مجهولون يسوّقون كتب القطط والكلاب بأموال دعم الثقافة!
02-11-2015, 09:44 PM

زهية/م
صحافية مختصة في الشؤون الثقافية
في الوقت الذي شددّ فيه وزير الثقافة على ضرورة ترشيد نفقات قطاعه وشد الأحزمة في إطار سياسة التقشف في عز الأزمة التي تمر بها البلاد، وفي الوقت الذي عرف فيه برنامج الكتاب في عاصمة الثقافة العربية تقليصا أكثر من مرة لنفس السبب، تبقى هذه الإجراءات مجرد كلام يفنده الواقع، فقد وقفت الشروق في معرض الكتاب على كتب لاعلاقة لها بالخط الافتتاحي لتظاهرة عاصمة الثقافة العربية من قبيل "النباتات الطبية في السهوب الجزائرية"، وكتب موجهة للأطفال عن الفضاء والحيوانات تحمل شعار عاصمة الثقافة العربية.
هذه الكتب التي تم دعمها بأموال الدولة في عز التقشف، أغلبها صادرة عن دور وهمية لا أحد يعرفها ولا تملك أي سمعة في السوق، مما يرجح فرضيات أنها دور وهمية أنشئت فقط من أجل الحصول على مشاريع قسنطينة، وهو تصرف مخالف لتعليمات الوزير ومدير المركز الوطني للكتاب الذي شددّ في أكثر من مناسبة على منع الدعم عن الدور التي ليس لها دليل منشورات واضح ومعروف، فالدور التي وقفت عليها الشروق لا يكاد أحد يسمع بها في سوق الكتاب والنشر من قبل "دار كردادة، كنوز الرشيد، مؤسسة البلاغ، المتعلم" وغيرها، والغريب أن بعض هذه الدور التي وضعت اسمها على غلاف تلك المنشورات لا تشير إلى مقرها الاجتماعي مثلما هو معمول به عادة، وحسب المعلومات التي وصلت الشروق فإن علاقة قرابة ما تربط أحد النافذين في لجنة قراءة مشاريع عاصمة الثقافة وصاحب الدار الوهمية.

من جهة أخرى وخلال جولة الاستطلاع التي قادت الشروق إلى أجنحة المعرض للوقوف على مدة تطبيق مبدأ حظر البيع بالجملة التي شدد عليها المحافظ واعتبر أن الأجنحة كلها تحت رقابة الجمارك، وهددّ بغلق أي جناح يقدم صاحبه على البيع بالجملة، الظاهرة رغم تراجع حدتها لكنها لا تزال موجودة ومتداولة تحت الطاولة، حيث عوّضت الأكياس أو"الشكارة" الكارتون سابقا، وحسب بعض المعلومات التي تحفظ أصحابها عن ذكر أسمائهم فإن الكتب يتم إخراجها وبيعها بالجملة تحت الطاولة، وهذا بالتواطؤ مع بعض رجال الجمارك، إذ يكفي تقديم إكرامية بسيطة ليتم التغاضي عن أكياس الكتب التي يتم إخراجها من الأجنحة.