أثار الشيخ المجدد محمد ابن عبد الوهاب ( مُتجدد)
15-09-2018, 04:40 PM

الحمد لله وبعد


نبذة مختصرة من سيرة الامام

هو الشيخ المجدد المجاهد الصادع بالتوحيد شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب بن سليمان بن على بن محمد بن أحمد بن راشد التميمي المولود سنة سنة1115هجرية الموافق سنة1703م في بلدة العيينة،الواقعة شمال الرياض.ونشأ الشيخ في حجر أبيه عبد الوهاب في تلك البلدة في زمن إمارة عبد الله بن محمد بن حمد بن مُعمَّر
وكان سباقاً في عقله وفي جسمه ، حادّ المزاج ، فقد استظهر القرآن قبل بلوغه العشر ، وبلغ الاحتلام قبل إتمام الإثنتي عشرة سنة .
قال أبوه : رأيته أهلاً للصلاة بالجماعة ، وزوجته في ذاك العام .

طلبه للعلم :
درس على والده الفقه الحنبلي والتفسير والحديث .
وكان في صغره ، مكباً على كتب التفسير والحديث والعقائد .
وكان يعتني بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية ، وابن القيم رحمهما الله ، ويكثر من مطالعة كتبهما .


رحلاته العلمية :
ثم غادر البلاد قاصداً حج بيت الله الحرام .
وبعد أدائه الفريضة يمم وجهه نحو المدينة المنورة ، وقصد المسجد النبوي ، وزار إمام المرسلين صلى الله عليه وسلم ، وصحابته الأبرار المخلصين .
شيوخه بالمدينة المنورة :
وكان فيما إذ ذاك من العلماء العاملين ، والشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيف من آل سيف النجدي ، كان رأساً في بلد المجمعة .
فأخذ عنه الشيخ محمد بن عبد الوهاب كثيراً من العلم ، وأحبه الشيخ عبد الله ، وكان به حفياً ، وبذل جهداً كبيراً في تثقيفه وتعليمه. وكان من عوامل توثيق الروابط بينهما وتمكين المحبة توافق أفكاره ومبدئه مع تلميذه في عقيدة التوحيد ، والتألم مما عليه أهل نجد وغيرهم من عقائد باطلة ، وأعمال زائفة .
واستفاد الشيخ من مصاحبته فوائد عظيمة،وأجازه الشيخ عبد الله بالحديث المشهور والمسلسل بالأولية((الراحمون يرحمهم الرحمن)) من طريقين :.
أحدهما : من طريق ابن مفلح عن شيخ الإسلام أحمد بن تيمية وينتهي إلى الإمام أحمد .
والثاني : من طريق عبد الرحمن بن رجب عن العلامة ابن القيم عن شيخه شيخ الإسلام ، وينتهي أيضاً إلى الإمام أحمد .

كما أجازه الشيخ بكل ما في ثبت الشيخ عبد الباقي الحنبلي شيخ مشايخ وقته،قراءة وعلماً وتعليماً ،صحيح البخاري بسنده إلى مؤلفه ،وصحيح مسلم وشرح الصحيحين ، وسنن الترمذي والنسائي،وأبي داود،وابن ماجة ومؤلفات الدارمي،وبسنده المتصل إلى المؤلف .
ومسند الإمام الشافعي ، وموطأ الإمام مالك ، ومسند الإمام أحمد ، إلى غير ذلك مما ثبت في ثبت الشيخ عبد الباقي .
ثم وصل الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيف حبل الشيخ محمد ، بحبل المحدث الشيخ محمد حياة السندي ، وعرَّفه به وبما هو عليه من عقيدة صافية ، وبما تجيش به نفسه من مقت الأعمال الشائعة في كل مكان من البدع ، والشرك الأكبر والأصغر ، وأنه إنما خرج من نجد للرحلة في طلب العلم ، وسعياً إلى الاستزادة من السلاح الديني القوي ، الذي يعينه على ما هو مصمم عليه من القيام بالدعوة والجهاد في سبيل الله .
وممن أخذ عنهم الشيخ وانتفع بمصاحبته الشيخ على أفندي الداغستاني ، والشيخ إسماعيل العجلوني ، والشيخ عبد اللطيف العفالقي الاحسائي ، الشيخ محمد العفالقي الاحسائي .
وقد أجازه الشيخان الداغستاني والاحسائي بمثل ما أجازه الشيخ عبد الله إبراهيم بما في ثبت أبي المواهب
ثم توجه إلى نجد ، ثم البصرة ، قاصداً الشام ، ليستزيد من العلوم النافعة .

شيوخه بالبصرة :
فأقام مدة بالبصرة ، ودرس العلم فيها على جماعة من العلماء .
فمنهم الشيخ محمد المجموعي ، وقرأ الكثير من النحو اللغة والحديث ، كما كتب كثيراً في تلك الإقامة من المباحث النافعة والكتب القيمة ، ونشر علمه النافع وآراءه القيمة حول موضوع البدع والخرافات ، وإنزال التضرع والحاجات بسكان القبور من عظام نخرة ، وأوصال ممزقة ، وعزز كلامه بالآيات الساطعات ، والبراهين الواضحات .
فقابلوه بالتكذيب والأذى وأخرج من البلاد وقت الهجرة وأنزلوا بعض الأذى بشيخه المجموعي .
فقصد الزبير في وقت الصيف وشدة الرمضاء ، وكان ماشياً على رجليه ، وكاد يهلك من شدة الظمإ .
فساق الله إليه رجلاً من بلد الزبير يسمى أبا حميدان ، فرآه من أهل العلم والصلاح ، فحلمه على حماره ، حتى أوصله إلى بلد الزبير .
وتوجه إلى الشام راجلاً لينهل من مناهل العلماء ، ويتغذى من الثقافات الدينية ، مستزيداً .


عودته إلى نجد :
غير أنه قلت نفقته،فقفل راجعاً،فأتى الإحساء ،فنزل بها عند الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف الشافعي ، وقرأ عنده ما شاء الله أن يقرأ .
ثم توجه إلى حريملا ، قرية من نجد ، وذلك لأن والده الشيخ عبد الوهاب قد انتقل إليها .
ولما آب الشيخ من رحلته الطويلة وراء العلم والتحصيل ، لازم أباه ، واشتغل عليه في علم التفسير والحديث وغيرهما .
وعكف على كتب الشيخين : شيخ ابن تيمية ، والعلامة ابن القيم رحمهما الله ، فزادته تلك الكتب القيمة ، علماً ونوراً وبصيرة، ونفخت فيه روح العزيمة .
ورأى الشيخ بثاقب نظره ما نجد وما بالأقطار التي رحل إليها من العقائد الضالة ، والعادات الفاسدة ، فصمم على القيام بالدعوة .


يتبع ان شاء الله ..
للمتابعة عبر حسابي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/Benaceur.Houari01

قال العلامة المفكر مالك بن نبي -رحمه الله - : الأُمة التي لا تقرأ تموت قبل أوانها .