المعارضة تباغت النظام القطري داخل بيت الحُكم
19-09-2017, 06:43 PM


انقلابات داخل الحكومة القطرية (أرشيف)





تسارعت خلال اليومين الماضيين دعوات من داخل أسرة نظام الحكم قطر إلى عقد مراجعات لتصويب سياسة الحكم، في ظل "العاصفة" التي هزّت أركانه، بعد المقاطعة العربية المؤثرة، والانتقادات الدولية، والاتهامات التي تربط الدوحة بالإرهاب، حتى أصبحت جزيرة معزولة عن محيطها.

فبعد دعوة الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، الأحد الماضي، إلى اجتماع وطني لبحث الأزمة القطرية، لإعادة الأمور إلى نصابها ولتقوية اللحمة الخليجية، جاءت مساء أمس دفعة قوية لمسار الجناح المناهض لحكم نظام الحمدين في الدوحة، عبر الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني، الذي أكد دعمه لاجتماع وطني لتصحيح الأوضاع في قطر، ووقف سياسة حكومتها المزدوجة.

وازدواجية مواقف حكومة الدوحة، ترجع لوجود مراكز قوة متعددة داخل بيت الحكم القطري، ما أدى إلى ازدواجية المواقف وتبعثرها، فالسياسة القطرية تمتلك مركز قوة بيد أمير البلاد تميم بن حمد ومركز قوة آخر أقوى منه خارج إرادة الأمير نفسه، وذلك ما يجعلها تتضارب على مدار الساعة.

تنظيم متعدد الوجوه
وباتت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، تواجه اليوم في ظل الأزمة الخليجية، تنظيماً متعدد الوجوه، يدير زمام الأمور بقطر، فالازدواجية التي تمارسها حكومة الدوحة تعصف بقادة الحكم، وهو دليل على ما نشهده من منازعات داخل النظام القطري.

فممارسات نظام قطر السياسية والإعلامية تشير إلى استمراريتها بالمضي في الخطأ والغي والعدوان، فخطابات الدوحة الموجه إلى جيرانها والعالم تثبت عزمها وإصرارها على العزلة والتضحية بكل مقدرات ومكتسبات الشعب القطري، وكل ما تفعله يعكس بوضوح الارتباك والتخبط والازدواجية والتناقض بين الأقوال والوقائع والأفعال.

وأصبح من الضرورة فهم أيدولوجية النظام القطري، وديناميكية إدارته للأزمة، لمعرفة آلية التعامل المثلى معه، خاصة بعد ظهوره بعباءته الحقيقية الداعية للفوضى بالمنطقة، والتي لا تريد أن توقف دعمها وتمويلها ورعايتها للكيانات الإرهابية.

ظهور عبدالله آل ثاني
رددت الدول العربية مراراً وتكراراً لقطر بأن حل الأزمة يكمن في الرياض وليس في حضن الغريب، ولكن الدوحة عمدت إلى رفض الاستماع لصوت العقل والمنطق.

وبعد مرور 80 يوماً على الأزمة، لم يصدر أي قرار ناضج وموثوق من قبل الدوحة، بل على العكس زادت في الصراخ والتشويه وقلب الحقائق، حتى ظهر الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني كوسيط لحل الأزمة، إذ بات يعتبر صوت الحكمة والعقل ومصدر الثقة التي فقدتها قطر.

فالشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، هو أحد كبار الأسرة الحاكمة في قطر، وحفيد ثالث حكام قطر، ووالده الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني، رابع حكام قطر، وشقيقه هو خامس حكام قطر الشيخ أحمد بن علي آل ثاني.

وكان الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، التقى وليَّ عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان في جدة مستهلاً "وساطة خير" للحجاج القطريين بدخول الأراضي السعودية في ظل قرار مقاطعة الدوحة.

وظهور الشيخ عبدالله هز قصر الحكم في قطر، كما أن وساطته أزعجت الدوحة تماماً، فوقع ارتباك كبير بالتعامل مع ظهوره، خاصة بعد اتفاق جميع القطريين على شخصيته واحترامه، وذلك ما يلمح إلى إمكانية وجود وبداية انقسام جديد في الأسرة الحاكمة بقطر.

انضمام سلطان بن سحيم
وبعد يوم على بيان الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني الذي دعا للاجتماع من أجل التباحث لحل الأزمة القطرية، استجاب عضو من الأسرة الحاكمة في قطر لهذه الدعوة.

أطل الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني، ليقول في بيان مصور للشعب القطري، إن "السكوت على ممارسات النظام القطري بات أمراً مستحيلاً"، وأضاف في البيان "دورنا اليوم التنمية والتضامن لتطهير أرضنا"، وأعرب عن تخوفه من أن يرتبط اسم القطري بالإرهاب، إذ لفت إلى ارتكاب الحكومة القطرية أخطاء فادحة بحق الإخوة في الخليج.

من هو الشيخ سلطان بن سحيم؟
الشيخ سلطان ولد في العاصمة القطرية الدوحة عام 1984، وهو الابن الثامن للشيخ سحيم بن حمد آل ثان، وهو حاصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة القاهرة، ومتزوج وله 3 أبناء و3 بنات (محمد، سحيم، عبدالعزيز، منى، عائشة، لطيفة).

وأما والده، فهو شقيق الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر الأسبق، وكان أول من تولى منصب وزير خارجية لدولة قطر بعد استقلالها عام 1972، ويعرف بأنه صاحب جهود عظيمة ومشهودة في بناء قطر الحديثة، وله مواقف واضحة في قضية الصراع العربي الإسرائيلي وقضية فلسطين، وارتبط أيضاً بعلاقة متينة بدول خليجية وعربية وإسلامية، وله علاقة وثيقة بالسعودية وملوكها والقئد المؤسس لدولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

وأعلن الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني، عن دعمه لدعوة العضو الآخر البارز في الأسرة، الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني لاجتماع وطني لتصحيح الأوضاع في قطر، لينضم إلى قائمة متزايدة تضم أعضاء في الأسرة الحاكمة وشيوخ قبائل ووجهاء وأعياناً قطريين يسعون لتغيير سياسة بلادهم في دعم الإرهاب والحركات المتشددة.

الزخم الإعلامي لمؤتمر المعارضة
وترافقت تلك التطورات مع زخم إعلامي للمعارضة القطرية في الخارج، حيث عقدت مؤتمرها الأول مطلع الأسبوع الماضي، لتضيق الخناق على تنظيم الحمدين، ويعلو صوتها رسمياً من لندن، مظهرة الدور التخريبي الذي تقوم به سياسة الدوحة متمثلة بالحمدين وتميم.

وجاءت مطالب المؤتمر واضحة إذ شددت ضرورة التحرك لإنقاذ الشعب القطري من خطر المؤامرات التي يحيكها تنظيم الحمدين، مع إدراك المعارضة أن التغيير الذي ينشده القطريون لن يكون مفروشاً بالورود.

وبعد أن حرمت الدوحة القطريين من جنسيتهم وعتقال الكثيرين بمن فيهم قبيلة "آل مرة"، لم تصمت القبيلة عن إجراءات الحكومة القطرية التعسفية واستنكرت قرارها بإجراءها اجتماع طارئ لأفراد القبيلة التي تمثل 60٪‏ من الشعب القطري و 70٪‏ من أفراد القطاع العسكري.

وتصاعدت حدة الضغوط على حكام الدوحة، بداية بظهور الشيخ عبدالله آل ثاني كـ"وسيط خير"، وبروز المعارضة القطرية بقوة في آخر مؤتمر لها بلندن، وتداعيات سحب الجنسة من قبيلة "آل مرة"، وآخرها بيان الشيخ سلطان بن سحيم المعارض لسياسات الدوحة، كلها أدلة تؤكد رفض الشعب القطري لنظام تميم وتطالب بمحاسبته وتنحيه عن الحكم.

وتحولت الدوحة إثر سياستها لمكتب إدارة ملفات سوداء ومؤامرات على دول المنطقة، بدأ بانشقاقات داخل العائلة الواحدة، تشعبت لتصل إلى الشعب القطري المغلوب على أمره الذي انتزعت كل حقوقه، وتحول لأداة تخدم مخططات العدو الهادفة لتمزيق المنطقة.