تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى العام > نقاش حر

> كذب الكذبة وصدقها..الشعب الجزائري ووهم الرجولة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
يزيد
زائر
  • المشاركات : n/a
يزيد
زائر
كذب الكذبة وصدقها..الشعب الجزائري ووهم الرجولة
17-04-2008, 08:10 PM
من لايتذكر منا مقولة ان الشعل الجزائري شعب الرجلة...طالما ضحكنا على جيراننا من العرب انهم تنخصهم الرجولة و'النيف'...
ذهبت الرجولة في سنيين العجاف التي مرت بالبلد واصبح المواطن الجزائري خرذة بشرية ترمي بها الضروف حيثما شاءت...
مجتمع انحل خلقيا..فاصبح مجتمعا غير مؤدب على الاطلاق..هذا يعاكس متحجبة وذلك ينظر الى امراة مع زوجها او ابنها...مجتمع حديثه كله شتم وسباب وكلام فاحش..في كل مكان...
شعب تعلم الذل رغم الجوع بل سوء التغذية..لكنه لايحرك ساكن..شعب لم يستطع رغم سنوات العجاف ان يؤدب النظام...فتراه للانتخابات يجري ولتصفيق والشطيح والرديح الاول ....
المضحك في هذا الشعب انه نسي همومه الحقيقة..وشغل باله بالفليكسي والبيب والبلوتوث و و و
مجتمع تقبل حالة اللامن..واحب الفوضى وكرس جهده لبقائها..
هو حال المجتمع الجزائري بين تعدد الثقافات..فهذا ينادي لفرنسا وذلك لال سعود وذلك لصين وذلك لطبل والمزمار..
شعب ارهق نفسه بنفسه...لانه بكل بساطة..ذهبت فيه قوة الرجولة...
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بوبكر حداد
بوبكر حداد
مشرف منتدى الأدب
  • تاريخ التسجيل : 19-01-2007
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 1,642
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • بوبكر حداد will become famous soon enough
الصورة الرمزية بوبكر حداد
بوبكر حداد
مشرف منتدى الأدب
رد: كذب الكذبة وصدقها..الشعب الجزائري ووهم الرجولة
17-04-2008, 08:30 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يزيد مشاهدة المشاركة
من لايتذكر منا مقولة ان الشعل الجزائري شعب الرجلة...طالما ضحكنا على جيراننا من العرب انهم تنخصهم الرجولة و'النيف'...
ذهبت الرجولة في سنيين العجاف التي مرت بالبلد واصبح المواطن الجزائري خرذة بشرية ترمي بها الضروف حيثما شاءت...
مجتمع انحل خلقيا..فاصبح مجتمعا غير مؤدب على الاطلاق..هذا يعاكس متحجبة وذلك ينظر الى امراة مع زوجها او ابنها...مجتمع حديثه كله شتم وسباب وكلام فاحش..في كل مكان...
شعب تعلم الذل رغم الجوع بل سوء التغذية..لكنه لايحرك ساكن..شعب لم يستطع رغم سنوات العجاف ان يؤدب النظام...فتراه للانتخابات يجري ولتصفيق والشطيح والرديح الاول ....
المضحك في هذا الشعب انه نسي همومه الحقيقة..وشغل باله بالفليكسي والبيب والبلوتوث و و و
مجتمع تقبل حالة اللامن..واحب الفوضى وكرس جهده لبقائها..
هو حال المجتمع الجزائري بين تعدد الثقافات..فهذا ينادي لفرنسا وذلك لال سعود وذلك لصين وذلك لطبل والمزمار..
شعب ارهق نفسه بنفسه...لانه بكل بساطة..ذهبت فيه قوة الرجولة...
.......................
أنا ممن يعتبرون أنّ الأزمة فعلاً أزمة مجتمع بكل مؤسساته و منظوماته لكن من المسؤول ؟؟ هذا الشباب الذي لا يحترم و لا ..و لا ..! قلت هذا الشباب لم نستورده من الخارج بل هم نتاج تربيتنا نحن ....إذن إذا كنا فعلاً نريد أن نصنع منهم رجالاً يؤمنون بالرجلة و اشياء أخرى جميلة علينا أن نقوم بواجبنا في كل الميادين خاصة العمل الجواري و أؤكد عليه لأن به و به فقط نستطيع أن نقضي على الظواهر السلبية ، خلاصة القول علينا أن نعمل و نعمل و لكن في صمت و السلام .......أحييك على غيرتك و إثارته لهذا الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بذرة خير
بذرة خير
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 01-09-2007
  • المشاركات : 6,800

  • اجمل رسمة بالقلم جائزة3 

  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • بذرة خير will become famous soon enough
الصورة الرمزية بذرة خير
بذرة خير
شروقي
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بذرة خير
بذرة خير
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 01-09-2007
  • المشاركات : 6,800

  • اجمل رسمة بالقلم جائزة3 

  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • بذرة خير will become famous soon enough
الصورة الرمزية بذرة خير
بذرة خير
شروقي
رد: كذب الكذبة وصدقها..الشعب الجزائري ووهم الرجولة
17-04-2008, 09:13 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسد السنة مشاهدة المشاركة
ان الذي جعلنا نصل الى هذا هو الابتعاد عن الاسلام
إذا لم يشارك أحدا في الحوار سنتناقش أنا وأنت أخي اسد السنة لنستفيد ونفيد بإذن الله تعالى
  • ملف العضو
  • معلومات
اسد السنة
زائر
  • المشاركات : n/a
اسد السنة
زائر
رد: كذب الكذبة وصدقها..الشعب الجزائري ووهم الرجولة
17-04-2008, 09:58 PM
و هذه خطبة مفيدة لاصلاح الامة
أسباب صلاح الأمة عبد العزيز آل الشيخ
ملخص الخطبة: 1- صلاح الأمة ببعثة النبي . 2- النهي عن الإفساد بعد الإصلاح. 3- صلاح الأمة بتحكيم شرع الله تعالى. 4- صلاح الأمة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 5- صلاح الأمة بإقامة الحدود الشرعية. 6- صلاح الأمة بالعناية بالتعليم والتربية. 7- صلاح الأمة بصلاح إعلامها. 8- ضوابط الصراع الفكري. 9- حقيقة حبّ وطن الإسلام. 10- الموقف الشرعي من أموات المسلمين.
الخطبة الأولى
أمّا بعد: فيا أيّها الناس، اتَّقوا الله تعالى حقَّ التّقوى.

عبادَ الله، بَعَث الله نبيَّه ورسولَه محمّدًا بالهدَى ودِينِ الحقِّ، بَعثَه على حِينِ فترةٍ منَ الرّسل واندِراسٍ من العلمِ والهدَى، وقد طَبقَ الأرضَ جهلٌ عظيم وضَلال مبين، واندَرست المِلّة الحنيفيّة، فأصبحَتِ الخليقةُ في فوضى في كلِّ أحوالها عَقيدةً وسُلوكًا ومنهَجًا وعلاقاتٍ فرديّة واجتماعيّة، فبعث الله محمّدًا رحمةً للعالمين، وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [الأنبياء:107]. أجَل، إنّه رحمة للعالمين كلِّهم، ورسالتُه رسالةٌ عالميّة، تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا [الفرقان:1]. رحِم الله بِه الخلقَ كلَّهم مؤمنَهم وكافرَهم، مَن آمن به واتَّبعه عاشَ في خيرٍ في دنياه وآخرته، ومَن لم يؤمِن به عاش تحتَ ظِلّ عدالةِ الإسلام آمِنًا مطمئنًّا. لقد كان الصِّراع بين الملَل قبل الإسلام عظيمًا، كلُّ ملّة تقهَر أختَها دومًا ويُدالُ عليها يومًا آخر، فجاء الإسلامُ فرحِم الله به أهلَ الأرض وبسَط عدالتَه على الناس كلِّهم، فعاشوا في ظلِّ عدالة هذا الدين القويم.

أيّها المسلم، بعَث الله محمّدًا بالهدَى ودين الحقِّ ليظهرَه على الدّين كلّه. دعَا إلى الله بمكّة واهتمّ بالعقيدة وتثبيتِها في النفوس واستئصالِ داءِ الشرك من القلوب، وهاجر إلى المدينةِ ففُرضت الفرائضُ وحُدَّت الحدود وشرِعت الأحكام، فما توفيَّ إلاَّ وقد أكملَ الله به الدينَ وأتمَّ به النعمةَ وتركنا على المحجَّة البيضاء ليلُها كنهارِها لا يزيغ عنها بعدَه إلاَّ هالك.

أخي المسلم، إنَّ الله ذكَّرنا هذه النعمةَ فقال لنا في كتابِهِ العزيزِ: وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا [الأعراف:56].

قِف معي ـ يا أخي المؤمن ـ قليلاً لنتدبّر هذه الآية: وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا. حقًَا إنّ الله أصلَح بمحمّد البلادَ، وأصلح به العبادَ، أصلَح بهِ الأرضَ وساكنيها، وقطع دابِرَ الفسادِ فسادِ الأرض وفسادِ ساكنيها بما جاءَ به من الخيرِ والنور والهدَى، فصلوات الله وسلامُه عليه أبدًا دائمًا إلى يومِ الدين، يقول لنا : ((ما بَعَث الله من نبيّ إلاَّ كان حقًّا عليه أن يدلَّ أمّتَه على خيرِ ما يعلمه لهم، وينهاهُم عن شرِّ ما يعلمه لهم))[1]، وإنّه ـ بأبي [هو] وأمّي ـ قد دلّنا على كلّ خيرٍ ينفعنا في دينِنا ودنيانا، فقد حذَّرنا من كلّ بلاءٍ يضرّنا في ديننا ودنيانا، فصلّى الله وملائكتُه والصالحون من عِباده على هذا النبيّ الكريم كما دعَا إلى الله وعرَّف بالله وهدانا إلى كلِّ خير ونعمة، والحمد لله رب العالمين.

أخي المسلم، الصلاح والفسادُ أمران متناقِضان، أحدُهما مضادّ للآخر، وإذا وجِد أحدهما حقًّا انتفى الآخر أو ضعُف. إذًا فلعلّ سؤالاً يرِد: ما معنى صلاحِ الأرض؟ وكيف تصلُح الأرض؟ وكيف تفسُد؟ وكيف صلاح ساكنِيها وفسادُهم؟

نعم أيّها المسلم، إنَّ صَلاحَ البلاد والعباد هو بشرع الله القويم، وإنّ الفسادَ في الأرض وفسادَ العباد عندما تتخلّى الخليقة عن شرعِ الله، فشرعُ الله هو المصلِح للأرضِ معنويًّا وحسِّيًّا وتركُ الدين هو المفسِد للأرض حسًّا ومعنًى.

أخي المسلم، فما هي أسبابُ الصلاحِ إذًا؟ نعم أخِي، إنَّ صلاحَ البلاد والعباد عندما يتأمَّل المسلم شرعَ الله حقَّ التأمُّل يجد أمورًا:

فأوّل ذلك: تحكيمُ شرعِ الله كتابِ الله وسنّة رسوله ، فهما من أعظمِ وسائل الإصلاحِ إذِ الكتاب والسنة أحكامُهما هي الأحكامُ العادلة على الإطلاقِ، لماذا؟ لأنها أحكامٌ صادِرة من ربِّنا جل وعلا، أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الملك:14]، وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ [النساء:58]، فأحكامُ شرعِ الله هي الأحكامُ العادِلة، وسواها أحكامٌ ظالمة جائِرة، مهما أراد أربابُ القوانين الوضعيّة ومهما بذَلوا قصارَى جهدِهم أن يوجِدوا للخليقةِ أحكامًا تعدِل بينهم فلن يستطِيعوا لذلك سبيلاً، أحكامٌ متناقِضة، ونظُم متبايِنة، وليسَ أعدَلَ من حكمِ الله الذي أنزله على عبده ورسوله محمّد.

إنَّ الله أنزل كتابَه العزيز ليكونَ نِبراسًا للأمة ودستورًا ترجِع إليه ومنهجَ حياةٍ تستقي منه نظُمها ومنهجَها لتكونَ على طريقةٍ مستقيمة، ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنْ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنكَ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ [الجاثية:18، 19]. فأحكامُ الله أحكامٌ عادِلة، كما صلَح بها الرعيل الأوّل يصلُح بها الخلقُ إلى يوم القيامة، وصدق إمامُ دار الهجرة مالكُ بن أنس رحمه الله حيث يقول: "لن يُصلِح آخرَ هذه الأمّة إلاَّ ما صلُح به أوّلها"[2]. نعم إنّه حقٌّ، فلن تصلُح آخرُ هذه الأمّة إلاَّ بما أصلَح الله به أوّلَها.

ثانيًا: الأمرُ بالمعروف والنهيُ عن المنكر مِن أعظمِ وسائلِ إصلاحِ الأرضِ والبِلاد، إذِ الأمر بالمعروفِ والنّهي عنِ المنكر خلُق هذه الأمة، كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ [آل عمران:110]، وهو صمامُ أمانٍ لهم، بِهِ تحقَن الدّماء وتُصان الأعراض وتحفَظ الأموال وتثبَّت دعائِم الأمن ويعيشُ الناس في خيرٍ. وبالأمرِ بالمعروفِ والنّهي عن المنكر يحصُل التّمكينُ في الأرض ويستمرّ العطاء وتمتدُّ قوّة الأمّة وصِلَتها بربها جلّ وعلا، وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ [الحج:40، 41]. وبالأمرِ بالمعروفِ والنّهي عن المنكَر تجتمِع القلوب وتتآلَف النّفوس، وبتركِهِ فُرقةُ الأمّةِ وضعفُها، وفي الحديث: ((لتأمُرنّ بالمعروفِ ولتنهوُنَّ عن المنكر ولتأخُذُنَّ على يدِ السفيهِ ولتأطرنّه على الحقِّ أطرًا، أو ليوشِكَنّ الله أن يضربَ قلوبَ بعضكم ببعض، ثم يلعنكم كما لعَنَهم))[3].

حُدود الله وتنفيذُها من أعظمِ وسائل إصلاحِ البلاد والعباد، فهي الحدود الشرعية التي جعلَها الله حاجزًا بين المجرِمِين وإجرامِهم، كلّما تذكَّر المجرِم ذلك الحدَّ ردَعه عن إقدامه وحالَ بينه وبين فسادِه لأنّه يعلَم المَصير المحتومَ، وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ [البقرة:179]، إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ [المائدة:33]، وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [المائدة:38]، الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ [النور:2]، وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ [الحجرات:9]، في الحديث: ((لحَدٌّ يُقام في الأرضِ خيرٌ مِن أن تمطَروا أربعينَ خريفًا))[4]. نعم حدٌّ يُقام يصلِح البلادَ والعباد خير من مَطرٍ أربعينَ عامًا؛ لأنّ المطرَ منفعتُه محدودة وحدودُ الشّرع مصلحةٌ عامّة للفرد والمجتمع في الحاضِرِ والمستقبل.

أخي المسلم، إنّ من أسبابِ صَلاح الأمة واستقامةِ حالها العنايةَ كلَّ العنايةِ بالتعليم والتربيةِ على الوجهِ الشرعيّ، فأمّة الإسلام بأمسِّ حاجةٍ إلى مناهجَ مؤصّلةٍ تأصيلاً صحيحًا مبنيّة على قواعدِ الشرع حتى تكونَ مناهج نافعَةً ومناهجَ مثمِرَة ومناهجَ مؤثِّرة تقضي على أسبابِ الفرقةِ والاختِلاف، وتبعِد التطرّفَ بكلّ نوعَيه مِن [غلوّ] وجَفاء. مناهج تربط حاضرَنا بماضِينا، وتصِل حاضرَنا بماضينا، وتعلِم حاضرَنا بسيرةِ ماضينا وسلفِنا الماضي وأمجادِه الماضية. مناهج يعلَم بها كلُّ متعلِّم حالَ الماضين وسيرتهم الفاضلة وأعمالَهم الجليلة، يعرِف بها الرعيلَ الأوّل من هذه الأمّة؛ بأيّ شيء سادوا، وبأيّ أسلوبٍ سادوا وقادوا، وما أسبابُ بروزِهم ونفوذِهم وسيطَرَتهم على أرجاءِ المعمورة وإزالتهم الظلمَ عن العباد، رعاء الشاء والبعير بأيّ قوّة سيطَروا وبأيّ قوّة تمكّنوا؟ إنها العقيدة السليمة والتربية الصالحة والمنهج القويم والسلوك الحسن والإخلاص لله في القول والعمل والتفاني في أداء الواجب، حتى رفعوا أعلام الإسلام على أرجاء المعمورة، وتردّدت "لا إلهَ إلا الله" في أرجاء المعمورة، وعلا صوتُ الحقّ: "حيّ على الصّلاة، حيّ على الفلاح".

إنّ الأمة بحاجةٍ إلى مناهجَ أصيلةٍ تؤصِّل العقيدةَ في النفوس، ثم تمتدّ لتربِّيَ الأجيالَ المستقبلة على كلّ خُلُق عظيمٍ، وتربِط حضارتها ورُقِيَّها برِباط الشّرع، فدين الإسلام ليس عَقَبةً أمام أيِّ تقدم للأمة ورقِيٍّ لها، وليس حاجزًا أمامَ الأمّة أن تبلغَ الشأوَ البعيد صِناعيًّا وماديًّا، لكنّه يربِط كلَّ ذلك بالمنهجِ الإسلاميّ الصحيح لتنطلقَ الأمّة في كلّ تصرّفاتها من منهَج إسلامِها العظيم الذي يهيِّئها لكلّ خير ويأمرُها بالأخذِ بالأسباب والارتقاءِ بالأمّة وقوّة العلم والمعرفة واتِّساع الآفاق والمدارك في كلّ علومِ الحياة، لكن شريطةَ أن تكونَ العقيدة مسيطِرةً على الجميع لتكونَ أعمالنا منطلِقة من عقيدتِنا الخالصة الصّافية.

أمّةَ الإسلام، مِن أسبابِ صلاحِ الأمّة أن يكونَ الإعلام الإسلاميّ إعلامًا واقعيًّا وإعلامًا متجرِّدًا وإعلامًا يحمِل على عاتقه همومَ الأمّة ومشاكلَها؛ ليعالج قضاياها ويعالجَ مشاكلَها ويخاطبَ فتياتِها وشبابها بخطابٍ يمكِن من خلاله تأصيلُ القِيَم والفضائل ومكافحةُ الشرور ومحاربة الدِّعايات المضلِّلة والقنوات الخليعة والقنواتِ المنحرفة عن الهدَى. إنَّ إعلامَ الأمة متى قوِيَ بثُّه وقويَت برامِجُه وأخَذ على عاتِقه همومَ الأمة يعالج مشاكلَها ويدافِع عن قضاياها ويزيلُ عنها كلَّ غشاوة وشبهاتٍ ضالة تعلَّق بها المنحرفون فذاك هو واجبُها ليكونَ إعلامًا نافعًا ومِنبرَ توجيهٍ وإصلاح.

أخي المسلم، عندما تحمِل القلمَ لتخُطَّ به كلماتٍ تنشرُها فقِف مع نفسك هنَيهَة؛ هذه الكلمات التي تريد أن تكتبَها هل هي تخدِم هذا الدين؟ هل هي تخدِم قضايا الأمّة؟ هل هي تزيد الأمّةَ قوّةً وثباتًا، أم هي تفتَح ثغرةً على الأمّة ونزاعًا واختلافًا؟

إنّ الصراعَ الفكريَّ يجب أن يقفَ عند حدِّه، ولا يجاوز حدّه. إنّ لنا ثوابتَ ومسلَّماتٍ يجب أن تكونَ بعيدةً عن نقاشٍ صحفيّ أو إعلامي، يجب أن تكونَ النقاشاتُ الإعلاميّة في قضايا الأمّة وفي طرح أيِّ مصلحة للأمّة تخدم دينَها وأخلاقها، أمّا الثوابت والمسلَّماتُ للأمة فيجِب أن تكون بعيدةً عن أيِّ نقاش.

إنَّ الأمَّة اليومَ بحاجةٍ إلى وحدة الصفّ، وبحاجةٍ إلى الالتحام في هذا الزمنِ الذي تضاعفَت فيه التّكتُّلات السياسيّة والاقتصاديّة، وأُريدَ بالأمة ما أريدَ بها، ولكن يأبى الله ذلك، وله الفضل والمنّة، يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [الصف:8].

إنَّ مسلَّمات الأمّةِ وثوابتَها يجب أن تبقَى بعيدةً عن كلّ نِقاش. النّقاشُ والاختلاف يجِب أن تكونَ الأطروحات في سبيل كلِّ خيرٍ تصِل الأمّة إليه، ويراد بِهِ الصّعودُ بها إلى الكمال.

إنَّ البلادَ الإسلاميّةَ إذا أرادت لنفسِها القوّةَ والثباتَ فلا بدَّ أن تعودَ إلى شرعِ الله لتجدَ فيه الأمنَ والاستقرارَ والطُّمأنينة.

أخي المسلم، حبُّ المسلم لوطَنِ الإسلام أمرٌ مطلوب، لكن كيفَ يكون المسلم محِبًّا لوطنه؟ وكيف يكون مدافِعًا عن وطنه؟ وكيف يكون مصلِحًا لوطنه؟

إنَّ حبَّ الوطنِ حقًّا يتمثَّل في حبّ الخير للأمة والسعيِ فيما يصلِحها وإبعادِ شَبَح أيِّ خلافٍ ونزاع يُرَاد بهِ تفريقُ كلمتِها. إنّ الأمّةَ بأمسِّ حاجةٍ إلى التحامٍ واجتماع وتآلفٍ وقوّة وانتظامٍ حتى لا يجدَ العدوُّ ثَغرًا يلِج من خلالِه. إنّ الصِّراعَ الفكريَّ يجب أن يكونَ له حدٌّ، وأن لا يمتدَّ إلى ما لا خيرَ فيه.

إنَّ كثيرًا ممن يقول أو يكتب قد يكتُب ما لا يدرِي عن أبعادِ ما يكتب، ولا عن نتائجِ ما يكتب، فليتَّق المسلمون ربَّهم في أمورهم كلِّها، وليكونوا يدًا واحدة على الخير والتقوى. إنَّ الجهود يجب أن تتضَافر من كُتّابِنا من خطبائنا مِن أئمّة مساجدنا من كلّ فردٍ في هذه الأمّة فيما يصلِح الأمة ويثبِّت دعائمَ أمنها ويخلِّصها من كلّ الأفكار الدّخيلة عليها، ومن كلّ الآراء الشاطّة التي لا تخدِم هدفًا ولا تحقِّق غرضًا، وإنما يجب علينا أن تكونَ أطروحاتُنا في سبيل ما نمدُّ به هذه الأمة في قوّةٍ وثباتٍ واستقامة.

أسأل الله للجميع التوفيق لما يحبه ويرضاه، إنّه على كل شيء قدير.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [الأنعام:153].

بارك الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفعني وإيّاكم بما فيه منَ الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولَكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.





--------------------------------------------------------------------------------

[1] أخرجه مسلم في الإمارة (1844) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما في حديث طويل بنحوه.

[2] أخذ مالك رحمه الله هذه الكلمة عن شيخه وهب بن كيسان كما روى ذلك ابن عبد البر في التمهيد (23/10)، ثم اشتهرت عن مالك لشهرته وإمامته.

[3] أخرجه أحمد (1/391)، وأبو داود في الملاحم (4336)، والترمذي في التفسير (3047)، وابن ماجه في الفتن (4006) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه نحوه، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب"، وقد اختلف في إرساله ووصله، وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (1105).

[4] أخرجه أحمد (2/362، 402)، والنسائي في قطع السارق (4904)، وابن ماجه في الحدود (2538) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بنحوه، وصححه ابن الجارود (801)، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (231).




الخطبة الثانية: الحمد لله حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه كما يحبّ ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

أمّا بعد: فيا أيّها الناس، اتَّقوا الله تعالى حقَّ التّقوى.

عبادَ الله، وصف الله عباده المؤمنين ومدحهم فذكَر من خِصالهم الحميدَة قوله: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [الحشر:10].

هكذا حالُ المسلِم، يترحَّم على من مضَى منَ المؤمنين، ويستغفِر لهم، ويَكفّ عن مساوئهم، ويبعُد عن البحثِ عن عيوبهم، فقد مضى الأموات بما مَضَوا عليه، فيسأل الله لهم الرحمة والمغفرة. وهو في نفسِ الوقت ليس في قلبِه غلٌّ على أهل الإيمان، ولا حِقد على أهل الإيمان، لماذا؟ هوَ مؤمنٌ يحِبّ الخيرَ لهم كما يحبّ لنفسه، هو مؤمن يكرَه الشرَّ لهم كما يكرَه لنفسه، هو مؤمن يسعَى في إيصال الخير لهم كما يسعَى في إيصال الخير لنفسه، هو مؤمِن يكتب بقلمِه خيرًا ويخطب بخير ويقول خيرًا ويوصي بخير، هو مؤمِن يهمّه أمرُ أمّته قبلَ كلّ شيء، هو مؤمن يأمَنه الناس على دمائهم وأموالهم، يأمنونَه على أعراضهم، يأمنونه فلا يقول شرًّا ولا يحدِث شرًّا ولا يبرِم شرًّا، ولكنّه المؤمن الصادِق الذي تراه في كلّ ميدان من ميادينِ الأمّة، يسعى جهدَه في الخير، وليحقّق قول الله: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [التوبة:71].

فاحذَر ـ أخي المسلم ـ من أن تكونَ عدوًّا لدينك أو عدوًا لأمّتِك، احذَر أن تكونَ عدوًّا لهم من حيث لا تشعر، كن محِبًّا للخير ساعيًا فيه داعيًا إليه مؤلِفًّا للقلوب جامِعًا للكلمة ساعيًا بما يصلِح الأمةَ في الحاضر والمستقبل بنيّةٍ صادقة ونفسٍ طيّبة.

أسأل الله أن يحفظ الجميع بحفظه، وأن يعيذَنا وإيّاكم من نزغاتِ الشيطان.

اعلَموا ـ رحمكم الله ـ أنّ أحسنَ الحديثِ كتاب الله، وخيرَ الهديِ هدي محمّدٍ ، وشرّ الأمورِ محدثاتها، وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وعَلَيكم بجماعةِ المسلمين، فإنّ يدَ الله على الجَمَاعة، ومن شذّ شذّ في النار.

وَصَلّوا ـ رحمكم الله ـ عَلَى عبد الله ورسولِهِ محمّد كما أمركم بذلِكَ ربّكم، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].

اللهمَّ صَلِّ وسَلِّم وَبَارك عَلَى عبدِك ورسولِكَ محمّد، وارضَ اللهمّ عن خلفائه الراشدين...

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية سعاد.س
سعاد.س
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 06-01-2007
  • الدولة : فيينا/ النمسا
  • المشاركات : 6,483
  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • سعاد.س is on a distinguished road
الصورة الرمزية سعاد.س
سعاد.س
شروقي
رد: كذب الكذبة وصدقها..الشعب الجزائري ووهم الرجولة
18-04-2008, 08:36 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسد السنة مشاهدة المشاركة
و هذه خطبة مفيدة لاصلاح الامة
أسباب صلاح الأمة عبد العزيز آل الشيخ
ملخص الخطبة: 1- صلاح الأمة ببعثة النبي . 2- النهي عن الإفساد بعد الإصلاح. 3- صلاح الأمة بتحكيم شرع الله تعالى. 4- صلاح الأمة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 5- صلاح الأمة بإقامة الحدود الشرعية. 6- صلاح الأمة بالعناية بالتعليم والتربية. 7- صلاح الأمة بصلاح إعلامها. 8- ضوابط الصراع الفكري. 9- حقيقة حبّ وطن الإسلام. 10- الموقف الشرعي من أموات المسلمين.
الخطبة الأولى
أمّا بعد: فيا أيّها الناس، اتَّقوا الله تعالى حقَّ التّقوى.

عبادَ الله، بَعَث الله نبيَّه ورسولَه محمّدًا بالهدَى ودِينِ الحقِّ، بَعثَه على حِينِ فترةٍ منَ الرّسل واندِراسٍ من العلمِ والهدَى، وقد طَبقَ الأرضَ جهلٌ عظيم وضَلال مبين، واندَرست المِلّة الحنيفيّة، فأصبحَتِ الخليقةُ في فوضى في كلِّ أحوالها عَقيدةً وسُلوكًا ومنهَجًا وعلاقاتٍ فرديّة واجتماعيّة، فبعث الله محمّدًا رحمةً للعالمين، وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [الأنبياء:107]. أجَل، إنّه رحمة للعالمين كلِّهم، ورسالتُه رسالةٌ عالميّة، تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا [الفرقان:1]. رحِم الله بِه الخلقَ كلَّهم مؤمنَهم وكافرَهم، مَن آمن به واتَّبعه عاشَ في خيرٍ في دنياه وآخرته، ومَن لم يؤمِن به عاش تحتَ ظِلّ عدالةِ الإسلام آمِنًا مطمئنًّا. لقد كان الصِّراع بين الملَل قبل الإسلام عظيمًا، كلُّ ملّة تقهَر أختَها دومًا ويُدالُ عليها يومًا آخر، فجاء الإسلامُ فرحِم الله به أهلَ الأرض وبسَط عدالتَه على الناس كلِّهم، فعاشوا في ظلِّ عدالة هذا الدين القويم.

أيّها المسلم، بعَث الله محمّدًا بالهدَى ودين الحقِّ ليظهرَه على الدّين كلّه. دعَا إلى الله بمكّة واهتمّ بالعقيدة وتثبيتِها في النفوس واستئصالِ داءِ الشرك من القلوب، وهاجر إلى المدينةِ ففُرضت الفرائضُ وحُدَّت الحدود وشرِعت الأحكام، فما توفيَّ إلاَّ وقد أكملَ الله به الدينَ وأتمَّ به النعمةَ وتركنا على المحجَّة البيضاء ليلُها كنهارِها لا يزيغ عنها بعدَه إلاَّ هالك.

أخي المسلم، إنَّ الله ذكَّرنا هذه النعمةَ فقال لنا في كتابِهِ العزيزِ: وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا [الأعراف:56].

قِف معي ـ يا أخي المؤمن ـ قليلاً لنتدبّر هذه الآية: وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا. حقًَا إنّ الله أصلَح بمحمّد البلادَ، وأصلح به العبادَ، أصلَح بهِ الأرضَ وساكنيها، وقطع دابِرَ الفسادِ فسادِ الأرض وفسادِ ساكنيها بما جاءَ به من الخيرِ والنور والهدَى، فصلوات الله وسلامُه عليه أبدًا دائمًا إلى يومِ الدين، يقول لنا : ((ما بَعَث الله من نبيّ إلاَّ كان حقًّا عليه أن يدلَّ أمّتَه على خيرِ ما يعلمه لهم، وينهاهُم عن شرِّ ما يعلمه لهم))[1]، وإنّه ـ بأبي [هو] وأمّي ـ قد دلّنا على كلّ خيرٍ ينفعنا في دينِنا ودنيانا، فقد حذَّرنا من كلّ بلاءٍ يضرّنا في ديننا ودنيانا، فصلّى الله وملائكتُه والصالحون من عِباده على هذا النبيّ الكريم كما دعَا إلى الله وعرَّف بالله وهدانا إلى كلِّ خير ونعمة، والحمد لله رب العالمين.

أخي المسلم، الصلاح والفسادُ أمران متناقِضان، أحدُهما مضادّ للآخر، وإذا وجِد أحدهما حقًّا انتفى الآخر أو ضعُف. إذًا فلعلّ سؤالاً يرِد: ما معنى صلاحِ الأرض؟ وكيف تصلُح الأرض؟ وكيف تفسُد؟ وكيف صلاح ساكنِيها وفسادُهم؟

نعم أيّها المسلم، إنَّ صَلاحَ البلاد والعباد هو بشرع الله القويم، وإنّ الفسادَ في الأرض وفسادَ العباد عندما تتخلّى الخليقة عن شرعِ الله، فشرعُ الله هو المصلِح للأرضِ معنويًّا وحسِّيًّا وتركُ الدين هو المفسِد للأرض حسًّا ومعنًى.

أخي المسلم، فما هي أسبابُ الصلاحِ إذًا؟ نعم أخِي، إنَّ صلاحَ البلاد والعباد عندما يتأمَّل المسلم شرعَ الله حقَّ التأمُّل يجد أمورًا:

فأوّل ذلك: تحكيمُ شرعِ الله كتابِ الله وسنّة رسوله ، فهما من أعظمِ وسائل الإصلاحِ إذِ الكتاب والسنة أحكامُهما هي الأحكامُ العادلة على الإطلاقِ، لماذا؟ لأنها أحكامٌ صادِرة من ربِّنا جل وعلا، أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الملك:14]، وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ [النساء:58]، فأحكامُ شرعِ الله هي الأحكامُ العادِلة، وسواها أحكامٌ ظالمة جائِرة، مهما أراد أربابُ القوانين الوضعيّة ومهما بذَلوا قصارَى جهدِهم أن يوجِدوا للخليقةِ أحكامًا تعدِل بينهم فلن يستطِيعوا لذلك سبيلاً، أحكامٌ متناقِضة، ونظُم متبايِنة، وليسَ أعدَلَ من حكمِ الله الذي أنزله على عبده ورسوله محمّد.

إنَّ الله أنزل كتابَه العزيز ليكونَ نِبراسًا للأمة ودستورًا ترجِع إليه ومنهجَ حياةٍ تستقي منه نظُمها ومنهجَها لتكونَ على طريقةٍ مستقيمة، ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنْ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنكَ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ [الجاثية:18، 19]. فأحكامُ الله أحكامٌ عادِلة، كما صلَح بها الرعيل الأوّل يصلُح بها الخلقُ إلى يوم القيامة، وصدق إمامُ دار الهجرة مالكُ بن أنس رحمه الله حيث يقول: "لن يُصلِح آخرَ هذه الأمّة إلاَّ ما صلُح به أوّلها"[2]. نعم إنّه حقٌّ، فلن تصلُح آخرُ هذه الأمّة إلاَّ بما أصلَح الله به أوّلَها.

ثانيًا: الأمرُ بالمعروف والنهيُ عن المنكر مِن أعظمِ وسائلِ إصلاحِ الأرضِ والبِلاد، إذِ الأمر بالمعروفِ والنّهي عنِ المنكر خلُق هذه الأمة، كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ [آل عمران:110]، وهو صمامُ أمانٍ لهم، بِهِ تحقَن الدّماء وتُصان الأعراض وتحفَظ الأموال وتثبَّت دعائِم الأمن ويعيشُ الناس في خيرٍ. وبالأمرِ بالمعروفِ والنّهي عن المنكر يحصُل التّمكينُ في الأرض ويستمرّ العطاء وتمتدُّ قوّة الأمّة وصِلَتها بربها جلّ وعلا، وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ [الحج:40، 41]. وبالأمرِ بالمعروفِ والنّهي عن المنكَر تجتمِع القلوب وتتآلَف النّفوس، وبتركِهِ فُرقةُ الأمّةِ وضعفُها، وفي الحديث: ((لتأمُرنّ بالمعروفِ ولتنهوُنَّ عن المنكر ولتأخُذُنَّ على يدِ السفيهِ ولتأطرنّه على الحقِّ أطرًا، أو ليوشِكَنّ الله أن يضربَ قلوبَ بعضكم ببعض، ثم يلعنكم كما لعَنَهم))[3].

حُدود الله وتنفيذُها من أعظمِ وسائل إصلاحِ البلاد والعباد، فهي الحدود الشرعية التي جعلَها الله حاجزًا بين المجرِمِين وإجرامِهم، كلّما تذكَّر المجرِم ذلك الحدَّ ردَعه عن إقدامه وحالَ بينه وبين فسادِه لأنّه يعلَم المَصير المحتومَ، وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ [البقرة:179]، إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ [المائدة:33]، وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [المائدة:38]، الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ [النور:2]، وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ [الحجرات:9]، في الحديث: ((لحَدٌّ يُقام في الأرضِ خيرٌ مِن أن تمطَروا أربعينَ خريفًا))[4]. نعم حدٌّ يُقام يصلِح البلادَ والعباد خير من مَطرٍ أربعينَ عامًا؛ لأنّ المطرَ منفعتُه محدودة وحدودُ الشّرع مصلحةٌ عامّة للفرد والمجتمع في الحاضِرِ والمستقبل.

أخي المسلم، إنّ من أسبابِ صَلاح الأمة واستقامةِ حالها العنايةَ كلَّ العنايةِ بالتعليم والتربيةِ على الوجهِ الشرعيّ، فأمّة الإسلام بأمسِّ حاجةٍ إلى مناهجَ مؤصّلةٍ تأصيلاً صحيحًا مبنيّة على قواعدِ الشرع حتى تكونَ مناهج نافعَةً ومناهجَ مثمِرَة ومناهجَ مؤثِّرة تقضي على أسبابِ الفرقةِ والاختِلاف، وتبعِد التطرّفَ بكلّ نوعَيه مِن [غلوّ] وجَفاء. مناهج تربط حاضرَنا بماضِينا، وتصِل حاضرَنا بماضينا، وتعلِم حاضرَنا بسيرةِ ماضينا وسلفِنا الماضي وأمجادِه الماضية. مناهج يعلَم بها كلُّ متعلِّم حالَ الماضين وسيرتهم الفاضلة وأعمالَهم الجليلة، يعرِف بها الرعيلَ الأوّل من هذه الأمّة؛ بأيّ شيء سادوا، وبأيّ أسلوبٍ سادوا وقادوا، وما أسبابُ بروزِهم ونفوذِهم وسيطَرَتهم على أرجاءِ المعمورة وإزالتهم الظلمَ عن العباد، رعاء الشاء والبعير بأيّ قوّة سيطَروا وبأيّ قوّة تمكّنوا؟ إنها العقيدة السليمة والتربية الصالحة والمنهج القويم والسلوك الحسن والإخلاص لله في القول والعمل والتفاني في أداء الواجب، حتى رفعوا أعلام الإسلام على أرجاء المعمورة، وتردّدت "لا إلهَ إلا الله" في أرجاء المعمورة، وعلا صوتُ الحقّ: "حيّ على الصّلاة، حيّ على الفلاح".

إنّ الأمة بحاجةٍ إلى مناهجَ أصيلةٍ تؤصِّل العقيدةَ في النفوس، ثم تمتدّ لتربِّيَ الأجيالَ المستقبلة على كلّ خُلُق عظيمٍ، وتربِط حضارتها ورُقِيَّها برِباط الشّرع، فدين الإسلام ليس عَقَبةً أمام أيِّ تقدم للأمة ورقِيٍّ لها، وليس حاجزًا أمامَ الأمّة أن تبلغَ الشأوَ البعيد صِناعيًّا وماديًّا، لكنّه يربِط كلَّ ذلك بالمنهجِ الإسلاميّ الصحيح لتنطلقَ الأمّة في كلّ تصرّفاتها من منهَج إسلامِها العظيم الذي يهيِّئها لكلّ خير ويأمرُها بالأخذِ بالأسباب والارتقاءِ بالأمّة وقوّة العلم والمعرفة واتِّساع الآفاق والمدارك في كلّ علومِ الحياة، لكن شريطةَ أن تكونَ العقيدة مسيطِرةً على الجميع لتكونَ أعمالنا منطلِقة من عقيدتِنا الخالصة الصّافية.

أمّةَ الإسلام، مِن أسبابِ صلاحِ الأمّة أن يكونَ الإعلام الإسلاميّ إعلامًا واقعيًّا وإعلامًا متجرِّدًا وإعلامًا يحمِل على عاتقه همومَ الأمّة ومشاكلَها؛ ليعالج قضاياها ويعالجَ مشاكلَها ويخاطبَ فتياتِها وشبابها بخطابٍ يمكِن من خلاله تأصيلُ القِيَم والفضائل ومكافحةُ الشرور ومحاربة الدِّعايات المضلِّلة والقنوات الخليعة والقنواتِ المنحرفة عن الهدَى. إنَّ إعلامَ الأمة متى قوِيَ بثُّه وقويَت برامِجُه وأخَذ على عاتِقه همومَ الأمة يعالج مشاكلَها ويدافِع عن قضاياها ويزيلُ عنها كلَّ غشاوة وشبهاتٍ ضالة تعلَّق بها المنحرفون فذاك هو واجبُها ليكونَ إعلامًا نافعًا ومِنبرَ توجيهٍ وإصلاح.

أخي المسلم، عندما تحمِل القلمَ لتخُطَّ به كلماتٍ تنشرُها فقِف مع نفسك هنَيهَة؛ هذه الكلمات التي تريد أن تكتبَها هل هي تخدِم هذا الدين؟ هل هي تخدِم قضايا الأمّة؟ هل هي تزيد الأمّةَ قوّةً وثباتًا، أم هي تفتَح ثغرةً على الأمّة ونزاعًا واختلافًا؟

إنّ الصراعَ الفكريَّ يجب أن يقفَ عند حدِّه، ولا يجاوز حدّه. إنّ لنا ثوابتَ ومسلَّماتٍ يجب أن تكونَ بعيدةً عن نقاشٍ صحفيّ أو إعلامي، يجب أن تكونَ النقاشاتُ الإعلاميّة في قضايا الأمّة وفي طرح أيِّ مصلحة للأمّة تخدم دينَها وأخلاقها، أمّا الثوابت والمسلَّماتُ للأمة فيجِب أن تكون بعيدةً عن أيِّ نقاش.

إنَّ الأمَّة اليومَ بحاجةٍ إلى وحدة الصفّ، وبحاجةٍ إلى الالتحام في هذا الزمنِ الذي تضاعفَت فيه التّكتُّلات السياسيّة والاقتصاديّة، وأُريدَ بالأمة ما أريدَ بها، ولكن يأبى الله ذلك، وله الفضل والمنّة، يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [الصف:8].

إنَّ مسلَّمات الأمّةِ وثوابتَها يجب أن تبقَى بعيدةً عن كلّ نِقاش. النّقاشُ والاختلاف يجِب أن تكونَ الأطروحات في سبيل كلِّ خيرٍ تصِل الأمّة إليه، ويراد بِهِ الصّعودُ بها إلى الكمال.

إنَّ البلادَ الإسلاميّةَ إذا أرادت لنفسِها القوّةَ والثباتَ فلا بدَّ أن تعودَ إلى شرعِ الله لتجدَ فيه الأمنَ والاستقرارَ والطُّمأنينة.

أخي المسلم، حبُّ المسلم لوطَنِ الإسلام أمرٌ مطلوب، لكن كيفَ يكون المسلم محِبًّا لوطنه؟ وكيف يكون مدافِعًا عن وطنه؟ وكيف يكون مصلِحًا لوطنه؟

إنَّ حبَّ الوطنِ حقًّا يتمثَّل في حبّ الخير للأمة والسعيِ فيما يصلِحها وإبعادِ شَبَح أيِّ خلافٍ ونزاع يُرَاد بهِ تفريقُ كلمتِها. إنّ الأمّةَ بأمسِّ حاجةٍ إلى التحامٍ واجتماع وتآلفٍ وقوّة وانتظامٍ حتى لا يجدَ العدوُّ ثَغرًا يلِج من خلالِه. إنّ الصِّراعَ الفكريَّ يجب أن يكونَ له حدٌّ، وأن لا يمتدَّ إلى ما لا خيرَ فيه.

إنَّ كثيرًا ممن يقول أو يكتب قد يكتُب ما لا يدرِي عن أبعادِ ما يكتب، ولا عن نتائجِ ما يكتب، فليتَّق المسلمون ربَّهم في أمورهم كلِّها، وليكونوا يدًا واحدة على الخير والتقوى. إنَّ الجهود يجب أن تتضَافر من كُتّابِنا من خطبائنا مِن أئمّة مساجدنا من كلّ فردٍ في هذه الأمّة فيما يصلِح الأمة ويثبِّت دعائمَ أمنها ويخلِّصها من كلّ الأفكار الدّخيلة عليها، ومن كلّ الآراء الشاطّة التي لا تخدِم هدفًا ولا تحقِّق غرضًا، وإنما يجب علينا أن تكونَ أطروحاتُنا في سبيل ما نمدُّ به هذه الأمة في قوّةٍ وثباتٍ واستقامة.

أسأل الله للجميع التوفيق لما يحبه ويرضاه، إنّه على كل شيء قدير.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [الأنعام:153].

بارك الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفعني وإيّاكم بما فيه منَ الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولَكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.





--------------------------------------------------------------------------------

[1] أخرجه مسلم في الإمارة (1844) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما في حديث طويل بنحوه.

[2] أخذ مالك رحمه الله هذه الكلمة عن شيخه وهب بن كيسان كما روى ذلك ابن عبد البر في التمهيد (23/10)، ثم اشتهرت عن مالك لشهرته وإمامته.

[3] أخرجه أحمد (1/391)، وأبو داود في الملاحم (4336)، والترمذي في التفسير (3047)، وابن ماجه في الفتن (4006) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه نحوه، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب"، وقد اختلف في إرساله ووصله، وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (1105).

[4] أخرجه أحمد (2/362، 402)، والنسائي في قطع السارق (4904)، وابن ماجه في الحدود (2538) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بنحوه، وصححه ابن الجارود (801)، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (231).




الخطبة الثانية: الحمد لله حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه كما يحبّ ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

أمّا بعد: فيا أيّها الناس، اتَّقوا الله تعالى حقَّ التّقوى.

عبادَ الله، وصف الله عباده المؤمنين ومدحهم فذكَر من خِصالهم الحميدَة قوله: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [الحشر:10].

هكذا حالُ المسلِم، يترحَّم على من مضَى منَ المؤمنين، ويستغفِر لهم، ويَكفّ عن مساوئهم، ويبعُد عن البحثِ عن عيوبهم، فقد مضى الأموات بما مَضَوا عليه، فيسأل الله لهم الرحمة والمغفرة. وهو في نفسِ الوقت ليس في قلبِه غلٌّ على أهل الإيمان، ولا حِقد على أهل الإيمان، لماذا؟ هوَ مؤمنٌ يحِبّ الخيرَ لهم كما يحبّ لنفسه، هو مؤمن يكرَه الشرَّ لهم كما يكرَه لنفسه، هو مؤمن يسعَى في إيصال الخير لهم كما يسعَى في إيصال الخير لنفسه، هو مؤمِن يكتب بقلمِه خيرًا ويخطب بخير ويقول خيرًا ويوصي بخير، هو مؤمِن يهمّه أمرُ أمّته قبلَ كلّ شيء، هو مؤمن يأمَنه الناس على دمائهم وأموالهم، يأمنونَه على أعراضهم، يأمنونه فلا يقول شرًّا ولا يحدِث شرًّا ولا يبرِم شرًّا، ولكنّه المؤمن الصادِق الذي تراه في كلّ ميدان من ميادينِ الأمّة، يسعى جهدَه في الخير، وليحقّق قول الله: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [التوبة:71].

فاحذَر ـ أخي المسلم ـ من أن تكونَ عدوًّا لدينك أو عدوًا لأمّتِك، احذَر أن تكونَ عدوًّا لهم من حيث لا تشعر، كن محِبًّا للخير ساعيًا فيه داعيًا إليه مؤلِفًّا للقلوب جامِعًا للكلمة ساعيًا بما يصلِح الأمةَ في الحاضر والمستقبل بنيّةٍ صادقة ونفسٍ طيّبة.

أسأل الله أن يحفظ الجميع بحفظه، وأن يعيذَنا وإيّاكم من نزغاتِ الشيطان.

اعلَموا ـ رحمكم الله ـ أنّ أحسنَ الحديثِ كتاب الله، وخيرَ الهديِ هدي محمّدٍ ، وشرّ الأمورِ محدثاتها، وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وعَلَيكم بجماعةِ المسلمين، فإنّ يدَ الله على الجَمَاعة، ومن شذّ شذّ في النار.

وَصَلّوا ـ رحمكم الله ـ عَلَى عبد الله ورسولِهِ محمّد كما أمركم بذلِكَ ربّكم، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].

اللهمَّ صَلِّ وسَلِّم وَبَارك عَلَى عبدِك ورسولِكَ محمّد، وارضَ اللهمّ عن خلفائه الراشدين...


أين النقاش هنا؟
لم أفهم

تخيلتك على مائدة مستديرة..و عرضت لهم وجهة نظرك بهذه الطريقة..
أتوقع أن الجميع سيخرج و يترك وحيدا

تحياتي

سعاد
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
رد: كذب الكذبة وصدقها..الشعب الجزائري ووهم الرجولة
18-04-2008, 08:53 AM
اذكر يوما ..
اخذتني فيه نخوة الرجولة وشهامة العربي الاصيل فتدخلت دفاعا عن فتاة لا اعرفها فوجدت نفسي امام ثلاثة من اللصوص وكدت اقتل لولا رحمة من الله عز وجل ..
الشئ الذي اثر في نفسي وترك جرحا غائرا هو نظرات الناس في الحافلة فلم تكفهم السلبية في التعامل مع هذه الظاهرة بل راحوا وفي حالة هستيرية يتهمونني باثارة اللصوص عليهم وكانهم ينتقمون لجبنهم من شرفي ..
عندها فقط ادركت عمق الازمة التي نعيشها وقررت ان لا اتدخل مرة اخرى وصرت ا فضل ركوب سيارات الاجرة اوالمشي على القدمين
وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

  • ملف العضو
  • معلومات
اسد السنة
زائر
  • المشاركات : n/a
اسد السنة
زائر
رد: كذب الكذبة وصدقها..الشعب الجزائري ووهم الرجولة
18-04-2008, 10:17 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد2 مشاهدة المشاركة
الحل الوحيد الذي أراه هو توبة الأمة الجزائرية و أولهم السلطات و التوجه جميعا إلى الله الواحد الأحد و إلى القرءان قراءة و تعبدا و امتثالا لأمره ونهيه ..بهذا فقط ننتهي من عهد الرجعية و التخلف و التحلل و البطالة الحضارية .
نعم بارك الله فيك
علينا جميعا حكومة و شعبا التوجه الى الواحد الاحد و تطبيق شرعه
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية سعاد.س
سعاد.س
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 06-01-2007
  • الدولة : فيينا/ النمسا
  • المشاركات : 6,483
  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • سعاد.س is on a distinguished road
الصورة الرمزية سعاد.س
سعاد.س
شروقي
رد: كذب الكذبة وصدقها..الشعب الجزائري ووهم الرجولة
18-04-2008, 12:35 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسد السنة مشاهدة المشاركة
نعم بارك الله فيك
علينا جميعا حكومة و شعبا التوجه الى الواحد الاحد و تطبيق شرعه
علينا أولا أن نقرأ
و ثانيا أن نعمل

" إقرأ "
"و قل اعملوا "

تحياتي

سعاد
موضوع مغلق
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 12:40 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى