"طبق عاشوراء".. في كل بلد مذاق
22-10-2015, 10:44 AM
ليلة العاشر من محرم أو عاشوراء، لا تمر كغيرها من الليالي في البلدان الإسلامية، فهي تعد من الليالي التاريخية المقدسة، عند أهل السنة والشيعة على حد سواء، وإن أختلف مبعثها في نفوس كل منهم.

أهل السنة يحتفون فيها بنجاة سيدنا موسى وأتباعه من فرعون وجنوده، بينما يتذكر فيها الشيعة مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب وأهل بيته، بعد حِصَار دام ثلاثة أيام من قبل جيش يزيد بن معاوية، فيقومون بزيارة ضريح الحسين وإضاءة الشموع واللطم تعبيرًا عن حزنهم على الواقعة.

وبين الحزن والفرح يجد الطعام مكانه في هذه المناسبة.. فكعادة البلدان العربية والإسلامية دائما ما ترتبط المناسبات لديها بوجبات مميزة تمنحها مذاق خاص وتجعلها عالقة في الذاكرة.

في مصر، تحرص الأمهات وخاصة في الريف علي تقديم "طبق عاشوراء" لأطفالها في ليلة العاشر من محرم، لإدخال الفرح والسرور إلى قلوبهم، ويتكون هذا الطبق من القمح والحليب والنشاء، وترش على سطحها حبات السوداني المقشور، وبعض اللوز والزبيب.

وفي تركيا، تم تخصيص حلوى خاصة بهذه المناسبة تسمى بحلوى عاشوراء، يعدونها ويوزّعونها ويطعمون كل من مر في دربهم منها، ويتبادلها الجيران والأقارب، وتقدمها المقاهي والمطاعم في قائمتها في هذا اليوم.

وهذه الحلوى عبارة عن خليط متكامل من كل أنواع المكسرات والحبوب التي تخطر على البال، إذ تُصنَع من حبوب القمح بشكل رئيسي، وتُضاف إليها أصناف عدة من الحبوب كالفاصوليا والحمص، ثم تغطى بطبقة كاملة من المكسرات كالجوز والفستق والبندق وجوز الهند، وتضاف إليها في النهاية بعض أنواع الفواكه كالرمان والبرتقال وغيرها.

الاحتفال بذكرى عاشوراء في المملكة المغربية لا علاقة له بما يجري في غالبية الدول، فهم يسمون يوم عاشوراء، بيوم زمزم، وفي هذا اليوم، يقومون برش الماء على بعضهم البعض وعلى مقتنياتهم تبركا، ويحاول التجار بيع كل بضائعهم.

ويعقب عاشوراء "ليلة الشعالة" حيث يجتمعون حول نار وهم يرددون أهازيج، بعضها يحكي قصة مقتل الحسن والحسين، دون أن يشير إليهما بالاسم، بل يسميهما في كل المقاطع باسم "عاشور"، وتتخللها نياحة وأهازيج أخرى، وتقدم الأسر الزكاة أو عشر أموالها التي دار عليها الحول للفقراء.

ويستبدلون " طبق عاشوراء" بوجبة "الكسكسى المغربي" ، بعض الأسر تحتفظ بجزء من لحم العيد "الذيالة" أو "القديد" لتحظير طبق الكسكسى، بينما يفضل آخرون "الكسكسى بسبع خضر" أو "التريد بالدجاج".

وفي الجزائر، تقوم الأسر الميزابية بتحضير طبق "إباون" (الفول) قبل يوم عاشوراء، حيث يمزج الفول بالنماء والملح وزيت الزيتون ليؤكل صباح عاشوراء، ويعتبرون " الفول" رمز لتمتين أواصر الأخوة والتقارب بين أبناء المجتمع.

ويقوم الأطفال بتوزيع الطبق على الأهل والجيران في مواكب احتفالية غنائية تجوب الأزقة والأحياء، ويضاف إلى طبق الفول توزيع بعض الفواكه المجففة والحلويات والمكسرات التي تحضر بالمناسبة
منقول.

[/CENTER][/QUOTE]