من سخافات كتاب الأيام الأخيرة لمحمد (عليه الصلاة و السلام)
21-11-2018, 09:14 PM
قالت الكاتبة التونسية هالة الوردي في كتابها المعنون بـ (الأيام الأخيرة لمحمد) بأنّ المصادرالتي تكلمت في سيرة المصطفى عليه الصلاة و السلام "تثير العديد من الأسئلة؛ فالقرآن جمع بعد وفاة الرسول..."
طبعا هي هنا تعامل القرآن الكريم ،كتاب الله الحكيم كأي كتاب آخر في نقد الأخبار و الأقوال الصادرة عن البشر و التي يحتمل وقوع أصحابها في الخطأ لطبيعتهم البشرية، و يظهر هذا من تاثرها بما أخذته من مصادر المستشرقين و الشيعة الامامية ..
وقال الدكتور باسم المكي( تونسي) عن هذا الكتاب :
( "و القارئ للكتاب " فلا بدّ له من قراءة السطور، وما خلف السطور، ولا بدّ أن يتوقّف عند النقطة، والفاصلة، والقوسين.
وهناك من شنّع عليها، وأدرجها ضمن المغضوب عليهم من "الانسلاخسلامييّن" في ملتقى الجمعيّة الدوليّة للمسلمين القرآنيين . و صرّحت الباحثة، منذ المقدمة أنها تسعى إلى البحث عن محمّد التاريخي،ذاك الرجل من لحم ودم .. وقد اعتبرت الباحثة أنّ المسلمين لا يعرفون شخصية نبيهم؛وإنّما هم يعرفون صورة أسطوريّة ومقدسة عنه، وهذه الصورة الأسطوريّة، هي التي تجعلهم يتعصبون له، ويحرّمون الرسوم التي تجسّده ..) انتهى .
( "و القارئ للكتاب " فلا بدّ له من قراءة السطور، وما خلف السطور، ولا بدّ أن يتوقّف عند النقطة، والفاصلة، والقوسين.
وهناك من شنّع عليها، وأدرجها ضمن المغضوب عليهم من "الانسلاخسلامييّن" في ملتقى الجمعيّة الدوليّة للمسلمين القرآنيين . و صرّحت الباحثة، منذ المقدمة أنها تسعى إلى البحث عن محمّد التاريخي،ذاك الرجل من لحم ودم .. وقد اعتبرت الباحثة أنّ المسلمين لا يعرفون شخصية نبيهم؛وإنّما هم يعرفون صورة أسطوريّة ومقدسة عنه، وهذه الصورة الأسطوريّة، هي التي تجعلهم يتعصبون له، ويحرّمون الرسوم التي تجسّده ..) انتهى .
و لقد لاقى الكتاب نقدا شديدا من الأكاديميين التونسيين خاصة الدكتور باسم المكي و الدكتورة ناجية الوريمي بتونس (تخصص حضارة) و أن الكتاب عبارة عن تجميع روايات في سياق ذي اتجاه وحيد ، و حتى المصادر كانت من توجه ايديولوجي معين ...
هل تعلم الكاتبة كم سنة مضت بعد وفاة الرسول عليه الصلاة و السلام لجمع القرآن الكريم ؟ و هل تعلم أن الذي جُمع كانت الصحف التي كُتب فيها القرآن بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فلا مجال للاصطياد في المياه العكرة إذن .
إن الله أوكل حفظ التوراة و الانجيل الى علماء بني إسرائيل و أحبارهم فلم يحفظوها ،و حرفوها (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ، يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ، فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ، وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ .)
أما القرآن فإن الله تعالى استأثر بحفظه بنفسه (إنَّا نَحْنُ أنزلنا الذِّكرَ و إنَّا له لَحافِظون(
و لا يمكن لما حَفظ اللهُ أن يُحرف أو يَضيع .
إن جمع القرآن لا يطلق على جمعه في مصحف فقط ، و إنما يقصد به حفظه في الصدورو جمعه في المصحف ؛ كما قال الله تعالى : ( إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ) قال ابن عباس رضي الله عنهما : " جمعه لك في صدرك " رواه البخاري ، ومسلم .
و إن جمع القرآن بهذا الأسلوب بدأ منذ بداية وحيه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم .
وروى البخاري (3810) ومسلم (2465) عن أنس رضي الله عنه قال : " جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَةٌ كُلُّهُمْ مِنْ الْأَنْصَارِ : مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَبُو زَيْدٍ " .
فحفظه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحفظه الصحابة رضي الله عنهم ، والمؤمنون من بعدهم ، وهذا أمر لم يتوقف على وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، بل لا يتأتى حفظ القرآن وجمعه من بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، إلا إذا كان كله محفوظا مجموعا في حياته صلى الله عليه وسلم .
و جمع القرآن في المصحف ، القصد منه الترتيب المعهود ، وهذا هو الذي تأخر إلى خلافة الصديق رضي الله عنه ، بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .
روى البخاري (4679) أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَانَ مِمَّنْ يَكْتُبُ الْوَحْيَ قَالَ : أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ وَعِنْدَهُ عُمَرُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فَقَالَ إِنَّ الْقَتْلَ قَدْ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِالنَّاسِ وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ فِي الْمَوَاطِنِ فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنْ الْقُرْآنِ إِلَّا أَنْ تَجْمَعُوهُ ، وَإِنِّي لَأَرَى أَنْ تَجْمَعَ الْقُرْآنَ ... الحديث ، وقال زيد :
" فَقُمْتُ فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنْ الرِّقَاعِ وَالْأَكْتَافِ وَالْعُسُبِ وَصُدُورِ الرِّجَالِ ، وَكَانَتْ الصُّحُفُ الَّتِي جُمِعَ فِيهَا الْقُرْآنُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ، ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ، ثُمَّ عِنْدَ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ" .
إن الله أوكل حفظ التوراة و الانجيل الى علماء بني إسرائيل و أحبارهم فلم يحفظوها ،و حرفوها (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ، يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ، فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ، وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ .)
أما القرآن فإن الله تعالى استأثر بحفظه بنفسه (إنَّا نَحْنُ أنزلنا الذِّكرَ و إنَّا له لَحافِظون(
و لا يمكن لما حَفظ اللهُ أن يُحرف أو يَضيع .
إن جمع القرآن لا يطلق على جمعه في مصحف فقط ، و إنما يقصد به حفظه في الصدورو جمعه في المصحف ؛ كما قال الله تعالى : ( إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ) قال ابن عباس رضي الله عنهما : " جمعه لك في صدرك " رواه البخاري ، ومسلم .
و إن جمع القرآن بهذا الأسلوب بدأ منذ بداية وحيه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم .
وروى البخاري (3810) ومسلم (2465) عن أنس رضي الله عنه قال : " جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَةٌ كُلُّهُمْ مِنْ الْأَنْصَارِ : مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَبُو زَيْدٍ " .
فحفظه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحفظه الصحابة رضي الله عنهم ، والمؤمنون من بعدهم ، وهذا أمر لم يتوقف على وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، بل لا يتأتى حفظ القرآن وجمعه من بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، إلا إذا كان كله محفوظا مجموعا في حياته صلى الله عليه وسلم .
و جمع القرآن في المصحف ، القصد منه الترتيب المعهود ، وهذا هو الذي تأخر إلى خلافة الصديق رضي الله عنه ، بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .
روى البخاري (4679) أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَانَ مِمَّنْ يَكْتُبُ الْوَحْيَ قَالَ : أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ وَعِنْدَهُ عُمَرُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فَقَالَ إِنَّ الْقَتْلَ قَدْ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِالنَّاسِ وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ فِي الْمَوَاطِنِ فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنْ الْقُرْآنِ إِلَّا أَنْ تَجْمَعُوهُ ، وَإِنِّي لَأَرَى أَنْ تَجْمَعَ الْقُرْآنَ ... الحديث ، وقال زيد :
" فَقُمْتُ فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنْ الرِّقَاعِ وَالْأَكْتَافِ وَالْعُسُبِ وَصُدُورِ الرِّجَالِ ، وَكَانَتْ الصُّحُفُ الَّتِي جُمِعَ فِيهَا الْقُرْآنُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ، ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ، ثُمَّ عِنْدَ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ" .
وهناك جمع ثالث تم في خلافة عثمان رضي الله عنه ، وهو جمع الناس على مصحف واحد ، وحرف واحد من الأحرف (قراءة )التي نزل بها القرآن ، واعتماد هذا المصحف العثماني الأم .
قالوا : أفصح الناس سعيد بن العاص ، وأقرؤهم زيد بن ثابت ، فقال : ليكتب أحدهما ويمل الآخر ففعلا وجمع الناس على مصحف " قال علي : والله لو وليت لفعلت مثل الذي فعل .
وصححه الحافظ في "الفتح" (9/18)
فالجمع الذي حصل في عهد الصديق وفي عهد عثمان رضي الله عنهما هو جمع القرآن في كتاب واحد ، وهو المصحف .
أما الجمع في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حفظه في صدور المؤمنين مع كتابته في الصحف ،كما قال الله تعالى : ( بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ (
قال ابن كثير رحمه الله :
" أي : هذا القرآن آيات بينة واضحة في الدلالة على الحق ، أمرًا ونهيًا وخبرًا ، يحفظه العلماء ، يَسَّره الله عليهم حفظًا وتلاوةً وتفسيرًا " .
فالذي تأخر عن عهد النبي صلى الله عليه وسلم هو جمع القرآن من الصحف والرقاع ، وجعله كله في مصحف واحد ، كما هو المعهود الآن ، وليس أن شيئا منه كان ضائعا ، أو غير محفوظ ، أو غير مجموع في الصدور ، حتى تم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فإن هذا أمر لا يمكن ؛ بل القرآن الذي جمعوه في المصحف ، هو نفسه القرآن المحفوظ في صدور الذين أوتوا العلم ، لا يزيد عنه ولا ينقص .
إن محاولة التشكيك في القرآن بادعاء تأخر جمعه إلى بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم مردودة على الكاتبة ، و هنا وقعت في خطأ جسيم لما حاولت أن تقيس تأخر جمع و كتابة التوراة و الانجيل عن موسى و عيسى عليهما السلام ، و التي فاقت ثلاثة قرون و لم تكن مكتوبة في عهدهما ، على القرآن الذي كتب في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم و جمعت صحفه في عهد أبي بكر الذي كانت خلافته مباشرة بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم لتوضع في مكان واحد في انتظار ترتيبها فقط في مصحف جامع كما هي حاله اليوم . فلا للمغالطة و لا مجال للمقارنة بين القرآن و التوراة أو الانجيل في الحفظ و الجمع .
بلادي و إن جارتْ علي عزيزة ٌ** و قومي و إن ضنوا علي كِرامُ
من مواضيعي
0 من وصايا رسول الله صلى الله عليه و سلم لأبي ذر الغفاري رضي الله عنه
0 حول احتفالات رأس (أو رقص) السنة
0 لجنة جمع القرآن في العهد العثماني
0 حتى تصير العربية لغة مصانع الصلب في الحجار ومعامل تكرير الغاز في سكيكدة وآرزيو
0 يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة
0 نكسة المدرسة الفرنسية
0 حول احتفالات رأس (أو رقص) السنة
0 لجنة جمع القرآن في العهد العثماني
0 حتى تصير العربية لغة مصانع الصلب في الحجار ومعامل تكرير الغاز في سكيكدة وآرزيو
0 يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة
0 نكسة المدرسة الفرنسية