تعليم الطفل في البيت
28-08-2017, 09:13 AM
تعليم الطفل في البيت
د. سامية منيسي
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:
يبدأ تعليم الطفل دائمًا منذ نعومة أظفاره؛ ليصبح نقشًا على العقل والنفس، ويترك بذلك آثاره التي تدوم مع الإنسان طول عمره، فالسنوات الأولى من عمر الطفل هي: أهم السنوات التي تكوِّن شخصيته وسلوكه، لذلك كان لا بد من أن يبدأ تعليم الطفل منذ صغره وداخل منزل أهله، والمعلم الأول هو: الأب والأم اللذان يتحملان عبء تربية أبنائهما، فتتكون شخصية الطفل بصورة كبيرة داخل بيته، وذلك قبل أن يلتحق بالمدرسة، مدرسة الحياة، بدءًا من تعليمه في مدرسة الحي أو القرية أو المدينة، واختلاطه بأقرانه، حتى يتخرج ليواجه مجتمع الناس في معترك الحياة العامة بكل إيجابيات هذا المجتمع وسلبياته، فيُحسن التصرف والمعاملة بعد أن ينضج العقل ويستوي الجسم.
وفي المنزل تتشكَّل شخصية الطفل بصورة كبيرة قد تؤثر على نجاحه أو فشله في مدرسته وجامعته، أو في مدرسة الحياة الكبرى التي نعيش فيها جميعًا.
ففي المنزل يتعلم الطفل كيف يحترم الكبار، وكيف يتعلم الأسلوب المهذب في معاملته لإخوته وأقرانه وجيرانه، وكيف لا يعتدي على أحد ليأخذ مملكاته؛ كالأشياء التي يمتلكها طفل آخر - كاللُّعَب وغيرها - إلا بعد استئذانه لفترة معينة، ثم يردها إليه، وكيف يتعلم الصدق في الحديث، والأمانة في المعاملة، مستمدًّا ذلك من مبادئ الإسلام التي تعلِّمها الأمُّ له وكذلك الأبُ؛ مثل: الصدق والأمانة، والتدريب على الصلاة والصيام، والعطاء لمن حُرِم من الأطفال وغيرهم، وكذلك يتعلم الطفل القناعة، وألا ينظر إلى نعم غيره، ويحمد الله على كل صغيرة وكبيرة.

ويتعلم أيضًا الصبر عند المواقف التي تستدعي ذلك حسب مستواه العمري؛ بالإضافة إلى ذلك، فإن على الأبوين المسلمين مسؤولية كبيرة في تعليم أبنائهما حفظ القرآن الكريم، والالتزام بسلوكه القويم في كل شيء، والتأدب بآداب الإسلام في المأكل والمشرب والحديث، وعدم النظر إلى عورات الناس، أو نعم الله عليهم، والبعد عن الحسد أو الغيبة أو النميمة، أو غير ذلك من السلوك الذي أمر به الإسلام الحنيف؛ سواء في كتاب الله، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهديه في ذلك.

هذا بالإضافة إلى قيام كل من الأم والأب بتعليم الطفل مبادئ القراءة والكتابة، ومعرفة اللغة معرفة مبسطة، ومبادئ الحساب، وغير ذلك من الأمور المبدئية، وكذلك تنسيق وقته بين اللعب والجد؛ حتى يستفيد من الوقت استفادة كاملة.

وفق الله كل أب وأم لحسن تربية أطفالهما.