الشيخ سيدي أحمد بن تكوك شيخ الزاوية السنوسية بمستغانم
07-10-2015, 01:49 PM
الشيخ الدي كان له الفضل في نشر الطريقة السنوسية بالجزائر



الحـمد لله الـذي جـعل الأولـياء صـفـوة خـلـقه و الصلاة و السـلام على مـن لا نـبـي بـعده, سيـدنـا و نـبينا و حبيبنا محــمـد بـن عـبـد الله و على آلــه الأطهــار وصـحـابتـه الأخـيــار أمــا بعد؛

ولـــد سيـــدي أحــمد بــن تــكـــوك في بـيـت عـلـم و ديــن و شـــرف ،بـيـت آل تــكـــوك الأطــهــار بـــزاويــة أبــــيه بالـــعـرعار الـمــحروس، حـــرســه الله مــــن كـــل عــدو، و الــذي يــــبعد عـن مــــــديـــنـة مستـغـــانـــم حـــوالـــي30 كــيــــلومــتـر.

فحـفـظ القـرآن الكـريـــم بــزوايــة ابيه برواية سيــدنـا ورش عـن سيـدنـا نــافـع في ســن مبكــر كــــعادة الجــزائـريــين و سكــان المــــغــرب الـــعـربـــي الكــبير.ثـــم عكــف سيدي أحمد على تـعلم مبـادئ الـــدين الإسـلامي مـن فـقـه مــالــكي و تـــــفسيــر و مــيراث و حــديـــث و عـلــومه و كـــل ذلــك بحـفــــض الـمـــتون المخصصة لـكــل فـن من الفــنـون و حضــور الــــدروس عند عــلماء ذاع صيتــهم في الـمــغرب الـــعربي و العـــالم الإســلامــي و كــل ذلــك بــزاوية أبــيه الــتي كانــت منـــارة لــطلاب الــعلم، يـأتــونــها من كــل حـدب و صــوب يــتـعـلمـون أمـور ديـنـــهم و يـلــقـنــون الأذكــار الخاصة بالـطريـقة القادرية، طـريقة القــطب سيــدي عبـد القــادر الجيــلانــي رضي الله عنه و أرضاه و نــفـعنا بـبركــته آمين.

و بـعـد أن حصل على أكثر علوم الدين على يـد أبــيه ثــم عــلماء مســتـغانم و مــازونــة أمـثـال المــحدث الكـبـير الحـافـظ، الـولي الـصالح،دفين أم العساكر صاحب كتاب "غرائب الأسفار"و كتاب الــتـحدث بـنـعمة الله و مـنــــتـه" و مــؤلــفـات أخرى لم تــزل مخـطـوطـة، العـالم الجـليل سيـدي أبـي رٍاس الناصــري رحمه الله و جــزاه الله عــن الإســلام و المسلمين خير الجزاء آمين، عــزم سيـــدي أحــمـد بــن تـــكــوك الرحــيل صــوب لــيـبــيا الشـقـيـقـة و بالــضبط إلى الـــجـغـبـوب حـيث مركـز الــــطـــريـقـة السنــــوسيــة فــرحــب بـه أشــد الـتـرحــيب و أنـــزل مــكــان الأخ الــكـــريم و ابـن الـعم الكريم.

هناك تـلقـى مــبادئ الــــتصـوف على الــطـــريـقة السـنـوسيـة على يـد سيـدي محــمد المـهـدي السنـوسـي و سيــدي محــمـد الشريــف السنــوسي، أبـــنـاء مــؤسـس الـــطــريــقـة سيــدي محــمــد بــــن علي السنــوسي الخطـــابـي الإدريـسـي الحــسنــي رحمه الله.

و بـقي هـناك إلى أن تـوفي أبــوه سـيدي الشـارف بـن تـكــوك، و بـعد الإلحــاح مـن طرف شيـوخه، رجع سيدي أحمد إلى مسقـط رأسـه بــإجـازة تـأسيس الـزاويــة الــسنـوسيـة و تحــريض المـسـلمـين على الجهـاد في سبيل الله. فبدأ بنشر مبــادئ الـطريـقة السنـوسية و التفت حـوله قـبـيلـة مجاهـر و قـبائـل المـنـطقة الـغربـية بالـجزائر.

فـبـدأ سيـدي أحـمد بتـأسيس دعائم الطريقة التي كمثلها من الطرق الصوفية ترتكز على التربية الروحية بالتمسك بالكتاب و السنة المطهرة و كذاك تحريـض الناس على جهاد الاستعمار الفرنسي الغاشم إلى أن وشي بـه فألقي عليه القبض و أدخل سجنا يقع بجزيرة كورسيكا جنوب فرنسا و في ذلك المكان ظهرت منه بـعـض الكرامـات يـطول المجـال إلى سـردها فكانت السبب في إطلاق سراحه و ألزمـه الاستـعمـار المـكـوث بـزاويـته و الحضـور يـومـيا إلى مـركز الأمـن لـتسجيل حضـوره بالإمضاء لديهم.

فهذا لم يقـلل من عزيمته بل بدأ الاتصال بالقبائل المجـاورة من أجـل فـتـح زوايــا و تـعـيين الـمقيمين عليها ليتسن له نشر الطريقة و توعية أبناء المسلمين.

ففتح زوايـا عـديـدة بـبعض المدنالتي أصبحت في ما بعد ملجأ للمجاهدين في سبيل الله مـثـل زاويـة سيـدي بلـعباس و زاويـة وهـران و زاويــة بـطيوة و زاوية تـيهرت ...

و تم بحمد الله نشر الطريقة السنوسية بالجهة الغربية من الجزائر و أصبح لها أتباع كثيرون و أصبحت تقوم بدورها التي تأسست من أجله ألا و هو تعليم أبناء المسلمين مبادئ دينهم و تــلقـين الأذكار و إصلاح ذات البـيـن و محاربة الأمية و لا زالت هذه الزاوية تقوم بدورها الذي تأسست من أجله إلى يومنا هذا .

وبعد وفاة سيدي أحمد عاد دور الشيخ الشرعي و الوارث المحمدي إلى ابنه البار الولي الصالح عالم الشريعة و الحقيقة سيدي و سندي الشيخ سيدي محمد بن تكوك قدس الله سره و نور ضريحه الذي واصل رسالة الجهاد التي ورثها من أبيه.

و لم يزل يعلم الناس أمور دينهم و يصلح ذات بينهم إلى أن اندلـعت حرب التحرير المباركة فكانت الهدف الذي خطط له الأوائل، فعمت الحرب كل الوطن الجزائري غربه و شرقه ،جنوبه و شماله بإذن الله.فكان لسيدي محمد بن تكـوك فيها دور مفتي جيش التحرير يستفتى في أمور الدين و الجهاد و كان يلقب بسيدي محمد العالـم إلا انه لم يسعفه الحظ على حمل السلاح لكبر سنه، فأسند هذه المهمة الشريفة إلى فـلـذة كـبده و خليفته من بعده ابنه سيـدي مصطفـى بـن تـكـوك أطـال الله في عـمره و جزاه الله عنا خــيـر الجزاء و شفاه الله من كل الأمراض الحسية و المعنوية، الذي تولى مرتبة ضابط بجيش التحرير و لم يدخر أي جهد في محاربة الاستعمار الفرنسي الغاشم الذي ضيق عليه أشد التضييق و في الأخير خرج مدحورا منكس الرأس من خزي الهزيمة النكراء التي أصابته بفضل عزيمة رجال مخلصين همهم الوحيد تطهير البلاد من الكفار.

فبقوة الإيمان استطاعوا الوصول إلى هدفهم المنشود، والله خير مجازي على ذالك.

"من المومنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا."

تحيات
السيد المهيدي