التفجيرات النووية الفرنسية في الجزائر
03-04-2007, 03:24 PM
التفجيرات النووية الفرنسية في الجزائر: ملف الابادة من جديد
توفيق شومان: السلام عليكم .... مجدداً الاحتلال الفرنسي للجزائر الى المواجهة ولكن هذه المرة من الباب النووي اي من تحويل الجزائريين الى فئران تجارب, في الجزائر هناك من يقول ان الاشعاعات النووية قد اصابت الالوف من الجزائريين وان الاشجار اصيبت بالعقم وهناك من يقول ايضاً ان الفرنسيين لا يودون الاعتراف بذلك.
تقرير مصور:عادت الى الواجهة مجدداً قضية التفجيرات النووية الفرنسية في الجزائر والتي امتدت على مساحةً لسنوات عدة سبقت استقلال الجزائر في اوائل الستينات من القرن الماضي, وفقاً للجزائريين فأن فرنسا قد ادت ستة تجارب نووية بالحد الادنى وذلك في مناطق (الاهفار ورفان ولنكر) وذلك منذ العام 1937 وقد كشف المؤرخ الفرنسي (برينو باريلو) بأن السلطات الفرنسية استخدمت 42 الف جزائري كفئران تجارب في سياق استخداماتها النووية في الجزائر خلال حقبة الاحتلال وبحسب (باريلو) فأن معظم الصحراء الجزائرية متضررة من الاشعاعات النووية عبر الرياح ويبقى سكان تلك المناطق بحسب للباحث نفسه مهددين بما تفرزه شظايا البروتوينوم وتطالب جمعية ضحايا الاشعاعات النووية الجزائرية الدولة الفرنسية بالاعتراف الرسمي بجريمتها ضد الجزائريين يعانون من الاصابة بالاشعاعات النووية وكانوا ضحاياها في وقت من الاوقات.
توفيق شومان: ابدأ مع السيد محمد العربي زيتون, ان ملف التفجيرات النووية في الجزائر يختفي ثم يظهر ثم يظهر ويختفي ومرة اخرى يُعاود الظهور ثم الاختفاء, الآن ماذا حدث بالضبط حتى يُعاد فتح هذا الملف؟
محمد العربي زيتون: ان الاستعمار الفرنسي للجزائر هدفه كان التدمير فقد قُتل مليون ونصف مليون شهيد ضمن الثورة الجزائرية, ان هذا الاستعمار كان استيطاناً حيث يقول الاستعمار لا يوجد دولة اسمها الجزائر فالجزائر دولة فرنسية كما في فلسطين فهي اسرائيلية ولم يكن هناك اي اعتراف بالجزائر وعلى مئة وثلاثين سنة, لقد امتدت هذه التفجيرات النووية لمدة ستة سنوات منذ سنة 1960 الى سنة 1966 في فبراير وقد بلغت 17 تفجير وبعض التفجيرات منها كان اقوى من (الهيروشيما) بأربعة مرات.
توفيق شومان: لقد قلت بأن التفجيرات وصلت الى العام 1966 اي حتى بعد مرحلة استقرار الجزائر واستقلالها, وهنا الحكومة والنظام الجزائري يتحمل المسؤولية ايضاً؟
محمد العربي زيتون: اتفق مع هذه الحقيقة, فالحكومة الجزائرية تتحمل قسطاً اكبر من المسؤولية من المستعمر لأن اهداف المستعمر واضحة فهو يريد تدمير الشعب الجزائري وابادته وتدمير اللغة العربية والثقافة الجزائرية والاسلام في الجزائر وللاسف فبعد انقلاب الذي حدث عام 1962 فقد انجب هذا الانقلاب او الثورة حكومةً لم تكن تريد الحفاظ على مصلحة الشعب الجزائري, البعض يقول ان هذه التفجيرات تقع ضمن اتفاقيات (ايديال) ولكن اتفاقيات ايديال لا تجيز لفرنسا فعل مثل هذا الشئ واذا كان هناك اي اتفاقيات سرية بين فرنسا وحكومة الجزائر فهذه كارثة اخرى.
توفيق شومان: هناك ملف الاتفاقيات السرية وتحديداً الجدل الذي ما زال قائماً حول اتفاقية ايديال, انتقل الى د.عبد القادر العبودي, لديك كتاباً مهم بعنوان (بشر نعم, فئران مخبرية لا) ومحتوى الكتاب عن التفجيرات النووية الفرنسية في الجزائر ولكن اختيار العنوان تحديداً هو محور السؤال فلماذا اخترت هذا العنوان بالذات؟
د.عبد القادر العبودي: ان هذا الكتاب هو الكتاب الاول والذي صدر عام 1992 والكتاب الثاني الذي صدر عام 2000 والمعنون ب(يرابيع رجام, الجزائم النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية) وكنت اشير الى المجموعة الكبيرة من الانفجارات التي حصلت في صحراء الجزائر وهذا الموضوع ليس جديداً فقد تم انعقاد العديد من المؤتمرات منذ عام 1992 مع العديد من الشخصيات المثقفة وذات المجال نفسه ومن ثم تم عقد لقاءات مع شخصيات سياسية وتعمل ضمن الحكومة الجزائرية للحديث في هذا الموضوع وهذا الموضوع مستمر النقاش الى حد يومنا هذا, ان الاصدارات حول نتائج هذا الموضوع قد تم التكتيم عليها لأنها وكأي قضية نووية عالمية يتم تغطيتها وعدم الافصاح عنها.
توفيق شومان: السؤال هنا هو, على المستوى العالمي تم الاخذ بهذه الجريمة ولا على مستوى الحكومة الجزائرية, فلماذا برأيك؟
د.عبد القادر العبودي: على المستوى العالمي هناك اصدارات محتشمة لأن الجانب الفرنسي قد تكتم على ارشيف هذه الجريمة اما الجانب الجزائري فقد كانت له مؤتمرات ومناقشات نظمتها الحكومة الجزائرية واصبح لهذه القضية ملفاً في وزارة الدولة الجزائرية المتخصصة بهذا الشأن.
توفيق شومان: كيف تُفسر مسألة استمرار التجارب النووية الفرنسية الى ما بعد مرحلة الاستقلال الجزائري؟
عبد القادر العبودي: لقد كانت هناك اعتراضات قد قُدمت من قبل حكومة الجزائر في زمن الرئيس احمد بن بلة وتحديداً في العام 1965 حول هذه التجارب النووية في مناطق كان يراد بها ان تكون قواعد نووية يُسمح للجانب الفرنسي نان يستكمل حل وتفكيك هذه القواعد, لكن الجانب الفرنسي استمر بتنفيذ هذه التجارب والتي كانت تحت الجبال وقد افُتضحت هذه التجارب من قبل الاخطاء التي صاحبتها كالتوقيت السئ وعدم حساب النتائج بصورة صحيحة من قبل الحكومة الفرنسية وقد ارادت حكومة (ديغول) الدخول الى التاريخ النووي.
توفيق شومان: سيد محمد العربي, اين هي المناطق التي تعرضت لكوارث نووية خاصةً ان هناك باحث فرنسي مهم جداً وهو (باريلو) يقول ان هناك 42 الف جزائري قد تم استخدامهم كفئران تجارب ويقول هذا الباحث ان اكثر المناطق التي تعرضت لهذه التجارب هي (منطقة الحمودية) و( جبل عين عسلة) فكيف يُمكن ان نفسر ونوضح ذلك؟
محمد العربي زيتون: ان اكثر المناطق التي شهدتها هذه التجارب هي منطقة الصحراء الكبرى الجزائرية واساساً قامت هذه التجارب في منطقة (ريهكان) في ولاية (ابرار) وهي تبعد حوالي 1500 كيلو متر جنوب غرب جزائر العاصمة ووقعت ايضاً في منطقة (تل الراس) والتي تقع جنوب العاصمة بحوالي 2000 كيلو متر وقد قامت فرنسا بتجارب ليست فقط نووية في الصحراء الكبرى وانما لصواريخ بعيدة المدى ومتوسطة المدى وهناك ايضاً تجارب كيميائية واخطرها التجارب النووية وهذه التجارب قد قامت لمصلحة اسرائيل ايضاً وليس فرنسا وحدها حيث حضر هذه التجارب خبراء من اسرائيل ووزير الدفاع الاسرائيلي آنذاك (موشي دايان) والخطر لحد الان وبعد كل هذه السنين يستمر تأثيره صحياً فقد نشرت الصحافة الجزائرية بأن هناك اطفالاً يولدون بعينٍ واحدة او بدون مخ او بأرجل اضافية وكذلك التأثير على الحيونات ايضاً مثلاً ولادة حمل بأرجل حمار الى آخره, وان منطقة الصحراء رملية وذات رياح والرمال هي مواد حاملة للاشعاعات النووية.
توفيق شومان: عندما يُقال ان التفجيرات النووية حدثت بين العام 1960 والعام 1965 او 1966 وبطبيعة الحال قد يكون هناك اناس تعرضوا للاشعاعات ولا زالوا احياءاً, على الاقل اخذ هذا الملف وفق عينات معينة فهل يوجد عينات من هذا النوع لديكم يُمكن تقديمها في الصحافة او التلفزيون او وسائل الاعلام الاخرى؟
محمد العربي زيتون: هناك لوبي فرنسي لا يريد للجزائر ان يشير الى الجرائم التي قامت بها فرنسا بحق الجزائر بهذا الخصوص, وللاسف فرئيس الجمهورية ووزرائه يحضرون مؤتمرات لا معنى لها ولم يحضروا المؤتمر الذي تم عقده اخيراً والذي حضره خبراء اميركيون ويابانيون وجزائريون وغيرهم ولم يحضر اي شخصية رسمية من قبل الحكومة الجزائرية الى هذا المؤتمر.
توفيق شومان: د.عبد القادر العبودي, هل التقيتم مع ضحايا من هذه التجارب النووية والاشعاعية ولا زالوا على قيد الحياة؟
د.عبد القادر العبودي: ان حصيلة التجارب النووية الفرنسية في الجزائر منذ عام 1960 الى العام 1966 هو 210 تجربة نووية بعضها باطنية وبعضها فوق سطح الماء وغيرها فقد انفجرت 17 قنبلة في الجزائر ما بين عامي 1960 و 1965 ويتكلم الفرنسيون في جمعية (آرفن) عن الضحايا الفرنيسون الذين اسُتخدموا كفئران مختبرية وخلال 36 سنة وعدد 720 ومنهم 150 مجنداً عام 1961 وثلاثين بالمائة من هؤلاء الفرنسيون كانوا مصابين بالسرطان, ان الفترات الزمنية الاولى ما بين عامي 1960 و1975 في الجزائر فقد كان هناك انعدام لتسجيل الاحصاءيات والحوادث ذات العلاقة بالامراض التي تعرضت الى الاشعاع, وبفضل الارادات الوطنية فقد سجلنا خلال السنوات العشر الاخيرة سبعة دراسات اكاديمية عليا في هذا الشأن.
توفيق شومان: هل اعتمدت هذه الدراسات على تقارير مخبرية؟
د.عبد القادر العبودي: نعم، فقد أُخذت عينات ل 1700 فرد من السكان القاطنين في مناطق تُحيط بالتجارب الفردية ، وقد أُخذت عينات من الابل التي كانت ترعى في مناطق من المفترض بهذه المناطق أن تكون غير مُعرضة للاشعاعات هذا غير المؤشرات الاخرى للمستشفيات التي تؤيد مصول الكثير من حالات مرض السرطان وبأعداد كبيرة.
توفيق شومان: بحسب ماأطلعت عليه في كتاباتك بأن هناك أنواع مُعينة من السرطان.
د.عبد القادر العبودي: هناك نوعين من السرطان، فالاطراف الذين يواجهون هذه الاشعاعات العالية ويقتربون من نقاط الصفر ويصابون بسرطان في الدم، والنوع الاخر من السرطانات هو الصلبة أو الكامنة والتي ظهرت خلال مرور 47 سنة، ان المعدل الاحصائي لولاية (أدران) لعدد السرطانات في ملتقى الاطباء في الغوب الجزائري سجلت ان متوسط الاعمار المصابة بهذا المرض في تلك المناطق هي 47 سنة واليوم نحن في الذكرى السبعة والاربعين لهذه التجارب ، وزيارة الفريق الدولي للطاقة الذرية عام 1999 والذي صدر عنه تقرير عام 2005 يشير بوضوح عن إن هذه المناطق عالية الاشعاع .
توفيق شومان: هل ما تقوله إذاً هو معتمد على التقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية .
د.عبد القادر العبودي: ان تقرير الوكالة صدر بعد 6سنوات يشير وبشكل قاطع حول وجود الاشعاعات في تلك المناطق .
توفيق شومان: السلام عليكم .... مجدداً الاحتلال الفرنسي للجزائر الى المواجهة ولكن هذه المرة من الباب النووي اي من تحويل الجزائريين الى فئران تجارب, في الجزائر هناك من يقول ان الاشعاعات النووية قد اصابت الالوف من الجزائريين وان الاشجار اصيبت بالعقم وهناك من يقول ايضاً ان الفرنسيين لا يودون الاعتراف بذلك.
تقرير مصور:عادت الى الواجهة مجدداً قضية التفجيرات النووية الفرنسية في الجزائر والتي امتدت على مساحةً لسنوات عدة سبقت استقلال الجزائر في اوائل الستينات من القرن الماضي, وفقاً للجزائريين فأن فرنسا قد ادت ستة تجارب نووية بالحد الادنى وذلك في مناطق (الاهفار ورفان ولنكر) وذلك منذ العام 1937 وقد كشف المؤرخ الفرنسي (برينو باريلو) بأن السلطات الفرنسية استخدمت 42 الف جزائري كفئران تجارب في سياق استخداماتها النووية في الجزائر خلال حقبة الاحتلال وبحسب (باريلو) فأن معظم الصحراء الجزائرية متضررة من الاشعاعات النووية عبر الرياح ويبقى سكان تلك المناطق بحسب للباحث نفسه مهددين بما تفرزه شظايا البروتوينوم وتطالب جمعية ضحايا الاشعاعات النووية الجزائرية الدولة الفرنسية بالاعتراف الرسمي بجريمتها ضد الجزائريين يعانون من الاصابة بالاشعاعات النووية وكانوا ضحاياها في وقت من الاوقات.
توفيق شومان: ابدأ مع السيد محمد العربي زيتون, ان ملف التفجيرات النووية في الجزائر يختفي ثم يظهر ثم يظهر ويختفي ومرة اخرى يُعاود الظهور ثم الاختفاء, الآن ماذا حدث بالضبط حتى يُعاد فتح هذا الملف؟
محمد العربي زيتون: ان الاستعمار الفرنسي للجزائر هدفه كان التدمير فقد قُتل مليون ونصف مليون شهيد ضمن الثورة الجزائرية, ان هذا الاستعمار كان استيطاناً حيث يقول الاستعمار لا يوجد دولة اسمها الجزائر فالجزائر دولة فرنسية كما في فلسطين فهي اسرائيلية ولم يكن هناك اي اعتراف بالجزائر وعلى مئة وثلاثين سنة, لقد امتدت هذه التفجيرات النووية لمدة ستة سنوات منذ سنة 1960 الى سنة 1966 في فبراير وقد بلغت 17 تفجير وبعض التفجيرات منها كان اقوى من (الهيروشيما) بأربعة مرات.
توفيق شومان: لقد قلت بأن التفجيرات وصلت الى العام 1966 اي حتى بعد مرحلة استقرار الجزائر واستقلالها, وهنا الحكومة والنظام الجزائري يتحمل المسؤولية ايضاً؟
محمد العربي زيتون: اتفق مع هذه الحقيقة, فالحكومة الجزائرية تتحمل قسطاً اكبر من المسؤولية من المستعمر لأن اهداف المستعمر واضحة فهو يريد تدمير الشعب الجزائري وابادته وتدمير اللغة العربية والثقافة الجزائرية والاسلام في الجزائر وللاسف فبعد انقلاب الذي حدث عام 1962 فقد انجب هذا الانقلاب او الثورة حكومةً لم تكن تريد الحفاظ على مصلحة الشعب الجزائري, البعض يقول ان هذه التفجيرات تقع ضمن اتفاقيات (ايديال) ولكن اتفاقيات ايديال لا تجيز لفرنسا فعل مثل هذا الشئ واذا كان هناك اي اتفاقيات سرية بين فرنسا وحكومة الجزائر فهذه كارثة اخرى.
توفيق شومان: هناك ملف الاتفاقيات السرية وتحديداً الجدل الذي ما زال قائماً حول اتفاقية ايديال, انتقل الى د.عبد القادر العبودي, لديك كتاباً مهم بعنوان (بشر نعم, فئران مخبرية لا) ومحتوى الكتاب عن التفجيرات النووية الفرنسية في الجزائر ولكن اختيار العنوان تحديداً هو محور السؤال فلماذا اخترت هذا العنوان بالذات؟
د.عبد القادر العبودي: ان هذا الكتاب هو الكتاب الاول والذي صدر عام 1992 والكتاب الثاني الذي صدر عام 2000 والمعنون ب(يرابيع رجام, الجزائم النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية) وكنت اشير الى المجموعة الكبيرة من الانفجارات التي حصلت في صحراء الجزائر وهذا الموضوع ليس جديداً فقد تم انعقاد العديد من المؤتمرات منذ عام 1992 مع العديد من الشخصيات المثقفة وذات المجال نفسه ومن ثم تم عقد لقاءات مع شخصيات سياسية وتعمل ضمن الحكومة الجزائرية للحديث في هذا الموضوع وهذا الموضوع مستمر النقاش الى حد يومنا هذا, ان الاصدارات حول نتائج هذا الموضوع قد تم التكتيم عليها لأنها وكأي قضية نووية عالمية يتم تغطيتها وعدم الافصاح عنها.
توفيق شومان: السؤال هنا هو, على المستوى العالمي تم الاخذ بهذه الجريمة ولا على مستوى الحكومة الجزائرية, فلماذا برأيك؟
د.عبد القادر العبودي: على المستوى العالمي هناك اصدارات محتشمة لأن الجانب الفرنسي قد تكتم على ارشيف هذه الجريمة اما الجانب الجزائري فقد كانت له مؤتمرات ومناقشات نظمتها الحكومة الجزائرية واصبح لهذه القضية ملفاً في وزارة الدولة الجزائرية المتخصصة بهذا الشأن.
توفيق شومان: كيف تُفسر مسألة استمرار التجارب النووية الفرنسية الى ما بعد مرحلة الاستقلال الجزائري؟
عبد القادر العبودي: لقد كانت هناك اعتراضات قد قُدمت من قبل حكومة الجزائر في زمن الرئيس احمد بن بلة وتحديداً في العام 1965 حول هذه التجارب النووية في مناطق كان يراد بها ان تكون قواعد نووية يُسمح للجانب الفرنسي نان يستكمل حل وتفكيك هذه القواعد, لكن الجانب الفرنسي استمر بتنفيذ هذه التجارب والتي كانت تحت الجبال وقد افُتضحت هذه التجارب من قبل الاخطاء التي صاحبتها كالتوقيت السئ وعدم حساب النتائج بصورة صحيحة من قبل الحكومة الفرنسية وقد ارادت حكومة (ديغول) الدخول الى التاريخ النووي.
توفيق شومان: سيد محمد العربي, اين هي المناطق التي تعرضت لكوارث نووية خاصةً ان هناك باحث فرنسي مهم جداً وهو (باريلو) يقول ان هناك 42 الف جزائري قد تم استخدامهم كفئران تجارب ويقول هذا الباحث ان اكثر المناطق التي تعرضت لهذه التجارب هي (منطقة الحمودية) و( جبل عين عسلة) فكيف يُمكن ان نفسر ونوضح ذلك؟
محمد العربي زيتون: ان اكثر المناطق التي شهدتها هذه التجارب هي منطقة الصحراء الكبرى الجزائرية واساساً قامت هذه التجارب في منطقة (ريهكان) في ولاية (ابرار) وهي تبعد حوالي 1500 كيلو متر جنوب غرب جزائر العاصمة ووقعت ايضاً في منطقة (تل الراس) والتي تقع جنوب العاصمة بحوالي 2000 كيلو متر وقد قامت فرنسا بتجارب ليست فقط نووية في الصحراء الكبرى وانما لصواريخ بعيدة المدى ومتوسطة المدى وهناك ايضاً تجارب كيميائية واخطرها التجارب النووية وهذه التجارب قد قامت لمصلحة اسرائيل ايضاً وليس فرنسا وحدها حيث حضر هذه التجارب خبراء من اسرائيل ووزير الدفاع الاسرائيلي آنذاك (موشي دايان) والخطر لحد الان وبعد كل هذه السنين يستمر تأثيره صحياً فقد نشرت الصحافة الجزائرية بأن هناك اطفالاً يولدون بعينٍ واحدة او بدون مخ او بأرجل اضافية وكذلك التأثير على الحيونات ايضاً مثلاً ولادة حمل بأرجل حمار الى آخره, وان منطقة الصحراء رملية وذات رياح والرمال هي مواد حاملة للاشعاعات النووية.
توفيق شومان: عندما يُقال ان التفجيرات النووية حدثت بين العام 1960 والعام 1965 او 1966 وبطبيعة الحال قد يكون هناك اناس تعرضوا للاشعاعات ولا زالوا احياءاً, على الاقل اخذ هذا الملف وفق عينات معينة فهل يوجد عينات من هذا النوع لديكم يُمكن تقديمها في الصحافة او التلفزيون او وسائل الاعلام الاخرى؟
محمد العربي زيتون: هناك لوبي فرنسي لا يريد للجزائر ان يشير الى الجرائم التي قامت بها فرنسا بحق الجزائر بهذا الخصوص, وللاسف فرئيس الجمهورية ووزرائه يحضرون مؤتمرات لا معنى لها ولم يحضروا المؤتمر الذي تم عقده اخيراً والذي حضره خبراء اميركيون ويابانيون وجزائريون وغيرهم ولم يحضر اي شخصية رسمية من قبل الحكومة الجزائرية الى هذا المؤتمر.
توفيق شومان: د.عبد القادر العبودي, هل التقيتم مع ضحايا من هذه التجارب النووية والاشعاعية ولا زالوا على قيد الحياة؟
د.عبد القادر العبودي: ان حصيلة التجارب النووية الفرنسية في الجزائر منذ عام 1960 الى العام 1966 هو 210 تجربة نووية بعضها باطنية وبعضها فوق سطح الماء وغيرها فقد انفجرت 17 قنبلة في الجزائر ما بين عامي 1960 و 1965 ويتكلم الفرنسيون في جمعية (آرفن) عن الضحايا الفرنيسون الذين اسُتخدموا كفئران مختبرية وخلال 36 سنة وعدد 720 ومنهم 150 مجنداً عام 1961 وثلاثين بالمائة من هؤلاء الفرنسيون كانوا مصابين بالسرطان, ان الفترات الزمنية الاولى ما بين عامي 1960 و1975 في الجزائر فقد كان هناك انعدام لتسجيل الاحصاءيات والحوادث ذات العلاقة بالامراض التي تعرضت الى الاشعاع, وبفضل الارادات الوطنية فقد سجلنا خلال السنوات العشر الاخيرة سبعة دراسات اكاديمية عليا في هذا الشأن.
توفيق شومان: هل اعتمدت هذه الدراسات على تقارير مخبرية؟
د.عبد القادر العبودي: نعم، فقد أُخذت عينات ل 1700 فرد من السكان القاطنين في مناطق تُحيط بالتجارب الفردية ، وقد أُخذت عينات من الابل التي كانت ترعى في مناطق من المفترض بهذه المناطق أن تكون غير مُعرضة للاشعاعات هذا غير المؤشرات الاخرى للمستشفيات التي تؤيد مصول الكثير من حالات مرض السرطان وبأعداد كبيرة.
توفيق شومان: بحسب ماأطلعت عليه في كتاباتك بأن هناك أنواع مُعينة من السرطان.
د.عبد القادر العبودي: هناك نوعين من السرطان، فالاطراف الذين يواجهون هذه الاشعاعات العالية ويقتربون من نقاط الصفر ويصابون بسرطان في الدم، والنوع الاخر من السرطانات هو الصلبة أو الكامنة والتي ظهرت خلال مرور 47 سنة، ان المعدل الاحصائي لولاية (أدران) لعدد السرطانات في ملتقى الاطباء في الغوب الجزائري سجلت ان متوسط الاعمار المصابة بهذا المرض في تلك المناطق هي 47 سنة واليوم نحن في الذكرى السبعة والاربعين لهذه التجارب ، وزيارة الفريق الدولي للطاقة الذرية عام 1999 والذي صدر عنه تقرير عام 2005 يشير بوضوح عن إن هذه المناطق عالية الاشعاع .
توفيق شومان: هل ما تقوله إذاً هو معتمد على التقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية .
د.عبد القادر العبودي: ان تقرير الوكالة صدر بعد 6سنوات يشير وبشكل قاطع حول وجود الاشعاعات في تلك المناطق .
الرأي والرأي الآخر
من مواضيعي
0 ماهي النتيجة المونديال 2010
0 البعد الدولي
0 البكالوريا والإضراب
0 جامعتنا المتأخرة
0 شهادة البكالوريا الجزائرية
0 شهادة البكالوريا الجزائرية
0 البعد الدولي
0 البكالوريا والإضراب
0 جامعتنا المتأخرة
0 شهادة البكالوريا الجزائرية
0 شهادة البكالوريا الجزائرية