، و مزمرا مع الديمقراطيين ، و درويشا ، صوفيا ، مع الإسلاميين ، منتقلا من خندق إلى خندق ، من جبهة معادية إلى أخرى مضادة
فمن يرى بعض اشباه المثقفين واشباه الرجال على القنوات الفضائيه وصفحات الفيس بوك وغيرها يتظح جليا معنى العهر الفكري