إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم
29-04-2007, 02:37 PM
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله أما بعد


قال الإمام مالك رحمه الله :
" لايؤخد العلم عن أربعة :
• سفيه معلن السفه .
• و صاحب هوى يدعوا إليه .
• و رجل معروف بالكذب في أحاديث الناس و إن كان لايكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم .
• و رجل له فضل و صلاح لا يعرف ما يحدث به ".

وقال الإمام البربهاري رحمه الله :
" واحذر ثم احذر أهل زمانك خاصة ، و انظر من تجالس و ممن تسمع ، و ممن تصحب فإن الخلق كأنهم في ردة إلا من عصمه الله منهم ".
وقال أيضا رحمه الله :
" و المحنة في الإسلام بدعة ، و أما اليوم فيمتحن بالسنة لقوله : ( إن هذا العلم دين ، فانظروا عمن تأخذوا دينكم ) و ( لا تقبلوا الحديث إلا ممن تقبلون الشهادة ) فننظر فإن كان صاحب سنة ، له معرفة ، صدوق كتبت عنه و إلا تركته ".

[‏ كتاب شرح السنة للبربهاري طبعة دار الأثار الصفحة : 45 ، 46 ].

وقال الإمام ابن العربي رحمه الله :
" فما زال السلف يزكون بعضهم بعضا و يتوارثون التزكيات خلفا عن سلف ، و كان علماؤنا لا يأخذون العلم إلا ممن زكي وأخذ الإجازة من أشياخه " .

وقال الإمام النووي رحمه الله :
" و لايتعلم إلا ممن تكملت أهليته و ظهرت ديانته و تحققت معرفته و اشتهرت صيانته فقد قال محمد بن سيرين و مالك بن أنس و غيرهما من السلف : ( هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ) " .

وقال الإمام مسلم رحمه الله في [‏ مقدمة صحيحه ] :
" باب بيان أن الإسناد من الدين و أن الرواية لا تكون إلا عن الثقات و أن جرح الرواة مما فيهم جائز بل واجب و أنه ليس من
الغيبة المحرمة بل من الذب عن الشريعة المكرمة " .

وقال أيضا رحمه الله : :
" عن ابن سيرين قال : ( لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما و قعت الفتنة قالوا لنا سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم و ينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ عنهم حديثهم ) ، عن أبي الزناد عن أبيه قال : ( أدركت بالمدينة مائة كلهم مأمون ما يؤخذ عنهم الحديث قال ليس من أهله ) ، عن سفيان بن عيينة قال مسعر : سمعت سعد بن ابراهيم يقول : لا يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الثقات ) ، قال عبد الله بن المبارك : ( الإسناد من الدين و لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء ) ، وقال أيضا : ( بيننا و بين القوم القوائم ) يعني الإسناد " .

وقال الإمام الدارمي رحمه الله :
" باب في الحديث عن الثقات = عن الأوزاعي قال سليمان بن موسى : ( قلت لطاوس :- إن فلانا حدثني بكذا و كذا -
قال : - إن كان صاحبك مليا فخذ عنه - ) ، عن أبي عون عن محمد قال : ( إن هذا العلم دين فالينظر الرجل عمن يأخذ دينه ) ، عن عبد الله بن عمر قال : ( يوشك أن يظهر شياطين قد أوثقها سليمان يفقهون الناس في الدين ) ".

وقال الإمام ابن عبد البر رحمه الله :
" عن عقبة بن نافع قال لبنيه : ( يا بني لا تقبلوا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من ثقة ) ، وعن ابن معين قال : ( كان فيما أوصى به صهيب بنيه أن قال : - يا بني لا تقبلوا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من ثقة - ) ، وقال ابن عون : ( لا تأخدوا العلم إلا من شهد له بالطلب ) ".

وقال الإمام ابن أبي حاتم في [‏ كتابه الجرح و التعديل ] :
" باب في الأخبار أنها من الدين و التحرز و التوقي فيها " .
ثم ساق أثر ابن سيرين ، ثم أثر أنس بن مالك أنه دخلوا عليه في مرضه فقال : ( اتقوا الله يا معشر الشباب انظروا ممن تأخذون هذه الأحاديث فإنها من دينكم ) ، و أثر بهز بن أسد أنه قال : ( لو أن لرجل على رجل عشرة دراهم ثم جحده لم يستطع أخذها منه إلا بشاهدين عدلين فدين الله عز وجل أحق أن يؤخذ فيه بالعدول ) ، في الأثر : ( دينك دينك إنما هو لحمك و دمك فانظر عمن تأخذ خذ عن الذين استقاموا و لاتأخذ عن الذين مالوا ) ، قال ابن سيرين : ( كان في الزمن الأول الناس لايسألون عن الإسناد حتى و قعت الفتنة فلما و قعت الفتنة سألوا عن الإسناد ليحدث حديث أهل السنة و يترك حديث أهل البدعة ) ".

وقال الخطيب البغدادي رحمه الله :
" كتب مالك بن أنس إلى محمد بن مطرف : ( سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله - فذكره بطولة - ... خذه - يعني العلم - من أهله الذين و رثوه ممن كان قبلهم يقينا بذلك و لاتأخذ كلما تسمع قائلا بقوله فإنه ليس ينبغي أن يؤخذ من كل محدث و لا من كل من قال و قد كان بعض من يرضى من أهل العلم يقول إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخدون دينكم ) ".

وقال رحمه الله أيضا :
" ولا يروى إلا عن الثقات - ثم أورد بسنده - عن بهز بن أسد أنه كان يقول إذا ذكر له الإسناد فيه شيء قال : ( هذا فيه عهدة ) ، و يقول : ( لو أن لرجل على رجل عشرة دراهم ثم جحده لم يستطع أخذها منه إلا بشاهدين عدلين فدين الله عز وجل أحق أن يؤخذ فيه بالعدول ) ، - و بسنده أيضا - عن سعد بن ابراهيم قال : ( لا تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عن الثقات ) ، - و بسنده - عن عمرو بن ثمر عن جابر قال : قلت لإبي جعفر :- أقيد الحديث إذا سمعته ؟؟ - قال : - إذا سمعت حديثا من ثقة خير مما في الأرض من ذهب و فضة - ) ، - و بسنده - عن بن عون عن محمد بن سيرين قال : ( إن هذا العلم دين ، فانظروا عمن تأخذونه ذهب العلم و بقي منه غبرات في أوعية سوء ) ، - وبسنده أيضا - عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي الأسود عن المنذر بن الجهني وكان قد دخل في هذه الأهواء ثم رجع فسمعته يقول : ( اتقوا الله و انظروا عمن تأخذون هذا العلم فإنا كنا ننوي أن نروي لكم ما يضلكم ) ، - و بسنده - عن أحمد بن يوسف بن أسباط سمعت أبي يقول : ( ماأبالي سألت صاحب بدعة عن ديني أو زنيت ) ".

وأورد السيوطي رحمه الله في [‏ صفة من يؤخذ عنه العلم ] فقال :
" من اشتهرت عدالته بين أهل العلم و شاع الثناء عليه - ثم أورد أثر سعيد بن ابراهيم - : ( لا يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا الثقات ) وأثر ابن سيرين : ( إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخدون دينكم ) ".

وقال القاضي أبو بكر الباقلاني رحمه الله :
" الشاهد و المخبر إنما يحتاجان إلى التزكية " .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في [‏ مجموع الفتاوى ] :
" ومن له في الأمة لسان صدق بحيث يثنى عليه و يحمد في جماهير أجناس الأمة فهؤلاء أئمة الهدى و مصابيح الدجى " .


وقال الإمام الشاطبي رحمه الله في [‏ الإعتصام ] :
" والعالم إذا لم يشهد له العلماء ، فهو في الحكم باقٍ على الأصل من عدم العلم ، حتى يشهد فيه غيره ويعلم هو من نفسه ما شهد له به ، وإلا فهو على يقين من عدم العلم أو على شك ، فاختيار الإقدام في هاتين الحالتين على الإحجام لا يكون إلا باتباع الهوى ، إذ كان ينبغى له أن يستفى في نفسه غيره ولم يفعل ، وكل من حقه أن لا يقدم إلا أن يقدمه غيره ولم يفعل ".


....بتيع إن شاء الله