لوكيوس أبوليوس ... حياة وأعمال مثقف جزائري لفترة ما قبل الإسلام صاحب اول رواية في تاريخ البشرية
26-10-2014, 05:06 PM

ينتمي أبوليوس بالامازيغية "أفولاي" إلى شمال أفريقيا، وهو واحد من الذين برزوا في ميدان الأدب اللاتيني، إلا أنه فاقهم ‏جميعاً من حيث غنى معارفه، وتنوع كتاباته، خاصة الكتابات القصصية والروائية. ومن ثم اعتبر ‏أبوليوس بحق ممثل السرد اللاتيني الأفريقي ووصف بأمير خطباء أفريقيا وأكثرهم نفوذاً وشهرة في ‏عصره.
يعد لوكيوس أبوليوس (‏Lucius Apeleius‏) صاحب رواية الحمار الذهبي التي تحكي عن تحول ‏إنسان إلى حمار، روائي العصور‎ ‎القديمة الأول بلا منازع ومؤسس الرواية، لا بمعني السرد وإنما ‏بالمعني الاصطلاحي الذي‎ ‎يتشكل من بطل وأحداث وعقدة وشخصيات وفضاء وزمن. هذا الفن الذي ‏صار بعد ذلك نمطا أدبيا متميزا‎ ‎عن غيره من الأجناس الأدبية وهو فن الرواية . وتعد رواية أبوليوس ‏‏ الحمار الذهبي أول رواية قديمة وصلت إلينا كاملة، وشكلت نوعاً أدبياً جديداً، هو النوع الذي يعرف ‏اليوم بالرواية، وتضم هذه الرواية مجموعة من القصص يرويها المؤلف بضمير المتكلم.

‏ حياة لوكيوس أبوليوس:‏
ولد لوكيوس أبوليوس (أو أفولاي في الأمازيغية) بنوميديا، بمدينة مداوروش (‏Madauros‏) ‏بسوق اهراس بالجزائر سنة 125 ميلادية. قام بأسفار ‏عديدة جريا وراء المغامرة والبحث عن المعرفة. سافر إلى روما حيث امتهن المحاماة، وخلال سفر من ‏بلاده الأصلي إلى مصر، توقف بطرابلس حيث تعرف على أرملة غنية جدا كانت تكبره بكثير، وهي ‏تسمى إميليا بيدونتيلا. تزوجها وورث كل ما تملك بعد وفاتها. وأمام حرمنهما من إرث ابنتهما، ما كان ‏من أبويها إلا اتهام أبوليوس بالسحر وبتسليط الأرواح على ابنتهما لتعشقه وتسحر به وتوصي له بكل ما ‏تملك. تقدم الأبوان بدعوى قضائية للقنصل الروماني كلوديوس مكسيموس بطرابلس. خلال هذه الفترة، ‏كتب أبوليوس دفاعه بقلمه (فهو دارس للقانون) ليحكم عليه بالبراءة ويستقر بعدها بقرطاج حيث درس ‏البلاغة. ‏
كان أبوليوس خطيبا متمرسا يخطب في الجمهور العريض في عدد كبير من مدن شمال إفريقيا. لم يتقلد أبوليوس أي منصب رسمي في مجال القضاء، كما يخبرنا القديس أغسطين.

‏ أعمال لوكيوس أبوليوس ‏
يمكن القول بأن رواية الحمار الذهبي رواية قديمة ارتبطت بالغيبيات والسحر... ورغم أنها تغرق ‏في الغيبيات وتبتعد عن العقلانية، إلا أن وصف الكاتب لحياته كحمار كان إبداعا جيدا يذكرنا اليوم برواية ‏النمساوي فرانز كافكا الذي اعتمد‎ ‎تقنية المسخ إذ يتحول بطله في إحدى رواياته التي تحمل نفس العنوان ‏‏ التحول إلى‎ ‎صرصار. لكن الفارق طبعا، هو ‏أن أبوليوس الأمازيغي سبق كافكا النمساوي بما يقارب ألفي سنة. ‏
بكتابه التحولات {أو الحمار الذهبي}، احتل أبوليوس الصف الأول مع كبار‎ ‎الكتاب‎ ‎العالميين‎ ‎الخالدين. ‏

كان أبوليوس يعتز بأنه كتب شعرا ‏كأوبدوكل، وكتب حوارات كأفلاطون وقصصا ككسينوفان، وتراتيل كسقراط، ومسرحيات كبيشارم... كما ‏أنه كتب أيضا باللغة اللاتينية والإغريقية في الحساب والموسيقى والفلاحة... وأهم مؤلفات أبوليوس التي ‏وصلتنا، نذكر: ‏
‏1- كتاب الدفاع أو السحر، حيث يدافع عن نفسه بحرارة إثر اتهامه بالشعودة ويكشف القناع عن ‏إحساس حاد بقيمه الشخصية. ‏
‏2- كما ترك لنا أبوليوس كتابا آخر هو‏‎ ‎الفلوريدات ‏Les Florides، ويمكن ترجمة هذا العنوان إلي ‏اللغة العربية بالورديات‎ ‎‏ أو الزهريات ، وهي أنطولوجيا تضم مختارات من أعماله وندواته وخطبه.
‏3- كتاب التحول، وهو رواية ساخرة سماها الحمار الذهبي حيث يحكي عن الحب والنفس والآلهة ‏والجن وعادات الإمبراطورية الرومانية. ‏
‏4- كتاب حول إله سقراط يتطرق لعالم الأرواح والجن. شخصيات غريبة يقدمها الكاتب تجد مكانها ‏في العالم الإلهي وعالم البشر. ‏
‏5- كتاب فلسفي حول مذهب أفلاطون يتعرض للأمور الأخلاقية والمادية. إنها قراءة مراوغة لمسألة ‏الأخلاق عند أفلاطون.‏
‏6- كتاب يتعرض لعلم الفضاء وموضوع الدين. هنا يذهب أبوليوس إلى تقديم فكرته التي تفيد بأن الله ‏أصل الحياة.


بالإضافة إلى كتب أخرى في الحياة وفي المذهب الأفلاطوني.
لا يعرف أي شيء عن وفاة أبوليوس: أين ومتى وتحت أية ظروف مات. لكن الأكيد هو أنه توفي ‏حوالي 170 ميلادية قرب قرطاج.










Lucius Apuleius

A Romanized Berber of the provincial aristocracy in Madura Africa, he was a gifted lawyer, travelling lecturer and an opponent of Chirstianity.

His literary interests involved mystical religions, magic and philosophy. What survives are his Apologia, a defense of himself against accusations of practicing magic, the Florida, a collection of his lectures and philosophical writings, and the Metamorphoses, a popular romance.

Also: De deo Socratis, De dogmate Platonis, De Mundo and his famous Aureus Asinus. His works are a valuable source of social life and the religious trends of the times. "Psyche.lamented her solitary life, and being disquieted both in mind and body, although she pleased all the world, yet hated she in her self her own beauty."