شرح الشرط الرابع لإتقان الاستخارة ( 3) طمأنينة الجارحة وعلاقتها بالاستخارة مع أمثلة
27-08-2015, 02:51 PM


شرح الشرط الرابع لإتقان الاستخارة
( 3) طمأنينة الجارحة وعلاقتها بالاستخارة مع أمثلة



التمهيد :
هذه المقالة الثالثة من شرح الشرط الرابع لشروط إتقان الاستخارة ، (( الطمأنينة )) ، وشروط إتقان الاستخارة على الرابط :

هناك علاقة بين طمأنينة القلب والجارحة ، وهي أن ما في القلب تعبر عنه الجوارح مثل القلق والاكتئاب والاضطراب، ونظراً لوضوح هذه الأمور من حيث دلالتها على ضعف طمأنينة القلب فلا حاجة إلى تفصيل فيها ، ولكن ما يحتاج إلى تفصيل وبيان هو تمليك القواعد التي تبنى عليها الأحكام ؛ ليسهل بعد ذلك تنـزيل الحكم لأي شخص يتمتع بثقافة شرعية ، أي لا يلزم أن يكون طالب علم ، ولهذا قال السلف : ((من حفظ المتون نال الفنون)).
ومن تلك القواعد تعريف طمأنينة الجارحة :
((هي التأني في الحركة فلا تنتقل من عمل إلى عمل آخر حتى تستكمل شروط وأركان وواجبات العمل الأول)) .
وقد دلت النصوص الشرعية على ذلك منها :



الحديث الأول :
((لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه في الركوع والسجود)) أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي، وصححه الألباني وغيره .



الحديث الثاني :
((لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء... ثم يركع ويضع يديه على ركبتيه حتى تطمئن مفاصله وتسترخي)) أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي ، وصححه الألباني وغيره.



المثــال الأول :
استخار رجل لشراء حاسوب آلي-كمبيوتر- ، وحتى يطمئن قلبه استخار على نوع معين ؛ لأن وضعه المادي لا يسمح بشراء نوع ممتاز غالي الثمن ، وحتى يطمئن قلبه أكثر استخار على المحل الذي سيشتري منه ، ثم بعد بحث وجهد اشترى نوعاً آخر من مكان آخر بدون استخارة .



توضيحات لمعطيات المثال الأول :
1- لا يلزم من شراء نوعية ممتازة ومشهورة أن تكون خالية من العيوب لأسباب عدة منها : سوء النقل والخزن أو خلل أثناء التصنيع ، وإن كان يوجد ضمان على البضاعة وقد قيل :
((ليس العاقل الذي إذا وقع في الأمر احتال له ،
ولكن العاقل يحتال للأمر حتى لا يقع فيه )) .

2- لا يلزم من شهرة المحل وحسن خدماته المقدمة لزبائنه أن يحصل المشتري على بضاعة سليمة مائة بالمائة ، وإن كان هناك ضمان ، فالضمان قائم في الغالب على الإصلاح وليس الاستبدال ، كما أن مثل هذه المحلات في العادة أسعارها مرتفعة لا تناسب كل مشترٍ.



وهنا تبرز عدة أسئلة :
أ‌- كيف يمكن للمشتري أن يحصل على بضاعة جيدة بسعر يناسب وضعه المادي وفي نفس الوقت يلبي حاجته دون إفراط أو تفريط أو منغصات ، وهذا ما يسمى في علم التسويق المشتري المثالي؟!



ب‌- كيف يمكن للمشتري النجاة من تلك الاحتمالات أو التخفيف من أضرارها ؟ وكيف يمكن أن يميز بين البضاعة الممتازة ((أصلي)) والرديئة ((التقليد أو ما يسمى تقليد التقليد))؟ وكل هذه الأشياء قد تكون مقلقة أو محيرة لكثير من الناس وخصوصاً بعد انتشار ظاهرة الغش في البيوع .



الإجابة :
أحسن طريقة لكل ذلك هي الاستخارة التفصيلية لتصفية الاحتمالات المزعجة أو المقلقة ، لأن المولى سبحانه هو علام الغيوب وقد قال :
(( أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )) . [الملك:14].



تحليل المثال للإتقان :
عودة إلى المثال لربط العلاقة بين طمأنينة القلب والجارحة ويمكن تلخيصها في الآتـــي:

1- أين طمأنينة الجارحة التي تدل على طمأنينة القلب ؟ وقد اشترى نوعاً آخر بدون استخارة فهذه الجزئيات التفصيلية التي سبق الإشارة إليها لها دلالات وأسباب ونتائج ينبغي معرفتها ومراعاتها لمن أراد أن يتقنها.



2- قد يقول قائل : أعجبه النوع الثاني فاشتراه ويعتبر هذا من الصرف عن النوع الأول.
الإجابة :
سيكون ذلك وارداً إذا استخار على النوع الثاني ، وكان يكفيه الاستخارة على الشراء فقط ، ولكن لما أحب الاستكثار من الخير كان ينبغي أن يراعي ضوابط هذا الاستكثار.



3- استخارته على الشراء من محل معين ثم الشراء من محل آخر دون استخارة ، فيه منافاة للأشياء التي سبق بيانها.

المثال الثــــاني :
رجل محتاج سيارة وبعد بحث وجد سيارة للبيع فأعجبته ووجد سعرها مناسباً فاستخار الله لشرائها، فطلب منه البائع أن ينتظره شهراً ليقضي فيها أموراً مهمة ومن ثم سيسافر فوافق المشتري ، ولكنه أصبح يتردد عليه أكثر من مرة ويعاجله قبل انتهاء الفترة المتفق عليها .
فهذه العجلة ينبغي ربطها بطمأنينة الجارحة ، فِلمَ العجلة والاستعجال طالما أنه قد استخار الله وتوكل عليه ؟ ألا يدل ذلك على خلل ما ؟ ، وقد يقول قائل هذه فرصه قد تضيع عليه ، فالجواب ، إذن لماذا استخار وأين التوكل وثماره؟


منقول بتصرف .. شكر الله جهد الجميع

= = == = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =


توقيع الاستخارة غيّرت حياتي
(( كما غيّرت الاستخارة حياتي ؛ ستغير حياتك حتما ؛ إذا أتقنتها وأكثرت منها ، وتجوز بالدعاء ، وهذه من نعمة الله للإكثار منها دون مشقة ، وشكر النعمة نشرها ، وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ))
من هذا الرابط ستتغير حياتك بإذن الله .
http://montada.echoroukonline.com/fo...play.php?f=512

= = == = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =