"أوراق الجنة" تتهم 4 شخصيات جزائرية بإنشاء شركات وهمية
07-11-2017, 03:50 AM


إلهام بوثلجي

صحافية بجريدة الشروق مختصة بمتابعة القضايا القانونية

كشف المجمع الدولي للصحفيين المحققين عن تسريبات جديدة أطلق عليها تسمية "أوراق الجنة PARADIS PAPRES" تخص عمليات تهريب ضريبي عالمية لشخصيات نافذة في عدد من الدول، على غرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومقربين من الرئيس الروسي، فضلا عن الملكة البريطانية "إليزابيت"، مع ورود أسماء لأربع شخصيات جزائرية معروفة في ساحة المال والأعمال.
أماطت جريدة "لوموند" الفرنسية أمس اللثام عن أكبر سلسلة تحقيقات بعد "أوراق بنما" التي فجرت فضائح في عدد من الدول ومنها الجزائر منذ حوالي 18 شهر، وورد في عددها أمس أولى نتائج التحقيقات التي قام بها "مكتب الصحفيين المحققين الدولي" الذي يضم 96 وسيلة إعلام في 67 بلدا، حيث تم كشفت معلومات استنادا إلى 13.5 مليون وثيقة مالية مصدرها من مكتب دولي للمحاماة مقره برمودا ويحمل اسم "إبلباي"، وهي الوثائق التي حصلت عليها صحيفة "سوددويتشه تسايتونغ" الألمانية.
وأشارت التسريبات إلى عدد من البلدان والمناطق التي شكلت مهربا ضريبيا لأثرياء العالم، حيث يودعون فيها ثرواتهم مقابل ضرائب رمزية، وتضم قائمة "أوراق الجنة" ما عدده 31 ألفا لاسم طبيعي ومعنوي من رجال الأعمال والسلطة المعروفين منهم دونالد ترامب، وأربعة أسماء جزائرية، ويتعلق الأمر -حسب ما نقلته وسائل الإعلام - بكل من ياسف سعدي الذي كان قائدا لجبهة التحرير في المنطقة الخاصة "العاصمة" سنتي 1955 و1957، والذي يملك حسب ذات التسريبات ثروة بجزر "كايمان" في المملكة البريطانية، حيث تملك ابنته مجمعا ماليا بالشراكة مع ممثلة فلسطينية، كما تبين من خلال حسابات البنك السويسري HSBC.
كما تشير الوثائق الجديدة إلى إسم ابن رجل أعمال مدعو "ي.ر"، حيث أن هذا الأخير يسير شركة مقيمة في جزر "كايمان"، أما الجزائري الثالث الذي كشفته تسريبات مكتب المحاماة "إبلباي" فهو رضا بجاوي شقيق فريد بجاوي وحفيد وزير الخارجية الأسبق محمد بجاوي والذي يملك حسابا بنكيا في جنيف السويسرية يسيره عن طريق مكتب بسنغافورة وهذا للتهرب الضريبي.
وذكر ذات المصدر بأن رضا بجاوي المقيم في كيبيك يملك العديد من العقارات منها شقة فاخرة تقع في "رامزاي"، بمونتريال، قام بشرائها بـ1.8 مليون دولار كند، .كما حصل قبل ثلاثة أشهر، على شركة "أبارتيمنتس أكاديا" في مونتريال، أما الشخصية الرابعة فتتعلق بشخص وزير الطاقة الأسبق نور الدين أيت لاوسين في عهد حكومة سيد أحمد غزالي، حيث يعتبر حسب التسريبات مساهما في عدة شركات منها واحدة بترولية في جزر موريس وشركات أخرى أمريكية.
كما تشير الوثائق التي تم تسريبها إلى أن مكتب "أبلباي" يدير شركة "جلينكور" الفرعية التي تستكشف بشكل غير مشروع المناطق النفطية في الصحراء الغربية المحتلة، رغم رفض هيئات دولية لهذا النشاط، وتورطت هذه الأخيرة في التهرب الضريبي، كما لا تزال التحقيقات متواصلة حول احتمال تواطؤ روسي مع فريق الحملة الانتخابية لدونالد ترامب، وكشفت التحقيقات بأن ملايين الجنيهات الإسترلينية العائدة للملكة إليزابيث الثانية استُثمرت في جنّات ضريبية.