سفر وأحلام في بحار المنى !!
10-02-2019, 02:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم





سفر وأحلام في بحار المنى !!
قــــــــال :
يندر من يرتع في ظلال السعادة مثلي .. والصمت إجرام لو داومت صمتي .. هي بخفة الدم قد آسرت قلبي .. وبطيب الأخلاق قد تملكت أمرى .. وبروعة الجمال قد أذهبت عقلي .. وبرشاقة القامة قد أربكت حكمي .. وبسماحة الخصال قد أذهبت روعي .. وبحلاوة البسمة قد أطفأت غضبي .. وبطيب الخواطر قد أطربت أذني .. كم أدعي العزم والحزم ثم ينهارعزمي .. ماهرة تدري بمقدارعزتها في عمق نفسي .. فتزيدني دلالاُ كلما بالغت في حزمي .. وحين أغضب تدير خدي بأناملها نحو عيونها حتى تنال عطفي .. فأبحر في بحار العين ناسياُ مقدار التخطي .. وتلك عيونها تجعل القلب طائعاُ رغم أنفي .. عيونها كالغدير صفاءُ تطرد أسباب التحدي .. وجمال الخدود يزيدني إمعاناُ في التسامح والتهدي .. وبسمات ثغرها تذيب ثلوج الصد بالتمني .. كلما أبحر في بحار الحسن أنسى مقدار حزني .. هي باقة من صفات الجمال تنيرعقلي وفكري .. وكلما أرى المحاسن فيها أحمد الله في قدري وحظي .. ضحكاتها كنوازل الغيث تغسل غيظي .. ووجهها كمنارة السواحل ترشد دربي .. تواجدها بالقرب يطرد الأحزان من عمق نفسي .. وغيابها عن الجوار يمثل الجوى والتردي .. منصفة عادلة تماثل الشمس في عطاءها لتنير يومي .. سامقة نضرة كالبدرتطارد الهموم لتنير ليلي .. لا تحلو الحياة بدونها فهي ملاذ قلبي الذي يشقي .. قلب تشغله النوازل بالهموم فإذا بها كالترياق تشفي .. هي كالشهيق والزفير تجدد الأنفاس في متاهة صدري .. بدونها الحياة عقيمة وثقيلة لا تجدي .. أنا لها وملكها من حيث تدري ولا أدري .. وهي لنا وملكنا من حيث أدري ولا تدري .. يا أيها السائل عن أحوالنا توقف عن الملامة بالقدر الذي يكفي .. لقد نالنا الرضا يوم أن قال وكيلها : ( لقد رضيت عن موكلتي مثل الجدي ) .
ـــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
التعديل الأخير تم بواسطة عمر عيسى محمد ; 10-02-2019 الساعة 05:04 PM سبب آخر: تعديلات في بعض الفقرات