تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
mohamed lamine7
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 26-01-2016
  • المشاركات : 771
  • معدل تقييم المستوى :

    9

  • mohamed lamine7 is on a distinguished road
mohamed lamine7
عضو متميز
لماذا اختلفت اللغات على الأرض
12-07-2016, 08:41 AM
لماذا اختلفت اللغات على الأرض
إذا كان الله هو المعلم للكلام. فلماذا اختلفت اللغات على الأرض وأصبح هناك ألوان من اللغات والألسنة؟
نقول إن تنوع فترات التاريخ وانتشار الإنسان على الأرض جعل كل مجموعة من البشر تقترب من بعضها لتكون لها لغة واحدة. وكل لغة موجودة مأخوذة من لغة قديمة. فالفرنسية والإنجليزية والإيطالية. مأخوذة من اللاتينية. والعبرية والسريالية لهما علاقة باللغة العربية. واللهجات التي يتكلم بها العالم العربي صاحب اللغة الواحدة، تختلف.. حتى أن لهجة الجزائر أو المغرب مثلا. تجدها مختلفة عن اللهجة المصرية أو السودانية. ولكننا إذا تكلمنا باللغة العربية فَهِمَ بعضنا بعضا، ولغة هؤلاء جميعا في الأصل هي لغة القرآن. وهي العربية. ولكن في فترات الوهن التاريخي الذي مر على العرب انعزلت البلاد العربية بعضها عن بعض ومضى كل مجتمع يأخذ اللغة كمظهر اجتماعي. فيسقط التفاهم بين اللهجات المختلفة.
  • ملف العضو
  • معلومات
mohamed lamine7
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 26-01-2016
  • المشاركات : 771
  • معدل تقييم المستوى :

    9

  • mohamed lamine7 is on a distinguished road
mohamed lamine7
عضو متميز
  • ملف العضو
  • معلومات
mohamed yakon
زائر
  • المشاركات : n/a
mohamed yakon
زائر
رد: لماذا اختلفت اللغات على الأرض
12-07-2016, 01:17 PM
نص منقول له علاقة بالموضوع احببت مشاركة القراء ...

كيف ظهرت اللغات (أصل اللغة)

يتفرد الإنسان عن باقي الحيوانات بقدرته الفطرية و الطبيعية على الاستخدام الإبداعي للرموز.

على سبيل المثال، يعرف النحل الذي يعود إلى الخلية بعد أول رحلة استطلاع له بدقة كيف يصف الطريق إلى الرحيق عبر الرقصات المعقدة.

أما بالنسبة للبشر، فإن الدقة التعبيرية للغة اُكتسبت من خلال التعامل مع المجتمع الذي يمنح اللغة لأفراده. ليست الكلمات بالطبع فطرية لكن قدرة الاستيعاب واستعمال اللغة بشكل إبداعي وذكي تبدو مهاراتً فطرية. يسمي العالم الموسوعي ناعوم تشومسكي هذه القابلية أو القدرة بجهاز اكتساب اللغة LAD.

في هذا المقال سنتطرق للسؤالين الأهم : كيف نشأت هذه الغريزة اللغوية عند البشر؟

و كيف نشأت أول لغة؟

عموما، هناك فرضيتان لتفسير منشأ اللغة، وحسب العلم المتاح في الوقت الحاضر لا يمكن الجزم بأي منها:



الاعتقاد أن أصل اللغة هبة الهية

آمنت العديد من المجتمعات عبر التاريخ أن اللغة هبة من الخالق أو الآلهة للبشر. في الكتاب المقدس تحدثنا الآية 2 الاصحاح 20 من سِفر التكوين أن آدم عليه السلام قام بتسمية كل الكائنات الحية. و من القرآن الكريم، ينطلق بعض المفسرين من الآية الكريمة (31، سورة البقرة) للقول أن آدم كان يعلم جميع اللغات و ذهب بعضهم للقول أن آدم كان يتكلم العربية و آخرون اعتدوا بحديث يخبر فيه النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) أن آدم سرياني فضعفه فقهاء كثر و امتنعت البقية عن الإجابة لعدم وجود نص صريح.

هذا الاعتقاد يخبرنا أن البشر خُلقوا من البداية مع قدرة فطرية على استعمال اللغة.

بما هو متوفر من معطيات، لا يمكن إثبات أن اللغة قديمة قدم الإنسان. لكن من الصحيح تماما أن اللغة والمجتمعات الإنسانية لا يمكن الفصل بينهما (أي أنهما نشأتا معا أو في وقت متقارب جدا). فأينما وُجدت اللغة وجد البشر، فكل قبيلة في العصر الحجري وُجدت كانت تمتلك لغة كاللغات عندنا الآن، بل و تُماثلها في القدرة على التعبير و التعقيد النحوي. يمكن أن تكون التقنيات بسيطة أو معقدة أما اللغات فهي من طبيعتها دوما معقدة و نقصد هنا بالتعقيد التطور. وفي الحقيقة، تبدو اللغات المنطوق بها من قبل المجتمعات قبل-الصناعية أكثر تعقيدا من الناحية النحوية بالمقارنة مع اللغات الأخرى كالإنجليزية مثلا، لنأخذ مثالا: الإنجليزية لديها سبعة أشكال للفعل وثلاثة لاسم الجنس، الكيفنجو من لغات البانتو المنطوقة في سهول جبل كليمانجارو، تملك 14 شكلا للفعل و20 نوعا للإسم.

ليست هناك لغات أوليّة، لم نجد أي منها خلال الماضي، حتى بين القبائل النائية والبعيدة جدا للعصر الحجري من الصيادين-جامعي الثمار.

ومع ذلك، لا يمكننا أن نثبت من ناحية تشريحية أن الإنسان الحديث الأول كان يمتلك لغة متطورة (إبداعية)، وكذلك من المستحيل أن ندحض الفرضية التي تقول أن اللغات الأولية ربما وجدت في نقطة ما على خط تاريخ تطور Homo Sapiens.



فرضية التطور الطبيعي

تقول هذه الفرضية أنه في إحدى مراحل تطور البشر، اكتسبوا خلالها الدماغ الذي جعل من اختراع اللغة و التعلم أمرا ممكنا، بمعنى آخر في مرحلة من تاريخ البشر تم تطوير جهاز اكتساب اللغة، أو أيّا ما كان هذا المصطلح يُعبر عنه بطريقة مادية واقعية.

تقول الفرضية أنه عبر الألفاظ البسيطة والإيماءات التي ورثناها من أسلافنا البدائيين أصبحت بسرعة نظاما إبداعيا للغة ربما خلال جيل أو جيلين. تقول الفرضية أن ذلك حدث بتغير القشرة البصرية للدماغ إلى فصّ للغة، وحسب فرضية التطور الطبيعية فإنه بقدر تطور الإنسان بيولوجياً أو عصبياً فإن القدرة على تطوير اللغة، والنمو الثقافي لبعض الأشكال الخاصة المرتبطة بالمعاني يرتبطان معا وبقدر تطور تلك يكون تطور هذه بعدها تماما.

هذه الفرضية لا يمكن إثباتها أيضا، فالأدلة الأثرية المكتشفة حتى الآن، تشير إلى أن الإنسان الحديث الإنسان العاقل Homo Sapiens نشأ منذ 150.000 سنة، وحوالي 30.000 قبل الميلاد حلَّ الإنسان العاقل محل كل أشباه-الإنسان التي كانت تعيش على الأرض.

هل يمكن أن يفسر نجاح نوعنا على أشباه-الإنسان باكتساب نوعنا للقدرة العالية على التواصل؟ فالقدرة على الكلام تعني القدرة على التعليم، التخطيط، التنظيم، ونقل معلومات أكثر تطورا، هذه الميزة ربما أعطتهم تفوقا على مجموعات أشباه الإنسان التي كانت تعيش بلا لغة متطورة من قبيل الإنسان المنتصب Homo Erectus و إنسان النياندرتال Neanderthal.

فرضية الاختراع

لننتقل الآن إلى سؤالنا التالي: لو اكتسب البشر لغتهم سواءً عبر هبة إلهية مباشرة أو عن طريق التطور على مراحل. إذن كيف حدث بالتحديد أول اختلاف في هذه اللغة؟

هناك العديد من الفرضيات التي تحاول شرح كيفية اختراع اللغة بوعي بواسطة أسلاف الإنسان البدائيين، انطلاقا من نظام تواصل بدائي.

تستند كل فرضية من هذه الفرضيات إلى فكرة أن اختراع اللغة و تحسنها التدريجي كان كقوة دفع مستمرة للتطور العقلي للبشر، لكن ولا واحدة من هذه الفرضيات التي سنذكرها تبدو مُقنعة وكل اللغويين العقلاء لا يزالون يعتبرون أن أصل و منشأ اللغة لا يزال لغزا.

لكن الانتقادات والمسميات المبدعة والساخرة التي تنتقد هذه النظريات تدل على أنه حتى اللغويين يمكن أن يكونوا مبدعين أحيانا.

أولا، هناك أربع فرضيات محاكاة (تقليد) والتي تقول أن اللغة البشرية بدأت من نوع من التقليد البشري للأصوات والحركات التي تحدث في الطبيعة.



فرضية الـ دينغ دونغ:
بدأت اللغة لما بدأ البشر في تسمية الأشياء، الأفعال والظواهر بعد التعرف على أصواتها التي تحدث معها بشكل طبيعي، تنص هذه الفرضية على أن أول الكلمات البشرية كان عبارة عن أيقونة شفوية (لفظية)، علامة تمثل تماما الصورة التي تحمل معناها: صوت التحطم مثلا يصبح الكلمة المعبرة على الرعد، صوت البوووم يدل على الانفجار.

يبدو لنا بوضوح أن بعض الكلمات في اللغة قد اشتقت مباشرة كمحاكاة لأصوات طبيعية ترافق الحدث الصوتي للشيء المعين كمثال في لغة الشينوك الهندية الكلمة التي تعبر عن القلب: تَن تن. وفي لغة الباسك الكلمة التي تعبر عن السكين: آي آي (حرفيا تعبر صوت الألم الذي يحدثه السكين، آوتش بالإنجليزية)، وكل من هذه الألفاظ الأيقونية مشتقة من مرجع، علامة تمثل طبيعيا معناها في الحقيقة الواقعية زمانا ومكانا.

تكمن المشكلة أو الاعتراض على هذه الفرضية في أن ظاهرة المحاكاة الصوتية تمثل فقط قسما محددا ومحدودا من المفردات في أي لغة. وأيضا فإن طريقة المحاكاة أو الألفاظ المعبرة عنها تختلف من لغة إلى لغة.

كمثال لفظ الانفجار في اللغة الروسية با-باخ: (انفجار). بوخ: ثود (صوت الارتطام) حتى لو افترضنا أن المحاكاة الصوتية وفرت بعض الكلمات، إذن من أين أتت مسميات الأشياء التي لا تملك صوتا طبيعيا كالصخرة والشمس والسماء أو الحب مثلا ؟؟



فرضية البوو بوو:
يقول مضمون هذه الفرضية أن الكلمات أتت من الهتافات العفوية (الأصوات) التي تعبر عن الكره، الجوع أو اللذة والتي تقود إلى التعبير عن أفكار ومشاعر أكثر تطورا.

في هذه الحالة من المحتمل أن أول كلمة كانت: ها ها ها أو وا وا وا، و بدأت تُستعمل هذه الأصوات كأسماء للأفعال التي تسبب في صدور هذه الأصوات.

الإعتراض الموجه لهذه الفرضية هو أن الهتافات العفوية تمثل جزءا بسيطا من أي لغة، وهناك فروق لغوية دقيقة بين اللغات كمثال.. تعبر “آوتش” عن الألم بالانجليزية بينما يعبر عنه بـ “وا” بالروسية. بالإضافة إلى أن هذه الأصوات العفوية تعكس خصائص مختلفة من فونولوجية (علم الأصوات) كل لغة. وعلى عكس العُطاس والدموع والحازوقة (الفواق) أو الضحك تلك الأصوات العفوية تعتمد على اللغة ولا تسبق اللغة، وأيضا تلك الهتافات عبارة عن رموز تعرض صفة اعتباطية (عشوائية) بين الصوت والمعنى الذي يدله.



فرضية الباو باو: ( وهي الفرضية الأكثر شهرة وبالتالي الأكثر طرافة وهزلاً)
تذهب هذه الفرضية إلى أن المفردات اللغوية تطورت من محاكاة صوتية لأصوات الحيوانات مثل : موو، بارك، مياو، كواك كواك.

بمعنى آخر فإن أول كلمات البشر، كانت نوعا من التسمية أو التصنيف، بمعنى علامة تدل على معنى معين واقعي في إطار الزمان والمكان.

لكن مجددا، فإن المحاكاة الصوتية ليست إلا جزءا بسيطا ومحدودا من مفردات أي لغة، إضافة إلى الاختلافات الكبيرة في المحاكاة بين اللغات، بالرغم من أن الحيوان هو نفسه أينما كان وهو يصدر نفس الصوت.

صوت الكلب : بالانجليزية bow-wow بالصينية wu-wu باليابانية .wan-wan بالروسية : tyaff-tyaff
صوت الخنزير : بالانجليزية : oink-oink بالروسية : hryu-hryu بالصينية : .–oh-ee-oh-ee باليابانية : bu-bu .
صوت الديك الرومي : بالانجليزية : kukareiku ، باليابانية : kokekoko.
أما في اللغة العربية فقليلا ما تستعمل المحاكاة الصوتية و تستعمل بدلا عنها مفردات متفردة (صهيل، هديل، نهيق..). لهذا وكما نلاحظ فإن التدخل أو التعديل البشري للأصوات الحيوانية يتعلق باختلاف اللغات المتعددة، ويبدو من المستبعد أن كل مفردات اللغة بدأت أو تم اشتقاقها من هذه الأصوات.



هناك فرضية مختلفة بعض الشيء تدعى بفرضية (تا -تا) و التي تفيد بأن أول الكلمات البشرية كانت حركات إيمائية من الشفاه تقليدا لحركات وإيماءات اليد.

ونجد أن هذه الفرضية تواجه نفس المشكلات، هزة الرأس تعني “نعم” في الثقافة التركية لكنها تعني “لا ” في الثقافة البلغارية، دقُ الخشب لتجنب الحظ السيئ في بعض الثقافات مقابل التفل ثلاث على جانب كتفك الأيسر في الثقافات الأخرى. المجموعة الثانية من الفرضيات التي تتحدث عن أصل اللغة تذهب إلى أن اللغة بدأت كاستجابة وإشباع لضروريات ملحة للمجتمع. آمن الفيلسوف أفلاطون أن اللغة تطورت لأنها ضرورة عملية ملحة، كما يقول المثل الإنجليزي الحديث: الحاجة أم الاختراع.



نظرية مثيرة أخرى
وهي فرضية الكذب، يخبرنا العالم أي- إتش- ستورتفنت بأنه ما دامت كل النوايا الحقيقية والمشاعر نعبر عنها بصدق عن طريق الإيماءات بالنظر أو الصوت، فإن طريقة تواصل أخرى تم اختراعها بغرض الكذب أو الخداع. وهذا العالم يعتبر أن الحاجة إلى الخداع و إلى الكذب لإخفاء الحقيقة من أجل أهداف أنانية هو السبب الاجتماعي الذي دعا إلى اختراع اللغة.



لا توجد تجارب علمية يمكنها أن تقيم صحة هذه الفرضيات، كلها تبدو بشكل متساو غير صحيحة، وهذا السبب الذي جعل الجمعية الملكية للغات في لندن في القرن التاسع عشر تحظر النقاش والجدل حول أصل اللغات استنادا إلى أن أي حجج مستعملة غير مبنية على أساس علمي وبعبارة أخرى لا يمكن التحقق منها علميا، و هذا ما يضيع الوقت في محاولة الإجابة على تساؤل عقيم.

وحتى في أيامنا هذه فإن المحاولات التي تسعى إلى تفسير أصل اللغات لا تؤخذ على محمل الجد أيضا، ومؤخرا خرجت الكوميدية ليلي توملين بفرضيتها الخاصة حول أصل اللغة حيث زعمت ليلي مازحة أن الرجال اخترعوا اللغة كي يستطيعوا أن يشتكوا!

يمكن لكل من فرضيات المحاكاة أن تفسر كيف تطورت بعض الكلمات المنفردة، بعض الكلمات القليلة فقط من اللغة الإنسانية تمثل أيقونة شفوية (رمزا شفويا)، أما معظم الكلمات الأخرى فتعتبر رموزا اعتباطية بين اللفظ والمعنى، مثلا ( كلمة شجرة بالانجليزية tree بالإسبانية árbol بالفرنسية arbre بالسلوفاكية strom بالجورجية he Ket oks بالأستونية puu بالألمانية Baum بالروسية derevo باللاتيفية koks بلغة جزر هاواي lä’au ).

وكل من فرضيات الضرورة (الحاجة أم الاختراع) يمكنها أن تفسر تلك الأصوات العفوية التي اُخترعت للحاجة بغرض التعبير عن أشياء في سياق معين، ثم أصبحت ككلمات تستعمل حتى خارج ذلك السياق في وقت لاحق.

ومهما يكن فإن التزايد الكبير في استعمال الكلمات الأخرى الكثيرة لا يفسر التطور النحوي أو الخلفيات اللغوية المحددة و الهيكلية الخاصة باللغة والتي لا تحمل أي معنى محدد.

الجانب الإبداعي التوليدي من اللغة الإنسانية والذي نسميه النحو خاصية لغوية فريدة. من أين أتى النحو؟ لا يوجد أي شيء مشابه للنحو في نُظم الاتصالات الحيوانية (تلك المجموعة من النماذج أو القواعد التي تحمل وظائف محددة لكن في ذاتها لا تحمل أي معنى.)



فرضيات حول التنوع اللغوي

بغض النظر إن كانت اللغة هبة إلهية مميزة أو أنها تطور طبيعي حتمته الظروف، أو كانت اختراعا عبقريا للوعي الإنساني تم في نقطة مميزة من تاريخنا البشري، فإن الحقيقة المؤكدة تبقى أن اللغة وُجدت وهي موجودة الآن.

و لما كان هناك عدة لغات في وقتنا الحاضر، فإن سؤال ثانيا سيظهر أمامنا: هل كانت هناك لغة واحدة أو عدة لغات في الأصل؟ وهل كان هناك اختراع واحد أم عدة اختراعات للغة؟

هناك 5000 لغة منطوقة حاليا. ونعلم أن هناك عدد أكبر من اللغات في الماضي عندما كان الناس يعيشون في تجمعات صغيرة متباعدة أو قبائل نائية بدل المدن الكبيرة.

هناك معتقدان قديمان يفسران الأصل الأول و سبب التنوع اللغوي الذي نعيشه اليوم.

1: المعتقد الأقدم يقول بأن اللغة الأولى كانت واحدة أي اللغة الأصلية. فكرة أن أسلافنا كانوا يملكون لغة واحدة يُعبر عنها حاليا بمصطلح: أحادي النشأة. وفي التقليد المعرفي اليهودي المسيحي (التوراة والإنجيل أو العهد القديم والجديد) تم تقسيم اللغة الأصلية بفعل إلهي كما تروي الحكاية في سفر التكوين في مدينة بابل. ونجد قصة مماثلة أيضا عند شعب التولتيك الذي كان يقطن مكسيكو قبل أن يأتيها كولومبس، حيث تروي القصة بناء هرم كبير في منطقة شالولا واختلاف لغات البنائين كانت بفعل إله غاضب على هذا البناء. و وُجدت أيضا قصص مشابهة لهذه في مختلف الثقافات في أنحاء العالم.

ويجدر بالذكر هنا أن الناس الذين يعتقدون في أصل واحد للغة يمتلكون فرضيات ومعتقدات مختلفة عن طبيعة و ماهية اللغة الأولى وكيف كانت بالضبط.

شعب الباسك يُدرّس التلاميذ في كتبه المدرسية أن اللغة الأصلية كانت لغة الباسك.
في نهاية هذا القرن عالم لغة ألماني ذكر أن الألمانية هي اللغة الأولى وأن كل اللغات الأخرى مشتقة منها (أو أدنى منها) وهي عبارة عن تشويهات وتحويرات لها فقط، ادعى علماء اللغة الأوربيين الآخرين ادعاءات ممجدة مماثلة للغة الإغريقية أو اللغة السنسكريتية.
عالم لغة سويدي ادعى أن الله في جنة عدن تحدث بالسويدية، وآدم تحدث بالدنمركية أما الحية فقد تحدثت بالفرنسية.


2: هناك فرضية أخرى حول أصل الإنسان، وبالتالي أصل اللغة، فرضية التطور الموازي أو التطور بالتوازي. تقول هذه الفرضية أن النوع البشري تطور بالتوازي في أماكن عديدة من العالم. وكل مجموعة طورت لغتها الخاصة بدورها.

فرضية الأصول المتعددة للنوع البشري تدعى أحيانا بنظرية كانديلابرا. فرضية كانديلابرا مفضلة في شرق آسيا بينما يؤمن بها عدد قليل من العلماء في الغرب. وفرضية تعدد الأصول اللغوية أيضا غالبا ما تدعى في المصطلحات بمتعددة النشأة.

حسب هذه الفرضية فإن كل أصل من أصول اللغة تفرع هو بدوره إلى فروع أخرى مكونا التنوع اللغوي، و عائلات اللغات الكبيرة التي نراها اليوم انحدرت من هذه الأصول اللغوية المتعددة.

3: فرضية أحادية النشأة العلمية، نظرية اللغة الأم.

لا تنبع النظريات التي تؤمن بأحادية النشأة بالضرورة من معتقد ديني، يؤمن العديد من العلماء الحاليين بنظرية أحادية النشأة والتي تدعى بنظرية اللغة الأم.

هذه النظرية تقول بأن هناك أصلا واحد للغة المنطوق بها نشأت بين مجموعة من النوع الإنساني هومو سابينس قبل 150 ألف سنة مضت، ومن هذه اللغة ظهرت كل اللغات المنطوق بها في العالم الآن.

وبما أن البشر استوطنوا في عدة قارات متباعدة فإن هذه اللغة الأم تفرعت عبر الزمن إلى عدة لغات منطوقة في وقتنا الحالي، وبما أن العديد من العلماء يعتقدون أن أول إنسان حديث ظهر في أفريقيا، فإن نظرية اللغة الأم مرتبطة بنظرية أعم حول الأصل الإنساني تدعى بنظرية (خارج أفريقيا). حاليا نظرية التطور أحادي النشأة منتشرة ومفضلة في أوساط اللغويين العاملين في الولايات المتحدة الأمريكية.

وبغض النظر عن أصل اللغة، فإن حقيقة أن هناك أكثر من 5000 نوعا من اللغة يتحدث بها البشر حاليا على الأرض، على الرغم من أن الكثير من هذه اللغات تختلف جذريا فيما بينها في البِنية، فإن الاختلافات الظاهرة بين هذه اللغات يمكن أن تستعمل بشكل إبداعي ومتطور بين البشر.

وهذه اللغات لا تختلف في قدرتها الإبداعية أو المتطورة وحسب بل حتى في مستوى الفروق الدقيقة في التعبير، فما يوصف في لغة ما بكلمة يأخذ جملة كاملة في لغة أخرى.

كمثال هذه الكلمة من اللغة السواحيلية : mumagamagama التي تعني ” الشخص الذي يُضيّع الأشياء دائما”، والكلمة الروسية zajchik التي تعني: “انعكاس قوس قزح على الزجاج”، وقد درس اللغويون كيفية تعبير كل لغة عن المفاهيم، نذكر هنا العِلم اللغوي المقارن و الذي يندرج تحت فرع علم يسمى علم تصنيف اللغة.

لكن مادامت الفروق ظاهرة لنا بين البُنى اللغوية المختلفة للبشر. فما الفائدة من علم تصنيف اللغة؟ ولماذا ينفق العديد من اللغويين الوقت الطويل لدراسة تنوع اللغات؟

هناك سببان :

أولا: لمحاولة تتبع أثر اللغة الأم (أو اللغات الأم حسب الفرضية)، واللغويون الذين يقارنون الآن بين اللغات الحديثة و يحاولون أن يعيدوا بناء اللغات القديمة يسمون: بعلماء اللغة المقارنة.

ثانيا: لأن اللغات تتغير ببطء في المحيط الذي يتم التحدث بها فيه، تحتوي اللغة كل المؤشرات والعلامات المترسبة من الثقافة الماضية، وبالنسبة لعلماء التاريخ وعلماء الأنثروبولوجيا فإن اللغات تقدم نافذة مميزة وخاصة للنظر إلى الماضي.

قم بدراسة أي لغة مهم كانت وستتعلم الكثير من الأشياء حول تاريخ الناس الذين كانوا يتحدثون بها، بل و ستأخذ خطوة هامة وحاسمة نحو فهم الثقافة المعاصرة للمتكلمين بها. يدعى علماء اللغة الذين يدرسون اللغة انطلاقا من هذه النقطة بـ علماء اللغة الأنثروبولوجيين.

تذكر -وخلافا لفرضية الحتمية اللغوية- فإن دراسة لغة ما لن تساعدك على توقع مستقبل الناطقين بها. المستقبل سيحدث باعتبار ضئيل لبنية اللغة، واللغة سوف تتكيف حسب هذا المستقبل لا العكس.



خلاصة.

تبقى كل الفرضيات و التفسيرات محاولات لمعرفة أصل اللغة و كيف ظهرت و فيما نجحت فرضية معينة في تفسير جانب من القصة تعجز الفرضيات الأخرى. و هكذا يبقى البحث عن أصل اللغة مهمة متروكة للأبحاث الجديدة و الزمن لينير لنا آفاقا أخرى من الفهم في انتظار أدلة يعتد بها للحسم في أصل اللغة.
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 06:19 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى